ساعدت البعثة العلمية لدراسة أثار النوبة في الفترة من عام 1907 إلي
1910 م في التعرف علي العناصر السلاسية الرئيسية التي يتميز بها
النوبيين من خلال التاريخ السلالي لبلاد النوبة في ضوء المراحل الثقافية
التي مرت بها ، وتتمثل في الأثار المخلتفة التي عثر عليها في مختلف بلاد
النوبة وبمقارنتها بمثيلتها في القري والمدن المصرية وقد أحتوت المقابر
ونماذجها ومواقعها ومميزاتها والأواني الفخارية وغيرها من المقابر برغم
عدم الأعتماد الكلي علي المعابد في النوبة التي تهدمت بعوامل الزمن ،
مع ذلك وجدت البعثة أنه لا يوجد أختلاف مع الفراعنة وخصوصاً في
عصور ما قبل الأسرات وهي تطابق الحضارة الفراعونية مثل الدفن
والحرف اليدوية ويؤكد أن النوبيين والفراعنة في العصور الأولي
عصور ما قبل الأسرات والأسرات الثلاثة الأولي سلاسة واحدة .
أكدت دراسة ( ريزنر reisner ) أن المجموعات الأثرية في مراحل
العصور المختلفة التي مرت بها بمصر وأن النوبة تتفق وتتشابه معها في
عصور ما قبل الأسرات والثلاثة الأولي للأسرات الأولي وأيضا في الدولة
الحديثة والعصر الروماني والعصر المسيحي والعصر الأسلامي في حين
تختلف عنها في عصور المجموعات ( ب - د - س ) وان العصر ( ب - د )
كانتا في الفترة التي تمتد من الأسرات الأولي إلي العصر الحديث والعصر
( س ) ما بين الفترة من العصر الروماني إلي العصر المسيحي .
عندما أعتنق النوبيين المسيحية في القرن السادس الميلادي وأستمروا
علي المسيحية حتي القرن الرابع عشر الميلادي دخلت بعض البطون
العربية القادمة من الجزيرة العربية مثل بني ربيعة وبني جهينة وكانت
قبائل كنز الدولة أكبر القبائل وأقواها وحدث أندماج بينهم مع النوبيين في
قري الأقليم عن طريق المصاهرة فأنتشرت اللغة العربية وبعدها أطلق
علي هذه الأقليم منطقة الكنوز نسبة اليهم أن هذا ما كان عربياً قحاً فقد
كان "كنز الدولة" من أم دنقلاوية مسيحية العقيدة (شقيقة ملك المقرة)
ومن أب نوبي مستعرب مسلم من قبيلة الكنوز.
الكنوز في الأصل بطن من قبيلة 'ربيعة' العريقة وقد استقروا حول مدينة
أسوان وفي بلاد النوبة ثم اختلطوا بالنوبيين وتزوجوا منهم, وكنز الدولة
هذا لقب منحه لأول مرة الخليفة الحاكم بأمر الله' لحاكم النوبة في
عهده 'أبي المكارم بن محمد بن علي' عندما ظفر بالثائر 'أبي ركوة' وصار
هذا اللقب لحاكم النوبة يورث من جيل لآخر والحكم والإمرة في بيتهم وكلهم
يعرفون بكنز الدولة .
كذلك هاجرت جماعات من الصحراء اللبيبة إلي داخل بلاد النوبة وأستقرت
بها وكان معظمها في شاترمة وتوماس وعافية وينحدر افرادها من أسلاف
مختلفة لا يجمعهم السلف والأصل الواحد ولا تربطهم علاقة القرابة
وتعرف هذه القبائل ( الغربية أو الغربيات )ويطلق عليهم باللغة النوبية
( يتنوكي ) القادم من الغرب .
أما جماعات البشارية والعبابدة من البجة الذين كانوا يسكنون الصحراء
الشرقية لقري النوبة وقد جاء في دراسة للدكتور رياض عن أنماط
الأقتصاد للعبابدة في النوبة المصرية ما بين عام 1962 و 1963 م
أستقرارهم في عدة قري نوبية ومنهم من أندمج مع سكان القري
وصاهروهم وهجروا الرعي واعتمدوا علي الأراضي الزراعية وتربية
الماشية مثل النوبيين وأمتلاك البعض لمساحات من الأراضي الزراعية
في السيالة والمحرقة وفي نجوعهم في كروسكو والريقة والعلاقي وماريا
وفي نجع الحصايا بين الريقة وكروسكو وكروسكو وأدندان .
_________________
بـــــــلاد النوبة أوطـــــاني
التــــاريخ عنــــــــــــــواني
الحضارة أسمي وميــلادي