أقسام الحديث الضعيف

(أقسام الحديث الضعيف) : أولاً : المردود بسبب سقط من الإسناد
(1) المعلق : ما حذف من مبدأ سنده راو فأكثر على التوالي .. مثل أن يحذف جميع السند ويقول قال صلى الله عليه وسلم : كذا ؛ أو يحذف كل الإسناد إلا الصحابي أو الصحابي والتابعي . (المعلق من أقسام الضعيف حتى يعرف سنده ثم يحكم عليه ، والمعلقات في الصحيحين لها حكم خاص قد مر ) .

(2) المرسل : ما سقط من آخر إسناده من بعد التابعي . . مثل : ما رواه الترمذي قال : (حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ (...) أَنَّ أُمَّ سَعْدٍ مَاتَتْ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَائِبٌ فَلَمَّا قَدِمَ صَلَّى عَلَيْهَا وَقَدْ مَضَى لِذَلِكَ شَهْرٌ ) فسعيد روى الحديث هنا دون أن يذكر الواسطة بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم . والصحيح من أقوال العلماء أن المرسل ضعيف.
ـ مرسل الصحابي صحيح وهو أن يقول الصحابي قال صلى الله عليه وسلم : كذا ، ولم يسمعه منه ولكن سمعه من غيره من الصحابة فيرويه دون أن يذكر اسم الصحابي الآخر الذي حدثه .

(3) المرسل الخفي : أن يروي عن معاصر لم يلقه . مثل : رواية المخضرمين أبي عثمان المهدي وقيس بن أبي حازم عن النبي صلى الله عليه وسلم ، لأنهم عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلقياه .

(4) المعضل : ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي : مثل : روى الحاكم بسنده إلى القعنبي عن مالك (...) (....) أن أبا هريرة قال : قال صلى الله عليه وسلم ((للملوك طعامه وكسوته بالمعروف)) هذا منقطع بين مالك وأبي هريرة لأن مالك رواه كما يلي :روى مالك في الموطأ .. عن مالك عن محمد بن عجلان عن أبيه عن أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم (( الحديث ..) .

(5) المنقطع : ما لم يتصل إسناده على أي وجه كان انقطاعه . فهو ما لم يتصل سنده مما لا يشمله المرسل أو المعلق أو المعضل ، مثاله :
روى عبدالرزاق عن الثوري (...) عن أبي إسحاق عن زيد بن يثيع عن حذيفة قال صلى الله عليه وسلم ((إن وليتموها أبا بكر فقوي أمين)) . فهو منقطع بين الثوري وأبي إسحاق لسقوط أحد الرواة وهو شريك

(6) المدلس : وهو إخفاء لعيب في السند وتحسين لظاهره : وهو أنواع :
أ ـ تدليس الإسناد : أن يروي عمن لقيه وسمع منه ما لم يسمع منه بصيغة من صيغ الأداء تحتمل وقوع اللقاء مثل ( عن ، قال ) مثال : قال ابن خشرم : كنا عند سفيان بن عيينة فقال : قال الزهري كذا ؛ فقيل له : حدثكم الزهري ؟ فسكت ثم قال : الزهري ، فقيل له : سمعته من الزهري ؟ ، فقال : لا ولا ممن سمعه من الزهري ، حدثنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري ، فأسقط اثنين بينه وبين الزهري وأوهم السماع منه ، وسماه بعض العلماء بتدليس القطع .
والفرق بين تدليس الإسناد والمرسل الخفي: أن الخفي:أن يروي عن معاصر لم يلقه ولم يسمع منه،بينما تدليس الإسناد أن يروي عمن لقيه وسمع منه بعض الأحاديث،فيروي عنه ما لم يسمعه منه .

ب ـ تدليس التسوية : هو إسقاط راو ضعيف بين ثقتين لقى أحدهما الآخر ، مثل : أن يروي الراوي حديثًا عن شيخ ثقة ، وذلك الثقة يرويه عن ضعيف عن ثقة ، ويكون الثقتان قد لقي أحدهما الآخر ، فيأتي المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول فيسقط الضعيف الذي في السند ويجعل الإسناد عن شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل ، فيسوي الإسناد كله ثقات .

ج ـ تدليس الشيوخ : أن يروي الراوي عن شيخ حديثًا سمعه منه ، فيسميه أو يكنيه أو يصفه بما لا يعرف به كي لا يُعرف : مثل ما ذكره الذهبي أن بقية بن الوليد كان يدلس ، ونقل عن ابن المبارك قوله فيه : نعم الرجل بقية لولا أنه كان يكني الأسامي ويسمي الكنى ، كان دهرًا يحدث عن "أبي سعيد الوحاظي" فإذا هو "عبدالقدوس" .

د ـ تدليس العطف : كأن يقول " حدثنا فلان وفلان" وهو لم يسمع من الثاني المعطوف .

هـ ـ تدليس السكوت : كأن يقول "حدثنا" أو "سمعت" ثم يسكت ، ثم يقول : هشام بن عروة أو الأعمش ، موهمًا أنه سمع منهما وليس كذلك .


(7) المعنن : هو قال الراوي : فلان عن فلان ، مثل : عن أسامة ين زيد عن عثمان بن عروة عن عروة

( المؤنن : هو قول الراوي : دثنا فلان أن فلانًا قال .. كالمثال السابق ولكن أن بدلاً من عن .
ـ المعنن والمؤنن من أقسام الحديث الضعيف فهو منقطع حتى يتبين اتصاله ، ويكون متصلاً بشروط (1) أن لا يكون المعنعن مدلسًا (2) إمكانية لقاء بعضهم بعضًا (3) ثبوت اللقاء.


ثانيًا : المردود بسبب طعن في الراوي
أولاً : التي تتعلق بالطعن في العدالة وهي (الكذب ـ التهمة بالكذب ـ الفسق ـ البدعة ـ الجهالة)

ثانيًا : التي تتعلق بالطعن في ضبط الراوي وهي (فحش الغلط ـ سوء الحفظ ـ الغفلة ـ كثرة الأوهام ـ مخالفة الثقات).

(1) الموضوع : هو الكذب المختلق المصنوع المنسوب إلى رسول الله  ، وهو الحديث الذي في إسناده راو كذاب ، وهو شر الضعيف وأقبحه ولا تحل روايته بالإجماع إلا لبيان وضعه .

(2) المتروك : هو الحديث الذي في إسناده راوو متهم بالكذب ، وسبب اتهامه بالكذب يكون إما بأن يُعرف بالكذب في كلامه العادي أو أن لا يروى هذا الحديث إلا من جهته ويكون مخالفًا لللقواعد المعلومة.

(3) المنكر : هو الحديث الذي في إسناده راو فحش غلطه أو كثرت غفلته أو ظهر فسقه ـ أو هو ما رواه الضعيف مخالفًا لما رواه الثقة {والذي رواه الثقة مخاقًا للضعيف يكون هو المعروف}.

(4) المعلل :إذا كان سبب الطعن في الراوي هو "الوهم" فحديثه يسمى المعلل ، والعلة : هي سبب خفي قادح في صحة الحديث مع أن الظاهر منه السلامة ، وهو علم دقيق ، ويستعان على معرفة العلة بأمور مثل تفرد الراوي أو مخالفته لغيره ، وقد تكون العلة في السند كالتعليل بالوقف والإرسال ، وقد تكون في المتن كحديث نفي قراءة البسملة في الصلاة .

(5) المدرج : ما غير سياق إسناده أو أدخل في متنه ما ليس منه بلا فصل .
فمدرج السند : مثل أن يسوق الراوي إسنادًا فيعرض له عارض فيقول كلامًا من قبل نفسه ، فيظن السامع أن ذلك الكلام هو متن ذلك الإسناد وليس كذلك ، مثل قصة ثابت بن موسى الزاهد في روايته من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار) وأصل القصة أن ثابت بن موسى دخل على شريك القاضي وهو يملي ويقول : حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال صلى الله عليه وسلم ..) ثم سكت ليكتب المستملي وأثناء ذلك نظر إلى ثابت فقال من كلامه : من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار ، وقصد بذلك الثناء على ثابت لزهده وورعه ، فظن ثابت أن كلام شريك القاضي هذا أنه متن ذلك الإسناد فكان يحدث به .
ومدرج المتن:ما أدخل في متنه ما ليس منه،مثل:حديث أبي هريرة (أسبغوا الوضوء ، ويل للأعقاب من النار) فقوله أسبغوا الوضوء مدرج من كلام أبي هريرة كما بين البخاري ، وقد يأتي الإدراج في وسط الحديث وأخره

(6) المقلوب : إبدال لفظ بآخر في سند الحديث أو متنه بتقديم أو تأخير .
والقلب في السند له صورتان : الأول : أن يقدم الراوي في اسم أحد الرواة واسم أبيه أو يؤخر مثل "كعب بن مرة" يقلبه "مرة بن كعب" ؛ والصورة الثانية : أن يبدل الراوي شخًا بآخر بقصد الإغراب مثل حديث مشهور عن "سالم" فيجعله الراوي عن "نافع" .
والقلب في المتن له صورتان : الأولي : تقديم وتأخير في بعض المتن مثل "ورجل تصدق بصدقة حتى لا تعلم يمينه ما تنفق شماله) فهذا مقلوب وصحته (حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه) ، والصورة الثانية : أن يجعل الراوي متن هذا الحديث على إسناد آخر ويجعل إسناده لمتن آخر وهكذا ، كما فعل أهل العراق في امتحان البخاري .

(7) المزيد في متصل الأسانيد : زيادة راو في أثناء سند ظاهره الاتصال ، مثل : روى ابن المبارك قال حدثنا سفيان عن عبدالرحمن بن يزيد خدثني بسر بن عبيد الله سمعت أبا إدريس قال سمعت واثلة قال سمعت أبا مرثد قال صلى الله عليه وسلم (لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها) فهذا فيه زيادة في الإسناد وهو "سفيان" و"أبو إدريس" فقد روي الحديث من دونهما مع التصريح بالسماع .. وترد الزيادة في الأسانيد بشرطين أن يكون من لم يزدها أتقن ممن زادها ، وأن يقع التصريح بالتحديث في موضع الزيادة .
( المضطرب : ما روي من أوجه مختلفة متساوية في القوة بحيث لا يمكن التوفيق ولا الجمع بينها .وقد يقع الاضطراب في السند مثل حديث "شيبتني هود وأخواتها" قال الدارقطني : هذا مضطرب فإنه لم يرو إلا من طريق أبي إسحاق وقد اختلف عليه فيه على نحو عشرة أوجه فروي مرسلاً وموصولاً ومنهم من جعله من مسند أبي بكر ومنهم من جعله عن عائشة ومنهم عن سعد وغير ذلك ، ورواته ثقات لا يمكن ترجيح بعضهم على بعض والجمع متعذر... ومثال الاضطراب في المتن كحديث "إن في المال لحقًا سوى الزكاة" وحديث "ليس في المال حق سوى الزكاة" قال العراقي : فهذا اضطراب لا يحتمل التأويل .

(9) المصحف : تغيير لكلمة في الحديث إلى غير ما رواها الثقات لفظًَا أو معنى .
التصحيف حسب موقعه :فقد يقع في السند مثل حديث شعبة عن "العوام بن مراجم" صحفه ابن معين فقال "العوام بن مزاحم ، وقد يقع في المتن مثل حديث "احتجر في المسجد " صحفه ابن لهيعة "احتجم في السجد"
التصحيف باعتبار منشئه : فقد يكون تصحيف بصر وينتج عن رداءة الخط أو عدم نقطه مثل حديث "من صام ستًا من شوال" صحفه أبو بكر الصلي فقال "من صام شيئًا من شوال) وقد يكون تصحيف سماع وينتج عن رداءة السمع أو بعد السامع مثل "عاصم الأحول" صحفه بعضهم فقال "عاصم الأحدب" .
تصحيف في المعنى : وهو أن يبقي اللفظ كما هو ولكن يفسره بمعنى غير مراد ، فقد ورد أن النبي  كان يصلي إلى عنزة وهي الحربة الصغيرة يتخذها سترة ، فظن البعض أنه يصلي إلى مكان قبيلة تسمى عنزة.

(10) الشاذ : وهو ما رواه المقبول مخالفًا لمن هو أولى منه ، وقد يقع الشذوذ في السند مثل ما روي من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس ..الحديث ، وتابع ابن عيينة على وصله ابن جريج وغيره ؛ وخالفهم حماد بن زيد فرواه عن عمرو بن دينار عن عوسجة ولم يذكر ابن عباس .. فيكون سند ابن حماد شاذ ... وقد يقع الشذوذ في المتن : مثل حديث "إذا صلى أحدكم الفجر فليضطجع عن يمينه" وهو من طريق عبدالواحد ، وقد خالف فيه العدد الكثير فقد رووه من فعل النبي صلى الله عليه وسلم لا من قوله ، وتفرد عبدالواحد من بين الثقات بهذا اللفظ فكان لفظه شاذَا .. وعكس الشاذ يسمى ((المحفوظ)) .

(11) الجهالة بالراوي (مجهول) : وهو عدم معرفة عين الراوي أو حاله ، فلم تعرف ذاته أو شخصيته أو عرفت شخصيته ولكن لم يعرف عن عدالته وضبطه شيء .وتقع الجهالة بسبب كثرة نعوت الراوي أو قلة روايته أو لعدم التصريح باسمه ويسمى هذا الأخير بالمبهم.

(12) البدعة : هي طريقة محدثة في الدين تضاهي الشرعية يقصد بها التقرب إلى الله تعالى ، وهي ما حدث من أهواء وعقائد وأعمال بعد النبي صلى الله عليه وسلم وإكمال الدين .
بدعة مكفرة: أي يكفر صاحبها بسببها كأن يعتقد ما يستلزم كفره أو أنكر أمرًا متواترًا ، وهذا ترد روايته .
بدعة مفسقة : أي يفسق صاحبها بسببها ولا يكفر ، وهذا لا تقبل روايته إلا بشرطين الأول : ألا يكون داعية إلى بدعته ، والثاني : ألا يروي ما يروج بدعته .

(13) سوء الحفظ : هو الراوي الذي لم يرجح جانب إصابته على جانب خطئه ..
ـ قد ينشأ سوء الحفظ معه من أول حياته ويلازمه في جميع حالته وهذا روايته مردودة .
ـ وقد يطرأ عليه سوء الحفظ إما لكبره أو ذهاب كتبه ونحو ذلك ، فما حدث به قبل الاختلاط وتميز فذلك مقبول وما حدث به بعد الاختلاط فمردود ، وأما ما لم يتميز أنه حدث به قبل الاختلاط أو بعده توقف به حتى يتميز .