القوات الإسرائيلية تسيطر على سفينة المساعدة الأيرلندية

القوات الإسرائيلية تسيطر على سفينة المساعدة الأيرلندية لغزة

قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلى، إن القوات الإسرائيلية اعترضت اليوم، السبت، سفينة المساعدة الأيرلندية ريتشل كورى، التى كانت متجهة إلى قطاع غزة، وسيطرت عليها دون حدوث مواجهات.

وأكدت المتحدثة "صعدت قواتنا إلى متن السفينة وسيطرت عليها دون مقاومة من الطاقم والركاب، جرت كل الأمور بدون عنف".

وأوضحت المتحدثة، أن السيطرة على السفينة تمت فى المياه الدولية.

وبحسب الجيش الإسرائيلى، فإن السفينة ريتشل كورى التى استأجرتها منظمة أيرلندية، لم ترد على رسائل الراديو التى طلبت منها تحويل وجهتها إلى ميناء أشدود الإسرائيلى وأرادت المضى باتجاه قطاع غزة، رغم التحذيرات العديدة.

وتنقل السفينة ريتشل كورى 15 شخصاً يحملون الجنسيتين الأيرلندية والماليزية، إضافة إلى ألف طن من المساعدات، بحسب المنظمين.

وكانت السفينة فى الأصل إحدى سفن "أسطول الحرية"، الذى هاجمه الجيش الإسرائيلى الاثنين فى المياه الدولية مما أوقع تسعة قتلى.

تفاصيل عملية استيلاء القراصنة الإسرائيليين على السفينة "راشيل كورى" وخبراء يؤكدون: الحماية الأمريكية وراء تجاهل إسرائيل للمجتمع الدولى

var addthis_pub="tonyawad";
كشفت وسائل الإعلام الإسرائيلية منذ قليل تفاصيل عملية السطو الجديدة من قبل القوات البحرية الإسرائيلية على السفينة الأيرلندية "راشيل كورى" آخر السفن المتبقية من أسطول "الحرية" الذى تم الاستيلاء عليه أيضا يوم الاثنين الماضى، وراح ضحيته أكثر من 16 شخصا، وجرح العشرات من نشطاء السلام.

وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت عبر موقعها الإلكترونى والقناة الثانية من التلفزيون الإسرائيلى عبر إرسالها المباشر: "إن البحرية الإسرائيلية تمكنت من السيطرة على السفينة فى تمام الساعة الثانية ونصف ظهرا، وبدأت بجرها لميناء "أشدود" الإسرائيلى، مضيفة أنه يأتى ذلك بعد أن توقفت السفينة الأيرلندية لمدة 20 دقيقة تقريبا فى عرض البحر المتوسط، بعد محاصرتها من قبل البحرية الإسرائيلية، لمنعها من الوصول إلى قطاع غزة، وتجاهلها للنداءات المطالبة لها بعدم التوجه إلى شواطئ غزة، والتوجه إلى ميناء أشدود، وإنزال المساعدات هناك، ثم توصيلها إلى غزة عن طريق المعابر البرية.

وذكرت يديعوت أن مصادر سياسية فى الحكومة الإسرائيلية أعربت بشدة عن رضاها من عملية السيطرة التى وصفتها بـ "الهادئة" على السفينة، ومن إدارة المفاوضات التى تمت مع الحكومة الأيرلندية فى هذه القضية، بالرغم من الخلافات الجوهرية بين الدولتين، موضحة أن أيرلندا تصرفت بضبط نفس كبير، بالرغم من أن الحديث يدور عن أكثر الحكومات عداءً لإسرائيل فى الاتحاد الأوروبى.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلى كان يخشى من أن أى محاولة من طرفه للاقتراب من السفينة لمسافة كبيرة حتى لا تؤدى إلى انقلابها وتحدث كارثة للنشطاء، ولذلك ظل سلاح البحرية فى حصار السفينة لوقت طويل، فى ظل إصرارهم على الوصول إلى غزة.

ومن جهة أخرى أكد مجموعة من الخبراء أن استيلاء إسرائيل على السفينة الأيرلندية "رايتشل كورى" هو بمثابة رسالة تبعثها للعالم لمنع أى سفينة جديدة من العبور لغزة لتقديم المساعدات، نافين أن يحدث رد فعل عالميا عنيفا تجاه ما حدث، خاصة أن إسرائيل لم تقم بالاعتداء على ركاب السفينة الأيرلندية، وأشاروا إلى أن مصر قامت بدورها الصحيح فى احتواء أزمة الاعتداء على قافلة أسطول الحرية من خلال قيامها بفتح معبر رفح للفلسطينيين بدون تحديد فترة زمنية.

وقال اللواء ممدوح عطية "الخبير الأمنى والإستراتيجى" لـ"اليوم السابع": "إن إسرائيل دولة "شاردة" ليس لديها أية التزامات بقوانين حقوق الإنسان أو الأعراف الدولية، مضيفا أن قيام إسرائيل بالاستيلاء على السفينة الأيرلندية للمرة الثانية بعد الاعتداء على قافلة أسطول الحرية هو أمر ليس مستبعدا على الإطلاق، فى غياب سيطرة أى أحد عليها سواء أكانت من مجلس الأمن أو الأمم المتحدة أو الولايات المتحدة الأمريكية، وأشار عطية إلى قيام مصر بدورها لحل الأزمة الخاصة بالاعتداء الإسرائيلى على قافلة أسطول الحرية، حيث قامت مصر بفتح معبر رفح للفلسطينى دون تحديد مدة زمنية.

واتفق معه الدكتور عماد جاد، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية، أن إسرائيل أرادت أن تبعث رسالة للعالم أجمع لمنع أى سفينة جديدة من الدخول لقطاع غزة لتقديم المعونات.

وقال إن إسرائيل: "لم تعتد على ركاب السفينة الأيرلندية لتصحيح موقفها تجاه ما حدث مع القافلة التركية، مشيرا إلى أن إسرائيل ستدعى أن ركاب السفينة الأيرلندية لم يكونوا مسلحين بعكس القافلة التركية".

أما الدكتور حسام عيسى، خبير القانون الدولى، فقد أشار إلى أن معاقبة إسرائيل بالقانون الدولى هو أمر مستبعد تماما، طالما هناك حماية أمريكية لإسرائيل ولجرائمها البشعة تجاه العالم أجمع.

وأوضح أن الدول العربية لن تقوم بأى دور لمواجهة إسرائيل، لعدة أسباب منها: أن الوضع العسكرى العربى ضعيف للغاية، كما أنهم يستوردون الأسلحة من الولايات المتحدة وإسرائيل، كما أن نظم الحكم العربية لا يهمها إلا الاستمرار فى الحكم، وأقصى ما ستقوم به هذه الدول هو الاحتجاج والتنديد.