اسم التفضيل
تعريفـه
اسم مشتق من الفعل على وزن " أفعل " للدلالة على أن شيئين اشتركا في صفة
معينة وزاد أحدهما على الآخر في تلك الصفة .
مثل : أكرم ، أحسن ،
أفضل ، أجمل .
تقول : علي أكرم من محمد
، والعصير أفضل من القهوة .
يصاغ اسم التفضيل بالشروط التي يصاغ بها أفعل التعجب وهي كالتالي
:
أن يكون الفعل ثلاثياً
، مثل : كرم ، ضرب ، علم ، كفر ، سمع .
نحو : أخوك أعلم
منك
ومنه قوله تعالى : { هو
أفصح مني لساناً } 34 القصص
وقوله تعالى : { ذلك
أقسط عند الله وأقوم للشهادة } 282 البقرة
أن يكون تاماً غير ناقص
، فلا يكون من أخوات كان أو كاد وما يقوم مقامهما .
أن يكون مثبتاً غير منفي ، فلا يكون مثل :
ما علم ، ولا ينسى .
أن يكون مبنياً
للمعلوم ، فلا يكون مبنياً للمجهول ، مثل : يُقال ، ويُعلم .
أن يكون تام التصرف
غير جامد ، فلا يكون مثل
عسى ، ونعم ، وبئس ،
وليس ، ونحوها .
أن يكون قابلاً
للتفاوت ، بمعنى أن يصلح الفعل للمفاضلة بالزيادة أو النقصان ، فلا يكون مثل : ملت
، وغرق ، وعمي ، وفني ، وما في مقامها .
ألا يكون الوصف منه على وزن أفعل التي
مؤنثها على وزن فعلاء ، مثل : عرج ، وعور ، وحول ، وحمر ، فالوصف منها على وزن
أفعل : أعرج ومؤنثه عرجاء ، وأعور ومؤنثه عوراء ، وأحول ومؤنثه حولاء
، وأحمر ومؤنثه حمراء
.
فإذا استوفي الفعل الشروط السابقة صغنا اسم التفضيل منه على وزن " أفعل
" مباشرة .
نحو : أنت أصدق من أخيك
أما إذا افتقد الفعل شرطاً من الشروط السابقة فلا يصاغ اسم التفضيل منه
مباشرة ، وإنما يتوصل إلى
التفضيل منه بذكر مصدره الصريح مع اسم
تفضيل مساعد .
مثل : أكثر ، وأكبر ،
وأفضل ، وأجمل ، وأحسن ، وأشد ، وأولى ، ونظائرها ، ويعرب المصدر بعدها تمييزاً
.
نحو : المملكة أكثر
إنتاجاً للبترول من غيرها .
لاسم التفضيل في
الاستعمال أربع حالات هي :
أولاً : أن يكون مجرداً من أل التعريف
والإضافة ـ" نكرة " ـ وحينئذ يكون حكمه وجوب الإفراد
والتذكير ، ويذكر بعده المفضل
عليه مجروراً بمن وقد يحذف ، ولا يطابق المفضل
مثل : محمد أكبر من أخيه
، أو محمد أكبر سنا
ثانياً : أن يكون نكرة
مضافاً إلى نكرة ، وحكمه وجوب الإفراد والتذكير ، ولا يطابق المفضل ، ومطابقة
المضاف إليه النكرة للمفضل .
مثل : الكتاب أفضل صديق
.
ثالثاً : أن يكون معرفاً
بأل ، وحكمه وجوب مطابقته للمفضل ، ولا يذكر بعده المفضل عليه . مثل : محمد هو
الأصغر سناً .
ومنه قوله تعالى : {
يومَ الحج الأكبر } 3 التوبة
الطالبة هي الصغرى سناً
رابعاً : أن يكون مضافاً
إلى معرفة ، وحكمة جواز الإفراد والتذكير ، وامتناع مجيء مِن
والمفضل
عليه بعده ، كما يجوز
مطابقته لما قبله ، كالمعرف بأل
مثل : محمد أفضل الرجال
فوائـد وتنبيهات
لا يشتق اسم التفضيل من
الفعل المنفي ، ولا من الفعل المبني للمجهول ، لأن مصدرهما مؤول والمصدر المؤول
معرفة فلا يعرب تمييزاً .
مثل : خالد أهزل من علي
، وهذا القول أخصر من ذاك .
وأفعال أسماء التفضيل
الواردة في الأمثلة السابقة هي : هُزل وزُهي وهما من الأفعال الملازمة البناء
للمجهول ، واختصر ويُحمد ، من الأفعال التي
أخذ منها اسم التفضيل
شذوذاً لبنائها للمجهول .
قد ترد صيغة أفعل لغير
معنى التفضيل ، فتضمن حينئذ معنى اسم الفاعل ، أو معنى الصفة المشبهة ويشترط في
التعرية عن معنى التفضيل
ألا يكون اسم التفضيل
معرفاً بأل أو مضافاً إلى نكرة ، أو متلوا بمن الجارة ، ومثال مجيئه بمعنى اسم
الفاعل ، قوله تعالى : { ربكم أعلم بكم } والتقدير : عالم بكم .
ومعنى الصفة المشبهة ،
كقوله تعالى : { وهو الذي يبدأ الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه } والتقدير :
وهو هين
عليه
والمعنى في الآية الأولى
أنه لا مشارك لله في علمه ، وفي الآية الثانية لا تفاوت عند الله في النشأتين
الإبداء والإعادة ، فليس
لديه هين وأهون بل كل
شيء هين عليه سبحانه وتعالى
هناك ثلاثة ألفاظ في "
أفعل التفضيل " اشتهرت بحذف الهمزة من أولها ، وهي : خير ، وشر
وحب
ونحو : ابنك حبٌّ من
الآخرين .
قد يكون التفضيل بين
أمرين في صفتين مختلفتين ، مثل : السل أحلى من الخل .
والمعنى المراد أن العسل
في حلاوته يزيد على الخل في حموضته .
ونحو : الصيف أحر من
الشتاء .
إذا كان الفعل معتل
الوسط بالألف ترد هذه الألف إلى أصلها في التفضيل
نحو : قال – أقول ، وعام
– أعوم ، وساد – أسود . أي أكثر سيادة