شــــجرة
اللـــوز
أمامَ
بيتنا الجميل حفرَ والدي حفرةً صغيرة أخرجَ لوزةً يابسة
رفعها
بإصبعيه
وقال:
ما هذه يا أحمد
لوزة
صغيرة لا تنسَ ذلك
لن أنسى أبداً
وضع والدي اللوزة في قَعْر الحفرة وردمَ فوقها التراب
لمَ وضعْتَ اللوزة في التراب
لنحصلَ على لوز كثير
مِنْ أين
مِنْ هذهِ اللوزة
كيف اسألِ الأرض
لم أفهم ستفهم فيما بعد مضَتْ
شهور
انشقّ الترابُ وظهر رأس أخضر أخذَ يكبر ويكبر حتى صار
شجيرةً صغيرة طريّةَ الأغصان ناعمةَ الأوراق
ودارَ الزمان وأصبحتِ الشجيرةُ الصغيرة
شجرةَ لوزٍ كبيرة
زارها الربيعُ وزيَّنَها بالأزهار
ما أجمل اللوزة
أنا وإخوتي نلعبُ في ظلالها
والنحلُ تمتصُّ رحيقَ أزهارها
والطيرُ تغرّدُ على أغصانها
وبيتنا يزدادُ جمالاً بجمالها
وفي أواخر الصيف قطفنا منها لوزاً كثيراً
أكلْنا منه طوالَ فصلِ الشتاء
وتذكّرْتُ اللوزةَ الصغيرة التي طمرها والدي في الأرض
منذ بضع سنوات
فسألته حينذاك: لمَ وضعْتَ اللوزةَ في التراب
لنحصلَ على لوزٍ كثير
مِنْ أين
مِنْ هذه اللوزة
كيف اسألِ الأرض
ولكنني الآن لن أسألَ
الأرض فقد عرفْتُ كلّ شيء لوسألْتُ الأرضَ لما حصلْتُ على جواب
الأرضُ تعرفُ العطاءَ ولا تعرفُ الكلام فما أكرمكِ أيتها
الأرض
أعطيناكِ لوزةً صغيرة فأعطيتنا شجرةً كبيرة ولوزاً كثيرا