رحلة التعرف على الحديث الضعيف واسباب ضعفه
وكل ما عن رتبة الحُسْنِ قَصُر.. فهو الضعيف وهو أقسام كُثُر
إذا فالضعيف هو كل حديث لم تجتمع فيه صفات الصحيح ولا الحسن ، ويتفاوت ضعفه بحسب شدة ضعف رواته ، وخفة هذا الضعف ، وبعض الضعيف أوهى من بعض
والفائدة من ذكر العلماء لهذا التفاوت في الضعف :
هي ترجيح بعض الأسانيد على بعض، وتمييز ما يصلح للاعتبار مما لا يصلح
أنواع الحديث الضعيف
أنواع الضعيف كثيرة أوصلها بعض العلماء إلى خمسين نوعاً ومنها
- المرسل : وهو ما سقط من آخر إسناده الصحابي ، كقول أحد التابعين قال رسول الله كذا من غير ذكر الواسطة بينه وبين الرسول ، كقول نافع قال رسول الله
- المُدَلس : هو إخفاء عيب في الإسناد ، وتحسين لظاهره .
- المنقطع : هو ما لم يتصل إسناده سواء سقط منه صحابي أو غيره سواء كان السقط من أول الإسناد أو وسطه أو آخره
- المُعضل : هو ما سقط من إسناده اثنان فأكثر على التوالي ، كقول مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
- الشاذ : الشاذ ما رواه الثقة مخالفا لمن هو أوثق منه
- المنكر : وهو الحديث الذي رواه الضعيف مخالفاً لما رواه الثقة
فالشاذ والمنكر يجتمعان في اشتراط المخالفة لما يرويه الناس ويفترقان في أن الشاذ رواية ثقة أو صدوق ، والمنكر راوية ضعيف
- المضطرب : هو ما روي على أوجه مختلفة متساوية في القوة ،وسبب الاضطراب عدم ضبط الرواة
- المقلوب : هو إبدال لفظ بآخر في سند الحديث أو متنه بتقديم أو تأخير ونحوه
- المتروك : وهو الحديث الذي في إسناده راو متهم بالكذب
أسباب اتهام الراوي بالكذب
1- أن ينفرد الراوي بالحديث ويكون الحديث مخالفاً للقواعد العامة
2- أن يُعرف الراوي بالكذب في كلامه العادي ولم يظهر منه الكذب في الحديث النبوي
- المُعَلل : ويقال المعلول وهو الحديث الذي ظاهره السلامة اُطُّلع فيه بعد التفتيش على قادح ، كإرسال الموصول ، أو وقف المرفوع ، أو إدخال حديث في حديث ، أو إبدال راو بأخر
وتدرك العلة بعد جمع الطرق والفحص عنها بتفرد الراوي ، وبمخالفه غيره له ، ممن هو أحفظ أو أضبط أو أكثر عددا ، مع قرائن تضم إلى ذلك ، وأكثر ما تكون العلة في السند ، وقد تكون في المتن .
- المُصَحَّف : وهو تغيير الكلمة في الحديث إلى غير ما رواها الثقات لفظاً أو معنى
أسباب الطعن في الراوي
أسباب الطعن في الراوي عشرة أشياء، خمسة منها تتعلق بالعدالة ، وخمسة منها تتعلق بالضبط
أما التي تتعلق بالعدالة فهي :
1- الكذب
2- التهمة بالكذب
3- الفسق
4- البدعة
5- الجهالة
أما التي تتعلق بالضبط فهي :
1- فُحش الغلط
2- سوء الحفظ
3- الغفلة
4- كثرة الأوهام
5- مخالفة الثقات .
حكم العمل بالحديث الضعيف
اتفق العلماء على أنه لا يحتج بالحديث الضعيف في الأحكام الشرعية مما يتعلق بالحلال والحرام ، ولا فيما يتعلق بالعقائد كصفات الله تعالى
واختلفوا في جواز العمل به في فضائل الأعمال ، والقصص والمواعظ ، وفي الترغيب والترهيب
فذهب بعضهم إلى الجواز إذا توافرت الشروط التالية :
- أن يكون الضعيف غير شديد الضعف فيخرج حديث من انفرد من الكذابين والمتهمين بالكذب ومن فحش غلطه
- أن يكون له أصل شاهد يندرج هذا الحديث تحته كاندراجه في عموم أو قاعدة كلية
- ألا يعتقد عند العمل به ثبوت ما فيه
وممن نقل عنه جواز التساهل في ذلك عبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل
أما ابن مهدي فإنه نقل عنه أنه قال: إذا روينا عن رسول الله في الحلال والحرام والأحكام شددنا في الأسانيد وانتقدنا في الرجال ، وإذا روينا في الفضائل والثواب والعقاب تساهلنا في الأسانيد وتسامحنا في الرجال
وأما أحمد بن حنبل فقد نقل عنه أنه قال : الأحاديث الرقائق يحتمل أن يتساهل فيها ، حتى يجيء شيء فيه حكم .
وذهب البعض إلى أنه لا يُعمل بالحديث الضعيف مطلقاً لا في الأحكام ولا في فضائل الأعمال ، ومن هؤلاء يحيى بن معين والبخاري ومسلم .
مسائل تتعلق بالضعيف
كيفية رواية الحديث الضعيف
إذا أردنا رواية الحديث الضعيف بلا إسناد فلا يقال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أشبهه من صيغ الجزم ، كفعل رسول الله ، أو أمر ، أو نهى ، بل يُقال رُوي كذا ، أو بلغنا ، أو ورد ، أو جاء ، أو روى بعضهم ، وما أشبهه ..
شروط ارتقاء الحديث الضعيف
- أن يُروى من طريق آخر مثله في القوة أو أقوى منه ، فينجبر الحديث الضعيف بتعدد الطرق ، إذا كان الضعف من جهة سوء حفظ رواته ، أو انقطاع في سنده ، أو جهالة ، أو اختلاط في رواته .
فتعدد الطرق تبلغ بالحديث الضعيف إلى حد الحسن لغيره
وأما إن كان الضعف من جهة اتهام بالكذب ، أو الشذوذ ، أو فحش الغلط ، فلا ينجبر بتعدد الطرق.
تم بحمد الله
[img]http://www.laal2.com/images/viaman.gif[/img]