الى اطفالى الثلاثه

يا أول فرحة لي بالأمومة التي طالما انتظرتها..

يا من كنت أنجيه وهو لا زال جنينا يسكن ويستكن داخلي..

لا تذكر كم من الأغاني هدهدتك بها لأسلــّي وحدتك وأحثك على سرعة قدومك..

وكم من الحب والحنان غذيتك به..

ولا تذكر كم كنت أتلهف على ضمك وشمك..

كنت أعتبرك "أنا" بصورة مصغرة ، لم أكن أعتبرك كائنا آخر أو حتى جزء مني..

أحببت نفسي وبدأت أراعيها لأجلك..

علمتك كيف تحب .. وكيف يحبوكِ البشر ..

وحين تعلمتِه...لم تمنحنى منه شيء!

ولم أنتظر منك حين كبرتِ سوى أن تبادلنى الحب والإحساس
وتشعرنى بالتقدير ،، فهل هذا مستحيل؟!

اغفري لي تلعثم قلمي وعجزي عن التعبير عما لكِ هنا

يا ثاني فرحة لقلبي..

يا حباً شعرته لأول مرة في حياتي الجامدة ، الجافة..

لأول مرة أشعر بتيار الإحساس ينساب من قلبي لقلبك ، ثم يرتد لقلبي ويكـوّن "دارة" حب رائعة..

يا من احتويته بداخلي حتى بعد ولادتها..

لا تذكر ، ولا تعلم كم كنت أعاني في حزنك وألمك ومرضك..

ولا تعلم كم تؤلم قلبي بشراسة ولا تبالي .. ويصفح عنك..

هل تعلم كم تسعدني رؤيتك حين تمتص غضبي فيلهج قلبي قبل لساني بالدعاء لكِ..

علمتك أساسيات الخوض في الحياة..

عودتك أن ترتمي بهمك عليّ ليحمله قلبي عنك..

ولم أنتظر منك حين كبرتِ سوى أن تبادلنى الحب والإحساس
وتشعرني بالتقدير ،، فهل هذا مستحيل؟!

اغفري لي تلعثم قلمي وعجزي عن التعبير عما لكِ هنا

يا من أكملت ربحي بالجنة ..

يا ثالث كنوزي التي كنت أتباهى بها .. ويا أول بسمة دغدغت قلبي في ثالث يوم من قدومها لحياتي..

يا رائحة ابى الحبيب التي أشمها كلما ضممتك وقبلتك..

يا كل الأحاسيس الرقيقة... لا تدفني مابك !

لا تعلم يا صغيري أن مقدمك كان بالخير علينا جميعاً..

وأن وجودك في حياتي كان بمثابة العيش على جزيرة خضراء هادئة..

فرحت بك كما لم أفرح من قبل ، وكلما تدرجتِ بعمرك ازدادت فرحتي ... وتصر على دفنها..

ولم أنتظر منك حين كبرتِ سوى أن تبادليني الحب والإحساس
وتشعرني بالتقدير ،، فهل هذا مستحيل؟!

اغفري لي تلعثم قلمي وعجزي عن التعبير عما لكِ هنا

لو يعرفوا اطفالنا كم نضحي لاجلهم لما ابتعدوا عن حضننا ثواني

الى اطفالى
افتقدكم بشده