مشكلة الزواج الحاضر بالاسم الغائب مشكلة تعاني منها الكثيرات, يلفها الصمت رغم أثارها السلبية الممتدة إلى أعماق الكثير من المشاكل الاجتماعية التي لولا غياب الزوج والأب معنوياً أو فعلياً لما نشأت أصلا. ومشكلة البعد الجسدي بكثرة السفر وطول الرحالات أو البعد النفسي بالإهمال والتجاهل تشكوا منها الآلاف من الزوجات ليس في عالمنا العربي فقط وإنما حول العالم أيضاً. إن الزواج بالنسبة للمرأة والرجل استقرار لكن أين الاستقرار إذا كان الزوج مسافراً أو غائباً معظم أشهر السنة ؟ إن المرأة تتعرض لضغوط مادية واجتماعية في غياب زوجها ومهما كانت قوية وذات شخصية مستقلة فإنها تظل في حاجة إلى حمايته ومساعدته على تحمل المسؤولية واتخاذ القرارات اليومية عن التأثير الايجابي الوحيد لغياب الزوج العامل بالخارج أو كثير الأعمال هو تحسين الحالة المادية أما الآثار السلبية فكثيرة جداً, فالعلاقة الزوجية تواصل واتصال يومي يعمل على بناء علاقة تكبر وتتعمق كل يوم تماماً, كبناء جدار من الطوب, يبدأ بطوبة واحدة تزيد مع الأيام ويعلوا الجدار ويزيد صلابة فكيف يمكن لزوجين تفصل بينهما ألاف الأميال أن يبنيا علاقة زوجية متينة ؟ إن العلاقة عبر التلفون لا بد أن تكون روابطها هشة وضعيفة. يقول احد الاختصاصيين النفسيين أن الشكوى الرئيسية للزوجات في معظم الحالات التي عرضت عليه على مدى 25عاماً كانت الإهمال من الزوج بسبب ابتعاده عن البيت لفترات طويلة, أو وجوده لكنه لا يستمع إلى زوجته ولا يهتم بمشاعرها, وعدد حالات الطلاق التي وقعت لهذا السبب كانت أكثر بكثير من الحالات الناتجة عن إي سبب أخر والغريب إن الرجال لا يدركون وجود هذه المشكلة ولا يفهمون أن المرأة لا تحتاج لزوج ينفق عليها ولو يبذخ وإنما تحتاج إلى الزوج الصديق الذي يمكنها أن تثق به وتشعر بوجوده ومساندته كلما مرت بمشكلة رجل يراعي مشاعرها ويملك موهبة الإنصات واحترام رأيها, باختصار إنها بحاجة إلى زوج تشعر معه بالإرتباط العاطفي والذهني. إن الزوج مثل النبات يحتاج إلى ريه بانتظام, وتغذيته باستمرار, ورعايته بعناية, حتى تستمر حياته, وتبقى نضارته, ورعايتة أكثر ليضل سليماً متيناً وسعيداً. ـــــــــــــــــــ إن معاملة الزوج السيئة لزوجته تؤدي إلى أثار سلبية تنعكس على الزوجة وبالتالي على استمرار حياتها الأسرية هذه الآثار تتحدد في ست نقاط: 1) تعتبر الزوجة أن زوجها يسيء لها كثيراً عندما يسخر منها فتشعر بانعدام قيمتها كإنسانه ذات كيان وسط الأسرة أو المجتمع فتصاب ببرودة رغبة في عدم التعاون مع أسرته ومجتمعها. 2) العلاقة الزوجية نواة تنطلق منها أسرة متكاملة وإن أي خلل يصيب أحد أطرافها يجعل الحياة الزوجية والأسرية غير مستقرة خاصة إذا أصاب ذلك الخلل الأم التي هي أحد أهم عنصرين في البيت. 3) عندما يشاهد الطفل سوء معاملة والده لأمه وسخريته منها فإن ذلك يشكل ردة فعل سلبية لديه تمنعه من أن يحترم أمه ويجعله يشعر بالتوتر وعدم الاستقرار النفسي. 4) من الممكن أن تصاب الزوجة التي يسخر منها زوجها بحالة من الإحباط تؤدي في أكثر الأحيان إلى اكتئاب وأمراض نفسية أخرى تؤثر على كل أفراد الأسرة. 5) عندما تشعر الزوجة بعدم احترام زوجها لها غير لائقريته منها فإن ذلك يولد لديها شعوراً بالحقد على زوجها ومن ثم تمرد ورفض علني لمعاملته السيئة. 6) يسيطر في أغلب الأحيان على الزوجة التي يسخر منها زوجها أمام الناس شعور بالخوف من الاختلاط بالناس وتصبح سلبية في إبداء رأيها ولو في أتفه الأمور. وللزوج نقول. كن واثقاً أنك رجل في أسرتك ومجتمعك وستبقى كذلك دون أن تقلل من قيمة زوجتك وتسخر منها أمام الناس فسخريتك منها ستجعل منك هدفاً لسخرية الآخرين. عليك أن تعلم أن المرأة التي أمامك ليست سلبية في قرارها أو شخصيتها كما تعتقد بل هي كيان قائم بذاته مثلك تماماً وهذا الكيان يحتاج لمراعاة وحسن معاملة. تأكد أن احترامك لزوجتك واعتزازك بشخصيتها ورأيها هو احترام لنفسك وشخصيتك وإن التقليل من قيمتها كزوجة والسخرية منها هو تقليل من شأنك ورجولتك واحترامك داخل الأسرة وخارجها. عليك أن تدرك أن الجل بين الزوجين لا يعني وجود مشكلة وإذا خالفتك زوجتك فلا يعني ذلك أنها أقلت من رجولتك واحترامك.