الامل مـــدير المنتدى الفنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
عدد المساهمات : 19301 رصيد نقاط : 51937 رصيد حسابك فى بنك نور : 577 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 البلد : مصر
بطاقة الشخصية عـــائلــة نــــــــــور: 50
| موضوع: جاسوس واحد يكفي عن ثلاثين الف جندي في المعركة الجمعة مارس 12, 2010 6:27 pm | |
| جاسوس واحد يكفي عن ثلاثين الف جندي في المعركة
" جاسوس واحد يكفي عن ثلاثين الف جندي في المعركة ، هذه العبارة قالها نابليون بونابرت .. وعملت بها اسرائيل واتبعت طريقة ان الجاسوس الجندي الأول في بناء الدولة الصهيونية " .
حين كتب الروائي الشهير چورچ أورويل عام 1948 روايته الشهيرة الأخ الأكبر التي تصور نظاماً شمولياً يتجسس ويراقب ويرصد كل صغيرة وكبيرة تحدث في العالم .. هل كان يتصور أورويل أن مجرد فكرة في روايته من وحي التخيل هي حقيقة مجسدة على أرض الواقع؟!
من هو الجاسوس ؟ هل هو خائن أم بطل؟ ولماذا هو الجاسوس ؟ وكيف تم تجنيده .. وما الدور الذي لعبه ويلعبه عبر التاريخ ؟ وما هو الدور الذي لعبه في قيام دولة في حجم إسرائيل ؟ تلك الأسئلة حاول الإجابة عليها خالد محمد غازي في كتابه "الجاسوس .. طريق الخداع سري للغاية" والذي ينقسم إلى عشرة فصول .. حاول خلالها الكشف عن العديد من الإجابات لأسئلة طالما ألحت في أذهاننا كلما وصل إلى مسامعنا الكشف عن إحدى شبكات التجسس.
"عودة إلى التاريخ " تحت هذا العنوان .. حاول المؤلف أن يرجع بنا إلى البدايات التاريخية للجاسوسية ، بدءاً من المعنى اللغوي للكلمة والتي جاءت من كلمة "جس" أي وطأ .. وجس الخبر أي بحث عنه وتفحصه ، وفي تفسير القرطبي أن التجسس هو البحث عما يكتم عنك ، ويقول علماء اللغة أن التجسس نابع من الجس والجس هو اللمس باليد وموضعه المجسة أي يجسه جساً وأجتسه أي مسه ولمسه، أما تعريف الجاسوس في القانون الدولي العام فهو الشخص الذي يعمل في خفية أو تحت إدعاء كاذب في جمع أو محاولة جمع معلومات عن منطقة الأعمال الحربية لإحدى الدول المحاربة بقصد إيصال هذه المعلومات لدولة العدو، والجاسوسية في الاصطلاح القانوني هي العمل سراً وبإدعاء كاذب ليستولي شخص أو يحاول الاستيلاء على معلومات حيوية لفرصة توصيلها للأعداء .
فن فرعوني
ويؤكد المؤلف أنه لايوجد على وجد اليقين ما يشير إلى البادئ باستحداث أول نظام للجاسوسية في العالم . ويشير إلى الصيني "صن تسو" والذي كان أول من درس الجاسوسية كرياضة ذهنية وحلل هذه الظاهرة في عام 510 ق.م في حين تؤكد المصادر التاريخية أن التجسس فن فرعوني قديم حيث كان للمصريين القدماء نظام تجسس منذ خمسة آلاف عام وكانوا يعتبرونه فنا رفيعا ولونا من ألوان العلم الحربي يوظف ضد الأعداء وهو الأمر الذي يؤكده الأثريون من خلال النقوش الفرعونية ، كما أن سجلات قدماء المصريين قد حوت ما يفيد قيامهم بأعمال عظيمة في المخابرات قبل حادث طروادة بعدة قرون خلال حكم الأسرة الثانية عشر 3400-3600 3400-3600 ق.م
كما عرفت اليونان القديمة ما يسمي بالطابور الخامس الخاص وقد سار هذا الطابور من قبل السلطات الحاكمة اليونانية على قواعد ظلت تتبع في عالم الجاسوسية في القرن التاسع عشر كما حفلت ملحمة الألياذة لشاعر اليونان الكبير"هوميروس" بالكثير من أعمال الجواسيس.
وكما عرف الصينيون نظام الجاسوسية مبكراً كذلك فعلت الهند. فقد عرف لديها كتاب شفوي توارثته الأجيال منذ أمد بعيد يتضمن العديد من التقاليد المتبعة في إحضار المعلومات ورصد حركات الخصوم والأعداء وقد جاء، في كتب التراث الهندية أن الإله "براهما" قد أوصى أحد الحكماء بهذه المقولات: "أرسل جواسيسك بأسرع مما تتحرك قدماك ولاتدع نفسك تهلك لأمن الأقربين أو من الأجانب تجسس عليهم وأعرفهم"
أرض الميعاد
ويستعرض المؤلف أهمية الجاسوس ودوره في الديانات السماوية الثلاث مؤكداً أن فكر التجسس ما هو إلا انعكاس لفكرة الحرب ومفهومها لدي المتحاربين والحرب في الشريعة اليهودية كانت هدفاً مقدساً ونابعاً من مفهوم ديني بأنهم شعب الله المختار الذي وعدهم فيها بأرض الميعاد منذ خروج موسى عليه السلام بهم من أرض مصر بعد الاستعباد فأباحوا القتل والذبح واستعباد سكان هذه الأرض وأتيحت كافة الوسائل للوصول لهذا الهدف.. وبالتالي أتيحت كل الوسائل لمعرفة المعلومات، لذا فالجاسوس اليهودي لعب دوراً هاماً حتى أننا يمكن أن نعتبره مفتاح النصر للشعب اليهودي الذي يسخر كل إمكانياته في خدمة تنفيذ الشريعة اليهودية.
أما الدور الذي لعبه الجاسوس في الديانة المسيحية فيكاد يكون منعدماً فلم تكن معركة المسيح - عليه السلام - معركة أرضية أو مادية، فالحرب في المسيحية كانت ضد السلوكيات الخاطئة في الإنسان وغرس قيم المحبة والتسامح الديني بين بني البشر جميعا.. فلم يأت المسيح ليخوض حرباً أو ليصبح ملكا أو يكتسب أرضا.. فلا يوجد في نصوص الإنجيل نصوصاً تحض على الحرب وما يتبعها من وسائل كالتجسس مثلما وجد في النص التوراتي .
أما مفهوم التجسس في الفكر الإسلامي فيشير المؤلف إلى المفهوم الخاص للحرب الذي عبر عنه النص القرآني والذي أباح القتال لغرض أساسي وجوهري وهو حماية الدين والعقيدة والدفاع عن النفس ضد أي اعتداء.. والحرب بهذا المفهوم لابد أن تقوم على الخدعة، والجاسوسية ما هي إلا إحدى وسائل الخداع.. يتم اللجوء إليها لخدمة الهدف الأسمى وهو حماية العقيدة.. لذا فقد لعب الجاسوس دوراً كبيرا في حماية العقيدة الإسلامية والدين الإسلامي بوجه عام.
جاسوس الإنترنت
لا يصلح أي إنسان لأن يكون جاسوسا.. ومهما بلغ من إمكانات وملكات خاصة لا تكفي بأي حال من الأحوال لأن يكون جاسوساً ناجحا فلابد لأي جاسوس من أدوات تساعده على إنجاز مهمته بسهولة وسرعة وفي نفس الوقت لاتعرضه للخطر، لذا فقد عرف الجاسوس وسائل متعددة حاول استغلالها وتسخيرها منذ فجر التاريخ وحتى عصر الإنترنت. هذا ما أراد المؤلف أن يوضحه لنا في الفصل الثاني من الكتاب تحت عنوان "الجاسوس من الحمامة إلى الإنترنت. مشيرا لانتباه الإنسان منذ فجر التاريخ لبعض الحيوانات والطيور التي تمتلك حواس خاصة فتم توظيفها لخدمة أغراض مختلفة سواء في السلم أو الحرب، فوقع اختياره الأول على الحمام لما يتمتع به من ذكاء، فاحتل الحمام الزاجل منزلة خاصة لدى الجاسوس البدائي منذ آلاف السنين لنقل رسائله، بل ولم يتوقف الأمر على استغلال الحمام فلقد انتبه الإنسان إلى إمكانات الطيور والحيوانات الأخرى بل وتطورت الأمور لاستخدامها في القتال كما استخدم طائر النورس للكشف عن الغواصات أثناء الحرب العالمية الأولى، كما عمل الروس على تدريب الكلاب لتفجير الدبابات.
وكان من الطبيعي أن تتطور تقنيات وأدوات الجاسوس مع القفزات التكنولوجية المتالية خاصة بعد اختراع الهاتف والشفرات والكاميرات الدقيقة وصولاً إلى عهد الكمبيوتر والإنترنت والرسائل الالكترونية، فأصبحت تلك التقنيات هي المعول الأساسي لتفوق الجاسوس دون أن يعرض نفسه للخطر ، وكلما كانت تلك التقنيات دقيقة وسرية كلما تفوق جهاز الاستخبارات وتأكد من صعوبة سقوط جواسيسه.
كما يشير المؤلف إلى نقطة هامة حين يتحول الإنسان ذاته إلى أداه للتجسس عن طريق التحكم في عقله وتفكيره والتأثير على جميع حواسه. مستخدمين بذلك العديد من الطرق منها أجهزة كشف الكذب والعقاقير المخدرة ، بالإضافة إلى التنويم المغناطيسي.
التراث اليهودي
ويفرد الكاتب خالد غازي فصلاً خاصا لمفهوم التجسس لدى الشخصية اليهودية بعنوان ستة آلاف سنة من التجسس، والذي يعد من العقائد الثابتة في فكر اليهودي بشكل عام ولعل هذا المفهوم الخاص هو السبب الأول في تفوق دولة بحجم دولة إسرائيل لتكون لها اليد العليا في السياسة الدولية مشيرا إلى أن التجسس لدى اليهودي يمارسه تعبيرا عن وجوده وإثباتاً لذاته ولعقيدته الثابتة بأنه يتفوق على سائر البشر أجمعين وأن الله فضله عليهم. ولذا فإن التجسس على "الأمميين" بالمصطلح اليهودي، هدف يحقق له هذا التفوق الذي يستمد جذوره من العقيدة الصهيونية من التراث اليهودي بدءا من التوراة والتلمود وبروتكولات حكماء صهيون.
ويستعرض المؤلف قصص الجاسوسية اليهودية بدءا من قصة العاهرة "راحاب" المعروفة بغير لائق أريحا والتي ساهمت في تقويض دعائم ملك الكنعانيين كذلك "دليلة" أول جاسوسة استخدمت محاسنها لإغواء "شمشون"، وغيرها من قصص الجاسوسية اليهودية التي حفلت التوارة باستعراض أدوارهم في دعم العقيدة اليهودية.
كما تناول الكتاب لدور الجاسوس في بناء الدولة اليهودية القديمة كذلك أوضح الدور الذي لعبه الجاسوس الحديث في بناء الدولة الصهيونية واحتلال فلسطين ، وذلك تحت عنوان "النكسة الكبرى لسبعة جيوش عربية" مؤكداً حقيقية عامة وهي أن التاريخ الحديث لليهود لم يختلف عن قديمهم. فقد انتبه اليهود مبكراً لأهمية أجهزة التجسس كأحد العناصر الضرورية للمشروع الصهيوني في فلسطين ومع نشأة الوكالة اليهودية ذلك التنظيم الذي أخذ على عاتقة مهمة تأسيس الدولة في فلسطين مهما كانت الصعوبات، ومن أجل هذا الهدف تجسس اليهود على العرب والأتراك والإنجليز، كما عملوا لصالح الإنجليز تارة وضد الأتراك والألمان تارة أخرى وانتشرت شبكات التجسس الصهيونية في مصر وسورية ولبنان والأردن وتركيا وفلسطين وغيرها لخدمة أهداف الوكالة اليهودية وما تفرع عنها من منظمات عسكرية أخذت على عاتقها مهمة تنفيذ أهداف المشروع الصهيوني بالقوة والاغتصاب. ولم تنس الوكالة اليهودية أن تكون لها شبكاتها العالمية للوصول للهدف الأكبر وأطماعهم، لذا فقد أنشأت الوكالة اليهودية فروعها في باريس وروما وبرلين ولندن وزيورخ وفينا وموسكو وغيرها.
ويشير المؤلف إلى الدور الذي لعبه "بن جوريون" في تأيسيس دولة إسرائيل والسبب في اعتبار اليهود له بأنه مؤسس الدولة الإسرائيلية وذلك حين تولى منصب رئاسة الوكالة اليهودية والتطوير الذي قام به حيث قسمها إلى ثلاثة أقسام، الأول وهو القسم العامل في المجال العربي والذي اختص بالقضايا التجسسية المتعلقة بأمور فلسطين خاصة والمواطنين العرب عامة، أما القسم السياسي فقد كانت مهمتة جمع المعلومات السياسية في المجالين الداخلي والدولي، أما القسم الثالث فهو القسم العسكري والذي أوجده للقيام بأعمال التجسس على البريطانيين وعلى اليهود الشرقيين والعرب. وقد عملت الوكالة اليهودية بأقسامها الثلاث على ترسيخ أقدام اليهود في فلسطين.
ويشير المؤلف إلى الدور الذي لعبته الوكالة اليهودية أثناء الحرب العالمية الثانية ووقوفه بجانب الحلفاء والدور الذي قامت به بعد انتهاء الحرب والذي ارتكز على مهمتين أساسيتين هما تأمين قيام الدولة اليهودية وجلب اليهود من خارج فلسطين وتهريب الأسلحة، والمهمة الثانية هي القيام بعمليات إرهابية ضد العرب وضد البريطانيين داخل البلاد.
منظمات سرية
وبمزيد من التفصيل يستعرض المؤلف تحت عنوان قبل قيام دولة إسرائيل دور المخابرات الصهيونية والذي يمكن تقسيمها من خلال خمس مراحل بداية من القرن العشرين، المرحلة الأولى وهي التي كانت تعبر عن علاقة المخابرات الصهيونية مع القوات البريطانية وما قدمته من عون وتمهيد لغزو الحلفاء لفلسطين وإسقاط الأمبراطورية العثمانية، وقد أنشئت منظمة "بيلو" السرية عام 1954 من مجموعة من المهاجرين اليهود من أوربا الشرقية بهدف إمداد بريطانيا بالمعلومات عن أوضاع السلطات العثمانية ونشاط الفلسطينين إلا أن هذه المحاولة فشلت عندما اكتشفت السلطات العثمانية هذه المنظمة في عام 1907 .
أما المرحلة الثانية وهي التي كانت قبيل وأثناء الحرب العالمية الأولى بعد إنشاء منظمة سرية باسم "نيلي" والتي أقامت اتصالاً مع المخابرات البريطانية في المنطقة ونشر شبكات تجسسها في مختلف أنحاء فلسطين وساهمت مساهمة فعالة في حسم معركة جنوب فلسطين لصالح الحلفاء عن طريق المعلومات التي زودتهم بها حول استعدادات الجيش العثماني في غزوة بئر سبع، إلا أن السلطات العثمانية اكتشفت أمرها وقامت بتصفيتها عام 1917 .
وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى ووعد بلفور بإنشاء وطن قومي لليهود بدأت المرحلة الثالثة والتي أخذت فيها المخابرات بعداً أكثر تطوراً بعد أن أصبحت مستقلة عن العلاقة ببريطانيا أو غيرها، وفي عام 1920 تألفت الوكالة اليهودية وأنشأت فروعها في القدس ولندن ونيويورك وجينيف والقاهرة وباريس وبرلين. كما أنشئ لها قسم خاص هو "المكتب السياسي" الذي تولاه الكولونيل "كيسي" والذي قام بتنظيم شبكة الجاسوسية اليهودية وراحت فروع الشبكة تنتشر وراء هيئات مختلفة، فبعضها عبارة عن نوادي رياضية تأخذ الطابع العادي أو منظمات عالمية، أما الأسم الرسمي لهذه الشبكة فهو "الهاجاناه" والتي كانت تتشكل من ثلاثة أقسام: قسم وحدات "الهاجان" العسكرية للقتال ، وقسم وحدات "البالما" لأعمال التخريب والكوماندوز وقسم وحدات "الشاي" أي خدمات الاستخبارات.
جيش سري
أما جهاز المخابرات الخارجية الإسرائيلية "الموساد" فيعود إنشاؤه إلى ما بعد قيام دولة إسرائيل وكان قد أنشئ كجيش سري تابع لـ "الهاجاناه" وتركز عمله في تنظيم الهجرة غير الرسمية لفلسطين وتهريب الأسلحة، ثم توسعت مهامه لتشمل جميع أنواع التجسس خارج حدود فلسطين، إضافة إلى أعمال مكافحة الجاسوسية المضادة ومعاقبة اليهود الخارجين على رغبة الهاجاناه.
أما المرحلة الرابعة فقد عكست الصراع بين العصابات الصهيونية استعداداً لإنشاء الكيان. ففي عام 1947 نشب صراع بين أجهزة المخابرات المختلفة وبدأت في تصفية بعضها البعض بالتعاون مع بريطانيا في بعض الأحيان.
وبعد إعلان الدولة العبرية في عام 1948 بدأت المرحلة الخامسة بعد الاتفاق على حل معظم التشكيلات السابقة للمخابرات وتشكيل جهاز مركزي للإستخبارات ، وقد قام "بن جوريون" بانتخاب معظم عناصر هذا الجهاز من الهاجاناه ليتأكد من تسلمهم للمناصب القيادية، ولكنه استفاد أيضا من العناصر الممتازة الموجودة في التنظيمات الأخرى وقد تم تقسيم الجهاز إلى ثلاث دوائر متخصصة في أول اجتماع للجهاز: الدائرة الأولى وهي الاستخبارات العسكرية، والثانية في الدائرة السياسية في وزارة الخارجية ومهمته الحصول على المعلومات من السفارات في الخارج، أما الدائرة الثالثة فهي الأمن الداخلي "الشين بيت" وتشمل مهمته ملاحظة الجواسيس والأمن الداخلي. ولم تنجح هذه التنظيمات في القيام بمهامها على أكمل وجه وهو الذي أدى إلى حدوث عدد من التقلبات في تنظيم وإدارة أجهزة المخابرات حتى تم إعادة تنظيمه مرة أخرى، ولم يستمر طويلا حتى أعيد تشكيله مرة أخرى برئاسة الجنرال "منير عميت" وكان أهم أنجاز لهذا الجهاز هو التحضير لحرب 1967. والذي استقال في العام التالي. لتتوالى التغيرات على الجهاز بتشكيلاته خاصة، بعد هزيمة أكتوبر 1973 وهو ما أدى إلى إنشاء لجنة الأمن القومي لإسرائيل التابعة لرئاسة الحكومة.
الاستخبارات .. كيف تعمل ؟
تحت هذا العنوان يشير المؤلف إلى عامل هام اتسمت بها أجهزة التجسس الإسرائيلية وهو التغيير والتبديل في الأشخاص. فيما كان الاستقرار قائم من خلال وحدة فكر العقيدة التخابرية الصهيونية والقيادة الواحدة التي ترجع إلى شخصين، الأول رئيس الوزراء الإسرائيلي والثاني هو رئيس جهاز المخابرات الموساد الصهيونية الذي يتصل مباشرة برئيس الوزراء والأساس الذي يحكم وجود الأشخاص أو يحدد بقاء الأجهزة والأدوات هو نجاحها في تحقيقها لأهدافها الكلية.
ويشير المؤلف إلى جهاز الموساد الذي يعد أهم منظمات المخابرات الصهيونية وهو الجهاز الذي يتبع مباشرة لرئيس الوزراء وهوالمسئول عن جمع المعلومات الخارجية والعمل السياسي لاتخاذ القرارات ومكافحة الدور التحريري العربي عن طريق عملائها ضد الدول العربية.
وينقسم الموساد في تنظيمه الحديث إلى خمسة فروع هي:
1- وزارة خارجية سرية تقيم علاقات غير دبلوماسية مع دول غير عربية.
2- فرع الشئون العربية الذي يهتم بإرسال عملاء إلى الدول العربية المجاورة.
3- فرع الأبحاث الذي يجمع المعلومات ويحللها ويقارنها مع المعلومات المتوفرة لدى دولة تالية.
4- فرع المهام الخاصة الذي يتولى إرسال مجموعات الاغتيال والتصفية.
5- فرع الاتصال الذي يتولى الاتصال مع المخابرات الصديقة.
أما عدد العاملين في الموساد فيتراوح ما بين 1500 إلى 2000 شخص، أما عن طريقة تدريب أعضائه فلابد وأن يتم تدريب الأعضاء الجدد على منهج العمليات الميدانية وتستغرق فترة التدريب بشكل عام حوالي عامين، ويقوم بالتدريب في هذه الدورات إما مدرسون دائمون أو ضباط للمخابرات أو مسؤولون في الإدارة العامة أو الرئاسة.. أما الهيكل الوظيفي لجهاز الموساد فإنه يتكون من عدة دوائر لكل منها دورها ووظيفتها المحددة وهي :
1- الإدارة العامة وتقع في أطراف تل أبيب وبها حوالي مائة موظف ومكتب المدير وبعض المساعدين وسكرتارية خاصة بالمدير، ويتم تعيين مدير الموساد عن طريق رئيس الوزراء مباشرة.
2- قسم التخطيط للعمليات والتنسيق، ومهمته الإدارة والتطوير ووضع الخطط المستقبلية وتنسيق عمل الشبكات.
3- قسم جمع المعلومات وهو أكبر وحدات الموساد.
4- قسم العمل السياسي والخارجي وهو المسئول عن الاتصالات في الدول الأجنبية التي لها علاقات مع إسرائيل.
5- قسم الإعداد والتدريب وهو المختص بتدريب الأعضاء والعاملين على الأجهزة التكنولوجية والمعلومات.
6- قسم المهام الإدارية، وهو المختص بترتيب وتوظيف العاملين وترقياتهم واختيارهم.
7- قسم البحوث، وهو يقوم بإعداد بحوث لتطوير العمل ومكافحة التجسس والاختراق والأمن.
8- قسم التكنولوجيا، وهو خاص بكل الأجهزة العلمية التي تحتاجها الموساد.
9- قسم العلاقات للتنسيق مع الأجهزة المخابراتية الأخرى.
10- قسم العلاقات التكتيكية والفنية، ويضم ضباط محترفين في القتل والتخريب وإخفاء الجريمة والملاحقة.
النفسية العربية
يعتبر التجسس على العرب هو الواجب الأول على كل إسرائيلي نحو أرض الميعاد. لهذا فإن القسم الموجه ضد الدول العربية يعد من أهم أقسام المخابرات الإسرائيلية بسبب فعاليته ضد الدول العربية. فإسرائيل وهي عدوة العرب لا يمكن لها أن تخطط لأي معركة أو القيام بأي اشتباك أو تحقيق أي نصر إلا إذا تجمعت لديها كل المعلومات المطلوبة عن الدول العربية عامة ، أما قسم السيكولوجيا العربية في إسرائيل فيلعب دوراً هاماً في التوصل إلى الاستنتاجات الصائبة حول ردود الفعل العربية المتوقعة، كذلك يهتم هذا القسم بدراسة التيارات الفكرية المعاصرة في العالم العربي والاختبار الفعلي للنفسية العربية من أجل اختيار الأهداف التي عليها سيشن الجهاز الدعائي الصهيوني حملاته النفسية.
أما فرع رصد محطات الإذاعة العربية فمهمته الأولى هي الإصغاء إلى المحطات العربية وتسجيل كل ما يذاع عنها. كما لم يغفل الموساد عن الدول المستقلة الحديثة فأنشأ فرعاً للتغلغل في أجهزة الدولة المستقلة، والذي يختص بالتغلغل في أجهزة الأمن والمخابرات في الدول المستقلة حديثا خاصة الدول الأفريقية، وهناك فرع الجدعونيون وهو الجهاز الموكل إليه لتنفيذ عمليات الخطف والقتل والتهديد، ويختص فرع برايشا بإيقاظ كوامن الأحقاد ضد الألمان النازيين القدامى كي يتم الضغط الصهيوني على ألمانيا الغربية.
ولم يغفل جهاز الموساد عن أهمية الخديعة فأنشأ مكتباً للخديعة الإعلامية مهمتها ترويج الإشاعات الكاذبة من أجل التضليل.
تجنيد العميل
كيف يتحول الإنسان العادي في غضون فترة زمنية قصيرة إلى جاسوس؟ وما هي مراحل تدريبه؟ هذا ما يجيب عنه المؤلف من خلال الفصل الذي خصصه لتجنيد العميل. والذي يوضح خلاله كيفية تقسيم العملاء. ومراحل تدريبهم والتي تحتوي على معلومات أساسية لابد من الإلمام بها ولعل من أهمها، طرق جمع المعلومات وكيفية استعمال المتفجرات وتطبيق عمليات النسف والحرق، كذلك كيفية استعمال التصوير السري، ومسح الأراضي بالإضافة لمعرفة المركبات الكيماوية التي من الممكن الاستفادة منها في عمليات التجسس. كذلك كيفية كتابة الشفرة وحل رموزها وإرسال واستقبال الموجات اللاسلكية القصيرة والكتابة بالحبر السري بالإضافة لكيفية التعرف على الأسلحة الحربية من برية وجوية وبحرية وتحديد قدرة تسليحها وطاقتها ومداها الجوي.
ويشير المؤلف إلى نقطة هامة في اختيار أجهزة التجسس الإسرائيلية لعملائها. وهي التي تقوم على مبدأ أساسي وهو أن في أعماق كل إنسان نقطة ضعف ولكل إنسان ثمة مركز إنطلاق للسيطرة على ذلك الإنسان، قد تكون نقطة الضعف تلك ، الفقر أو النساء أو الحقد نحو نظام لا يتلاءم مع طموح ومتطلبات ذلك الإنسان، من خلال نقطة الضعف هذه يتم تجنيد العميل بشكل سري وغير ملحوظ ولا يفيق العميل إلا بعد أن يجد نفسه جاسوساً وعضواً في شبكة لا يستطيع الفكاك منها.
ولا يقتصر من يقع عليهم الاختيار لتجنديهم من قبل الموساد لمن لديهم نقط ضعف يتم استغلالها، بل لجأت المخابرات الإسرائيلية إلى الوسائل اللا أخلاقية للضغط على الأسرى العرب، فلا تترك أية وسيلة مادية أو معنوية لتحويل نفوس أولئك الأسرى إلى أعداء لبلادهم. وتختلف تلك الطرق: منها الإرهاب وفتح النار على الأسرى من خلف ظهورهم أو الابتزاز الجنسي، أو السياسي، أو عمليات غسيل المخ والتنويم المغناطيسي وجهاز كشف الكذب. بالإضافة إلى التعذيب الجسماني والتي يتفنن في طرق تنفيذها.
كما لم تغفل المخابرات الإسرائيلية عن إمكانية تجنيد الأطفال واستغلال فقر وتشرد الأطفال الصغار والتي تبدأ في عمل اختبارات ذكاء لهم وعمل التدريب النفسي والذهني لهم لإعدادهم للعمل في خدمة ما يتم تكليفهم به.
ويفرد المؤلف لجهاز الموساد فصلا كاملا يتناول من خلاله أوجه تفاصيل إدارة ذلك الجهاز وعلاقاته بالأجهزة السياسية المختلفة سواء داخل إسرائيل أو خارجها وبالإضافة للبرامج التدريبية التي يمر بها عملاء الموساد.
المرأة اليهودية
لا يستطيع أحد أن يغفل الدور الهام الذي لعبته المرأة اليهودية في بناء الدولة الصهيونية. وخاصة في أجهزة المخابرات سواء كجاسوسة أو كوسيلة لتجنيد العملاء وقد زودت المخابرات الإسرائيلية في توظيف النساء في هيكل وظائفها فوظفت بنات الهوى في علب الليل لاستدراج الزبائن الدبلوماسيين أو ضباط أو أي وظائف هامة للحصول على المعلومات التي تبحث عنها. وتحت عنوان النساء في الدهاليز يستعرض المؤلف الدور الهام الذي لعبته المرأة الإسرائيلية في أعمال التخابر والتجسس بدءا من "دليلة" التي استطاعت أن تأسر عدو بني إسرائيل شمشون الجبار، ومروراً بقصة الغانية أستير والذي ورد ذكرها بسفر كامل من العهد القديم والتي استطاعت بجمالها وفتنتها أن تسلب لب أحد الملوك الذي استسلم لها طائعا وسلمها مقاليد أسور مملكته، كذلك "سالومي" ابنة زوجة الملك "هيرودوت" التي رقصت أمام الملك لتطلب رأس يوحنا المعمدان، وغيرها من القصص الحديثة التي تصور بوضوح أهمية الجنس في وصول إسرائيل لأغراضها ولعل من أبرزها قصة الفتاة اليهودية "ميرا" التي لعبت دوراً هاماً في اغتيال الكونت برنادوت الوسيط الدولي. وغيرها من القصص التي إن دلت على شيء فإنما تدل على الدور الخطير الذي لعبته النساء في دعم الدولة الصهيونية.
شبكات عربية
من البديهي أن يختلف هدف المخابرات الإسرائيلية بعد عام1948 وقيام دولة إسرائيل وهي الفكرة التي أفرد لها المؤلف في الفصل الأخير مستعرضا من خلالها لأهم الجواسيس الذين تم زرعهم في الدول العربية المختلفة بعد قيام الدولة الصهيونية لخدمة أغراض التوسع في الدول العربية، وفك العزلة الدولية ومحاولة تقويض أركان الاستقرار في البلاد العربية ومعرفة خبايا وأسرار جيوشها وصناعاتها الاستراتيجية، وتحركاتها ونياتها تجاه إسرائيل، ولعل من أخطر الشبكات التي كشفتها أجهزة المخابرات العربية هي شبكة التجسس الأردنية التي عملت 14 عاما وتضم 59 شخصاً والذين قاموا بالعمل التجسسي خلال المدة ما بين عام 1948 وحتى نهاية عام 1962، ولم يغفل على المخابرات الإسرائيلية أهمية دولة في حجم العراق والتي زرعت داخلها عملاءها والذين كانوا خليطا ما بين العراقيين والإيرانيين واليهود، وفي سوريا كانت أهداف إسرائيل التجسسية أكثر خطوة ولعل من أبرز تلك الشبكات التي تم كشفها شبكة الجاسوس الإسرائيلي"إلياهو كوهين" والذي قضي في النهاية بإعدامه. وغيرها من الشبكات التي تم كشفها. وغيرها ما لم يتم كشفه حتى الآن | |
|
رانا نجم نجوم المنتدى
عدد المساهمات : 8555 رصيد نقاط : 25658 رصيد حسابك فى بنك نور : 262 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: رد: جاسوس واحد يكفي عن ثلاثين الف جندي في المعركة السبت مارس 13, 2010 5:09 am | |
| | |
|
جنة عضو ذهبى
عدد المساهمات : 828 رصيد نقاط : 7348 رصيد حسابك فى بنك نور : 183 تاريخ التسجيل : 05/01/2010
| موضوع: رد: جاسوس واحد يكفي عن ثلاثين الف جندي في المعركة السبت مارس 13, 2010 5:54 am | |
| | |
|
الامل مـــدير المنتدى الفنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
عدد المساهمات : 19301 رصيد نقاط : 51937 رصيد حسابك فى بنك نور : 577 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 البلد : مصر
بطاقة الشخصية عـــائلــة نــــــــــور: 50
| موضوع: رد: جاسوس واحد يكفي عن ثلاثين الف جندي في المعركة السبت مارس 13, 2010 7:17 am | |
| | |
|