القاضي رئيس محكمة نور الاسلام
عدد المساهمات : 3310 رصيد نقاط : 22910 رصيد حسابك فى بنك نور : 309 تاريخ التسجيل : 06/10/2009
| موضوع: لماذا لا يتحدث الرجل-الغد المشرق الثلاثاء مايو 04, 2010 2:05 am | |
|
[b]( كنت أحكي لصاحبي عن نيتي في إصدار كتاب لتحسين العلاقة بين الزوجين، وأخبرته أن هناك فصلًا في الكتاب أردت فيه أن أؤكد على تحسين مهارات التواصل بين الزوجين ... حين وجدت سائق تاكسي الذي نستقله سويًا يُعلق على ما قلت يقول: أنا وزوجتي نتمتع بتواصل ممتاز .. ولكنني أحيانًا عندما تتحدث معي لا أجيبها، لأن ما تقوله لا يكون له أي معنى.
طلبت منه أن يعطيني مثالًا فقال: ذات يوم كنا نشاهد نشرة الأخبار في التلفاز ووجدتها تقول لي بلا مقدمات: ماذا يجب أن يفعل شقيقي؟
نظر السائق إلى عيني في المرأة وأضاف: إن شقيقها هذا في الخامسة والثلاثين لماذا أعطيه النصيحة؟
هنا ... وهنا فقط ... أدركت أهمية أن يكون هناك فصل في الكتاب يهتم بمهارات التواصل بين الزوجين .. فالمشاكل تبدأ من هنا، من سوء التوقيت، هو يشاهد التلفاز وهي ترغب في تبادل الحديث معه... هو يرى أن اشتراك الزوجين في أنشطة مشتركة، مثل مشاهدة الأخبار في التلفاز، هو أهم مزايا الحياة الزوجية.
بينما ترى هي أن الحديث بين الزوج والزوجة هو أهم شئ لأنه يقارب بينهما، ويجعل علاقتها أكثر حميمية، لذلك كانت تشعر بأن هناك شيئًا مما تفقده، ولكي تملأ هذه الفجوة بدأت في الحديث، ولكن أي نوع من الحديث ). [ نقلاً عن حتى يبقى الحب، د. محمد محمد بدري، ص 129].
إن الحديث الحميمي المفضل لدى الزوجات، والذي تظن أنه يعكس الاهتمام هو (حديث المشاكل) ومن هنا سألته عن مشكلة أخيها.
فهي تستخدم مشكلة أخيها فقط كمدخل لفتح باب المحادثة، أي مجرد الحديث عن الموضوع، ولمجرد أنه جاء على بالها، ولكن لأن مثل هذا النوع من الأحاديث لا يخطر على بال الرجل، فقد تصور زوجها أن إثارتها للموضوع يتطلب منه اتخاذ اجراء معين، وهو ابداء النصح لشقيقها.
هنا نشأ سوء التفاهم بين هذين الزوجين الذين يعيشان تحت سقف واحد، بل ويرى الزوج أن التواصل بينه وبين زوجته على ما يرام.
ومن هنا يصبح من الضروري أن يكتسب مهارات الاتصال، حتى لا نسير وراء انطباعنا التلقائي تجاه الأقوال والأفعال، ونستطيع النظر إلى الأمور من منظور شريك الحياة، فنحقق نتائج حوارية أفضل.
عزيزي القارئ:
اختلفت أنا وزوجي أيهما يسبق الآخر الحب أم التفاهم، ولكننا توصلنا إلى نتيجة واحدة هي أن التفاهم يزيد الحب.
ولا شك أن الحوار هو جسر التواصل به تتقارب وجهات النظر وتتسع المفاهيم.
فإذا تصدع الجسر فإن النتيجة الحتمية هي توقف نبض الحياة الزوجية.
إن الأمر يتطلب ( إيجاد وسيلة للكلام وتبادل الحديث لشرح وجهات نظرنا ... وإيجاد الحلول ـ أو على الأقل الحلول الوسط ـ بدلًا من المضي في دوائر مفرغة، والخلاف لمجرد الخلاف، تاركين القضايا والأمور الحيوية بلا حسم، فقط لتجنب الجدال) [أنا لا أقول لك ذلك إلا لأني أحبك، ديبورا نانين، ص(12)].
ولا شئ مثل الحوار وسيلة لهذا الفهم والتواصل مع شريك الحياة.
ولا شك أن الأنسان بفطرتة وطبعة يستطيع أن ينجح في اتصاله في مواقف معينة ( لكن الطبع وحده لا يكفي، لذلك تأتي ضرورة اكتساب مهارة الحوار بالتدريب والممارسة والتطبيق) [مهارات الاتصال، راشد على عيسى، ص(111)].
عفوًا إنه مختلف:
إن الرجال يختلفون عن النساء: (فالرجال يتوقعون خطأ أن تفكر النساء وتتواصل، وتستجيب بالأسلوب الذي يتبعه الرجال، والنساء يتوقعن أن يشعر الرجال ويتواصلون ويستجيبون بالأسلوب الذي تتبعه النساء، لقد نسينا أنه يفترض أن يكون الرجال والنساء مختلفين، ونتيجة لذلك تكون علاقاتنا مليئة باحتكاكات وصراعات غير ضرورية، ومن الواضح ان إدراك واحترام هذه الاختلافات يؤدي إلى تناقص الارتباك حين تتعامل مع الجنس الآخر بدرجة مذهلة، وحينما تتذكر أن الرجال من المريخ والنساء من الزهرة فكل شئ يمكن فهمه) [الرجال من المريخ والنساء من الزهرة، د. جون غراي، ص(14)].
فلابد أن تعلم المرأة أن الرجل مختلف عنها في كثير من الأمور، وأن قلة كلامه ليس اهمالًا لها أو عدم حب أو قلة ميل عاطفي، إنما هي طبيعة فيه ... ومعرفة الفروق بين الرجل والمرأة تؤدي إلى تقليل مشاكل صعوبة التعامل بينهما، فتعالوا معي لنتعرف على الفرق بين الرجل والمرأة في الحوار:
الفرق بين الرجل والمرأة في الحوار:
الرجل
1- عبارات الرجل دائمًا متصلة، فهو يتحدث إلى أن ينتهي من موضوعة.
2- أنا: هي عنوان حديث الرجل حيث يعدد منجزاته.
3- يكثر في حديثه الاستهزاء بالطرف الآخر.
4- أسلوب الرجل في حواره مع زوجته يأخذ سمة التحدي احيانًا.
5- لا يحب الرجل أن تقاطعة امرأته في الحديث لأن قطع الحديث (يعصبه).
6- لا تصدر منه اشارات ولا حركات تدلل على أنه يتابعها في الحديث غالبًا.
7- حديث الرجل يكون بالتأكيد والدليل.
المرأة
1- المرأة تدخل في موضوع وتتركه لتدخل في موضوع ثان وثالث.
2- المرأة تبدأ غالبًا بـ(نحن) حيث شعورها أكثر بالأسرية والجماعية.
3- تشتكي الزوجات من أن أزواجهن يتعالون.
4- المرأة لا تسلك غالبًا سلوك التحدي في حوارها.
5- الزوجة إذا تحدثت فكثيرًا ما يقاطعها الزوج ولا يغضبها ذلك غالبًا.
6- تكثر الزوجة من إيماءات بالإيجاب والانصات أثناء حديث زوجها وقد تكون شاردة الذهن.
7- المرأة تتحدث بمعلومات عامة.
[بالمعروف، د. أكرم رضا، ص(127-128)، بتصرف].
أخي /أختي الزوجة:
تعود كثير من الصعوبات التي يواجهها الأزواج إلى اختلاف اللغة التي يتحدث بها الرجل والمرأة، (فقد تكون للغة الرجل وللغة المرأة نفس الكلمات إلا أن لهما معان ومشاعر مختلفة،ولابد لكل منهما من تعلم لغة الآخر ليستطيع ترجمة كلامة وفهم معانية .. وعلينا أن ندرك أن كثيرًا من حالات سوء التفاهم بين الزوجين قد تعود ببساطة لخطأ في الترجمة يبن لغتيهما) [التفاهم في الحياة الزوجية، د. مأمون مبيض، ص 153 بتصرف].
وأنا اسألكم الآن:
هل بينكما حوار؟
أم الحوار عند حدوث المشكلات فقط؟
هل يفشل أحدكما في فهم وجهة نظر الآخر؟
هل ينتهي الحوار بخيبة الأمل؟
هل يكون بينكما حوار قبل اتخاذ قرار مهم؟
هل تحتاج لتحسين طريقة تفاهمك مع الشريك الآخر؟
هل ينتهي الحوار بتركك للبيت أو الغضب؟
وهل تحتاج إلى طرف آخر احيانًا لتوصيل وجهة نظرك لشريكك ويكون حكمًا بينكما عند الخلاف؟
ولتحسين الحوار بين الأزواج إليكم هذه المعلومات الهامة:
- يتعجب الرجل دائمًا عندما يشعر أن امرأته لا تزال تذكر تفاصيل ليلة العرس .. بعد ثلاثين عامًا.
- انشغال أي مركز في المخ عند الرجل يؤدي إلى تعطيلة أما المرأة فإن الأجزاء الأخرى من المخ تقوم بالمهمة أثناء انشغال هذا المركز.
مثال: المرأة تكون منشغلة في مطبخها وتسمع صوت وليدها في أقصى البيت، حيث لا يسمعه الرجل الجالس جواره يقرأ الصحيفة.
- الرجال لديهم قابيلة للتأقلم .. ,والنساء ستظل تبحث عن الكمال.
- إذا انفعلت المرأة على زوجها يسارع بالبحث عن سبب لانفعالها ... ويبدأ في اثبات أنه ليس سببًا في المشكلة، ولكن يمكن أن يبحث عن حلول من أجل مساعدة شريكتة والقضاء على مصدر الانفعال، والمرأة لا تريد ذلك.... فقد يكون الانفعال بلا سبب... بل هو حجة للعلاقة الحميمية والتقارب والتعاطف عندما يتصرف الرجل كخبير يعطي الحلول أثناء الحوار تظن المرأة أنه وجد فيها عيبًا يحاول اصلاحة.
- الرجل يشعر أنه مهاجم والمرأة تشعر أن أحدًا لا يفهمها.
- الرجل يأخذ الأسلوب الخطي في التفكير، والمرأة تأخذ الأسلوب الدائري.
- التفكير عند الرجل هدف ووسيلة للوصول إليه واطار زمني وسبب، وعند المرأة جو ومناخ وأسلوب أداء.
- المرأة تتكلم للحب والرجل للمعلومات.
- المرأة تتحدث عن روابط شعورية والرجل عن وقائع موضوعية.
- لا يستطيع الرجل الحديث إلا ومن حوله صامتون، لأنه يتحدى بحديثه السلطة، أما المرأة فتستطيع الحديث وحولها أكثر من متحدث لأنها لا تطلب اكثر من السماح لها فقط بالحديث.
- الرجال يعطون الأولولية، للفعل .. والنجاح المهني الذي من نتائجه الرفاهية الزوجية المادية والاستقلال والأمن العاطفي في البيت، النساء يعطين الأولوية لدفء العلاقات والنجاح الرومانسي والترابط المتبادل والتعبير عن الاحساس بين الزوجين.
- معنى الحميمية عند الرجل أن يكون مع زوجته ويفعل شيئًا، ومعناها عند المرأة أن تسمع أحاسيس الرجل كلامًا.
- المشكلة أن المرأة لديها حاجة نفسية ملحة أن يشاطرها أحد الحديث، ليس بالضرورة من أجل حل مشكلة أو اتخاذ قرار إنما هو مجرد الحديث.
- بالنسبة للرجل يكون الغرض الأساسي للحديث الحصول على المعلومات أما المرأة فهو المشاطرة الحميمة والرغبة في التواصل.
- الخمس المهلكات للحوار: النقد الجارح، الحكم بالخطأ، ترك الأمور على عواهنها دون حوار، اجترار السوابق، التسبيق بمعرفة المشكلة.
القواعد العشر لتجعلي زوجك يواصل الحوار:
انتبهي أختي الزوجة لهذه القواعد، فلن تحتاجي بعد أن تقولي لزوجك حدثني يازوجي العزيز.
القاعدة الأولى: طرح اسئلة دقيقة:
يشكو الرجال من عدم معرفة ما تطلبة النساء يصرخون، إن من خطأ المرأة أنها تعتقد أن إعلان الرغبة في الحديث يكفي لتحول الرجل إلى طاحونة كلام.
تقول المرأة: حدثني يا عزيزي... إنك لا تقول لي شيئًا أبدًا ... لم تتحدث معي منذ زمن طويل.. من المهم فعلًا أن تدير المرأة حديثًا طويلًا، ولكن أهم منه أنها معك في حديث وشعارها ( تعال نتكلم ).
يرد الرجل: عن أي شئ تريدين الحديث؟
ما المشكلة؟ ألا ترين أن بيدي عملًا؟ ليس الليلة فالوقت متأخر.
لكي يتكلم الرجل يكون محتاجًا إلى معرفة مايلي:
1- لماذا يتكلم.
2- عن أي شئ يتكلم.
3- ما المناسبة الهامة للنقاش.
4- إلى أي شئ ستؤدي المحادثة.
5- ما الزمن المحدد للحديث.
(فالرجل يجد المتعة عندما يعرف القواعد، وعندما يشعر أنه قادر على التحكم فيها) المرأة يشغلها تطور الحديث، والرجل ينشغل بالهدف.
على التليفون بين زوجين:
الزوج: ـ يتصل لأنه يحتاج إلى معلومة دقيقة.
- عندما يتم له ما يريد ينهي الاتصال.
- لم يسأل عن أخبار الطرف الآخر، ليس لأنه لا يهتم لكنه يركز على الموضوع الذي دفعه للاتصال (تسميه النساء: جفاء).
الزوجة: ليست بحاجة إلى سبب للاتصال .... تقضي الدقائق الأولى من الحديث في تبادل الأخبار بغض النظر عن سبب الاتصال (إن كان له سبب)
- هدفها الأساسي التواصل يسميه الرجال (لت وعجن).
افتحي باب الحوار:
لا تقولي: يجب أن نتناقش في أمورنا ولكن قولي: ( حبيبي: أحب أن نتكلم عن حياتنا المشتركة، نتحدث عن نقاط القوة والضعف عنها، أنت تعرف أني احب أن اطمئن على حياتنا الزوجية، سوف أحبك أكثر إذا استطعت إيجاد عشر دقائق لهذا الحديث).
لا يستطيع الرجل مقاومة هذه الدعوة لأن:
- فيها موضوع محدد للنقاش.
- يعرف لماذا أو حول أي شئ سيدور الحوار.
- يوجد زمن محدد للحديث.
- أشعرته أنه المتحكم في تحديد الزمن.
- عرف الفوائد التي سيجنيها.
إذن نخلص من هذا الموقف أن الرجال يحبون الدقة، فلتكن أسئلتك شديدة الدقة وابتعدي عن الغموض والتعميم.
المفتاح الخطأ:
إذا لم تكوني واضحة في البداية فالنتيجة:
1- لن تتمكني من جذب اهتمامه.
2- سوف يتكلم معك بتحفظ.
3- سوف يقنعك بأنه لا فائدة من الحديث.
4- سوف يطلب تأجيل المناقشة إلى وقت آخر.
5- سوف يعتقد أنك في مشكلة وأنه السبب فيها.
فعندما تسألين أسئلة عامة سيجيب إجابة مقتضبة:
مثال: كيف تشعر ـــــــ تكون الإجابة بخير.
كيف تسير الأمور ــــــ تكون الإجابة لا بأس.
كيف يسير العمل ــــــ تكون الإجابة على مايرام [بالمعروف، د. أكرم رضا، باختصار].
الواجب العملي:
1- تعلمي مهارات الحوار مع الزوج، وأول مهارة طرح أسئلة دقيقة.
2- ابدئي بكلمات محفزة دقيقة مثل حبي، حبيبي، روحي، قلبي. أعرف زوجة قبل أن تتكلم مع زوجها تبدأ بـ ( ياقلبي هل تريد كذا... ).
3- المدخل الخطأ إلى الحوار يكلفك الكثير فكوني فطنة وذكية ولا تنسي القاعدة الأولى الدقة وعدم التعميم، (هذا زوج يثور جدًا عند اللف والدوران في الحديث وعدم الوضوح ويقول لزوجته أنا واضح وأحب الوضوح).
المراجع:
- حتى يبقى الحب. محمد محمد بدري.
- أنا لا أقول لك ذلك إلا لأني احبك، ديبورا تانين.
- مهارات الاتصال، راشد على عيسى.
- بالمعروف، د. اكرم رضا.
- التفاهم في الحياة الزوجية، د. مأمون مبيض.
[/b] | |
|