القاضي رئيس محكمة نور الاسلام
عدد المساهمات : 3310 رصيد نقاط : 22910 رصيد حسابك فى بنك نور : 309 تاريخ التسجيل : 06/10/2009
| موضوع: الرجل العانس-الغد المشرق الإثنين مايو 03, 2010 6:18 am | |
| بغداد - الصباح الزواج نظام اجتماعي يكفل وجود علاقة دائمة بين الرجل والمرأة، وهو سلوك لا يتحدد فقط برغبات الشخصين بل تحدده معايير اجتماعية مختلفة ومتداخلة، اهمها الظروف الاجتماعية والظروف الاقتصادية التي اصبحت تطول الرجال والنساء على حد سواء.
لقب (عانس) بقي لصيقاً بالمرأة او الفتاة ويأتي نتيجة لتأخر السن واصابة الفتاة بحالة من اليأس بعد ان تتخطى مرحلة عمرية معينة. ولكن هذا اللقب (عانس) لم يعد يخيف المرأة فقط بل بات يخيف الرجل ايضا. ومع ان صاحب الخطوة الاولى للزواج هو الرجل، فاننا لا نستطيع ان ننكر دور المرأة وقدرتها على محاورة الرجل بذكائها كي تجذبه اليها وتشجعه على الارتباط بها.
الظروف الاقتصادية في المقدمة الانسة الهام علي موظفة في احد المصارف تقول: على الرغم من ان الطبيعة الانسانية هي التي تفرض علينا استمرار الحياة عن طريق الانجاب والزواج الا ان العنوسة اصبحت عائقا يقف امام هذه الطبيعة وخطرا على سلوك اجتماعي وانساني وهو الزواج، ولذا اعتقد بل اجزم ان الظرف الاقتصادي وعدم الاستقرار المادي للرجل والمرأة هو العائق الحقيقي والاول للعزوف عن الارتباط ومن ثم يتسرب العمر من بين ايدينا وننسى ان مرحلة الزواج قد تجاوزتنا سريعأً.وسألنا الانسة الهام عن عدد زملائها في العمل غير المرتبطين بزواج فقالت: هم اكثر من سبعة رجال واعمارهم ما بين الثلاثين والثامنة والثلاثين واغلبهم غير راغبين في الزواج واعتقد ان السبب هو الحالة الاقتصادية.سألنا ليث عمران وهو موظف حسابات في ذات المصرف عن (عنوسة) الرجال فرد بتساؤل: -وهل (العنوسة) وصلتنا نحن الرجال؟ على حد علمي ان المرأة هي المعنية بهذا الامر، ولان الرجل يبقى مطلوبا للزواج حتى في سن متأخر ما دام (جيبه عامراً) بالنقود فلا مشكلة هناك. *ولكن العمر وتقدم السنوات لها دور في عملية الانجاب وغيرها من الامور الاخرى. وهذا ايضا لم يعد عائقا فمن يتزوج لا يكون راغبا في كثرة الانجاب فيكفي طفل او طفلان وهذا ما يحصل الان في حياة اي اثنين مرتبطين. الفكرة صحيحة جداً (احمد براء) صاحب سوبر ماركت وهو في الاربعين من عمره ويبدو على وضعه ان الحالة المادية جيدة. سألنا ان كان يتفق معنا على عنوسة الرجال فقال: نعم اعترف وبصراحة ان الرجل منا دخل في مسمى (العانس) واعتقد ان الكلمة تعني تخطي مرحلة عمرية ما بعد سن الشباب والحيوية الى مرحلة الاتزان والاستقرار العمري وهي سنوات ما بعد الثلاثين ففي هذه المرحلة تختلف التكوينات النفسية والجسدية والعقلية لذا يكون النباء الاسري والارتباط ما بين العشرين والخامسة والثلاثين بالنسبة للمرأة اما الرجل فممكن ان يصل الى الخامسة والاربعين ويعتمد على حالة الشخص ووضعه الاجتماعي. *وهل انت رجل عانس؟ -لا انا (نصف ) عانس لاني قررت ان اخطو الخطوة نحو الزواج وعقد قراني، وبعد ان كنت رافضا للفكرة جملة وتفصيلا ولكن الزواج مثل القضاء والقدر لاخيار لنا فيه. الحب كفيل بتذليل كل الصعوبات احد الذين حاورناهم رجل خمسيني وهو يتمتع بمكانة مرموقة في احدى دوائر الدولة ومن عائلة معروفة ايضا تحدث الينا بشرط الا نذكر اسمه، فقال: -انا ضد فكرة ان الزواج والارتباط يتحكم به الظرف الاقتصادي وبالدرجة الاولى اساس اية علاقة انسانية هو الحب والتقارب الروحي والفكري وهذه ان وجدت كل الاشياء الاخرى المادية وغيرها تتذلل وتنتهي في فهم الاخر للاخر.وبتجربتي الشخصية: اني بحثت عن تلك الانسانة التي اكمل معها مشوار حياتي واكون اسرة واستقر، فوجدت ضالتي في أمراة من اسرة طيبة ومع الاسف صدمت لانها لم تكن الا امراة تبحث عن المادة وليس عن رجل مثلي عزفت عن الارتباط ولم افكر في تجربة جديدة، وتسرب العمر من بين يدي وانا اليوم رجل (عانس) ولست نادماً ابدا. هناك أزمة حقيقية المهندس (سلام.ع) يعمل في احدى الدوائر الخدمية يقول عن عنوسة الرجال هناك ازمة حقيقية هي عزوفنا نحن الرجال عن الارتباط انا شخصيا آخر ما افكر فيه هو الزواج وعلى الاقل في ظل الظروف التي نعيش، فكيف يمكن ان تفكر في امرأة وتتخذها زوجة وتنجب اطفالاً وانت ترى حالة بلد بكامله يعاني ما يعاني من ويلات وحرب، الارتباط يعني استقراراً وحينما يستقر وطنك تستقر انت ايضا، هذا رأي صحيح اني تخطيت الثامنة والثلاثين لكني رجل وسأجد اكثر من أمرأة ترتبط بي ولكن هناك نساء كثيرات تخطين بعمرهن الخامسة والعشرين ويعتبرهن البعض غير مرغوب بهن للزواج، هذه مشكلة مجتمع تحكمه تقاليد وافكار بالية ولايخضع في علاقاته لمسميات التكافؤ الانساني لا العمري.انا لا اعبأ بان اكون ابا له ابناء يحملون اسمه ويرثون ثروته ويحيون ذكراه هكذا ابتدأ حديثه السيد سرمد شاكر ليضيف قائلا اعترف بان هذا الاسلوب خاطئ وغير واقعي الا اني فقدت الثقة بوجود امرأة تستحقني كرجل؟ لذا حولت اهتمامي الى تكوين ثروة اما ان اكون رجلاً عانساً فهذا اللقب لا يشكل شيء في قاموس حياتي كرجل وباشارة مني ساجد بدل المرأة عشراً للزواج. وبعد ان أخذنا اراء بعض الرجال التي تباينت بتحليل السبب وراء (عنوسة الرجال) رأي ذوي الاختصاص في المجال النفسي والاجتماعي . المعايير والضوابط فتحدث لنا الاستاذ خضير عباس الاسدي استاذ علم النفس في جامعة بغداد قائلا: -يتحدد السلوك الاجتماعي في كثير من جوانب الحياة الانسانية بمعاييرو ضوابط تحددها سلوكيات الفرد والمجتمع، والزواج هو احد اوجه الحياة المهمة التي تنظم المجتمعات على اختلاف اشكالها، لذا اجد ان العزوف عن الارتباط سواء من الشباب او الفتيات يرجع الى فقدان الشعور بالامان الاقتصادي او انعدام الرغبة في الحياة الاسرية.وكثيرا ما الصقت كلمة (عانس) بالمرأة دون الرجل على اساس انها هي الانثى التي لابد لها ان تقترن برجل والا تكون فوق رف (العنوسة) وربما الحضارة والتحضر قد طالت بعض الحالات الاجتماعية ولم تعد حكرا على النساء او على الرجال، وهنا كان تبادل الادوار من خلال المشكلات الحياتية والاجتماعية الرجل (عانس) شيء قد يرفضه الرجل ويتجادل به ويحاجج لينزع عنه هذه التهمة!.ولكن يبقى العامل الاقتصادي مهماً في تنظيم المجتمعات، اضافة الى الاستقرار الامني والوضع السياسي للبلدان كلها عوامل لها اثرها في مسألة الزواج والعزوف عنه.واضاف الاستاذ خضير قائلا: من المؤسف حقا أن يتم التركيز على المرأة في كثير من الجوانب التي نعتبرها معيبة مثل حالة العنوسة دون الرجل وكأنها حالة مرضية. الانسان هو المعني في الامر بصرف النظر عن نوعه وجنسه لذا اقول ان عنوسة الرجال كما هي الحالة بالنسبة للنساء وان تفاوتت النسبة وهذا اعزوه الى الحروب المتتالية وظروف يفرضها واقع الحال للبلد لا يستثنى منها الرجل والمرأة على حد سواء.بقي لنا ان نقول ان كثيراً من المسميات التي تصف المرأة دون الرجل حالة تتحملها المرأة بارادتها او دون ارادتها مثل ارملة، مطلقة، عانس. وفي ذات الوقت هي صفات تنطبق على الرجل ايضا ولكنه يهرب من الصاقها به، والسبب يكمن وراء عدم الاعتراف بعنوسة الرجال انه رجل اولا واخيرا. | |
|