ثوب الدمية سلمى
كانت زينب وهي بنت صغيرة مدللة لم يرزق أبواها سواها،
تحب الدمى كثيراً وأفضل دمية عندها هي التي أسمتها
سلمى لماذا أسمتها سلمى ذلك لأنها سلمت بعد أن
سقطت في النهر في اليوم الأول الذي أهدوها فيه هذه الدمية
سقطت في النهر وظنت زينت أنها ضاعت منها ولن تعود أبداً
لكنها علقت بجذوع شجيرات حول الماء. ولما ركضت زينب
بمحاذاة النهر لتودعها سمعتها تناديها: انقذيني يا زينب
انقذيني أنا دمية جميلة وأريد أن أفرح قلب طفلة جميلة
مثلك وبما أن هذا اليوم هو أول يوم لي أخرج فيه من الواجهة
الزجاجية لمحل الألعاب فمعنى هذا أنه أول يوم في حياتي
انقذيني وسأكون صديقتك وسأستمع إلى حكاياتك وأسليك وأنام
بقربك ولم تجرؤ زينب بالطبع أن تمد يدها لتسحب
دميتها خوفاً من أن تنزلق قدمها فتغرق في النهر.
ظلت تنتظر أمواج النهر المتدافعة موجة بعد أخرى عسى أن تقذف
الدمية نحوها انتظرت وهي تقول لها:هيا خلصي نفسك
يا دميتي على كل منا أن يخلص نفسه إذا وقع في مشكلة
وخاصة إذا وجد غيره يساعده، وها أنا أساعدك
وسأسميك سلمى إن سلمت، ولن أفارقك أو أفرط بك أبداً
ثم أتت موجة كبيرة فدفعت سلمى نفسها نحو زينب ودفعتها
الموجة أيضاً فوصلت إلى حافة النهر فتناولتها زينب وضمتها
إلى صدرها وهي تقطر ماء وعيناها مليئة بالدمع
تذكرت زينب كل هذا وخالتها تدعوها إلى عيد ميلاد ابنتها
سناء قالت زينب: سأصحبك معي يا سلمى ألم
أعاهدك على أنني لن أفارقك
لكن أم زينب قالت: وهل تأخذ الصغيرات الدمى معهن إلى
الحفلات أنهن يذهبن ليشاركن رفيقاتهن في الأناشيد
والألعاب والتسلية والمرح فلماذا تأخذين معك دميتك
قالت زينب: لكنها سلمى يا أمي ولا أستطيع أن أتركها
وحدها وإذا لم تسمحي لها فلن أذهب أنا أيضاً
قالت الأم: لا يجب أن تذهبي وما عليك سوى أن تخبئيها
عند خالتك حتى تنتتهي الحفلة فترجعيها معك
إذا كنت لا تريدين فراقها
قالت زينب: لكن عندي مشلكة يا أمي سلمى لا تملك ثوباً
جديداً للحفلات فماذا أفعل
ضحكت الأم وقالت: ثوب جديد للدمية الدمى لا تبدل أثوابا
ياحبيبتي هيا اسرعي سرحي شعرك وارتدي ثوبك الأبيض الجميل
ولا تتأخري ولما هبطت
زينب لتذهب إلى الحفلة كانت فرحة لأنها مع دميتها وعندما وصلت أخذت الصغيرات كلهن
يضحكن من منظر الدمية سلمى فقد ألبستها زينب أحد أثوابها
حين كانت أصغر وعقدت لها شريطاً أبيض على رأسها
فبدت تشبهها تماماً
واضطربت زينب وكل واحدة من البنات تداعب الدمية أو
تلامسها أو تحركها أو تهزها لتقول ماما مثل بعض الدمى
وأسرعت زينب لتخطفها من ايديهن وتسلمها إلى خالتها
حتى تنتهي الحفلة وضعتها في سرير ندى ابنة خالتها صاحبة الاحتفال بعيد الميلاد
وعادت وهي تظن أن الجميع كانوا يسخرون منها ومن دميتها التي تشبهها
لكن المفاجأة كانت عندما دخل سالم أخو ندى بعد قليل وقد
وضع جهاز تسجيل صغير تحت ثوب سلمى فيه قصص وأغنيات وحكايات ونكات، حتى كأن سلمى هي
التي تشارك في الحفلة
سرت زينب بهذا غاية السرور وضحك الجميع لهذه المفاجأة
اللطيفة وقال سالم: عندما أكبر وافتتح محلاً لبيع الألعاب والدمى سأجعل كل دمية
تتكلم بهذه الطريقة ما رأيك يا سلمى
واهتز الجهاز تحت ثوب سلمى وهي تقول: أنا سلمى الدمية
أحبكم جميعاً وأريد مشاركتكم الحفل