حينما ينتهي كل شيء… حين لا يبقى سوى رياح تعصف بكيانك… و دوامات تلقي بك حيث تشاء… حين لا تجد من حولك سوى عتمة و طرقات مهجورة… و فراغ أسود يبتلع كل ما فيك… حينها… ستجدني
عندما يصبح الصمت أنشودة تغني ماضيك… حاضرك.. و أيامك الباقية… حين يتملكك خوفا لا تعلم له مصدرا ولا نهاية… حين يصبح الشك يقينك و ثابتك الوحيد… عندها… ستجدني
حينما تسقط أوراق أشجارك كاملة… و تترك فروعك عارية مجردة من كل مظاهر التزييف و الخداع… حين تروي جذورك بدموع عينيك حتى تجف الدموع… و الجذور… وتوشك على التيقن بأن أيامك تشارف على الانتهاء… حينها… ستجدني
عندما يهجرك الناس… والأحداث… والصخب… عندما تقف لوهلة لتتأمل نفسك و كل ما يحيط بك… و تسأل نفسك كل سؤال كنت قد تغافلته في زخم المشوار… عندها… ستجدني
حينما تجد في أعماقك قلبا يستطيع أن ينبض نبضا صادقا… حقيقيا… يحيي منك كل ما قد مات… يحرم عينيك النوم ليلا… و يجعل ساعات يومك تمر بطيئة… طويلة… مرهقة.. تجر إحداها الأخرى… و تعذبك عذابا حلوا سرمديا… تتمنى ألا ينتهي… تحرق صدرك أشواقا تكاد تقتلك… وتكتوي بنارا مضطرمة لا تخمد… حينها… ستجدني
عندما تسمع في الموسيقي أنغاما لا يسمعها سواك… و ترى في كل غروب سحرا و شجنا لا يبلى… تتنشق الصندل في كل خشب تلامسه يدك… و عسلا مرا لا تفارق نكهته فمك… تلمس النسيم حريرا مخمليا في راحتك… عندها… ستجدني
حينما تكون رجلا أستطيع أن أكون منه و يكون مني… ابحث عني… وحينها فقط… ستجدني