mohammed abbas عضو مشارك
عدد المساهمات : 53 رصيد نقاط : 5816 رصيد حسابك فى بنك نور : 51 تاريخ التسجيل : 16/05/2009
| موضوع: خيراً فعل شيخ الأزهر عندما استقال من الحزب الوطني الخميس أبريل 15, 2010 4:48 am | |
|
خيراً فعل شيخ الأزهر عندما استقال من الحزب الوطني أرسى شيخ الأزهر باستقالته من الحزب الوطني تقليداً حميداً ومبدأ رائعاً بضرورة الفصل ما بين الدين والسياسة، فهذا الخلط هو ما أصاب الأمة الإسلامية في مقتل.
والسبب هو أن الدين ثابت والسياسة متغيّرة، الدين مُطلق والسياسة نسبية، الدين صِدق والسياسة كذب، الأساس في السياسة هو اللعب والمناورة، والدين -على العكس- مقدّس، ولغته الحرام والحلال، وهي لغة لا تنفع في ملعب السياسة؛ لأن الساحة السياسية لا تعرف إلا الصح والخطأ، ولغة الصح والخطأ هي لغة تسمح بهامش للضعف البشري والأخطاء الإنسانية والمتغيّرات الاجتماعية، وبها مساحة من التفاوض والأخذ والرد على عكس لغة الحلال والحرام التي لو تجاوزت الأسوار وأُلصقت بكل قرار سياسي لتحوّل المجتمع إلى ساحة صراع بين مؤمنين ومرتدين لا بين حكوميين ومعارضين.
عندما أجبر الفاروق "عمر بن الخطاب" -رضي الله عنه- كبار الصحابة على البقاء في الجزيرة العربية بجانبه وتحت نظره وعدم الذهاب إلى المدن المفتوحة الجديدة الغنية كان بعيد النظر، وكان يُرسي مبدأ الفصل بين وزن الصحابة الديني العظيم وبين انجرافهم لو سافروا إلى مصالح ضيقة وإغراءات مادية من أهل أمصار ومدن منبهرين بشخصياتهم العظيمة.
وبالفعل حدث ما كان "عمر بن الخطاب" -رضي الله عنه- خائفاً منه، وقارِئ كتاب "الفتنة الكبرى" لـ"طه حسين" سيندهش عندما يقرأ عن الثروات التي تراكمت وتضخّمت في فترة بقائهم هناك، مِن هنا بدأ الخلط بين السياسة والدين، وبدأ صوت المصلحة الاقتصادية يتغلّب على صوت الوازع الديني، وبرغم أن كتاب الله كان موجوداً ومحفوظاً في الصدور، والرسول "صلى الله عليه وسلم" كلماته ما زالت ترن في الآذان، فإن سيوفاً ارتفعت وأُشهرت ما بين مبشرين بالجنة، بين "عليّ" من ناحية و"طلحة" و"الزبير" من ناحية أخرى، وعشرات الآلاف أُريقت دماؤهم في معارك شعارها وظاهرها ديني وجوهرها وباطنها صراع مصالح.
ارتفعت راية لا حُكم إلا لله ضد إمام المتقين "علي بن أبي طالب" رضي الله عنه؛ رفع القرآن على أسنة الرماح إرهاباً لكل مَن تسوّل له نفسه الاعتراض، فالمعترض مرتد وخارج، توالدت مصطلحات الخروج والارتداد والمروق عما هو معلوم بالضرورة، ظهر معها فقهاء السلطان المبررون الممررون للفتاوى السلطانية الملوكية الخليفية.
سال من الدماء وقُطعت من الرقاب ما يُغطي سطح الكرة الأرضية، وكله كان باسم الدفاع عن الدين، قُطع وسلخ جسد "ابن المقفع" وشُوي في القدر المغلي لتؤكل أعضاؤه في مشهد مرعب يُذكّرك بفيلم "هانيبال" لمجرد أنه أبدى النصح للخليفة، وكان الاتهام الجاهز كافراً ومرتداً، صُلب "الحلاج"، قُتل "السهروردي"، ضُرب "الرازي" على أم رأسه بمجلداته حتى فَقَد البصر، جُلد "الكندي"، طُورد "ابن رشد" وأُحرقت داره، وعندما خرجت أوروبا من سيطرة الكنيسة على الدولة كنا نحن قد تسلّمنا الراية، وأقحمنا رجال الدين في شئون الدولة، وما زلنا نعاني
حتى الآن. | |
|
الامل مـــدير المنتدى الفنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
عدد المساهمات : 19301 رصيد نقاط : 51953 رصيد حسابك فى بنك نور : 577 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 البلد : مصر
بطاقة الشخصية عـــائلــة نــــــــــور: 50
| موضوع: رد: خيراً فعل شيخ الأزهر عندما استقال من الحزب الوطني الخميس أبريل 15, 2010 5:03 am | |
| | |
|