طيف مـــدير المنتدى مطبخ نـــــــــــــــور الاسلام
عدد المساهمات : 9476 رصيد نقاط : 28563 رصيد حسابك فى بنك نور : 171 تاريخ التسجيل : 28/06/2009 البلد : مصر
بطاقة الشخصية عـــائلــة نــــــــــور: 50
| موضوع: السعاده المفقودة الغد المشرق الأحد يونيو 20, 2010 4:15 am | |
| يحكى ان رجلا غنيا كان على قدر كبير من الثراء ، وكان في اكثر اوقاته مشغولا في ادارة اعماله وشؤونه المالية ، ولا يجد الوقت الكافي للجلوس مع زوجته وعائلته جلسات فيها شيء من الراحة وهدوء البال . وكان له جار فقير الحال لا يكاد يجد قوت يومه ، ولكنه كان سعيدا في حياته ، وفي كل يوم كان يجلس الساعات الطوال مع زوجته وافراد عائلته . وكانت زوجة الرجل الغني ترى هذه العائلة الفقيرة وتحسدهم على تلك السعادة التي تفتقدها ، وهي الثرية الغنية ، ويتمتع بها هؤلاء الفقراء الذين لا يملكون شيئا. وتحدثت ذات يوم مع زوجها وقالت له : يا رجل ماذا تنفعنا هذه الاموال الكثيرة ونحن لا نجد طعما للسعادة ، ولا يكاد الواحد منا يرى الاخر ، بينما هذه العائلة الفقيرة التي تعيش بجوارنا لا يهمها من امور الدنيا شيء ، وهم في غاية السعادة والهناء . وفكر الرجل الغني هنيهةً ثم وعد زوجته أن يتفرغ لهم ، وان يخصص بعضا من وقته ليقضيه معهم في جلسات هادئة هانئة . وفي اليوم التالي ارسل الرجل الغني من يدعو إليه جاره الفقير ، واستغرب الرجل الفقير تلك الدعوة ، فليس من عادة ذلك الرجل أن يدعوه ، او حتى يشعر به ، فذهب إليه وعندما وصل استقبله الرجل الغني بلطف واكرمه وتحدث معه بهدوء وقال له : اراك يا اخي تجلس كل يومك في البيت ، الا تجد عملا تعمل به . فقال الرجل الفقير : والله يا اخي ليس عندي ما اعمل به ، فاقضي لذلك كل وقتي في البيت . فقال له الغني : ما رأيك لو اعطيتك بعض المال كراسمالٍ تشتري به بيضا وتبيعه كل يوم وتربح منه ، وبذلك تعمل وتطعم عيالك ، ولا ترجع لي مالي الا بعد ان تتحسن أحوالك ، ويصبح لديك راسمال كاف تعمل به . وافق الرجل الفقير ووجدها فرصة سانحة ليعمل ويرتزق ويطعم عياله بكرامة ، واخذ المال من الرجل الغني ، وعاد ادراجه . وفي الصباح ذهب إلى السوق واشترى بيضاً وأخذ يبيع ويشتري ، وكان في ساعات الفراغ بدل أن يجلس مع أفراد عائلته ، يأخذ في تصنيف تلك البيوض فيضع الكبيرة في جهة ، ويضـع الصغيرة في جهة أخـرى ، حتى يبيع كلّ صنفٍ منها بسعر . وبعد عدة أيام نظر الرجل الغنيّ من شرفة منزله إلى جاره الفقير فوجده مشغولاً في عدّ بيوضه وتصنيفها ، فابتسم ابتسامة عريضة ملؤها الخبث والدهاء . وقال لزوجته : أهذا هو الرجل الذي تقولين إنه يقضي كلّ أوقاته مع زوجتـه وأولاده ، انظري إليه ماذا يفعل الآن . ونظرت المرأة فرأت ذلك الرجل مشغولاً على تلك الحالة ، فتعجبت لتغيّر أحواله ، ولكنها لم تعرف السبب الذي سلب منه تلك السعادة التي كانت تحسده عليها . بينما كان زوجها يشيح بوجهه ويحدِّق في الفراغ ليخفي ابتسامة خبيثة كانت ترتسم على شفتيه . | |
|