a صبراً جميـلاً ما أسـرع الفرجا *** من صدق الله في الأمــور نجــا
من خشـي الله لـم ينلــه أذى *** ومـن رجـا الله كان حيـثُ رجـا
--------------
منذ ستة أشهر بدأت أستعد لزواجي..
خطوةُ أولى..
بحثت عن ذات الدين.. لم أجد صعوبة في ذلك..
أثني على المرأة خيراً.. وذُكرت عندي بذكرٍ حسن..
تقدمت لوالدها.. شيخٌ وقور جاوز الستين من عمره..
لم أتعجب من طريقته في الحديث وتبسطه معي..
ولكني تعجبت عندما سألني.. من إمام مسجدكم..؟
لعله بدأ السؤال عن معرفتي من هناك
استخرت الله في أمر هذا الزواج.. صليت صلاة الاستخارة.. وجدت الارتياح التام
· وعندما استقرت الأمور.. وعلمت بالموافقة
بقي هناك أمر.. قدمت خطوة.. وأخرت أخرى
كيف سأفاتح الشيخ في ذلك..
لم أخش من عدم الموافقة.. لكن جهل البعض بالحكم الشرعي في ذلك ربما يُحرجُك..
عقب الشيخ على طلبي..
هذا أمرٌ أمرَ به الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله: (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)
وخبر للجميع اختصار الطريق..
من الآن ينتهي كل شيء.. خير من أن يكون هناك شيء غداً.. لم يقف الأمر هنا.. بل بدأ شهر العمل.. خطوات متلاحقة.. شهر التأثيث وما يتبعه من تجهيز..
لا أعرف الأسواق.. ولا إلى أين أذهب..
ولكني اختصاراً لوقتي.. فضلت الشراء من أماكن القريبة.. وإن كان الثمن أغلى.. فوقتي أثمن عندي من زيادة في المال
كلما تعبتُ من البحث والشراء.. تذكرت أن ذات الدين ستسكنه.. فرحت وهان التعب..
يوماً.. ركبت عائداً محملاً.. تعلو محياي الابتسامة..
تزول سريعاً.. فتحت المذياع..
ماذا تسمع.. جراحٌ للمسلمين في كل مكان..
أخبار القتل والتعذيب تُفزعك.. تطفي ريق ابتسامتك
تتقطع أنياط قلبك.. وأنت تسمع.. إنهم يذبحون كالخراف رحم الله زماناً مضى..
عاتبت نفسي.. كيف نهنأ لك الابتسامة..
وأنت تسمع.. وترى..
أنـى اتجهت إلى الإســلام في بلـد
تجـده كالطيــر مقصوصـاً جناحاه
اختفت الابتسامة سريعاً كما أتت.. وحُقّ لها ذلك..
فكرت كثيرا.. تأملت واقعي..
فأنا داعية.. جُل وقتي خارج عملي الرسمي وهبته للدعوة..
وما بين الوقتين وهو قليل.. جعلته للقراءة..
أحياناً أحتاج لساعات أطول من ساعات النهار لأنجز عملي سؤال عريض.. كيف سأوفق بين ذا.. وتلك..؟
ولكني كلما تذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو نبي هذه الأمة ومعلمها وقائدها..
استطاع رغم أعباء الرسالة أن يعطي كل ذي حق حقه..
فهو النبي القائد.. والمربي الموجه.. والقاضي الحاكم..
أعمالٌ لا نهاية لها
ورغم ذلك.. كان نعم الزوج.. ونعم الأب..
كان صلى الله عليه وسلم في خدمن أهله وكان يمزح مع زوجاته بما يدخل السرور إلى قلوبهن.
ويقص لهن القصص.. ويستمع إلى قصصهن.
بل سباق صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها..
سبقته مرة.. وسبقها أخرى..
تضاءلتُ عند نفسي..
تذكرتُ من يهمل في حقوقه الزوجية.. ويبرر ذلك بضيق الوقت.. وكثرة المشاغل.
تذكرتُ من إذا دخل بيته كأنه أسدٌ يزمجر وسيف مصلت.. لا يهنأ أهل بعيش حتى يغادر المنزل..
هواجس خطرت.. سرعان ما تبددت..
· مع اقتراب الموعد.. رُتّب جدل لليلة الزواج..
محاضرة بسيطة..
مسابقات ثقافية للصغار
دفٌ ونشيدٌ للنساء..
ووزع إهداءٌ لكل من شاركنا الفرحة
كتابٌ.. وشريط..
نعم المرأة.. أدبٌ وخلقٌ.. وعفاف
لا تسمع صوتها إلا همساً.. ولا فراغها إلا تسبيحاً
ما أبديتُ أمراً.. إلا قدّمت رغبتي ورضاي..
ما سألتها عن شأنٍ.. إلا قالت..
ما ألسُّنة في ذلك..
لم يخطر ببالي أن هذه المرأة الوادعة.. الهادئة
ستكون غير تلك
ذات يوم.. أُرهقت أعصابي.. وكُدِّرَ خاطري..
وأحببت أن أسمع رأيها.. فهي زوجتي.. وأم أبنائي..
أصواتٌ هادئة... ذلك هو حديثنا..
وواصلتُ.. بعد مقدمة طويلة
تعرفين أن باب الدعوة طريقٌ طويلٌ.. وشاق.. محفوف بالمكاره.. ربما آخذ من وقتك.. وأقصّر في حقّكِ..
بل ربما.. وربما..
لم تدعني أتم حديثي..
كالجبل الواقف قوةً وثباتاً.. تحدثت..
وقتي.. إن كان للدعوة فقد وهبتك إياه..
وهل رأيت دعوة دون مكاره.. ومشاق..
أين قراءتك لكتب التاريخ والسير..
من الذي يُطعمنا.. ويكسونا.. أهو أنت..؟
(وما مِن دابةٍ في الأرضِ إلا على الله رزقها..)
كالسهام أصابت مقتل
طفلٌ وأنا أسمع نثر الدّرر
تأملت ريق عينيها.. وهي تدعو لي بالتوفيق
عند آخر كلمةٍ طرقت أذني
أسمعتها صوتي بقوة..
؛
؛
أنتِ امرأةٌ .. بألف امرأة[right][i][b]