يعتبر الوفاء في هذا الزمان عمله نادرة ,
, كانوا يقولون ان الرجل أقل وفاء منالمرأة ! ولكن هذا لايعبر عن الحقيقة .. فالوفاء النبيل يكون في حال الحياة الزوجيةويمتد ويستمربعد وفاة احدهما , مما يعكس السعادة والمودة واستمرار العشرة الطيبةداخل محيط الأسرة لبناء الحياة الانسانية ولأنجاح الشراكة الأبدية في مؤسسة الزواجالسعيد , وتوطيد اواصر المحبة بين افراد الاسرة
يقول الله تعالى في محكمآياتة(( ومن آياتة ان خلق لكم من انفسكم ازواجا لتسكنوا اليها, وجعل بينكم مودةورحمة, ان في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)) .
ولاننسى وفاء رسولنا الحبيبصلى الله عليه وسلم ,للسيدة خديجة-ام المؤمنين- بعد موتها : كان يكرم ويود صديقاتها , وكان يذكرها دائما بالخير.. حتى ان السيدة عائشة رضي الله عنها اخذتها الغيرة , فقالت له ذات مرة(هل كانت الاّ عجوزا" وابدلك الله خيرا منها ؟ فغضب الرسول وقاللها : والله ماابدلني الله خيرا منها..
آمنت بي اذ كفر الناس , وصدقتني اذ كذبنيالناس , وواستني بمالها اذ حرمني الناس , ورزقني الله منها الولد دون غيرها منالنساء) .
المرأة الشرقية عامة والمسلمة الحقة خاصة , فأن الوفاء صفةمميزة لها عن غيرها من النساء اللّواتي يفضلن الأستمتاع بحياتهن , فهي أي المرأةالمسلمة تعطي جلّ وقتها لبيتها وزوجها وابناءها فهي وفيّة بطبعها الاّ مارحم ربي ؟
رابعة العدوية هذة السيدة الناسكة العابدة قالت مخاطبة ربّ العزةوالجلال :
حبيب ليس يعدله حبيب ومالسواه في قلبي نصيب
حبيب غاب عن بصري وسمعيولكن عن فؤادي مايغيب
واقول لمن ابتلاه الله بمصيبة او بلاء اوداء اوفتنة .. أبشر فأن الصبر معوّل المؤمن
واني لأرجو ان لايحرمك الله الأجر علىمصيبتك.. ولاعلاج للحزن الاّ بقتله بالصبر
وماالمال والأهلون الاّ وديعة , ولابدّ يوما تردّ الودائع .. والصبر كالزهرة الجميلة المتألقة التي لاتنبت في كلالحدائق
قال الله تعالى في كتابه العزيز ( أنما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب )).
وعن ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يقول اللهتعالى مالعبدي المؤمن عندي جزاء اذا قبضت صفيّه من اهل الدنيا ثم احتسبه
الاّالجنة ) . رواه البخاري
ومااعظم ان نصبر ونحتسب عند المصائب والمحن , وهذا الصبر يكون من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد.
ونذكر من صور الوفاء ايضابكاء سيدنا يعقوب عليه السلام على ابنه الذي افقده بصره.
وكذلك أمنا عائشة عليهاالسلام عندما اتهمت من قبل الأفاكون بالأباطيل , كانت تبكي حتى قالت : ظننت انالحزن فالق كبدي !؟
يستهين البعض بما تعني كلمة الوفاء .. الاّ اذا عرفماتعني عكسها, ولن اقول الخيانة ! بل عدم الوفاء , وضرب الله مثلا :
قال اللهتعالى ((ان أوهن البيوت لبيت العنكبوت لوكانوا يعلمون)).
والعجيب ان انثىالعنكبوت اذا ارادت الذكّر تخرج له رائحة خاصة فأذا ماانتهى
من ذلك , بثت فيهالسّم فقتلته! ثم اذا رزقت بالأبناء وجاعت أكلت نصفهم !!
وهنا لامكانللوفاء؟
وجاء في كتاب <حق المرأة على زوجها> ان هناك سبع علاماتتدلّ على وفاء الزوج لزوجته:
الدفاع عن زوجته وألتماس المعاذير لها ماأمكن .
عدم تطليق الزوجة بغير سبب (مشروع) معقول – ككبر سنها , او مرضها او فقرها اواحتل منصبا رفيعا واصبحت مش من مقامه!
امتداد حبه وتقديره ووفاؤه لزوجته بعدموتها.
اكرام صديقاتها .
صلة ارحام الزوجة واكرام اقاربها .
أنفاذوصيتها- ان وجدت – بعد وفاتها [الوصية مطلوبة شرعا].
والأهم من ذلك كلهاحترامها والثناء عليها والدعاء والأستغفار لها.
وحتى لايزعل الرجالمني! فأن ماذكر أعلاه ينطبق ايضا على وفاء الزوجة لزوجها.. اضافة الى حفظ اسرار كلمنهما للآخر والتعاون على حسن تربية الأبناء..وحفظ ممتلكات الآخر في وجودة واثناءغيابه .
وكذلك من صور وفاء الأبناء لوالديهم والتي تجلب رضاهموسعادتهم ودعائهم :
ألاّ ترفع صوتك عليهما على أيّ صورة .
ألاّ تحدالنظر اليهما اثناء حديثك معهما .
تطلب رضاهما ودعاؤهما واستغفارهما .
ألاّتسبّ والديك ولاتجلب لهما السباب<كما جاء في الحديث> .
وقدتتذكرون معي تلك الصورة التي نشرتها صحيفة فرنسية وأبكت الملايين من الغرب , بلونفذت جميع طبعاتها بمجرد نشر صورة لعصفوريين , حيث يظهر العصفور وهو يهمّ بسرعةلنجدة زوجته المصابة والجريحة! الواقعة على الارض حاول بصرخاته الضعيفة فلم يفلحولمّا فاضت روحها صرخ العصفور .. !! والدموع تحتقن داخل عينه؟!
ياسبحانالله .. هذا الطير فما بالنا بالأنسان ؟؟!
اللهم اجعل.. ماابتليته منمرض.. وبلاء.. وداء.. وفتنة.. ومصيبة.. تكفيرا" لسيئاته ورفعا" لدرجاته .. انك سميعمجيب .. وبالاجابة جدير.. وانك على كل شئ قدير .
حديث:
قال صلى الله عليه وسلم: أتاني جبريل , فقال :
يامحمد عشماعشت . فأنك ميت
واحبب من شئت . فأنك مفارقه
واعمل ماشئت . فأنكملاقيه ( مجزي به)
واعلم ان شرف المؤمن قيامه بالليل , وعزه استغناؤه عنالناس .
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم