السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على سيدنا "محمد" _صلى الله عليه وسلم_ وعلى آله وصحبه وحزبه ...وبعد..
يقول الشيخ الفاضل "منَاع القطان "::
((الحادثة المرتبطة بالأسباب والنتائج يهفو إليها السمع ، فإذا تخللتها مواطن العبرة فى أخبار الماضيين ، كان حُب الإستطلاع لمعرفتها من أقوى العوامل على رسوخ عبرتها فى النفس .
والموعظة الخطابية تسرد سرداً ، لا يجمع العقل أطرافها ولا يعى جميع ما يلقى فيها ، ولكنها حين تأخذ صورة من واقع الحياة فى أحداثها تتضح أهدافها ، ويرتاح المرء لسماعها ويصغى إليها بشوق ولهفة ويتأثر بما فيها من عبر..)) انتهى كلامه...
صحبة الخير المباركة::..
إن هذا القرآن ليس مجرد كلاماً يُتلى ..ولكنه دستور شامل ...دستور للتربية ، كما أنه دستور للحياة العملية ، ومن ثم فقد تضمن عرض تجارب البشرية بصورة موحية على الجماعة المسلمة التى جاء لينشئها ويربيها ..
وتضمن بصفة خاصة ::تجارب للدعوة الإيمانية فى الأرض من لدن "آدم" _عليه الصلاة والسلام_ وقدَمها زاداً للأمة المسلمة فى جميع أجيالها ...تجاربها فى الأنفس ...وتجاربها فى واقع الحياة كى تكون الأمة المسلمة على بينة من طريقة ، وهى تتزود لها بذلك الزاد الضخم وذلك الرصيد المتنوع ...
يقول صاحب الظلال _تقبله الله فى الشهداء وعفا عنه_ ::
((إن هذا القرآن ينبغى أن يُقرأ وأن يُتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعى ...وينبغى أن يُتدبر على أنه توجيهات حية ، تتنزل اليوم لتُعالج مسائل اليوم ولتنير الطريق إلى المستقبل ..لا على أنه مُجرد كلام جميل يُرتل أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود !!!
ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنلتمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة فى يومنا وفى غدنا ، كما كانت الجماعة المسلمة الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر فى شؤون حياتها الواقعة ...
وحين نقرأ القرآن بهذا الوعى ::سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حية تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق ، وتقول لنا :: هذا فافعلوه وهذا لا تفعلوه ...
وتقول لنا :: هذا عدو لكم وهذا صديق ...
وتقول لنا:: كذا فاتخذوا من الحيطة وكذا فاتخذوه من العدة..
وتقول حديثاً طويلاً مفصلاً دقيقاً فى كل ما يعرض لنا من الشؤون...)))انتهى كلامه ..
هذه مقدمة لهذا الموضوع الذى سأذكر فيه _إن شاء الله_ فى نقاط سريعة بعضاً من فوائد القصص القرآنى والله المستعان....