عوج الضلع ميزة في المرأة !!
الكاتب : محمد رشيد العـويد . الكويت .
هل تحس المرأة بالحرج عندما يذكرها أحد - مثل زوجها - بأنها خلقت من ضلع أعوج؟
هل تشعر بأن عوج الضلع الذي خلقها - سبحانه - منه ينتقص منها ومن قدراتها؟
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإنّ أعوج ما في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. متفق عليه.
لا ينتقص الحديث من قدرات المرأة شيئاً، ولا ينال من كيانها الإنساني، بل هو ينبه إلى طبيعة سيكولوجية هامة خلقت عليها المرأة، وينهى عن محاولة تغيير هذه الطبيعة (فإن ذهبت تقيمه كسرته)
ويبدأ الحديث ويختم بالإيصاء بالمرأة خيراً، وهذا الإيصاء يزيد من قدر الموصى به، وفيه تأكيد على نفي مظنة الانتقاص.
وكما أن العوج ليس عيباً، كذلك الاستقامة ليست ميزة (دائماً)، وما أجمل مثل القوس والسهم في بيان هذه الحقيقة، فالقوس عوجاء والسهم مستقيم، ولولا عوج القوس لما انطلق السهم قوياً مستقيماً نحو الهدف المصوب إليه!
إنّ جميع الكلمات التي تشير إلى العوج في اللغة العربية تشير في الوقت نفسه إلى العاطفة، فـ"حدب" تعنـي: انحنـى ظهره، وتعنـي: أشفق، و"حنا" تعنـي: ثنـى، وتعنـي: عطف وأشفق، و"عطف" تعنـي: الانعطاف في المشي وغيره وتعنـي: الإشفاق والرحمة، وهكذا ..
إذن، لولا العوج الذي يعني الحنان والعطف والحدب في المرأة، لما انطلق الرجل في الحياة مستقيماً عاملاً مطمئناً.
هل ننجح لو جربنا أن نضع قوساً بدلاً من السهم على قوس أخرى لنطلقها نحو الهدف ؟
وهل ننجح لو جربنا أن نجعل من السهم المستقيم قوساً ونضع عليه سهماً آخر لنطلقه نحو الهدف ؟
سهمان معاً لا يصيبان الهدف !! وقوسان معاً لا تصيبان الهدف !! إنما يصيبه سهم مع قوس .
[من الموافقة اللطيفة أن كلمة : (سهم) مذكرة ، وكلمة : (قوس) مؤنثة]