استوصوا بالنساء خيرا ، فانهن عوان عندكم .

بسـم الله الرحمن الرحيم

هذا هو آخر ما وصي به رسولنا الكريم ( صلى الله عليه وسلم ) .
البيت السعيد هو العامر بالالفه ، القائم على الحب المملوء بالتقوى والرضوان ، من حسن الطالع وجميل المقابله تبسم الزوجه لزوجها والزوج لزوجته ، ان هذه البسمه اعلان مبدئي للوفاق والمصالحه (وتبسمك في وجه اخيك صدقه ) وكان ((صلى الله عليه وسلم )) ضحاكا بساما .
ومن اسباب سعادة البيت ، لين الخطاب والحديث من الطرفين ، يا ليت الرجل وياليت المرأة ، كل منهما يسحب كلام الاساءة وجرح المشاعر والاستفزاز ، ليت كل منهما يذكرالجانب الجميل المشرق في الآخر، ويغض الطرف عن الضعف البشري في كليهما .
ان الرجل اذا عدد محاسن امرأته ، وتجافى عن النقص ، سعد وارتاح ، وفي الحديث ( لا يفرك مؤمن مؤمنه ، ان كره منها خلقا رضي منها آخر )
ومعنى كلمة لا يفرك : لا يبغض ولا يكره .
أكثر مشاكل البيوت من معاناة التوافه ومعايشة صغار المسائل ، عشرات من القضايا التي تنتهي بالفراق وسببها أمور هينه سهله ، مثلا : أن البيت لم يكن مرتبا ، أو الطعام لم يقدم في وقته أو نوعيته أو طريقه طهيه .
وعلينا أن نعترف جميعا نحن بشر نغضب ونحتد ، ونضعف ونخطىء ، وما معنا الا البحث عن الأمر النسبي في الموافقه الزوجيه حتى بعد هذه السنوات القصيره بسلام .
الامام أحمد بن حنبل اذ يقول بعد وفاة زوجته : لقد صاحبتها أربعين سنه ما اختلفت معها في كلمة .
ان على الرجل أن يسكت اذا غضبت زوجته ، وعليها أن تسكت اذا غضب زوجها ، حتى تهدأ الثائره وتبرد المشاعر ، وتسكن اضطرابات النفس .
في الختام أقول ، أيها الرجل انت القوام بالحكمه وليس باللطمه ، وانت سكن لها وهى سكن لك فأين المفر ، أصبر على زوجتك ولك الاجر وانتي اختي اصبري على زوجك وايضا لك الاجر
اخي الرجل كثير منكم كافح كفاحا مريرا ليفوز بزوجه تشاركه الحياة ، وأي شراكه بها امشاكل ومصاعب فهل من الحكمه أن تهدم أو تفض هذه الشراكه بمجرد أن شريكك أخطأ أو اختلف معك ، أين الحكمه والموعظه الحسنه فالنساء عوان عندكم اسيرات بامر الله عندكم فأحسنو لأسراكم ، وخافوا الله فيهن وعينوهن ، وانت لا تستغني عنها وهى لا تستغني عنك .