لماذا يخشى بعض الرجال المرأة الذكية صاحبة الشخصية القوية ؟
ولماذا يخشى بعض الرجال المرأة ذات الدرجة العلمية المتقدمة عليهم ؟
فتجد الرجل يجالس المرأة الذكية صاحبة الشخصية القوية والمرأة ذات الدرجة العلمية المتقدمة
ويحادثها ويحاورها ويناقشها
ولكن عند الزواج
يفضل المراة العادية ويفكر ألف مرة عند الارتباط بالمرأة محور الحديث ؟!!
وإن حدث وتزوجها ففي كثير من الأحيان يذلها ويحطم كبريائها
وكثير من الفتيات يخشين الزواج ممن هم أقل منهم اكاديمياً خوفاً من ذلك
فهل جميع الرجال هكذا أم معظمهم أم بعضهم
وهل فعلا يخشى الرجل المرأة الناجحة
أكدت دراسة أجراها مكتب شؤون الأسرة في فرنسا أن 70% من الرجال عندما يقدمون على الزواج لا يختارون المرأة الذكية، بل يفضلون متوسطة الذكاء، ويهربون من المرأة الناجحة والمتفوقة في عملها لاعتقادهم أنها ستكون بمنزلة كمبيوتر يرصد الأخطاء ويحاسبهم على كل شاردة وواردة.
فإذا كان هذا رأي الرجال في فرنسا، عاصمة النور والحرية والثقافة، فما هي حال الرجل الشرقي الذي كرست لديه ثقافة المجتمع فكرة تفوقه على المرأة، وأنه الأعلى منها شأنا، وأن المرأة الذكية أو الناجحة لا تصلح للزواج لأنها إما قد تنازعه على عرش قيادة الأسرة او انها قد تهمل في واجباتها الأسرية في سبيل تحقيق طموحها ونجاحها.
هيمنة
- نسبة كبيرة من الرجال يرون ان المرأة الذكية او الناجحة تشكل تهديدا لشخصيتهم، ويشعرون بالخوف وعدم الامان والضعف امام المرأة القوية التي تحتل مكانة في المجتمع، خاصة إذاكانت شخصية الرجل ضعيفة.
الزوج المستكين
- بعض الرجال يسعدون عندما يرتبطون بزوجات ناجحات ولامعات في المجتمع، ولكن قد تنتابهم حالة من الغيرة الداخلية من الزوجة.. وآخرون يرفضون من البداية الارتباط بنساء ناجحات وبارزات، ولكن لو تزوج أحد هؤلاء الرجال الانانيون من امرأة وبدأت تصعد للنجاح والشهرة بعد الزواج فإنه قد يحاول تحطيم نفسيتها وزيادة الأعباء المنزلية على كاهلها، وقد يتشاجر معها على اتفه الاسباب. وربما فيلم 'مراتي مدير عام' عبر عن هذه الحالة بشكل واضح وطريف.
ان الشخص السوي يشعر بالسعادة لانه تزوج من امرأة مميزة وناجحة وفاز بها من دون الجميع، ويعتبر اختيارها له دليلا على تميزه هو ايضا، فوراء كل سيدة عظيمة رجل عظيم.
عقدة
- لا اعتقد ان الرجل القوي او الناجح يخشى الارتباط بامرأة متفوقة وناجحة، لانه يرى أنه لو لم يكن متميزا او ناجحا لما حظي بامرأة مثلها. ولكن بعض ضعاف الشخصية والفاشلين والمعقدين يخافون الناجحة لانها تشعرهم بنقصهم. ولو تزوج واحد من هؤلاء امرأة متميزة، فإنه يحاول ان يشعرها بأنها اقل منه شأنا، ويقلل من قيمتها ويبحث لها عن اخطاء وهفوات لكي يشعر هو بالارتياح وعدم القلق من غرورها.
تنشئة أسرية
دائما يريد الرجل الشرقي ان تكون المرأة أضعف منه، لأن التنشئة الاجتماعية تعطي أهمية وأولوية للذكر على حساب الأنثى، مما يكرس لديه فكرة أنه يجب أن يكون الاقوى والأنجح والقائد في الاسرة والمجتمع. لذلك لا تستطيع المرأة ان تنجح إلا بموافقة الذكر، سواء كان زوجا أو أبا أو أخا يتيح لها المجال لأن تسير في طريق النجاح.
ان مسألة تفضيل الرجل الزواج بامرأة ناجحة لا يرجع إلى تعليمه وثقافته بقدر ما يعود الى تنشئته الاجتماعية والاسرية، بعض المتعلمين او الحاصلين على درجات علمية عالية يفضلون ان تكون زوجاتهم ربات بيوت او نساء عاديات، بينما بعض المتعلمين تعليما بسيطا قد يوفرون للمرأة كل سبل النجاح ويفخرون سبل النجاح ويفخرون بتفوقها.
وبعض الازواج يختارمنذ البداية ان تكون زوجته امرأة ذات طموح وناجحة في عملها ومحبة له، وكان يريد زوجة ذات مركز في المجتمع وتشارك في الانشطة الاجتماعية وذات نظرية مستقبلية لحياتها، لأنه يعلم ان المرأة البسيطة والعادية التي بلا طموح ستكون زوجة محدودة التفكير ولن تكون شريكة حياة ناجحة.
تفهم
من الطبيعي ان يشعر الرجل بالغيرة من المرأة الناجحة لأنها ظلت لفترة طويلة في نظره هي الام والزوجة والاخت التي تعيش في المنزل لتكنس وتطبخ وترعى الابناء ولا تخرج من البيت الا للضرورة، ولكن بعد ان خرجت المرأة للعمل خارج المنزل وتبوأت اعلى المناصب، واصبحت ناجحة ومتفوقة على الرجل بدأ بالغيرة منها ومحاربتها. لكن الرجل الان غالبا ما يبحث عن الزواج من امرأة ناجحة لأنه اصبح اكثر ثقافة من السابق، ويريد الزوجة المتعلمة والموظفة لكي تربي ابناءه وتساعده في مصاريف الحياة المعيشية وشراء بيت العمر وغيرها. واغلب الرجال- كما ارى - يتفهمون نجاح المرأة ويتمنون الاقتران بها ويقفون مع زوجاتهم الناجحات ويأخذون بأيديهن، وقلة منهم من يخاف او يغار من المرأة المتعلمة.