القاضي رئيس محكمة نور الاسلام
عدد المساهمات : 3310 رصيد نقاط : 22910 رصيد حسابك فى بنك نور : 309 تاريخ التسجيل : 06/10/2009
| موضوع: ساعد زوجتك في الاعمال المنزلية-الغد المشرق الأحد مايو 02, 2010 4:42 am | |
| مما يميز الإنسان أنه كائن عاقل مفكر يُنمّي فكره ومعارفه عن طريق التفكير والتجارب والتعلم من الآخرين، وإن من الغرائز التي جبل عليها الإنسان غريزة حب التجمع والعلاقة مع الآخرين، سواء في المجالس أو الأندية أو حتى في أماكن العمل، والتلقي والاستفادة منهم. ولا شك أن الإنسان عندما ينشأ في بيئة معينة فإن ثقافتها وحضارتها وانتماءها الفكري يسهم في تكوين شخصيته ونمط حياته، وكذلك الحال عندما يجالس أشخاصا معينين فإنه ولا شك سيتأثر بهم.
مساعدة الزوجة في أعمال المنزل، أمر مختلف عليه من "وجهة نظر رجالية"، البعض يراها واحدة من المتغيرات البديهية ضمن واجبات العصر الحديث وذلك بعدما أصبح لدى الزوجة من الأعباء ما يتساوى مع أعباء الرجل وربما يفوقها، والبعض يرى أن في ذلك إخلال بقوانين الطبيعة التي أعطت الرجل مواصفات بدنية وعضلية تؤهله للأعمال الخشنة خارج المنزل، وليس لأعمال المنزل التي خلقت للمرأة. وبين المؤيد والمعارض ظهرت الآراء التي ترى أن مساعدة الزوج لزوجته في أعمال المنزل ورعاية الأطفال لابد أن تشترط بارتباط الزوجة بوظيفة تمنعها من مزاولة أعمال المنزل في الوقت المناسب، مما يستلزم مد يد العون من الشريك الأساسي لها، أو بظروف مرضية تمنعها من مزاولة مسؤولياتها المنزلية. قدوة للصغار... وفي هذا الإطار يؤيد محمد سعيد مساعدة الزوج زوجته في الأعمال المنزلية مثل التنظيف ورعاية الأطفال وسائر الأعمال التي قد تتطلب منها مجهوداً بدنياً، ويقول إن التعاون لا بد أن يكون أحد سمات المنزل ليس فقط بين الزوج وزوجته وإنما لدى أفراد العائلة جميعاً، فالأطفال يقتدون بالكبار، وإن شاهدوا الأب يساعد الأم فسيبادرون إلى ذلك باعتباره سلوكاً حميداً، ومن الثابت في السنة النبوية الشريفة أن الرسول صلى الله عليهوالع وسلم كان يساعد أهل بيته، ولعل لنا في ذلك قدوة.. وهناك أيضاً أعمال منزلية تتسم بالصعوبة، وهي بحاجة إلى مساعدة الرجل، ولا توجد أية حساسيات في الأمر، حيث يبقى التعاون من سمات الأسر الناجحة. ويضيف محمد أن التعاون بين الرجل والمرأة أصبح من مؤشرات نجاح الحياة الزوجية، فكل منهما له ما يشغله خارج محيط المنزل، وتشارك المرأة مجتمع الرجال في مختلف الوظائف تقريباً، بل وأثبتت تفوقها في بعض المهام التي كانت قاصرة على الرجال، مما يجعل التعاون بينهما في مجال رعاية الأطفال والأعمال المنزلية أحد المتطلبات الضرورية لتغيرات العصر، مؤكداً أنه في المجتمعات الغربية لا يجد أفرادها أي مشكلة في تبادل الأدوار فيما يتعلق بهذه الأعمال لأنهم يؤمنون بعائد التعاون بين الزوجين. ضرورة حالية... ويشير عيسى ياسين إلى أن هناك تغييرات جذرية حدثت في مفاهيم المجتمع خلال القرن الماضي، وبصرف النظر عن مسألة المساواة بين الرجل والمرأة، فإن متطلبات الحياة أمست بحاجة إلى خروج المرأة للعمل، وفوق ذلك فهي مطالبة بالقيام بمهام واجباتها المنزلية بالإضافة إلى مهام الوظيفة، وهنا أصبح من الضروري أن تتغير أنماط الحياة الاجتماعية، وأنا مثلاً أتقاسم مع زوجتي واجبات المنزل؛ ونظراً لجهلي بطرق إعداد الطعام، فأفضل غسل الصحون بعد تناول الوجبات، وأحياناً أفضل المعاونة في أعمال التنظيف، وبالمناسبة زوجتي تقدر هذا التعاون ودائماً تشكرني على هذه المبادرات. ويضيف أن هذا التقدير من جانب الزوج والحرص على مساعدة الزوجة في مهام المنزل يعكس إحساسه بمعاناتها اليومية للمحافظة على نظافة وترتيب المنزل، حتى ولو لم تكن زوجته تعمل في وظيفة، فإظهار بوادر التعاون من الزوج يلقى التقدير من المرأة، ولو كان ظاهرياً، موضحاً أن حرص الرجل على هذه العادة كفيل بإزاحة أية مشكلات سيئة قد تلقي بظلالها الثقيلة على حياتهم المعتادة. تعاون متبادل... ويرى محمد علي أن تقاسم أعمال المنزل بين الزوجين يختلف باختلاف ظروف كل أسرة، فعندما تضطر المرأة لمشاركة الرجل في توفير متطلبات المعيشة المادية وتخرج للعمل فهي تتعاون مع الرجل في توفير الموارد المادية التي تساعد على تدبير احتياجات المنزل، وهذا نوع من أهم أنواع التعاون مع الرجل، ويتطلب بالمقابل أن يتعاون معها الرجل في تنظيم شؤون المنزل ورعاية الصغار خلال فترات غيابها في العمل مع مقاسمتها المسؤولية المنزلية كما تقاسمه هي المسؤولية المادية. وينفي عبد الله حسان أن الزوج بإمكانه مساعدة المرأة في أعمال المطبخ أو رعاية الأطفال، ويقول أن كل شيء ميسر لما خلق له، وأن الرجل يتسم بسمات تفيد في قيامه بدوره في رعاية أسرته والبحث عن الموارد المادية اللازمة لشراء احتياجات الأسرة، بينما المرأة مؤهلة لرعاية الأطفال، ولا يجدي الخلط بين المهمتين حيث تفشل المرأة في القيام بدور الرجل وكذلك الرجل لن يفلح في القيام بدور المرأة على الأقل في مجال رعاية الأطفال، أما الزوجة التي تعمل في وظيفة تقتضي غيابها عن المنزل لساعات طويلة فعليها تدبير مساعدة تقوم بدورها خلال غيابها، لأنه ليس من المنطقي أن يتخلى الرجل عن ساعات دوامه لرعاية الأطفال بينما تترقى الزوجة في مراتبها الوظيفية. ويضيف حسان أن بعض الزوجات تستسيغ ذلك التعاون من الرجل وتتعود أن هناك من يقوم بدورها بشكل أساسي، فتكون النتيجة أن يظل الرجل دائماً مسؤولاً عن القيام بأعمال المنزل، بينما تتخلى الزوجة عن القيام بهذا الدور. طبيعة بشرية أما علاء الدين محمد فيؤكد أن هناك بعض الاستثناءات التي تلزم بتعديلات على فكرة مساعدة الزوج زوجته في أعمال المنزل، فإذا عملت المرأة في إحدى الوظائف التي يتطلب العمل مثل الطبيبة أو المعلمة أو الممرضة، هنا سيظل دورها خارج المنزل مرتبطاً برسالة محددة، مما يتطلب تعاون الزوج معها لأن تبادل الأدوار لن يفيد، كما أنها لن تتنازل عن دورها كأم وزوجة، وإنما فقط يلزمها تعاون الزوج معها للتغلب على ازدواجية الدور المطلوب منها داخل المنزل من طهي الطعام ورعاية الأطفال وتنظيف المنزل، وخارجه من متطلبات الوظيفة. ويشير إلى أن الاستعانة بالخادمة لا يفي بالغرض إذ أنه ليس من المنطقي أن تعمل المرأة وتغيب عن المنزل ساعات طويلة في الدوام لتضع راتبها في يد الخادمة، فالتعاون بين الزوجين في أعمال المنزل يغنيهما عن الاستعانة بخادمة وبالتالي يوفر أجر هذه الخادمة. ويضيف علاء أن وجود الزوجين في نفس المنزل يفرض أولويات التعاون بينهما، وليس من المهم إيجاد قواعد حاسمة فالمنزل ليس منطقة رسمية يتم التعامل فيها طبقاً لقواعد صارمة، والمودة والرحمة التي أخبرنا عنها القرآن الكريم هي القاعدة التي ينبغي على الزوجين الانطلاق منها، فأنا إن لاحظت انشغال زوجتي بأمر ما سواء داخل أو خارج المنزل، وتطلب الأمر تدخلي لإنجاز أحد أعمال البيت سأفعل، فالسفينة تحملنا جميعاً. مع يؤكد محمد علي أن بعض الأزواج يشعرون بالحرج إذا طلبت منهم الزوجات مساعدتهن في إنجاز بعض الأعمال المنزلية، ويعتبرون ذلك مدعاة للخجل أمام أفراد أسرهم، وفي هذا التصور قصور كبير في الرؤية يتطلب إعادة النظر، حيث أن الحياة المشتركة عبارة عن تعاون بين طرفين وليس من المهم تحديد الأدوار بدقة، فكل طرف يبادر إلى تقديم ما يحتاجه المنزل دون تنسيق مسبق مما ينعكس إيجابياً على الطرفين. ضد يرى علاء الدين محمد أن تبادل الأدوار بين الزوجين يعتبر خلطاً كبيراً في مهمة كل منهما، وتبعاً للطبيعة البشرية فقد أجادت الزوجة الأعمال المنزلية وأجادت أيضاَ دور الأم بصورة تلقائية، وأي محاولة لدمج الزوج في هذه الأعمال ستبوء بالفشل لأنه ميسر للعمل الشاق خارج البيت وتوفير المال اللازم والمساهمة الأبوية في تربية الأبناء، والمرأة في المقابل ليست مؤهلة طبيعياً للقيام بأعمال الرجل الشاقة. | |
|