عبد القوى أحمد سنة 1946 م
عدو النوبة رقم 3 :
جاء عبد القوى أحمد وزيراً للأشغال فى وزارة على ماهر باشا , فشكلت فى عهده
لجنة لفحص شكاوى النوبيين , كما يقرر كامل نبيه باشا فى المذكرة المرفوعة
منه لمعالى الوزير فى 9 يناير سنة 1947 وصدرت قراراتها التى قرأتها تنفيذاً
لمؤامرة لإقطاعى الصعيد فى 1940 وهى القرارات التى اعترفت بها مذكرة وزارة
الأشغال المرفوعة لمجلس الوزراء بتاريخ 2 سبتمبر سنة 1945 .
ولم يكتف عبد القوى باشا بما قرر من عدم إنشاء طرق رى لأراضى النوبيين بحرى
أسوان وبحرمانهم من الشراء بل أراد إلغاء الطلمبات الموجودة بها بالدكة
والعلاقى وبلانه والمناطق التى تغمر بها رى صيفى بحجة عدم إنتاجها وأنها
عملية خاسرة , ورجاهم بعضهم الإبقاء عليها فقال لهم : أمامكم وزارة الأوقاف
أنها التى توزع الصدقات , ولولا تدخل صالح حرب باشا الذى كان زميلاً له
بالوزارة لتمت الكارثة , وبعد تدخل صالح باشا أمر عبد القوى بعمل تجارب
لآبار إرتوازية تمهيداً لإلغاء الطلمبات إذا نجحت تجربة الآبار ولكنها
أخفقت .. هذا هو عبد القوى فى وزارته الأولى .
أما فى وزارته الثانية فهى أقسى بالدعاوى الباطلة التى ادعاها فى مسألة
توماس وعافية وعنيبة :
إدعى أنه سمع من النوبيين عندما كان مهندساً مقيماً بأسوان أنهم لايريدون
الهجرة إلى بحرى أسوان لأنها ملأى باللصوص مع أن حضرته كان مهندساً مقيماً
بجبل أوليا ولم يكن بأسوان وطبعاً لم يسمع من النوبيين شيئاً .
وإدعى ان النوبيين خيروا بين النقد والأطيان فإختاروا النقد مع أن الملفات
والوثائق ناطقة بأنهم طلبوا الهجرة شمال أسوان وهاجر بعضهم فعلاً وأنهم
مازالوا يقلقون راحة الحكومة طلباً للأطيان .
وهو الذى قرر أن تخصم الحكومة من المزارعين فى الأطيان التى نزعت ملكيتها
ثلثى القيمة المقررة لتعويض تالف الزراعة , حتى نهبت الحكومة بغير حق – إذ
لا حق لها عند المزارع الايجارة المقررة للفدان – 20000 عشرين ألف جنيه كما
جاء فى الإفادة رقم 19 – 137 – 14211 الصادرة لمصلحة المساحة بتاريخ 19
-11 – 1946 من تفتيش عموم رى الوجه القبلى , والنائب لم يعترض بل وافق
شاكراً مشيداً بالصعوبات التى لاقتها الحكومة فى تقدير مبالغ التعويض .
وهو الذى اجاب على سؤال الشيخ المحترم أحمد أبو الفضل الجيزاوى بجلسة 15
يوليه سنة 1946 فيبرر تصرف الحكومة فى أراضيها بالمزاد لغير النوبيين
بمغالطات وسكت عن الإجابة على النقطة الخاصة بفوائد التأخير المستحقة
للنوبيين فى ذمة الحكومة والتى جاوزت 150 % , سكت لأنه رأى أن لايزيد على
50 % .
وهو الذى أدعى على عثمان محرم – باطلاً –إنه قرر عدم صلاحية مشروع وادى
سيالة وأن مناسيبها تبتدىء من 40 متراً إلى 100 متراً .
كنا نود أن نطيل فى جنايات عبد القوى أحمد على النوبة , ولكن حسبك أن تعلم
أنه من أعداء النوبة .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
حسين سرى
هو عدو النوبة رقم 4 : الأول إسماعيل صدقى .. والثانى محمد شفيق وقد سجل هو
بلسانه عداوته لنا وإزدراءه بنا فى مضابط مجلسى الشيوخ والنواب فى 13 و 20
و 27 فبراير سنة 1933 , والثالث عبد القوى أحمد , أما حسين سرى فهو الذى
إعتمد عليه صدقى وشفيق فى إعدام النوبيين ومصادرة أملاكهم .
كان حسين سرى بك فى مكتبه فى الصباح بوزارة الأشغال يدير البلايا التى ستصب
على رؤوس النوبيين , ثم هو فى المساء يكتب كلمة يدفعها إلى جريدة الأهرام
رداً على ماكان يرفعه النوبيين من شكاوى للقصر العامر وينشرونها فى الصحف ,
فكان سرى يلقى فى روع الرأى العام أن الوزارة سخية كل السخاء معهم وأنها
تعد لهم المَنْ والسلوى إن أقاموا فى الجبال أو هاجروا , وأكد فيما نشر أن
الوزارة ستعيد لهم جميع المرافق الحيوية ومنها وسائل الرى قبل إنتقالهم ..
وهاهى لا تزال بوراً إلى اليوم !!
وكتب أن الحكومة ستعاون الأهالى فى نقل أنقاض مساكنهم بعد أن تدفع اليهم
ثمنها , فلما جاءت أيام الغرق وجاء هو يتنزه بباخرة حكومية ليتمتع بمنظر
البلاد المعرضة للخراب كأنه نيرون , وذهب إليه بعض الأهالى ورجوه أن يؤخر
الإغراق نصف شهر لا لنقل الأنقاض ولكن لعلهم يتمكنون من نقل أمتعتهم إلى
الجبل فى إنتظار وسائل الترحيل , ولكنه شمخ بأنفه وقال : ولا ثانية .
وفى سنة 1938 جاء حسين سرى وزيراً للأشغال فكان منه ما قرأه أثناء النقاش
عن وادى السيالة , فقال دولته جملته المشهورة : أن بلاد النوبة لا تساوى
ثمن ماسورة .
( ليسوا مصريين !! )
وقد صرح دولته فى مجلس النواب ( إننى لم أكن موافقاً على هجرة النوبيين إلى
شمال اسوان لإنهم ليسوا مصريين ) وإعترض عليه بعض النواب فقال : أقصد
اللغة ! [ أى لغة ومتى كانت اللغة العربية مصرية حتى يخرجنا هو عن مصريتنا
لأننا نتكلم بلغة الفراعين الأقدميين , ولكن كيف تطلب أمة يتولى رئاسة
الوزراء فيها مثل هذا الرجل , فإذا خرج كان رئيساً للجنة خارجيتها بالمجلس
الأكبر .. فكيف تطلب وحدة الوادى !! ] .
لو اننا فى بلاد تراعى كرامة المواطنيين لعاقبت حسين سرى على هذه القولة
التى هى أم الكبائر , ولكننا فى ( مصر ) والأدهى أن نائب عنيبة يومئذ سكت
ولم يرد عليه .
وفى عهده مُنع التموين عن بلاد النوبة منعاً باتاً , وقيل يومئذ عنا فى
مجلس النواب ( برابرة ) , وبقيت السبة معلقة حتى ردها نائب الأمة الأستاذ
سليمان عجيب أثناء نظر استجواب الملاريا سنة 1944 , ولكن نائب الحكومات
الديكتاتورية لم يرقه ذلك فكتب مقالاً طويلاً يدافع فيها عن أعداء النوبة
ويبرر فعالهم , ولو لم تكن له خطيئة غير هذا المقال لكفى به إثماً بيننا