يقول الباحث الاجتماعي "إريك فروم" حول صعوبة استمرار علاقات
الحب "من الصعب أن تجد نشاطا أو مشروعا يبدأ بطوفان من الآمال
الكبيرة والتطلعات ثم ينتهي الأمر بخيبة أمل مثلما تجد الحب بين
شخصين". لماذا يبدأ الحب كبيرا ثم يخبو؟ هل صحيح بأن الحب قد ينتهي أمره بخيبة أمل؟
بدا من واقع بعض الدراسات النفسية والاجتماعية أن هناك أكثر من مؤشر يساعد على بقاء الحب.
ولكن ما ينبغي التأكيد عليه ليس بالضرورة توافر سبعة عناصر أو عشرة
أو خمسة لبقاء الحب واستمراره، بل غالبا ما يفعل عنصر واحد فعله
أكثر من عناصر متعددة لا معنى لوجودها. لهذه الأسباب ربما يخبو الحب
عندما نعلق أهمية على كل المؤشرات والأسس الهامة للمحبة، وعندما لا تؤتي ثمارها نقول: "كان صرحا من خيال فهوى".
لهذا يقدم المختصون للمحبين جملة نصائح تعين على بقاء المحبة حيوية:
- أعدوا محيطا عاطفيا منعشا: لأن تقديم العون العاطفي هو الطريق
الوحيد الذي يتيح للمرء أن يغذي نمو الحب. تقول إحدى المختصات في
الشؤون الأسرية "هذا العون يمكن تقديمه بطرق بسيطة متنوعة، بعض
الأحيان يود المرء التصاقا جسديا مريحا كشبك الأيدي، وأحيانا قد
يحتاج إلى أذن صاغية متعاطفة أو إلى أحد ما يكون إلى جانبه".
- عالجوا المشاكل الصغيرة: تقول العالمة النفسانية الأمريكية "نيفيس
فينس": يمكن أي توتر (أو مضايقات صغيرة) أن يثير أزمة ما، ولكن
عندما نتخذ في سبيل تلك الأزمة المصارحة فإنها تحول دون أي نزاع مستقبلا.
وينصح المختصون بشؤون الأسرة بأن إظهار حقيقة المشاعر أيا كان نوعها
من شأنه أن يكون مدخلا لمناقشة آفاق مهمة تتعلق بحياتكم كأسرة.
- اجعلوا المنزل أشبه بحديقة غناء أو بستان أشجار باسق. إذ مثلما
الحدائق تنمو وتزهو بأساليب خاصة بالزراعة كذلك يمكن للبيت أن يكون
بستان الحياة الحلوة بمعرفة طبيعة مزروعاته، أفراده: أيها يتطلب
ماء، وأيها يحب الشمس، وأيها يلزم العناية ريثما ينمو. يقول أحد
الفلاسفة: "أعلى درجات السعادة لا توجد إلا في أعلى درجات الحب".