في غرفة ريم، سبّورة صغيرة، معلّقة على الحائط. ريم تقف
أمام سبورتها طويلاً، تجمع الأرقام، أو تكتب الأناشيد، أو ترسم المناظر
الجميلة. اليوم.رسمت فراشات حلوة، تطير بين الأزهار، حتّى إنّها نسيت حدود
السّبورة، ورسمت فراشة صفراء، على حائط غرفتها. دخل أخوها حسام، نظر
إليها مستاءً، قال:أف.. ما هذه الفراشات، إنّها بشعة، تشبه الذّباب. غضبت
ريم، أمسكت الممسحة، محت الفراشات، ثمّ جلست على الكرسي مديرة ظهرها
لأخيها. خرج حسام من الغرفة، وهو يضحك. أغلقت ريم باب الغرفة، وبدأت ترسم
من جديد. دخل حسام مرّة أخرى، نظر إلى السبّورة، فرأى عليها زهريّة
مملوءة بالورود الملوّنة. ابتسم ساخراً، وقال: أف.. لقد عدت إلى
الخربشة؟! قطّبت ريم جبينها، وقالت: يا لك من أخ مزعج، كثير التأفف،
تفضّل أرسمْ زهرّية، لنرى مهارتك.أمسك حسام قطعة طباشير، وصار ينظر إلى
زهريّة أخته، ليرسم مثلها. صاحت ريم : التّقليد لا يجوز، يجب أن ترسم من
خيالك. بدأ حسام الرّسم، ويده ترتجف. وبعد انتهائه، رجع إلى الوراء،
ليشاهد زهريته، فرا خطوطاً مبهمة، كأنّها خربشة دجاج. نظر إلى زهريّة
أخته، فوجدها حلوة جذّابة. احمرّ وجهه خجلاً، أمسك بالممسحة، وقبل أن يمحو
زهريته لمح أخته تبتسم ابتسامة عريضة.