شعرت
بأن جسدي ناطق متوقف
عذر إبني..
سألتني أن أكتب لك بدمك المراق نشيدا
..
ولكنني
سبقتك وكتبت لك بدمي المراق حديثا ..
كتبت لك بدم الأم المكلومة
ابني
لطالما كنت أنت الإبن البار
المطيع والمقرب
اذكرك..
وكلما ذكرتك
سبقتني دموعي..
وحركتني أحاسيسي
..
وسرحت صورتك بخيالي
ويالها من صوره ..
مبتسم
ضاحك
متفائل
بشوش
ودود
محب للاخرين
عابد زاهد
محب للمساجد
صوام قوام
محب للخير
ابني
يعلم الله
أن مكانتك عندي لا تعادلها مكانة
فأنت الابن الأثير
البار الحنون الودود
يعلم الله
أن منزلتك بمنزلة الروح
ابني
مهما كتبت
لا تسعفني الكلمات...
ولا تلهمني العبارات ...
ولأول مرةأعجز عن التعبير
لأن ما في القلب يبقى بالقلب..
ابني
..
لطالما
كنت لك
مستمعة
ومؤيدة ومحرضة ..
لطالما
تمنيت لك الذهاب
وفتحت لك الافاق
ومهدت لك الدروب
وسهلت لك الامور..
لطالما
تمنيت لك بان تحقق مبتغاك
وياله من مبتغى مشرف
ولكنني ..
نسيت
بأنني أم
وأنك فلذة قلبي
وقطعة مني..
وتناسيت
ما سيلحقني من ألم ومرارة
وحسرة لفقدانك ..
وتجاهلت
إحساسي ومشاعري كأم
ودفعت بك بعقلي
وشجعتك بايماني
وشددت عليك بعزيمتي وإصراري
ونسيتك بقلبي
ونسيت قلبي
المدمع
المتالم
المحترق
المراق على فراقك
نعم يا بني
هذه هي الحقيقه..
خاطبتك بعقلي
ونسيتك بقلبي
أيها البطل
مضيت
بحالك وحيدا
أنيسك الله ونعم الأنيس والونيس هو الله ..
.كلمتك التوحيد
شعارك الإيمان
رايتك الحق.
.مبتغاك الجنة ..
مضيت بإطمئنان سعيدا مستبشرا مسرورا
تسابق خطواتك بإصرار وبعزم وثقه مأجورا...
هنيئا لك هنيئا لك شجاعتك وإقدامك أيها البطل
هنيئا لك بايمانك وثقتك بالله
وهنيئا لي بك أمضي
ابني
امض على درب الجهاد مسرورا
امض على درب الجهاد مأجورا
إنجز مبتغاك
وائت بقصدك
امض فأنت على حق باذن الله تعالى
امض ولن يضيعك الله ابدا
ابني
فلذة قلبي
نظر عيني
يا قطعة مني..
لن أبكي عليك حسرتا أو تنهيدا
بل أنا فرحة لما أنت عليه
امض ابني
فليس مثلك من يبكى عليه أيها البطل
أنت من الرجال الأوفياء
الذين نحسبهم صدقو الله ورسوله على ما عاهدوا عليه
امض بني
اسأل الله أن يرضى عنك ويرضيك
اسأل الله أن يرضى عنك ويرضيك
امض
على درب الجهاد محفوظا
اسأل من جلت قدرته
وعلا شأنه
وعم فضله
وعمت رحمته
أن يغدق عليك برحمته
وأن يثبتك
وأن لا يحرمك مبتغاك
وأن يبلغك أسمى مراتب الجنة
ويسخر لك ملائكته
ويجمعني بك بالفردوس الاعلى
ابني
لن اودعك
بل
سأستودعك الله
على أمل أن ألتقي بك بالدارالاخره بالفردوس الاعلى
فرحين مسرورين بما أتانا الله من نعيم ورزق كريم
محمد
لن اقول وداعا
بل سأقول الى اللقاء ...
أمك