رانا نجم نجوم المنتدى
عدد المساهمات : 8555 رصيد نقاط : 25674 رصيد حسابك فى بنك نور : 262 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: لوط عليه السلام الخميس فبراير 18, 2010 7:20 am | |
| لوط هاجر لوط مع عمه إبراهيم -عليه السلام- إلى مصر، ومكثا فيها مدة من الزمن ثم عادا إلى فلسطين، وفي الطريق، استأذن لوط عمه إبراهيم، ليذهب إلى أرض سدوم (بجوار البحر الميت في بلاد الأردن الآن) حيث اختار الله لوطًا ليكون نبيًّا إلى أهل هذه الأرض، فأذن له إبراهيم وذهب لوط إلى سدوم وتزوج هناك. وكانت أخلاق أهل تلك البلدة سيئة، فكانوا لا يتعففون عن فعل المعصية، ولا يستحيون من المنكر، ويخونون الرفيق، ويقطعون الطريق، وفوق هذا كانوا يفعلون فاحشة لم يسبقهم إليها أحد من العالمين؛ فكانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، وأخذ لوط -عليه السلام- يدعو أهل سدوم إلى الإيمان وترك الفاحشة، فقال لهم: {ألا تتقون . إني لكم رسول أمين . فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين . أتأتون الذكران من العالمين . وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون} [الشعراء: 161-166]. لكن قوم لوط لم يستجيبوا له، وتكبروا عليه، غير لائقروا منه، فلم ييأس لوط وظل صابرًا على قومه يدعوهم في حكمة وأدب إلى عبادة الله وحده، وينهاهم ويحذرهم أشد التحذير من إتيان المحرمات وفعل الفواحش والمنكرات، ومع هذا لم يؤمن به أحد واستمر الناس في ضلالهم وطغيانهم وفجورهم، وقالوا له بقلوب قاسية: {ائتنا بعذاب الله إن كنت من الصادقين} [العنكبوت:29] وهددوه بطرده من القرية لأنه كان غريبًا في قومه، فغضب لوط من قومه وابتعد عنهم هو ومن آمن به من أهل بيته إلا زوجته، فقد كفرت وانحازت إلى قومها وشاركتهم في مضايقته والاستهزاء به، وضرب الله بها مثلاً في الكفر، فقال تعالى: {ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما فلم يغنيا عنهما من الله شيئًا وقيل ادخلا النار مع الداخلين} [التحريم:10] وخيانة امرأة لوط هي كفرها وعدم إيمانها بالله. وأرسل الله ثلاثة من الملائكة على صورة ثلاثة رجال هيئتهم حسنة، فمروا على إبراهيم ، فظن إبراهيم أنهم بشر فقام على الفور وذبح لهم عجلاً سمينًا لكنهم لم يأكلوا منه، وبشرت الملائكة إبراهيم بأن الله -سبحانه- سوف يرزقه بولد من زوجته سارة هو إسحاق، ثم أخبرته الملائكة أنهم ذاهبون إلى قرية سدوم لتعذيب أهلها وعقابهم على كفرهم ومعاصيهم، فأخبرهم إبراهيم بوجود لوط في هذه القرية، فطمأنته الملائكة بأن الله سينجيه وأهله إلا زوجته لأنها كفرت بالله. وخرجت الملائكة من عند إبراهيم وتوجهوا إلى قرية سدوم، فوصلوا إلى بيت لوط وكانوا في صورة شبان حسان، فلما رآهم لوط خاف عليهم، ولم يعلم أحد بقدومهم إلا آل لوط، فخرجت امرأته وأخبرت قومها وقالت: إن في بيت لوط رجالا ما رأيت مثل وجوههم قط، فجاء القوم يسرعون إلى بيت لوط يبغون الفاحشة مع هؤلاء الضيوف، واجتمع قوم لوط وازدحموا عند باب بيته وهم ينادون بصوت عالٍ يطلبوا من لوط أن يخرج لهم هؤلاء الضيوف، وكل منهم يمني نفسه بالمتعة والشهوة الحرام مع هؤلاء الرجال، فمنعهم لوط من دخول البيت ومن الهجوم والاعتداء على ضيوفه، وقال لهم: {إن هؤلاء ضيفي فلا تفضحون . واتقوا الله ولا تخزون} [الحجر:68-69] وأخذ يذكرهم بأن الله خلق النساء لقضاء شهوة الرجال فهن أزكى لهم وأطيب، ولكن قوم لوط أصروا على الدخول، ولم يجد لوط من بينهم رجلاً عاقلاً يبين لهم ما هم فيه من الخطأ وأحس لوط بضعفه أمام هؤلاء القوم، فقال: {لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد} [هود:80]. وعندئذ كشف الضيوف عن حقيقتهم، وأخبروا لوطًا بأنهم ليسوا بشرًا وإنما هم ملائكة من السماء جاءوا لتعذيب هؤلاء القوم الفاسقين، وما هي إلا لحظات حتى اقتحم قوم لوط البيت على الملائكة فأشار أحد الملائكة، بيده ناحيتهم ففقد القوم أبصارهم وراحوا يتخبطون بين الجدران، ثم طلبت الملائكة من لوط أن يرحل مع أهله عندما يقبل الليل لأن العذاب سينزل على قومه في الصباح، ونصحوه ألا يلتفت هو ولا أحد من أهله خلفهم عندما ينزل العذاب حتى لا يصيبهم. وفي الليل خرج لوط وابنتاه وتركوا القرية، وما إن غادروها حتى انشق الصباح فأرسل الله العذاب الشديد على قرية سدوم، فاهتزت القرية هزة عنيفة وتزلزلت الأرض، واقتلع مَلَكٌ بطرف جناحه القرية بما فيها وارتفع بها حتى سمع أهل السماء نباح كلابها ثم انقلبت القرية رأسًا على عقب، وجعل الله عاليها سافلها وأمطر عليهم من السماء حجارة ملتهبة تحرقهم، وأحاط بهم دخان خانق يشوي وجوههم وأجسامهم. قال تعالى: {فلما جاءنا أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود . مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} [هود:82-83] ونجَّى الله لوطاً وابنتيه برحمة منه سبحانه، لأنهم حفظوا العهد، وشكروا النعمة وعبدوا الله الواحد الأحد وكانوا خير مثال للعفة والطهارة، وأصبحت قرية سدوم عبرة وعظة لكل الأجيال القادمة، قال تعالى: {وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم} [الذاريات:37]. | |
|
رانا نجم نجوم المنتدى
عدد المساهمات : 8555 رصيد نقاط : 25674 رصيد حسابك فى بنك نور : 262 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: رد: لوط عليه السلام الخميس فبراير 18, 2010 7:21 am | |
| لوط عليه السلام
لوط عليه السلام من الرسل الكرام وقد ذكره الله تعالى في عديد من سور القران (الأعراف ، هود ، الحجرات ، الشعراء ، النمل) وغيرها من سور القران وذكرت قصته مع قومه في بعض السور، ومجمله في البعض الآخر. . قومه : كان لوط عليه السلام قد نزح عن محلة عمه الخليل إبراهيم عليه السلام بأمره وإذنه فنزل بمدينة سدوم وكان قومها من أفجر الناس وأكفرهم وأخبثهم وأقبحهم سيرة يقطعون السبيل ويأتون في ناديهم المنكر ولا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون.
وقد ارتكبوا جريمة من أقبح واشنع الجرائم لم يسبقهم أليها أحد من أهل الأرض ألا وهي (إتيان الذكور) دون النساء وقد حدثنا القرآن الكريم عنهم ، كما قرروا طرده وطرد من آمن معه لا لشيء إلا لأنهم أناس يتطهرون ولا يرتكبون الجرائم التي كان يرتكبها أولئك القوم الضالون وهذا منتهى السفه وقلة العقل والتفكير.
قصة الملائكة::
وحين أراد الله عز وجل إهلاك أولئك الخبثاء الأشرار من قوم لوط الذين كانوا أرذل وأخبث أمة في ذلك الحين، أرسل إليهم الملائكة ليقلبوا عاليها سافلها وكانت لهم قرى خمسة ....
فمروا في طريقهم على إبراهيم الخليل فبشروه بغلام حليم وأخبروه أنهم ذاهبون للانتقام من قوم لوط الذي هم أهل (سدوم وعامورة) وأن الله قد أمرهم بإهلاك جميع أهل القرى الذين كانوا يعملون الخبائث فتخوف إبراهيم على أبن أخيه لوط إذا قلبت بهم الأرض أن يكون ضمن الهالكين فأخذ يناقشهم ويجادلهم وقال لهم : إن فيها لوطا فأخبروه بأن الله سينجيه وأهله ومن معه من المؤمنين . خرج الملائكة من عند إبراهيم وجاءوا إلى لوط فدخلوا عليه في صورة شباب مرد حسان تشرق وجوههم بنضارة الشباب والجمال ولم يخبروه بحقيقتهم فظن أنهم ضيوف جاءوا يستضيفونه فرحب بهم ولكن أغتم من دخولهم عليه في وقت الظهيرة لأنه خاف عليهم من أولئك المجرمين الأشرار لا سيما وأنهم في منتهى الحسن والجمال. ووقع في نفسه أن لا بد أن يكون قد رآهم أحد من قومه حين دخلوا عليه.
فلا بد أن يمسوهم بأذى، لذلك فقد أشفق عليهم وخاف من قومه أن يسمعوا بقدومهم فيعتدوا عليهم بالفتك في أعراضهم وهناك أخذ يفكر ماذا سيصنع لو أرد المجرمون أن يعتدوا على ضيوفه وسرعان ما وقع ما كان يخشاه فقد أقبل رجال القرية من قوم لوط يريدون أن يتحرشوا بأولئك الضيوف واخذ لوط عليه السلام يجادلهم بالحسنى ويناقشهم باللطف واللين ، لعل فيهم من يرتدع عن غيه وضلاله ويخجل عن خيانته في ضيفه ودعاهم إلى أن يتزوجوا ببنات القرية فإن ذلك أكرم وأفضل واشرف وأطهر.
ولكن الخبثاء صارحوه بغرضهم السيء وأنهم لا يرغبون إلا في أولئك الشباب المرد الحسان فازداد همة وغمه وشعر الملائكة بذلك فأخبروه بحقيقتهم الأمر وأنهم ليسوا بشر إنما هم ملائكة قدموا لإهلاك هذه القرية بأمر من الله لأن أهلها كانوا ظالمين. وأخبروه بحقيقتهم وبمهمتهم التي جاءوا من أجلها وبأن القوم لن يستطيعوا الوصول إليهم وأمروه أن يخرج من ارض قومه مع أهله ليلا قبل طلوع الصبح لأن موعد إهلاكهم سيكون في وقت الصبح وسيكون ذلك الوقت موعد تدميرهم وإهلاكهم عن بكرة أبيهم.
هلاك قوم لوط :
اطمأن لوط عليه السلام على ضيوفه وترك قومه في ضجيجهم وجدالهم وأخذ يستعد للخروج من القرية قبل أن يدركه الصباح وحين هجم القوم على بيت لوط ليأخذوا الضيوف بالقوة طمس الله أعينهم فلم يبصروا ولم يهتدوا وما أن أشرقت الشمس حتى كانت القرى بمن فيها خرابا يبابا فأهلكم الله بأنواع من العذاب : قلب بهم القرى فجعل عاليها سافلها. أرسل عليهم صيحة من السماء. أمطر عليهم حجارة من سجيل.
زوجة لوط مع الهالكين :
وقد هلكت زوجة لوط مع الهالكين لأنها لم تكن مؤمنة بالله فحل بها من السخط والعذاب ما حل بهم ولم ينفعها أنها زوجة نبي فإن الله قد أوعد بإهلاك الكافرين قال تعالى : ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته كانت من الغابرين). وقد نجا عليه السلام مع ابنتيه من الهلاك.
ويقول أبن كثير رحمه الله : وجعل الله مكان تلك البلاد بحره منتنة لا ينتفع بمائها ولا بما حولها من الأراضي المتاخمة لفنائها لردائتها ودناءتها فصارت عبرة ومثلة وعظة وآية على قدرة الله تعالى وعظمته وعزته في انتقامه ممن خالف أمره وكذب رسله وأتبع هواه وعصى مولاه. | |
|