«يعد مقام النبي "هابيل" عليه السلام، أحد أهم الأماكن الدينية والسياحية
التي يقصدها الزوار والسياح، بهدف التعبد والتعرف الى هذا المكان المقدس،
الذي يضم في جنباته احد أشهر أنبياء الله، الذين أرسلهم لهداية البشرية.
لأن الأماكن تبقى تعطي ما عندها، ولا ينضب ماء ذاكرتها، بل تتجدد قصصها
وحكاياتها، مع كل رسالة تصل من احد زوارها، ويكون بذلك قد تحقق هدف
التواصل، ونبش ما خفي من مكنونات تلك الأماكن».
بحسب كلام السيد "طارق ميرزا" أستاذ التاريخ والآثار، في لقاء مع
موقع eQunaytra، ويكمل كلامه قائلاً: «يضم مقام النبي "هابيل" في جنباته
العديد من الآثار التاريخية التي تدل على البعد التاريخي للمكان. ففي داخل
المقام يوجد ضريح النبي "هابيل" الذي يقصده الناس للتبرك والتقرب الى الله
عز وجل. في خارج المقام وبالتحديد في الجهة الشرقية منه، يمكن للمرء
مشاهدة الدرج المنحوت بالصخر، ويتكون من عدد من الدرجات، يعتقد أنها كانت
تستخدم طريقا للوصول الى بعض الأماكن في المحيط. اضافة الى عدد من الأدراج
المتناثر في الجهة الشرقية من المقام، توجد المغارة المنحوتة بالصخر، وهي
عبارة عن المكان الذي يعتقد أن الرسول "هابيل" كان يستخدمها للسكن
فيها، كما يوجد في المكان مغارة مجاورة للمغارة الأولى، يعتقد أن
نبي الله "هابيل" عليه السلام، كان يستخدمها للتعبد والتقرب الى الله عز
وجل. ولا تزال معظم هذه الآثار المنحوته بالصخر محافظة على شكلها ودقة
تصميمها على الرغم من مرور آلالف السنين عليها. كما يوجد في المقام بعض
أشجار السنديان المعمرة. نظراً لمكانة المقام الدينية، عند الكثير من
الناس، فقد بدأ يشهد حركة كبيرة، من السياح والزوار، من مختلف مناطق سورية
إضافة الى الوفود والكروبات السياحية من لبنان- إيران، التي تستمر على
مدار العام، ولكنها تشهد كثافة ملحوظة في فصل الصيف على وجه الخصوص، نظراً
للمكانة الدينية التي يحظى بها نبي الله "هابيل" عند الناس.
هذه الحركة النشطة من السياح، دفعت الشيخ "جميل الحلبي" القائم على
تسيير أعمال المقام، الى التفكير في توسيع المكان، حيث تم بناء العشرات من
الغرف، التي تستقبل الزوار للاستراحة، وقضاء يوم جميل في أحضان المكان،
والتبرك بالمقام، كما تم إنشاء سوق كبير يضم نحو 60 محلاً تجارياً، لبيع
كافة أنواع الأقمشة والألبسة، التي تلقى رواجاً وقبولاً عند السياح
الإيرانيين».
الشيخ "محمد كبول" القائم والمشرف على خدمة المقام يقول: «يشهد مقام النبي
"هابيل" حركة كثيفة من الزوار والسياح، الذين يأتون من محافظات القطر،
اضافة الى الوفود الأجنبية من إيران ومن الدول الشقيقة مثل لبنان وفلسطين
والأردن. حيث أصبح المقام قبلة السياح والزوار، بعد الاهتمام الكبير من
قبل لجنة المتابعة والإشراف القائمة على خدمة
المقام. الزائر اليوم للمقام، يدرك تماماً، مدى الاهتمام الكبير الذي يحظى
به المقام، حيث تتوافر فيه مياه الشرب وغرف النوم، والساحات والاستراحات
العامة، وكافة المرافق