صحفية محامية أو طبيبة
لماذا يخاف الرجل الزواج من امرأة ناجحة ؟
لهنّ - فادية عبود
من الصعب أن يقبل الرجل على الزواج من امرأة ناجحة عملياً كمديرته في العمل حتى ولو كانت أصغر منه سناً ، ومن الأصعب أن يقترن بطبيبة أو محامية أو حتى صحافية .. "لهنّ" يكشف الأسباب الحقيقية لتهرب الرجال من ذوات المهن الثلاثة .
تقول عبير محمد 30 عاماً ، صحفية مصرية : إن سبب عنوسة غالبية الصحفيات هو الاحتكاك المباشر بجميع فئات المجتمع بداية من عامل النظافة في الشارع حتى رئيس الوزراء ، مما يكسبها خبرة كبيرة في الحياة لا تقدر بمال ، ولأنها ذات عقل أكبر وذات دراية بغالبية مناحي الحياة ، يتهرب منها الرجال، إن لم يسعدها الحظ وتزوجت بزميل لها في بداية عملها في المهنة .
وتوضح الأسباب قائلة : الجميع يعرفون أن الصحافة مهنة البحث عن المتاعب وإن لم يكن الصحفي قوي الشخصية يفشل في عمله ، والرجال يهابون النساء الناجحات ذوات الشخصيات القوية لذا تصيب الصحفيات العنوسة .
خادمة وليست طبيبة
في المقابل تعترف مها الشمري طبيبة سعودية ، بأن السبب الرئيسي في عزوف الرجال عن الارتباط بالطبيبة أو الممرضة هو اختلاطها بالمرضى ومتابعة حالتهم الصحية. وتقول : فهناك رجال للأسف يعتبرون أن مهنة الطب مشابه لعمل الخادمة وهذا الكلام غير صحيح، لأن مهنة الطب رسالة سامية ومهمة عظيمة تفتخر بها أي إنسانة تحمل قيم ومبادئ هذه المهنة.
وأفادت الشمري بأن ظاهرة العنوسة في الطبيبات والممرضات انتشرت وأصبحت واضحة للجميع، لذلك يجب إيجاد الحلول المناسبة للقضاء عليها وذلك من خلال دعم الممرضات والطبيبات في المجتمع ونقل الصورة الحقيقية لهذه المهنة.
بينما أكد أ. د. عبدالرحمن بن زيد الزنيدي ، لصحيفة "الرياض" أن عزوف الرجال السعوديون عن الطبيبات أو الممرضات دون سواهن يرجع إلى النظرة التقليدية إلى عمل التطبيب والتمريض، فهن في مقام الخادمة لكن في مجال محدد. فضلاً عن تصور بعض الأزواج أن مهنة التطبيب تفسد مزاج مزاولتها، وأن معايشتها للأمراض تُغيِّب في نفس الطبيبة روح الرومانسية والإشعاع الأُنسي، وأن الممرضة بحكم عملها تكسب حنانها لمرضاها فصيبها الجفاف إذا انتهى دوامها وأيضاً طول ساعات العمل مؤثرة في هذا العزوف بلا ريب.
عقبات المحاميات
مشهور عن المحامي الرجل أنه مراوغ أو "يلعب بالبيضة والحجر" فما بالك بالنساء المشهورات بالدهاء عندما يدخلن مهنة المحاماة! فهل تكون العنوسة جزاء النجاح في العمل ؟
يهرب العديد من الرجال من الارتباط بالمحامية لشهرتها بالمراوغة والدهاء وحبها لإثارة المشاكل، ويرى نورس يوسف، موظف في مؤسسة أهلية، أن عمل المرأة خارج المنزل، يجعلها ذات شخصية استقلالية ، مما يضعف ارتباطها بزوجها وأسرتها، ويتابع ، بحسب مجلة "سيدتي": «قد تكسب المحامية بعض المال، ولكنها ستكون عرضة لتبلد مشاعر الأمومة والأحاسيس، خاصة في حالة الإنجاب، وسيتسبب لها ذلك في مشاكل تقف عقبة أمام قيامها بواجب التنشئة السليمة، فيفقد الطفل أهم ما تعطيه الأم وهو العاطفة والحنان، لانشغالها بالقضايا العديدة والكسب المادي، فلا أعتقد أن مهنة المحاماة مناسبة للمرأة، فهي متعبة للرجل، فكيف يكون حال المرأة؟! والحقيقة أنا أفضل التعامل مع الرجل أكثر من المرأة، وخصوصًا كبار السن، على أساس أنهم ذوو خبرة أكثر من غيرهم ممن لديهم خمس أو سبع سنوات في مهنة المحاماة.
سوء اختيار
ليس التمريض أو الصحافة أو المحاماة هم السبب في عنوسة البنات وإنما السبب هو سوء الاختيار والاعتماد على الشكليات ، هذا ما يؤكده الدكتور أحمد البحيري استشاري الطب النفسي .
ويوضح قائلاً : إن ما يتحكم في الزواج الآن موروثات وأفكار خاطئة ، حيث يعتمد غالبية الرجال على الاختيار في الشكل والأسلوب فقد يرفض رجل الارتباط بعروس لأنها ترتدي نظارة ، وهكذا يرفضون الارتباط بالصحفيات والطبيبات والمحاميات، فالاختيار غالباً يكون على أساس الشكل والأسلوب وارتباط ذلك بأفكار موروثات خاطئة، بعيداً عن التوافق بين الزوجين.
ويضيف استشاري الطب النفسي : المشكلة الأكبر لدى هذه الفئة من الفتيات والتي تدفعهن إلى التأخر في الزواج ، تكمن في أن عملهن يقوي شخصيتهن بعد فترة من الممارسة ، وعند تحقيق النجاح تكون فرصهن أقل في الاختيار، فمن الممكن أن توقع الفتاة الجامعية الشاب في شباكها ، بينما تمنع مكانة الطبيبة أو المحامية من ذلك كما أنه محرم عليها التقدم إلى شاب تراه زوج جيد ، إننا في حاجة فقط إلى فتح باب الاختيار للفتيات مثل الرجال ولا مشكلة إذا رفضها الرجل مثلما ترفض الفتاة عريسها، ولكنها حتما ستصيب الزوج المتفاهم ذات مرة .
الغيرة من النجاح
يرجع د. أحمد البحيري عزوف الرجال عن الزواج بهذه الفئة من النساء إلى ندية الرجل الشرقي وتمتعه بروح التحدي فهو يحب أن يكون هو المسيطر دائماً لذا لو تزوج من امرأة ناجحة ستقتله الغيرة. والحل أنه يجب أن يكون مقدر لنحاجها ولا مانع من أن يخطط إليه فلما لا يكون وراء كل ناجحة رجل مثلما دائماً ما يكون وراء كل عظيم امرأة .
ما يخيف الرجال أيضاً من الارتباط بامرأة ناجحة ، بحسب د. البحيري، تورطهم في الأعمال المنزلية حيث يرون أن الرجال لا يشاركون النساء في المنزل حيث تم تصنيف الأعمال المنزلية للنساء فقط ، والحقيقة أن المشاركة في الأعمال المنزلية واجب على الرجل أيضاً فلم نسمع قط أنه من العار أن يصنع رجل كوباً من الشاي أو من المستحيل أن يطهو وجبة ، ولكننا نعرف جيداً أن الولادة والإنجاب للنساء فقط ولا يمكن للرجال المشاركة فيها ، لذا على الطرفين اقتسام الأمر أو توفير طرف ثالث يقوم بالأعمال المنزلية ، هنا لن يخاف الرجل من الزواج من طبيبة أو صحفية أو محامية ناجحة وتقضي غالبية وقتها خارج المنزل .
وفي نهاية حديثه يفيد د.أحمد البحيري أستاذ الطب النفسي أن الزواج من هؤلاء النسوة قد يكون ناجحاً جداً إذا تم بناء على الاختيار السليم ، مؤكداً على ضرورة توسيع القدرة على الاختيار أمام المرأة كأن تتقدم لخطبة الرجل حتى نستطيع التغلب على مشكلة العنوسة .