كانت والدة سارة تربي الدجاج للاستفادة من لحمه وبيضه. وفي أحد الأيام أعطت الأم ابنتها دجاجة جميلة وقالت لها:خذي هذه الدجاجة. اعتني بها واستفيدي من بيضها.
طارت سارة من الفرح، ولم تصدق بأنها أخيرا امتلكت دجاجة خاصة بها، ستضع لها البيض لتبيعه وتشتري بثمنه ذلك العقد الذي تمنته طويلا. أطلقت على الدجاجة اسم ريري، وقامت من فورها وبنت لها خما صغيرا داخل حظيرة الدجاج.
اعتادت سارة أن تجلب لدجاجتها طعاما خاصا بها كل صباح، ثم تطلقها لتمرح مع غيرها من الدجاج، وعندما يأتي الليل تسوقها الى خمها الصغير، وتقفل الباب عليها.
ولم تبخل سارة على دجاجتها بشيء من الطعام، لعل ذلك يساعد الدجاجة على وضع المزيد من البيض، ولكن وفي كل صباح كانت سارة تحمل السلة وتذهب لجمع البيض من دجاجات والدتها، وعندما تنظر داخل خم دجاجتها لا تجد شيئا.
في أحد الصباحات وبعدما جمعت البيض لوالدتها، أرادت أن تتفقد دجاجتها، ففتحت باب الخم، ولدهشتها لم تجد ريري في الداخل.
فتشت كثيرا، ولكنها لم تعثرعلى دجاجتها العزيزة: فتشت عن آثار أقدام ثعلب هذه المرة، ولكنها لم تجد شيئا أيضا، فاستمرت في البحث عن الدجاجة بلا كلل: بحثت في كل مكان؛ في الحظيرة، والحديقة، والحقل المجاور. ولكنها استسلمت في النهاية وعادت الى المنزل حزينة.
في المساء خرجت مع والدتها لاقفال باب الحظيرة، ولدهشتهما شاهدتا ريري في الداخل تأكل العلف مع الأخريات. فهزتا رأسيهما بتعجب وكأنهما تتساءلان: أين بقيت ريري مختفية طوال النهار!! ثلاثة أشهر مرت، وسارة تعتني بدجاجتها، ولكن من دون أن تحصل منها على بيضة واحدة، حتى أنها تساءلت في نفسها: لماذا تبيض دجاجات أمي كل يوم بينما ريري غير قادرة على اعطائي ولو بيضة واحدة... يا الهي.. أنا بحاجة لذلك البيض من أجل بيعه والحصول على المال لشراء العقد! تكرر غياب ريري عن الحظيرة مرات عديدة، وكانت سارة تجدها بعد كل غياب داخل الحظيرة تأكل مع الدجاجات الأخريات. تأكل وتأكل من دون أن تبيض شيئا.
وفي مساء أحد الأيام سمعت أباها يخاطب أمها قائلا: ان ريري تكلفنا الكثير من العلف من دون أن تبيض شيئا، لذلك من الأفضل أن نذبحها غدا لتصنعين لنا منها عشاء شهيا.
حزنت سارة كثيرا ليلتها، ولم تستطع النوم جيدا، اذ أنها كانت تنتظر الصباح بفارغ الصبر.
غادرت فراشها مبكرة للبحث عن ريري. كان عليها أن تجدها قبل والدها، كانت عازمة على اخفاء ريري في مكان ما، وفي كل نهار سوف تهرّب لها العلف بنفسها.
بحثت عن دجاجتها طويلا، فلم تجدها، فبدأت بالبكاء، كون ريري ستصبح عشاء لهم.
علمت سارة أنه لم يعد بمقدورها أن تفعل شيئا، فاستسلمت للأمر الواقع، وأخذت طريقها باتجاه المنزل،.. ولكن عندما مرت بالقرب من الحظيرة، لاحظت شيئا يتحرك هناك. كانت دجاجتها العزيزة تتبختر داخل الحظيرة وهي تجر وراءها تسعة فراخ صغيرة.
ركضت الى المنزل وسحبت والديها من ايديهما لتريهما المنظر. ووقف ثلاثتهم يراقبون الدجاجة وفراخها الجميلة.
بعد ذلك وجد الأب العش الذي كانت تختفي به ريري، كما وجد الثغرة في السياج التي كانت تتسلل منها خارج الحظيرة، فقام باصلاحها.
وقام الأب بشراء الفراخ من ابنته على أن تستمر ريري برعايتهم. وما ان تسلمت سارة النقود، حتى ركضت باتجاه السوق، واشترت العقد الذي طالما حلمت به.