القاضي رئيس محكمة نور الاسلام
عدد المساهمات : 3310 رصيد نقاط : 22910 رصيد حسابك فى بنك نور : 309 تاريخ التسجيل : 06/10/2009
| موضوع: قصة تُروى يُراد منها عدم انتقاد المسلم للنصارى الخميس مايو 06, 2010 6:30 am | |
| قصة تُروى يُراد منها عدم انتقاد المسلم للنصارى
السؤال : هناك عالم سرد قصة وقال: إنه كان هناك رجل مسلم ينتقد شخصاً مسيحياً فابتلاه الله فنزع إيمانه ثم وقع في حب فتاة يهودية فتزوجها، ثم بعد ذلك تاب.... فهل هذه القصة صحيحة؟ وإذا كانت كذلك فهل يعني هذا أنه لا ينبغي أن نحمل الكره في قلوبنا ضد المسيحيين؟ أو ننتقدهم؟
الجواب :
الحمد لله
قد يخترع بعض الناس قصة ، أو يزيد فيها وينقص إما جهلاً وإما هوى في نفسه ، ثم ينقلها عنه من يحسن الظن به ، ولا ينتبه إلى أنها مكذوبة أو قد زيد فيها .
قال ابن الجوزي رحمه الله في " تلبيس إبليس " ( ص 150 ) :
"والقُصَّاص لا يذمون من حيث هذا الاسم لأن الله عز وجل قال : (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ) وقال : (فَاقْصُصْ الْقَصَصَ) . وإنما ذم القصاص لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القصص دون ذكر العلم المفيد ، ثم غالبهم يخلط فيما يورد وربما اعتمد على ما أكثره محال"
انتهى .
وقال الإمام أحمد رحمه الله :
"أكذب الناس القُصًّاص والسُّؤَّال" انتهى . "بدائع الفوائد" (4/871) .
وهذه القصة الوارد ذكرها في السؤال تنطوي على معانٍ باطلة ، فيريد من قص هذه القصة من المسلم ألا ينتقد النصراني .
وانتقاد المسلم للنصراني ، لبطلان دينه ، وتحريف كتابه ، وكذبه على الله أنه اتخذ صاحبةً وولداً : أمر واجب ، ولا يجوز لمسلم أن يعتقد خلاف هذا .
أما انتقاد المسلم للنصراني إن كان ذلك لسوء أخلاقه وينتقده ليحذر الناس من شره فذلك أمر مشروع أيضاً ، ويدخل في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : (الدِّينُ النَّصِيحَةُ) رواه مسلم (55) .
أما إذا كان انتقاده لغير مصلحة شرعية ، فهو محل خلاف بين العلماء ، والأولى للمسلم ترك ذلك .
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله : "الغيبة لا تجوز لا في حق المؤمن ولا الكافر ولا الفاسق ، إلا إذا ترتب عليها مصلحة راجحة ، إذا ترتب عليها مصلحة راجحة فتجوز الغيبة لأجل المصلحة الراجحة ، أما مجرد التفكه في أعراض الناس فهذا لا يجوز" انتهى .
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله عن غيبة الكافر فتوقف فيها ، ثم قال : " ظاهر الآية : (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا) ، والحديث : ( ذكرك أخاك بما يكره ) يقتضي أن الكافر لا غيبة له ، هذا فيما يظهر لي ، والكفر أعظم من الغيبة ، لكن إذا كانت هناك مصلحة للدعوة وإلا فتركه أحوط " انتهى من كتاب مسائل أبي عمر السدحان للإمام ابن باز رحمه الله ص30
والبراءة من الكفر والكافرين وانتقادهم هو من أصول الملة الحنيفية ، قال الله تعالى : (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) الممتحنة/4 .
ونحن المسلمين نحب الخير للبشرية جميعاً ، ونحب لهم الهداية إلى الحق ، والاستقامة عليه ، وأن يكونوا مطيعين لله تعالى ، حتى يفوزوا بالحياة الطيبة في الدنيا ، والنعيم المقيم الأبدي في الآخرة ، ولا يمكنك دعوة غير المسلمين إلى هذا الحق إلا ببيان بطلان ما هم عليه من الدين.
فانتقاد ما عليه النصارى وغيرهم من الدين هو وسيلة لدعوتهم إلى الحق ، وليراجعوا أنفسهم ، فكيف يكون ذلك خطأً ويستحق من فعله أن يعاقبه الله تعالى ، والقرآن قد صرح في أكثر من موضع ببطلان ما عليه هؤلاء من الدين ، قال الله تعالى : (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المائدة/72 ، 73 .
وعلى فرض صحة هذه القصة وأن هذا قد وقع بالفعل ، فيكون قد وقع بقدر الله تعالى ، من غير أن يترتب بعضه على بعض ، فمن أين عرف هذا أن الله ابتلى هذا المسلم بما ابتلاه به عقوبة له على انتقاده للنصراني ؟!
فهذا كما تقول : ذهب فلان إلى الصلاة وحدث عليه حادث سيارة ، فهل يعني هذا أن الله عاقبه بهذا الحادث على خروجه إلى الصلاة !
فهذا ـ إن سلمنا ـ وقوع هذا القصة فعلاً ، فيكون قد وقع اتفاقاً ، ويكون الله قد عاقبه بما ابتلاه به على معاصٍ لا نعلمها نحن ، أما انتقاد النصارى لبطلان دينهم ، فهذا مشروع ، وفيه مصلحة للنصارى أنفسهم . [/right] | |
|
شمس نجم نجوم المنتدى
عدد المساهمات : 6748 رصيد نقاط : 26708 رصيد حسابك فى بنك نور : 163 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 البلد : مصر
| موضوع: رد: قصة تُروى يُراد منها عدم انتقاد المسلم للنصارى الخميس مايو 06, 2010 6:24 pm | |
| | |
|