يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153)
وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَٰكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154)
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155)
الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156)
أُولَٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)يقول تعالى : «
وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (42) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء (43)سورة ابراهيم
آية ُ تهديد ووعيد ولكن ما أعظم ما فيها من شفاء لقلوب المظلومين ..
وتسلية لخواطر المكلومين ..
فكم ترتاح نفس المظلوم ويهدأ خاطره حينما يسمع هذه الآية ويعلم علم اليقين أنّ حقه لن يضيع ..
وأنه سوف يُقتصّ ُ له ممن ظلمه ولو بعد حين ..
وأنه مهما أفلت الظالم من العقوبة في الدنيا فانّ جرائمه مسجلة ٌ عند من لا تخفى عليه خافية ..
ومن لا يغفل عن شيء ..
إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار .. أي تبقى أبصارهم مفتوحة مبهوتة .. لا تتحرك الأجفان من الفزع والهلع الذي يصيبهم .. ولا تطرف العين من هول ما ترى .. مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم .. رؤوسهم ذليلة وقلوبهم خاوية خالية من كل خاطر من هول الموقف ..
إخوتي وأحبتي :تخيل وأنت تقرأ هذه الآية مصير الطغاة الظلمة
ممن انتهكوا أعراض المسلمات وسفكوا دماء الأبرياء وقتلوا الأطفال تلو الأطفال ..
وشردوا الشيوخ والأشبال والنساء .. ولم يكتفوا بما فعلوا .. بل ولاحقوهم من الموت إلى الموت ..
من بيوتهم التي شُرّدوا منها إلى مدرسة الفاخورة والفالوجة وحرقوهم بالنار والفسفور الأبيض..
هؤلاء الذين هدموا المساجد والمنازل على رؤوس من فيها ..
هؤلاء الذين لم تسلم من إرهابهم المستشفيات فقصفوا بمن فيه من المرضى
ومئات الجرحى وطواقم الأطباء والمسعفين ..
دمروا مكاتب الأنروا كي يمنعوا المعونات والغذاء والهواء من أن تصل إلى أبنائنا في القطاع ..
قصفوا مكاتب الصحافة كي يمنعوا تغطية جرائمهم الجبانة عن عين المشاهد .. هؤلاء الذين عاثوا في الأرض فسادا على مرّ العصور .. والأزمان والدهور ..
فهؤلاء ليسوا بشرا ً .. لأن قتلة الأطفال وهمجية سفك دماء الأبرياء التي حولت من أطفالنا أشلاءً والبعض منهم بلا رؤوس .. إنما إن دلت فإنها تدلّ ُ على وحشية هذا المتغطرس الجبان المسمى بالكيان الصهيوني المجرم .. الذي لم يستطع النيل من مقاومة الأسود الجهابذة الشجعان من رجال المقاومة الباسلة .. فاتجه عدونا الجبان إلى أطفال ٍ عزّل .. ستظل الحقائق شاهد العصر الذي لا يُزور .. ستظلّ ُ حرب المكيدة على الصمت العربي الدولي خزيٌ وعار .. ماذا تنتظرُ أمة المليار ..
أحقاً ملياركم لا خير فيه ..
كأنما كتبت على يسار الواحد الأصفار ..
ولكن .. سيجعل شعبنا الصامد من هذا الصوت زمجرة ً ..
زمجرة َ أسدٍ متمرّس في عرينه ..
نستلهم من قوة صبر اهل غزة
وليعلم أولئك الزمرة من حكام العرب أننا شعبٌ لن يستكين ولن يتراجع .. لأننا شعب لا يكل ولا يركع .. ولو أبيدت غزة عن بكرة أبيها .. ونقولُ لهم بلسان الواثق من ربه ما أرشدنا به نبينا المصطفى – عليه أفضل الصلاة والتسليم – :
" احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيءٍ لم ينفعوك بشيء إلا قد كتبه لك، وان اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف".نعم يا قطاعنا الصامد ..
إنها إحدى وصايا النبيّ (ص) عميقة المعنى .. جليلة الأصول ..
وكأنها تخبركم بأنكم عرفتم الله في الرخاء ..
فتيقنوا بأنّ الله يعرفكم في الشدّة .. واعلموا
أنّ النصرَ مع الصبر .. وأنّ الفرج مع الكرب .. وأنّ مع العسر يسرا ..
اعلموا أنه سيمرّ على هؤلاء الصهاينة يومٌ كخيبر ..
هذا اليوم الذي فوجئ فيه يهود خيبر بوجود المسلمين فقالوا : " محمدٌ والخميس " ..
فقال نبينا وقائدنا المؤزر (صلوات ربي وسلامه عليه) : (( الله أكبر خربت خيبر, إنا إذا نزلنا بساحة قوم ٍ فساء صباح المنذرين )) .. نعم لجأ يهود خيبر إلى حصونهم المنيعة .. لكنّ أبا بكرٍ حمل راية المسلمين ثمّ تلاه عليّا ً فتمّ الفتحُ على يديه لحصن {{ ناعم }} ثمّ تهاوت بقية الحصون في الأيام التالية وانتصر المسلمون .. سيعيد ذلك الزمن نفسه مرة ً أخرى يا شعبَ فلسطين الصامد .. وستعلمون غدا ً أنّ جندَ الله هم الغالبون .. وأنّ الله لا يضيعُ أجرَ من أحسن عملا .. هنا ورغم النزف .. تتسع الأمنيات .. وبكل قوةٍ يحضر التاريخ .. وتستنهض القوى ..
وفي المدى صوتٌ يلحّ ُ بالنداء .. ذلك هو اليهوديّ ُ انتقم .. ذلك هو الصهيونيّ ُ انتقم ..
ولسوف يردّدُ الحجر النداء .. ويردّدُ الشجر ..
وفي قطاع غزة مآذن تصرخ في اكتمال الموت :
حيّ على الجهاد .. أهل غزة َ الإباء .. تحية ً وسلاما ً..
يا نبض أحزمة الشهادة والفدى ..
يا برق القدس الجريحة ..
من أحياء غزة تنبعث .. تمدّ الأفق نورا ..
هي جذوة الأقصى .. هو خنجر الصبرة وبندقية تشفي الصدور ..
فيا صرخة التكبير دوّي .. كوني صرصرا ً زكاما ..
ها هم يعدّون ولائمَ الموت للقطاع ..
يحتشدُ الجنودُ والدمار ..
فاضرب برجلك ياايهاالمجاهدين
.. اضربي أيتها المقاومة كلّ تافهٍ صهيونيّ جبان ..
ودعي المضبوعين في وحل الخوف ..
ففي جدار الموت نافذة تطلّ على الحياة ..
تطل على غزة الحبيبة حافلا ً بالبطولات والتضحيات ..
بالوعد ينجز بطولة ً وانتصارات .. سبعة ُ أعوام ٍ تمرّ على مذبحة مخيم جنين .
. سبعة ُ أعوام تمرّ على المجزرة والجنود هم الجنود ..
والإجرام هو الإجرام .. ورغم تغير البَزّات ..
إلا أنّ خيبرَ ذاتها التي تنفث سمّا ..
والأرض تضيق بما رحبت ..
لكنّ محمودا ً أو أحمد يأتي في عتمة اليأس .. بدرا ً من رجاء .. دمه يؤكّدُ أننا الأقوياء
.. ينهي فلسفة الموازين .. ويلجم الأفواه البارعة في ترويج شيءٍ يوحي بالهزيمة ..
قطاع غزة يُولدُ في ظلّ الأزمة من جديد .. يضخ ّ فينا دما ًوكبرياءً .. ينقلنا من ضيق اللحظة إلى رحابة الآتي .. فنبصرُ الأفق بقلوبٍ لا تعرفُ الانكسار .. ولا تتفتت تحت وقع الانفجار .. لا يعلم هذا المحتل الغبيّ أنه مهما تعاظمت الكروب ومهما اشتدت المحن .. فإن ذلك لن يلين من عزيمتنا .. فالصبرُ هو مفتاحنا نحو الفرج .. ألا وهو النصر المؤزر بإذن الله .. لا يعلم أنه مهما بلغت القلوب الحناجر فإنّ ذلك لن يزيدنا إلا تجذرا ً بأرضنا الطاهرة في غزة وجباليا ورفح وبيت حانون .. في ضمائر الشعوب المقاومة .. حبلٌ سريّ ٌ يمتدّ من أحياء غزة إلى كل العواصم الجريحة .. وفي غزة نارٌ تلتهب .. وعلى شفير النار أمة ٌ تصرّ ُ على القتال والممانعة .. معارك بدر ٍوالأحزاب تمدّهم بالصمود .. وقطاعُ غزة َشاهد العصر الذي لا يُزوّر ..
كل الجُناةِ في قفص اللهب .. وسيرحل الغزاة من غزة كما رحلوا أذلاء منها من قبل .. وستبقى غزة الصمود عصيّة ً على الاندثار .. لأن أرواح أبنائها في جنباتها .. فثمة َ نشيدٌ ستردّدونه أهل غزة على الدوام :
«
غزة العزة عصية ً فنورها النار .. غزةَ باقية وأعمار الطغاة قصار »
فلاشات مختارة http://www.emanway.com/media/flash/1202047918.swfhttp://www.mediafire.com/?jzd01mjtinmhttp://www.awda-dawa.com/Download/amaatona.wmvفلاش اغيثوني
http://www.emanway.com/media/flash/1231414902.swfانفروا لـ غزة
http://www.islamway.com/gaza/