نور الاسلام الافضل
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة نور الاسلام
سنتشرف بتسجيلك
شكرا مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق 829894
ادارة المنتدي مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق 103798
نور الاسلام الافضل
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة نور الاسلام
سنتشرف بتسجيلك
شكرا مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق 829894
ادارة المنتدي مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق 103798
نور الاسلام الافضل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قد يقول الانسان كلمة يسعد بها عمره كله وقد يقول كلمة يشقى بها عمره كله فاتق الله فى كلماتك وجوارحك واجعل انفاسك كلها تخرج فى طاعة الله . فان خرجت بعضها فى معصيته ..فاجتهد على تزكية الباقى منها واجعلها فى طاعتة واجتهد فى الطاعة كما اجتهدت فى المعصية<
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
» الفيلم العربى الجوهرة
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالإثنين أغسطس 25, 2014 10:10 pm من طرف أبو أحمد

» مراجعة دين ترم ثانى جامدة للصف الاول الاعدادى
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالأحد مايو 05, 2013 8:49 pm من طرف lara858

» فسر حلمك عندنا
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 12, 2012 12:35 am من طرف خلود جمال

» تحميل برنامج skype 4 مسنجر سكاى بى Skype 4.0.0.215 - Final 2009 - التحدى
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالأحد مايو 20, 2012 3:07 pm من طرف he_105

» قنبلة مراجعة لمادة الدراسات الصف الاول الاعدادى ترم ثانى
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالجمعة أبريل 27, 2012 12:24 am من طرف دينار سعيد

» الحلى النوبية الغد المشرق
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالسبت يناير 28, 2012 11:29 pm من طرف مصطفى بقوري

» (طريقة البحث عن الفايروس وحذفـــه
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالجمعة يناير 27, 2012 6:38 am من طرف sherzad2008

» صور قمصان نوم مثيرة - صور قمصان نوم فاتن(فريق التحدى
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2012 3:40 am من طرف totycat

» poem en Français كلمات حلوة "باللغة الفرنسية
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2012 3:21 am من طرف totycat

» كلمات من القلب
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالثلاثاء يناير 24, 2012 3:39 am من طرف نور الاسلام

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط نــــــــــور الاســــــــــلام على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط نور الاسلام الافضل على موقع حفض الصفحات
نوفمبر 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
    123
45678910
11121314151617
18192021222324
252627282930 
اليوميةاليومية

 

 مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة الغد المشرق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الامل
مـــدير المنتدى الفنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
مـــدير المنتدى الفنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
الامل


عدد المساهمات : 19301
رصيد نقاط : 51938
رصيد حسابك فى بنك نور : 577
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
البلد البلد : مصر

بطاقة الشخصية
عـــائلــة نــــــــــور: 50

مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Empty
مُساهمةموضوع: مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة الغد المشرق   مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالسبت يونيو 26, 2010 7:39 pm

النوبة وطن الذهب أمجاد النوبة : إن النوبة هى مجد سودانى قديم ، وتاريخ
مشرق يحتاج منا الى تسليط الأضواء عليه، والأمل أن تتجه الدراسات العليا
التاريخية والأثرية نحو النوبة، ويحتاج دارس تاريخ النوبة إلى التعرف على
اللغة القبطية والكنيسة القبطية.. فلقد كـتـب النوبيون بالحروف القبطـيـة
وفي العصر المسيحى كانت الكنيسة القبطية هي التى ترعى كنيسة النـوبة..
صلوات..ورسامات.. وإدارة.. وإتجاه نحو الشرق.. وفهم للأبديـة وتطلع إليها..
وتمسك بالمبادىء الروحية نسكا ورهبنة .. وداعة وإتضاعـا.. ولم يـزل البحث
عن النوبة تنقصه المراجع، لأن ما وصـل إلينا عـن النوبه هو قليل من كثير
جداً لم نعرفه بعد.. والأمل كبير فى كشوفات اثرية جديدة وفى فهم عمـيق
لآثار النوبة.. إن النوبة باقية حتى الأن فينا في رموز معينة ، في طقوس
متعددة.. في بعض اللوحات الفنية الرائعـة.. وفي متحف السودان القومى هناك
أثاراً كثيرة عن النوبة ، ولكن ما هو خارج المتحف أكثر مما هو فى المتحف..
إن أثارنا هاجرت منا الى الخارج وإستقرت فى متاحف عالمية متعددة.. وأقترح
أن يجهز لنا نماذج هي صورة طبق الأصل مما هو موجود في المتاحف العالمية حتى
يتمكن الدارسون من دراسة تاريخ النوبة من خلال أثارها.. حيث نبدأ تربية
قومية وطنية لأجيالنا فيها يتعرفون على كنوزنا القديمة والتى هى أساس
لحاضرنا المجيد وقوة تدفعنا إلى مستقبل سعيد..وطن الذهـب: والنوبة هي وطن
الذهب.. ولنا تاريخ ذهبي ساطع.. الذهب في النوبة كثير وأصيل، وفي صفاء
ونقاء.. وهذه بعض محطات تؤكد لنا أن النوبه وطن الذهب..1. إن إسم النوبة،
يعنى الذهب.. ولقد كان حلم الفراعنة أن الذهب فى ربوع وادي النيل، ولهذا
بينما سُمى الجنوب إثيوبيا، الحبشة أي ذوي الوجوه المحرقة، أطلق المصريون
على الجنوب إسم بلاد الذهب.. وقدموا اليها على المستوى الرسمى. وعلى
المستوى الشعبى مهاجرين ثم مستقرين فيها، بل هناك آراء تقول: إن سكان مصر
هم فى الأصل نوبيون.. وهناك من يقول: إن سكان النوبة في الأصل مصريون..
ولكن بالرجوع إلى الأصحاح العاشر من سفر التكوين نعلم أن مصرايم أب
المصريين وكوش أب النوبة كلاهما أشقاء من أب واحد وأم واحدة.. 2. يقول كتاب
التفسير التطبيقى للكتاب المقدس وهو لمجموعة من علماء متعددين فى التاريخ
والجغرافيا والأثار وفى الخط التاريخى للأحداث الدينية والمدنية ، يقول :
إنه في سنة الفين وأربعمائة2400ق.م .. إستورد المصريون الذهب من أفريقيا.
3. في معجم الحضارة المصرية القديمة لمؤلفه جورج بوزنر ، ترجمة أمين سلامه
مكتبة الأسرة 2003 م وتحت كلمة ذهب، وكيف إنه المعدن اللامع وغير القابل
للفساد ، ومصدر إنبعاث الآلهة ، وكيف كان الفراعنة يجلون هذا الأصفر البراق
،ويحنح الوزراء عقودا من ذهب والجنود الأكفاء ذبابات ذهبية.. كان الذهب في
رأي فرس، هو عند المصريين تراب على الطرق.. وكان يعتقد أن ملك مصر جبل
ذهبى يضىء المملكة كلها مثل إله الأفق.. ولهذا إهتم الفراعنة بالنوبة
المنتجة للذهب والتى رأى فيها سفراء فارس أن جميع الأسرى والمساجين مقيدون
بسلاسل من ذهب.. 4. عندما حاول عمرو بن العاص دخول النوبة وكان هذا
أمرا صعبا عليه بسبب الجنود الأشاوس رماة الحدق.. وحاول بعده عبد الله بن
أبى السرح ولم يوفق، فرأي أن النوبة ليست دارا للحرب .. وليست دارا للإسلام
، ولهذا عقدت معاهدة البقط والتى لم تشر إطلاقا إلى الذهب.. ويبدو أنه لم
يكن مهما لدى العرب..5. ولكن يبدو أن العرب فيما بعد لم يقدروا على مقاومة
هذا الأصفر اللامع.. وهناك إشارات تؤكد هذا بل تقول: أن حملات العرب
إستهدفت ثروات الذهب ، ونذكر من هذه الإشارات :أ- في حملة إبن الجهم على
البجا ، تخلف من الحملة كثيرون وآثروا البقاء في العلاقى حيث بهرتهم معادن
الذهب..ب- بعد حملة إبن الجهم لست سنوات فى عام 847 .. وفدت جماعات من
ربيعه وجهينه الى العلاقى ، بعد أن وصلتها أنباء الذهب فى ذلك الوادي..ج-
عندما ثار العرب على البجه وقتلوا كثيرين منهم فى مناجم الذهب بالعلاقى،
إنتدب الخليفة المتوكل قائدا حربيا هو محمد بن عبد الله القمى سنة 861..
فسار القمى فى عشرين ألف جندى أضاف اليهم ثلاثة آلاف من العربان، وذلك
حماية للذهب.. وبعدها إزدادت هجرات العرب لإستغلال مناجم الذهب والزمرد ،
وصنعت خرائط لها..د- فى أيام إبن طولون أوكل إلى عبد الرحمن بن عبد الله بن
عبد الحميد العمرى ، قيادة حملة حربية كبيرة لم تهدف الى تأديب النوبة
فقط ، إنما لإكتشاف مناجم جديده.. وظل العمرى منجذبا إلى الذهب.. حتى ذهب
من العالم وفقد عمره..هـ- إستقر عرب من ربيعه بالعلاقى مع قبيلة مضر وتميم
.. فى محاولة للإستقرار وتكوين إمارة إسلامية.. وعن طريق المصاهرة تملكوا
الأراضى وإستولوا على ذهب العلاقى وزادت ثروتهم..و- يقول الأب فانتينى أن
نيوتى ملك النوبة .. كان يحمل قضيبا ذهبيا فى يده، ويبدو أن هذه عادة
الملوك، وايضا ذكر الأب : إن الملك زكريا وعد أربعة رجال إن ناصروه ، أن
يعطيهم وزن أجسادهم ذهبا.. إن النوبة وطن الذهب والذهب ليس الأصفر اللامع
فقط ، إنما هو الملوك الأتقياء والجنود الأقوياء.. وكلام من الذهب هو تعبد
وتنسك أمام الله من الملوك والشعب.. 3. النوبة سلة غذاء
العالم لوحة المجاعة: يذكر الدكتور شوقى الجمل ، فى كتابه تاريخ سودان وادى
النيل الجزء الأول .. أن أول مرة يذكر فيها إسم بلاد النوبة فى عصر الدولة
المصرية القديمة.. كان فى زمان الملك زوسر فى الأسرة الثالثة .. حيث عثر
فى جزيرة سُهيل جنوب أسوان ، على لوحة من الجرانيت سُميت بإسم لوحة
المجاعة.. ورغم أنها كتبت فى عصر البطالة، إلا انها تحدثت عن مجاعة طويلة
حدثت أثناء حكم الملك زوسر (2900 ق.م) ولم يجد هذا الملك حلاً للمجاعة التى
حلت على أرض مصر.. إلا فى جاره السودانى جنوب الوادى.. وقد إضطر هذا الملك
الى مصادرة محصولات النوبة وإرسالها الى مصر لتخفيف حدة هذه المجاعة..
ويرى شوقى الجمل إن مصر بعد أن إتحدت إتحادا داخليا كاملا ، بدأت تهتم
بالشعوب المتأخمة لحدودها ، ومدت سلطانها على شعب النوبة الشمالية وسيطرت
عليه بشكل ما ، حيث لا يذكر أن الأمر تم من خلال حملة حربية.. والأكثر
قبولا أن النوبة كانت قبل زوسر واقعة تحت سيطرة مصر ومن ثم لجأ الملك
لمصادره .. وقد وصلت حدود الملك زوسر إلى بلدة" المحرقة" من أقاليم النوبة
السفلى .. وقد أوقف الملك عُشر محصول أراضى تلك المنطقه ، وحبس خيراتها
وغلاتها جميعا على معبد " خنوم " رب الشلال الأول، وحامى منبع النيل..
وطبعا لم يكن الفراعنه قد وصلوا الى منابع النيل، إنما كانوا يعتقدون أن
النيل ينبع من الجنة ، وأن " خنوم " هو الإله الذى يحمى هذا المنبع عند
الشلال الأول.. ويبدو أن غزو مصر للنوبة كان قد بدأ قبل تاريخ المجاعة ،
حيث يذكر حجر "بلرمو" وهو كتلة من الحجر الأسود أقامها أحد ملوك الأسرة
الخامسة واثبت على وجهها أسماء الملوك منذ فجر التاريخ حتى وقت كتابتها..
ومدد حكمهم وبعض ما وقع فى عهدهم من أحداث ومنشآت، وذكر السنوات الهامة
المرتبطة بالأحداث التى يراد تخليدها لكل ملك مثل سنة تعداد الماشية وسنة
إرسال سفن لإحضار الأخشاب.. وعام الفيضان ذكر في هذا الحجر الأسود أن
الملك " سنفرو " من ملوك الأسرة الثالثة .. قد غزا بلاد النوبة وأسر سبعة
الآف من الرجال والنساء وغنم مائتين ألف من الثيران والعجول والأغنام ..
ولما جاء الى مصر إستخدم الرجال في أعمال الحكومة والنساء فى القصر الملكى ،
أما الثيران والعجول فبعضها ذبح للطعام والبعض الأخر إحتفظ به لتربية
نتاجه لجودة نوعه.. وسمى ذلك العام ، عام غزوة بلاد النوبة والإنتصار على
النوبين وإحضار غنائم لا حد لها من الماشية ورؤساء القبائل المهزومة..
أما الملك زوسر الذي حدثت فى عهده المجاعة ، فقد فتح منطقة يبلغ طولها 143
كيلو من جزيرة فيلة في أسوان فصاعداً.. وليست هذه هي المرة الوحيدة التى
تستفيد فيها مصر من محاصيل النوبة .. فإن " حرفوف " حاكم الجنوب في أيام
الملك " مون رع " يذكر إنه فتح طريقا الى السودان وأحضر كل المحاصيل التى
تحصد من هذه المنطقة..سلـة غـذاء : كانت مصر يوما سلة غذاء العالم بعد
الرؤيا التى حلم بها فرعون مصر والمذكورة في سفر التكوين الإصحاح الحادي
والأربعون ، حيث رأى فرعون نفسه ، وإذا هو واقف عند النهر وهوذا سبع بقرات
طالعة من النهر حسنة المنظر وسمينة اللحم ، فإرتعت فى روضة .. ثم هوذا
سبع بقرات أخرى طالعة من النهر وراءها قبيحة المنظر ورقيقة اللحم وقفت
بجانبها ثم أكلت السبع بقرات السمان .. وحلم ثانية بأنه هوذا سبع سنابل
طالعة فى ساق واحد سمينة وحسنة ثم هوذا سبع سنابل رقيقة وملفوحة بالريح
الشرقية ، هذه أكلت السنابل السمان.. وخرج يوسف من السجن ليفسر الحلمين.
وهما رمز لمجاعة قادمة ينبغى الإستعداد لها.. وأعطى فرعون يوسف بعد السجن
أن يعتلى العرش ليكون بعد فرعون ويدير أمر المجاعة.. وبهذا يصبح أول
إقتصادى فى العالم وأول مدير لأزمة المجاعة.. وبعد هذا صارت مصر مخزنا
للغلال للبلدان التى تحيط بها.. ولكن كانت النوبة هي سلة غذاء مصر..
ولقد تنادى حكام السودان، بأن السودان هو سلة غذاء العالم.. وأعلن آخرون
أننا سوف نأكل مما نزرع.. ونادى مفكرون بأن يستيقظ الوطن ليؤدى رسالته
للعالم ، كسلة غذاء تشبع إحتياجات العالم.. ونادوا أن صح النوم يا وطن..
وما زلنا حتى الأن نحتاج إلى إستراتيجية تؤكد دورنا بأننا سلة غذاء ، وخير
للعالم.. وأنا أتوقع بمشيئة الله.. وبعد إتفاقيات السلام وإيقاف نزيف الحرب
، أن السودان سوف لن يتنازل على دوره كسلة غذاء للعالم وسوف يتعاون معنا
بمشيئة الله كل العالم، حتى نظل كما كنا سابقا.. وكان أجدادنا فى النوبة
هم الحل الأمثل للمجاعات ، كما سجلت لوحة المجاعة هذه...
4. النوبه وحديث الوثائق حديث الوثائق : يأتى إلينا تاريخ النوبة
من خلال حديث الوثائق.. وكان ملوك كوش يسجلون ما يحققون من إنتصارات
وإنجازات على صخور المعابد والأهرامات والمقابر.. وحديثنا نركزه عما وجد
على مقابر حكام الجنوب خلال الأسره السادسة، وهم بالتحديد : أونى..
وحرخوف.. وبيبى نخت.. وسبنى.. وسوف أستفيد بما ذكره البروفسور" شوقى الجمل
"فى حديثه عن العلاقة العامرة بين ..النوبه ومصر :-1* نلاحظ أن بلاد النوبة
كانت محاجر تقطع منها الأحجار والصخور.. وقد ذهب " أونى" حاكم الجنوب على
رأس جيش كبير من عشرات الآلاف ، الى النوبة.. ومن هناك أرسل " جرانيت"
بكمية لبناء هرم " مون رع "..2* أشرف "أونى" أيضا على عمل هندسى كبير وهو
فتح خمسة مسالك في صخور الشلال الأول وهي من الجرانيت لتسهيل المواصلات بين
مصر والسودان..3* إستفاد " أونى" من خشب السنط وصنع منه أربعة قوارب تجر
بالحبال، وأيضا ثلاث نقالات..4* كان السودان متقدما في صنع " زيت الكافور "
وتصديره الى مصر كما تقول وثيقة " حرخوف" حاكم الجنوب.. ويحتاج السودان
الأن الى إعادة إنتاج " زيت الكافور " ذو الفوائد الجمه من شجر الكافور أو
البان..5* كانت العلاقة بين مصر والسودان خلال الأسرة السادسة ، علاقة
قوية وكانت مصر ترسل الحملات الى الجنوب .. وقام قادة الحملات بنقش قصص
حملاتهم على صخورالجرانيت الممتدة جنوب الشلال الأول..6* من حساب الأيام
للرحلات ، يمكن أن نستنتج الى اى مدى وصلت هذه الرحلات الى قلب أفريقيا ،
فالرحله من أسوان الى دنقلا كانت تستغرق من شهر الى خمسين يوما ذهابا
وأيابا.. والى جبل البركل خمسة وسبعين يوما.. والى سنار 210 يوما..
ويقول:"خوف حور" إن له رحلة إستغرقت 240 يوما .. وهذا يعنى أنه توغل فى
جنوب السودان ، غير أنه لا يوجد ما يثبت أن الفراعنه وصلوا الى سنار.. كما
تتأرجح المسافات بين الزياده والنقصان بسبب ما كانت تتطلبه من حوار مع
رؤساء القبائل وإسترضائهم..7* لم تكن الرحلات ، رحلات فتح وغزو بقدر ما
كانت تبادلا إقتصاديا.. ولم تستعمل القوه إلا عند اللزوم.. وفي حالة
الضرورة، ولكن كانت هناك قوة.. أما السلع التى تحتاج اليها مصر، فهى
الزيوت، البخور ، والمر، الذى كان يستعمل فى التحنيط وجلود الفهود ، التى
كانت تستخدم لملابس الكهنة.. والعاج.. والأبنوس.. وفي المقابل كانت سلع
مصر،هى العقود والعطور وعسل النحل والمنسوجات وورق البردى..8* كان هناك
مركز تجارى بنى من الطوب اللبن وتم إكتشافه بواسطة البعثة الأمريكية. ووجد
فيه أوانى من المرمر للعطور، نُقش عليها إسم " بيبى الأول " وأيضا
أوانى حجرية يحتمل أنها كانت لعسل النحل..9* كانت الحمير هي وسائل النقل..
وكانت الأحصنة تستعمل فى الحرب للفرسان.. وذكر عن الملك قيرقاص ، أنه
عندما إتجه بحملته الى مصر، كان معه مائة الف فارس ، ومائة ألف فرس.. ومائة
الف جمل.. فى منتصف القرن الثامن الميلادى.. وكانت الخيل قصارا كالحمير..
وعندما دخل السيد المسيح ملكا على أورشليم.. كان راكبا على حمار، لكى يؤكد
أنه ما جاء محاربا كالفرسان ، إنما جاء فى وداعة الشجعان..10* كانت أسوان
هى مركز التبادل التجارى وكلمة أسوان تحريف للفظ " سوون " بمعنى السوق..
وكلمة سونت المصرية القديمة معناها التجارة.. وكان طريق البر وطريق النيل..
وكان الفراعنة يستخدمون الحمير التى لا تحتمل مثلما يتحمل الإبل...11*
الأسماء التى أُطلقت على بلاد النوبة هى: أسماء قبائل كانت تعيش هناك مثل
الواوات والمازوى...12* عندما لم يجد أهل النوبة قوة ، مقابل قوة فرعون..
كانوا يعتمدون الدبلوماسية ويكتفون بأخذ هدايا من القوافل التى تمر بهم ،
وهذا لا يعنى إنهم لم يستعملوا القوة بل كثيرا ما كانت القبائل تباغت حملات
فرعون، فيرسل لردعها. غير أن الـردع لم يكن العامل الفاعل بقدر العلاقات
الشخصية..13* كانت تخوم النوبة ممتدة حتى بلاد الصومال والمنطقة الواقعة
جنوب البحر الأحمـر. ولهذا بنى الفراعنة السفن بميناء البحر الأحمر ومن سنط
النوبة .. وكان حاكم فيله هو المسئول عن إدارة هذه العلاقات، بل أن حكام
الجنوب كانوا يتخذون من أسوان مقرا لهم .. بل أن بعضهم من أمراء فيله..14*
كان هناك جيش ثالث فى مصر من المرتزقة تحت إدارة " مدير القوافل " وكان
هؤلاء الجنود من النوبة وعرفوا بإسم " نحسى " ويرى المؤرخ سليم حسن فى
كتابه " مصر القديمة " أنه ربما تكون كلمة " نحاسة " مشتقة من " نحس " ..
وقد حظى مديرو القوافل بمكانة كبيرة وسلطان واسع وضياع .. وكانت هذه
الوظيفة توًرث داخل الأسر 5. القلم الذهبي لوطن الذهب محجوب
صالح : يستحق الأستاذ محجوب محمد صالح أن يكون صاحب القلم الذهبى فى وطن
الذهب السودان الذى حمل إسم النوبة .. والنوبة كلمة قبطية تعنى " الذهب"..
وقد نال محجوب هذا اللقب وأمسك بالقلم الذهبى من المنظمة العالمية للصحافة
فى هذا العام بدورتها المنعقدة فى العاصمة الكورية سيول.. وليست هذه هى
المرة الأولى التى يمسك فيها بالقلم الذهبى ، لأنه منذ آمد طويل تميز لأكثر
من نصف قرن ، كان يكتب كلاما ذهبيا فى وطن الذهب وسعيا لأن يظل وطن الذهب
حراً كريماً.. كانت التحديات صعبة ، ولكن قلب الذهب إخترق كل المجالات وقدم
أعظم التضحيات لكى يظل السودان عاليا فى قيمه وسموه ونبل حضارته ، وفى
عالم كبير فى سمائه نجوم كُثر للكلمة والصحافة ، يتألق نجم المواطن
السودانى محجوب محمد صالح لكى ينال هذه الجائزة الكبيرة.. وتكريم محجوب هو
تكريم لزملائه وهم معه يكونون ثالوثا محترما ، متحديا ، مقتحما ، حيث بدأ
هؤلاء فى ثالـوث واحد ، وكأنهم رجل واحد وقلم واحد منذ أكثر من نصف قرن
يعملون.. ويجاهدون.. ويكتبون كلاما ذهبيا يعرضهم للسجن والتشريد وإغلاق دور
صحيفة الأيام .. ولكن مهما كانت المحاربات تظل الأيام على مدى الأيام صرحا
شامخا للإدارة والعزم والحرية وقبول الأخر وإحترام التعددية وثالوث جريدة
الأيام هو ، محجوب محمد صالح ومحجوب عثمان.. وبشير محمد سعيد..فـم الذهـب:
يذكر لنا تاريخ القرن الرابع ، قصة شاب وثنى أحب المسيحية يوما فصار خطيبها
البارع وسمى يوحنا ذهبى الفم .. وعندما سُئل " ليبانيوس" أعظم خطباء عصره
فى أنطاكيه عن خليفة له أجاب وهو يتنهد " يوحنا لو لم يسلبه المسيحيون "
ولم يسرق المسيحيون يوحنا، ولكنهم إجتذبوه إليهم ، وكانت أمه السورية قد
كرست حياتها لإبنها بعد زواج لمدة اربع أعوام.. بعدها فارق الأب الحياة..
وأعطت الأم لإبنها كل شىء حتى قال نفس الخطيب ليبانيوس " لله در النساء عند
المسيحين " .. وبدأ يوحنا عمله محاميا يدافع عن قضايا المظلومين والفقراء
ببلاغة وفصاحة.. وبعد هذا إنجذب نحو محبة الله .. وبدأ حازما فى حياته
الروحية الجادة حتى قيل عنه أنه لم يحلف قط ولا إفترى على أحد قط.. ولا نطق
بكلمة باطلة ولا سب ولا حتى سمح بأى مزاح طريف.. أى أنه كان جادا للغاية
.. وإتجه نحو الخطابة الروحية فكانت كلماته قيمة مثل قيمة الذهب ، لها بريق
الذهب، ولها أناقة وأعماق هذا المعدن الجذاب.. وبعد هذا إعتكف للعبادة
والتهدج راهبا ، ثم رسم أسقفا، عملا بمنطق يقول خير للإنسان ان يكون أقل
فضيلة ويهدى خلاص غيره.. من أن يسكن الجبال ويرى إخوته يهلكون.. والكلام له
لأنه كان يسكن المحبة التى فى أعماقه لحياة الوحدة.. وبعد هذا بدأ خدمته
أسقفا ولم يكن طريقه هادئا ولا مسيرته بدون حجار.. تعثر ولكنه كان محبوبا
من الناس وأعطته الكنيسة لقب " يوحنا ذهبى الفم ".. وطـن الذهب : إن القلم
الذهبى الذى حاز عليه الصحفى اللامع محجوب محمد صالح هو هدية إحترام
وتقدير للسودان وطن الذهب.. والسودان لا يحمل بإعتباره النوبة وطن الذهب
كإسم، إنما فعلا.. كان السودان ولم يزل وطن الذهب.. والذهب هنا.. هو الذهب
فعلا.. كما أن الذهب هو كلام من ذهب يعيشه أهل السودان .. ذهب العفو
والعافيه ذهب السماحة والتسامح.. ذهب الوقوف مع المكلومين والحزانى.. ذهب
الإهتمام بالمرضى.. وهناك تجذب الإلتفاف أمام المستشفيات وفى سرادق
التعزيات.. تتمثل فى تجمعات كبيرة وتلقائية تؤكد تعاطف المواطنين معا..
وهذا له قيمة أغلى من الذهب... والذهب ايضا يتمثل فى جنود أشاوس أقوياء
كانوا يوما ما قوة الجيوش وسبب نصرتها الغالبة ، فكانت مصر القديمة عندما
تأسر أحدا من الجنوب ، تضم الأسرى إلى الجيش ، لأنهم جنود أقوياء.. ولم
يقدر العرب على فتح النوبة ، رغم شراسة السلاح واستمرارية الفتوح، وذلك لأن
الجندى السودانى قوى باسل رغم أن سلاحه لم يكن سوى قوس وسهم.. وفى
العصر الحديث ، طلب نابليون جنودا من السودان يحاربون معه فى المكسيك ،
وتحقق طلبه.. وقديما قالوا عن مصر " إن الذهب فى مصر مثل الرمال على شاطىء
البحر".. ولقد عرف الفراعنة كيف يجمعون الذهب من السودان ويحتفظون به فى
مصر، وكانوا يستعملونه فى توابيت الموتى من الملوك ، بل كانوا يسمون بيوت
التحنيط، بيوت الذهب.. وظل بريق الذهب يجذب الإلتفات ومنذ القدم.. وفى أيام
إبن طولون فى القرن التاسع، أعد حملة حربية إلى بلاد النوبة وأرض البجه..
بقيادة عبد الرحمن العمرى وهو رائد أول من رواد الثقافة الإسلامية، وكان
أستاذا فى الحديث، ولقد ترك هذا كله سعيا وراء الذهب.. ووجه أنظار العرب
إلى النوبة وطن الذهب.. وكان هدف حملته هو الكشف عن مناطق جديدة للذهب
وبالتحديد فى الشلة قرب " شنقير" ، وحتى عندما وصل بجيشه إلى "إدفو " رجع
ثانية إلى المناجم.. حتى مات مقتولاً بيد عربى من قبيلة مصر.. لقد أهدى
القلم الذهبى لمواطن من وطن الذهب، هو محجوب محمد عثمان.. لك كل التهنئة
ولكل صحفى أمين .. ولكل إعلامى مؤمن برسالته.. ولكل أهل وطن الذهب..
6. النوبة في تراث الشايقية عرش السودان : فى سلسلة مقالات
دعوة محبة على صفحات جريدة الأيام الغراء .. كتبت موضوعاً بعنوان " أمهات
وملكات على عرش السودان " وفى يوم السبت 18 يونيو 2005 وفى الصفحة السادسة
من جريدة الأيام جاء تعقيب من الأستاذ محمد عوض الله حمزه.. وقد أُعجبت جدا
بهذا التعقيب ، وهو من شخص له قامة علمية متميزة.. وحماس وطنى دافق أعجبنى
أولا أنه قرأ.. وفهم .. ثم عقب كاتبا .. وهذا رفع لمعنوياتى ، سُعدت جدا
به.. كثيرون يلتفون بى ويعبرون عن إعجابهم بما أكتب.. ولكن قليلون هم الذين
يسجلون إعجابهم بالقلم أو بالسطور المكتوبة.. وأعجبنى ثانية لأنه أضاف إلى
معلوماتى المتواضعة الكثير مما حواه علميا.. ودخل من الباب الذى يقول :
إنى تركته مواربا.. وأورد ما جعلنى أزداد إعجابا .. فهو يرى أن فنون النوبة
إنتقلت إلى تراث الشايقية والى غناء أمدرمان.. كما يرى أن جلوس الأم على
يمين إبنها الملك صار تقليدا جرت عليه العادة.. وأريد أن أقول له : إن ملكة
سبأ والتى ملكت اليمن ، هى ملكة سودانية أبا عن جد.. إنهابحسب الإصحاح
العاشر من سفر التكوين حفيدة سبأ إبن كوش إبن حام .. وكانت سودانية تحكم
اليمن وهى التى ذهبت الى سُليمان وكانت تُلقب بملكة الجنوب .. وهى بلقيس
المذكورة فى الأدب النوبى أو الحبشى أو الأثيوبى أو الكوشى. وكلها مترادفات
لكلمة واحدة تعنى السودان .. بوابة أفريقيا..النوبة والشايقيـة : ويرى
محمد حمزة أن آ ثار" الملكة بلقيس" في سبأ وفي مروى ونورى والشايقية على
ضفتى النيل عن يمين وشمال ، حيث كان لسبا بلقيس جنتان وحيث لا يزال فكر
الأمومة ومجتمعها سائدا لدى الشايقية وموثقا فى تراثهم وإرثهم الثقافى
الشامل الذى تعاقبت عليه المراحل النوبية قبل بلقيس وبعدها.. وأن الشاعر
ألأستاذ محمد الحسن سالم حميد ، إستلهم من ذلك ومن خلال ظاهرة تراكم الوعى
التاريخى بطولة بلقيس وفكرها ويستند الى أحلامها وينطق بهذه الأحلام على
لسان بطلته الأنثى " الأم نورا" ويقول: نورا تحلم بى عوالم.. زى رؤى
الأطفال حوالم.. لا درادر لا عساكر.. لا مظاليم لا مظالم.. وهنا يرى أن
نورا الشايقيه تبحث عن مجدها وسعدها ووطنها الضائع.. ويرى الأستاذ حمزه أن
تاريخنا عن هذه المرحلة دخل دائرة العزلة والتهميش..وأنا معه ، ولكن لماذا
نترك أمورنا وتاريخنا وحضاراتنا للتهميش ؟.. علينا أن نرفع صوتنا عاليا..
ونتكلم ونملأ الدنيا حديثا عن حضارتنا الكبيره وصفحاتنا المجيده.. ونطالب
معا بإعادة النظر فى دروس التاريخ.. تاريخ السودان.. ونوجه الأنظار الى
كتاب التاريخ للرابعة وسطى.. والذى صدر عن بخت الرضا والذى زين الغلاف
بصورة لأسقف نوبى يمسك عصا الرعاية والصليب فى يده.. لقد إختفت هذه
المرحلة التاريخية من مناهج التاريخ الجديدة .. وهذا أمر لن يسكت عليه كل
محب لوطنه.. وكل عاشق لتاريخ وطننا العظيم.. ويستمر التعقيب ويوجه
الأنظار إلى أمدرمان التى طالتها سياسة التهميش والإقصاء.. ويذكر شاعرها
النابض الحى عبد المنعم عبد الحى، الذى ترفع أمدرمان بكلماته الشعرية راية
التحدى فى أنين وشكوى حتى تخرج أمدرمان ثانية للملأ بثياب العُرس ، بعد ما
طال العبس بها.. والعبس فى وجهها.. فأمدرمان هى أيضا أرض ملوك النوبة
وملكاتها على طراز بلقيس.. وأمانى شيختو ، تلك الملكه التى هزمت جيوش القصر
الرومانى والتى رسمها الفنان النوبى نقشاً وهى تمسك بيدها عصا وبالأخرى
تجمع جماعة من الأسرى.. وقد سجلت الريشة الفنية نصر الملكة على المقبرة..
وهى توثق لما يأتى:-1* ظاهرة الأم الملكة النوبية المسيطرة على مقاليد
الأمور فى مملكتها.. سلما وحربا.. وأسجل هنا كيف كان ماضينا مجيدا.. فنحن
أول من أعطى للمرأة مكانتها.. وبينما كانت المرأة سقط المتاع لا تسجل حتى
فى الإحصائيات.. وينتظرون قدومها لكى تدفن حية.. حتى لا تجر العار على
المجتمع.. كان السودان يجعل من المرأة " ملكة "، قائدة، يسلمها إدارة شئون
البلاد السياسية..2* عنصر الفن التشكيلى رسما وكتابة ، كواحد من فنون
النوبة المستقلة او المتميزة..3* أدوات الغناء والعزف المروى النوبى التي
عثر عليها لاحقا ضمن مقتنيات نفس الملكة أو حفيدتها..4* العلاقة بين توثيق
التاريخ وصناعته..دعوة للتفاؤل : وبقدر ما أسعدنى هذا التعقيب الموثق
تاريخا وشعرا ونثرا وأغانى حقيبة ودعوات صالحات .. فإننى متفائل جدا وأقف
فى أول صفوف المتفائلين بأن وطننا العظيم سوف يخرج من المأزق.. مأزق شتات
الإحتراب.. ونبدأ بعد هذا في مرحلة عودة الوعى، ويعود إلينا الوعى بتاريخنا
المجيد وحاضرنا السعيد.. ومستقبلنا الواعي.. وسوف نستنهض الهمم ، لنبنى
وطنا عظيما واحداً.. رغم التعددية التي فيه.. وسوف يكون لتعددية
الأديان والثقافات والأعراق .. أثراً فى عزف سيمفونية قوية حماسية .. لا
يتسرب إليها اليأس ولا الملل.. سيمفونية سودان كوش .. والنوبة مخزن الخير
العميم لكل بلدان العالم.. وشكرا لهذا التعقيب.. وشكرا لجريدة الأيام ..
وعلى صفحاتها نلتقى فى دعوة محبة... 7. إكتشافات بعثات
آثار النوبة حُمىً البحث : عندما أطلقت حكومة السودان نداءاً عالميا ..
طالبة المساعدة الدولية فى إنقاذ آثار النوبة التى سوف تطمرها المياه بعد
السد العالى.. بدأت فى العالم فترة سُميت " حمى البحث عن الآثار".. وفى عام
1960 كانت هناك ست بعثات قد بدأت أعمال التنقيب فى المنطقة .. وإرتفع
العدد الى إثنين وعشرين بعثة من سبعة عشر قطراً.. وقد تمكنت هذه البعثات من
إكتشاف الجديد وهذه بعض الإكتشافات :-1* فى مدافن بوهين تم العثور على
مدافن بالغة الأهمية ، يرجع تاريخها الى فتــرة المجموعة " أ " وكانت
حالة هذه المدافن بحالة جيدة ووجدت الأثار المدفونة مــع الأموات سليمة..2*
في جزيرة" كسانارتى" وهي أول منطقة كانت سوف تواجه الطوفان على مسافة 25
كيلو متر من وادى حلفا، كشف عن آثار، تعود الى العهد المروى.. والعهد
المسيحى ..3* في جزيرة " مينا رتى " وهي تبعد عشر كيلو مترات جنوب حلفا..
ومن أكثر المستوطنات المسيحية أهمية فى منطقة النوبة .. وجدت مجموعة من
الأثار ترجع الى الفترة المروية والمسيحية وفترة دخول الإسلام الى النوبة..
وقد عثر فيها على 1241 قطعة آثرية هي من أجمل ما تم العثور عليه من خزفيات
حتى الأن في منطقة النوبـة وتوجت حفريات هذه المنطقة بإكتشاف كنيسة عتيقة
ذات لوحات ورسومات بالجبص ونقوش نوبية تعبر عن تطلعات الفنان النوبي وسعة
الأفق التي تظهر في فنه المميز.4* كشفت البعثة البولندية في منطقة " فرص "
عن كنيسة عظيمة ، بُنيت بناءً ضخماً وُجدت تحت رمال فرص .. وعُرضت اللوحات
والرسومات في نيويورك ، وكانت كنيسة فرص معرضا للوحات البديعة.. وقد وُجدت
رسومات كثيرة فوق بعضها وإنتزعت من الحوائط بطريقة علمية دقيقة. ولم تتلف
لوحة واحدة.. وكان عدد اللوحات ستة وثمانون لوحة.. عُرضت فيما بعد بمتحف "
وارسو".. وألقت الضوء على حقبة الحضارة المسيحية في منطقة النوبة.. وعثر
على عظام بيضاء لجثة مطران نوبى..فى مدخل الكنيسة الشرقي.. ويوجد فى
الكنيسة القبطية أم الكنيسة النوبية ، طقس بدفن المطارنه فى كنيسة
الكتدرائية أو في كنيسة أخرى.. والأن يدفن فى أمدرمان " مطران أمدرمان ،
وفي كنيسة مارمينا وهو المطران الأنبـا إسطفانوس.. ويدفن مطران الخرطوم
الأنبا دانيال في كتدرائية العذراء بشارع النيل.5* وفي عام 1960 قامت
البعثة الفرنسية الأرجنتينية المشتركه .. بأعمال تنقيب لها أهميتها فى
منطقة " عكشه" على بعد أحد عشر ميلا من مدينة وادي حلفا.. وقامت بالعديد
من الحفريات فى المدافن الفرعونية وفي أحدى المدافن التى ترجع الى ثلاث
آلاف سنه قبل الميلاد.. وجدت الأجساد محتفظة بحالتها ولم يصبها أى
تحلـل..ومعالم الأجساد واضحة.. والأعضاء جافة لا يبدو عليها أى علامات
للتحلل والتلف..المقل لم تنفزح.. والبطون لم تنتفخ ولم تنفجر.. وعثر أيضا
على جثة طفلة فى الثالثة من عمرها ، محفوظة فى تابوت خشبى .. إلتهم النمل
الأبيض الكثير من أجزائه.. ولكن جسد الطفلة ظل سليما وعليه لبسة من قماش ..
وحول عنقها قـلادة من الخرز.. وهذا ما يسمى عند علماء الآثار التحنيط
الطبيعى.. أي بقاء الجسد كأن محنط دون إستعمال أى مواد كيماوية ..
ومثل هذه الظاهرة موجودة الأن فى الكنيسة القبطية ، حيث أن جسد الأنبا
بيشوى كما هو منذ القرن الرابع الميلادى وهكذا أجساد لرجال دين آخرين مثل:
الأنبا يوساب الأبح. وسيدهم بيشاى رئيـس الشمامسة.. وبجانب ما وجد من أجساد
لم تتحلل.. عثر على العديد من التحف، من بينها حلى من المرمر والفخار
وقطعة نقدية إسلامية لم يعرف تاريخ سكها..6* ومن أفريقيا كان البلد الوحيد
الذى أتى هو وفد من جامعة غانا.. وقام بالتنقيب فى الضفة الغربية للنيل فى
منطقة " دبيرة غرب" وكشف وفد الآثار الغينى، عن مستوطنة مسيحية كبيرة
بكنائسها وأبنيتها.. وكشف عن المقابر عثر فيها على الكثير من الحُلى
الآثرية..7* قامت البعثة الإسبانية بالتنقيب فى ما بين أرقين وقرية "
عبكه " وتمكنت من كشف مكثف فى المقابر من العصر المروى .. وعثرت على العديد
من الفخار والحُلى .. وإنهمكت البعثة فى مستوطنة مسيحية قديمة بها بقايا
آثار لكنيستين وذلك فى جزيرة " كازاريكو" عند حدود الشلال الثانى وعلى بعد
عشرة اميال الى الجنوب من وادى حلفا.. ولكن وبكل أسف وجدت اللوحات
المرسومة على حوائط الكنيستين لوحات باهتة يصعب نقلها .. ولكن تم توثيقها
وتصويرها ، لتحفظ تراثا للأجيال..8* قامت بعثة جامعة " كلورادو" بإجراء
مسح آثرى لرقعة تمتد ستة كيلو مترات علـى شاطىء النهر العظيم.. وتضم جزيرة "
بروسه " وكان الكشف عن مناطق أثرية ومستوطنات ترجع الى حضارة المجموعة (
س) والحضارة المروية والحضـارة المسيحية وعظام حيوانية وآدمية متحجرة ،
وأدوات صخرية فوق بعضها.. وكانت أغلب هذه الإكتشافات هى كشف عن العصر
المسيحى فى النوبة ، بل فى أفريقيـاوالذى ظل لمدة ألف عام هو كل شىء فى
التاريخ.. الحاكم مسيحى.. والمحكـوم مسيحيا .. والكنائس مفتوحة والصور
والأيقونات تملأ المنازل وبيوت العبادة...
8. بعثات للتنقيب فى آثار النوبة
إهتمام عالمـى : تجاوبت بلدان العالم مع نداء السودان لإنقاذ آثار النوبة..
وكان هذا الإهتمام العالمى سببا فى الكشف عن تاريخ السودان القديم.. وأغلب
الكشوفات كانت عن العصر المسيحى في السودان والذي غطى الف عام من
تاريخنا.. وكشفت الآثار عن الجانب الروحى لأبناء السودان الذين أحبوا
بفطرتهم العبادة وإختاروا التدين وتعمقوا في عالم الروح وسعوا نحو الأبدية
سعيا حثيثاً.. وكانت مقابرهم وما فيها من آثار هي ، الدليل علــى الإستعداد
لحياة أخرى بعد الموت.. وقد أكتشفت أجساد موتى لم تتحلل ، بإعتبارها
هذا نموذج للأبدية القادمة والتي سوف يحيا فيها الإنسان بالجسد والروح ،
عندما يتم البعث وتدخل الروح إلى الجسد تبدأ الحياة الأبدية.. وقد إتسمت
عبادة أهل النوبة ، بالنسك والتقشف.. حتى أن بعض الملوك إعتزلوا عن العالم
وتركوا عرش الملك وعاشوا لله يبحثون عن خلاص أنفسهم.. كما كشفت آثـار
التنقيب عن وطن يزود عنه المواطن بكل قوته فى إستراجية دفاع عن الوطن فى
حصون وقلاع.. وشباب هم رُماة الحدق ، يحملون المقلاع ، لكي يدافعوا به عن
الوطن ضد أي عدو يهجم عليهم من أى ناحية.. كما كشفت الآثار عن لوحات من
الفخار.. وأوانى متحضرة من الفخار الذي يعد صحيا من كل النواحي .. وكشفت
أيضا عن أيقونات جميلة، رسمها الفنان النوبى فى الكنائس ونقشها كلاما وصورا
على الحوائط.. ونذكر هنا ما لم نذكره عن بعثات التنقيب في أثار
النوبة:.-1* قامت البعثة البريطانية بأعمال الحفر في مدينة بوهين الآثرية
وفيها تم الكشف عن كل بقايا الحصون الحصينة التى أقامها أهل النوبة لحماية
بلادهم وبعد رفع كثبان الرمال تم كشف الحصون وكل ما فيها من أنظمة دفاع..
ويعد هذا الكشف رسم لإستراتيجية الدفاع عند كوش ، ليس فى الحصون فقط ، إنما
فى الفتحات الدائرية التى يستخدمها رماة السهام.. وقد قدرت كميات الطوب
التى إستخدمت فى هذا المبنى العسكرى بنحو خمسة عشر مليون طوبه من القطع
الكبيرة.. وفي نفس الموقع تم كشف تاريخى على عظام بيضاء لهيكل عظمى لحصان
مطمور فى زاوية من زوايا إحدى الأجزاء الدفاعية بين الرماد تحت طبقة من
الرمل على عمق متر ونصف.. ولم يكن هناك شك لدى بروفسير أميري أن الحصان نفق
عندما نهب الكوشيون المدينة فى عهد المملكة الوسطى.. وقد أثبت البروفسير
نظريته التى تقول : إن أفريقيا عرفت الحصان قبل قرنين من غزو الهكسوس
لمصر.. وهذا يعنى أيضا أن الرأى الذى يقول: إن الهكسوس هم الذين جلبوا
الحصان إلى أفريقيا ، رأى غير صحيح.. يرى روفسور نجم الدين شريف ، عالم
الآثار السودانى أن عظام هذا الحصان وجدت تحت رسوبيات مرئية ، طبقة على
طبقة.. وتحت طبقة من الرماد والفحم.. وهذا يؤكد أنها بقايا حرق القلعة
عندما أُقتحمت عام 1675 ق. م .. وتشير إختبارات الكربون المشع التى أجريت
لهذه المواد فى معامل المتحف البريطانى، الى صحة التاريخ الذي نستخلصه لهذا
الحصان من الشواهد الآثرية.. وقد كان الحصان في ممالك كوش كثير
الإستعمال مع الناقات والجمال.. ويذكر لنا التاريخ أن الملك " قريانوص"
عندما غزا مصر لكى يخرج بابا الإسكندرية من السجن ، جاء إلى مصر عن
طريق أسوان فى حملة قوامه مائة ألف فرس.. ومائة ألف فـارس.. ومائة ألف ناقة
.. ونزل فى مكان سماه العرب " بركة الحبش" .. ويصف الشماس كاتب سيرة
البابا الإسكندرى : أن هذه الأحصنة كانت لها شكل مميز.. ولم تكن مرتفعة ،
إنما قريبة فى إرتفاعها من الحمير.. وزادت قيمة أبحاث وتنقيب البعثة
البريطانية ، إكتشاف جمجمتين لفرس النهر وبقايا مصنوعات من الحديد الصُلب
والنحاس، ومئات من القوالب التى كان يصب فيها الحديد المذاب وأكداس من خام
الحديد .. يرجح أنها أُستجلبت من جبال بالقرب من قرية "يعكاشه ".. عرفت
بأن صخورها غنية بمكونات الحديد .. وتم العثور على جرتا خمر لهما سدادتان
من طين ، تشيران إلى تاريخ ومكان صنع الخمر.. كما تم إكتشاف نفق تحت الحائط
الشرقى ، يبدأ من داخل المدينة وينتهى عند النهر ، ويُستخدم لنقل إمدادات
المياه للمدينة عند حصارها.. وتم الكشف أيضا عن مبنى رئاسة قوات الشرطه
والذي يتميز بدرج يقود إلى إستحكامات الحصن.. كما كانت مدينة بوهين مزودة
بنظام ملائم لتصريف المياه.. يصب في النهر.. هذا عدا معبد بوهين الفخم..
وهنا نرى كيف كانت حضارة النوبة، تنظيماً وتخطيطاً.. وبوليساً للحماية..
وحصون، وأنفاق.. وتصريفات للمياه..2* البعثة اليوغسلافية.. والتي جاءت
موفدة من حكومة يوغسلافيا والتي زار رئيسهـا المارشال " تيتو " موقع وادى
حلفا أثناء حملة الإنقاذ.. وقد تمكنت هذه البعثة من نقل رسومات جدران كنيسة
عتيقة فى قرية " عبد القادر".. وهذه الرسومات هى حتى الأن فى المتحف
القومى بعد كشفها عن الجدران ونقلها إليه.. ولم تزل هناك إكتشافات قامت
بها بعثات أتت إلينا من بلاد العالم لتساعدنا فى إنقاذ آثار حضارة سحيقة
وعتيقة .. هي حضارة كوش في بلاد النوبة المتأخمة لمصر والتى إمتدت جنوبا
حتى الصومال ، حكما ، وإدارة ، ونظاما دقيقاً.. وحضارة إستقرار بجوار مجرى
النيل..
10.
النوبة رواق أفريقيا
مرجع تاريخى: يعد كتاب النوبة رواق أفريقيا مرجعا تاريخيا هاما فى تاريخ
السودان، والكتاب من تأليف البروفسور" وليم آدمز " ، وصدرت الطبعة الأولى
من الكتاب عام 1972 م.. وبعد هذا صدرت الطبعة الثانية عام 1984م.. وقام
بترجمتها بروفسيور محجوب التجانى محمود ، ليخرج الى النور في عامنا هذا
2005.. والكتاب يعد أهم وأشمل كتاب فى تاريخ النوبة والسودان، منذ نشأة
الحضارة الإنسانية حتى بداية العهد الوطنى.. والكتاب يقرب من الألف صفحة،
ويحمل بين دفتيه عددا كبيرا من الخرائط والرسومات البيانية والتوضيحية..
ويحتوى على صور عديدة لمواقع الآثار والحفريات في السودان منـذ بدايتها
الأولى، إنتهاء بحملة اليونسكو العالمية لأنقاذ آثار النوبة ، والتى إستمرت
عشر سنوات متواصلة من عام 1959-1969.. وكان البروفسور آدمز مؤلف الكتاب
رئيسا لها.. وقد إحتل هذا الكتاب، مكانة علمية مرموقة.. ومكانة أكاديمية
جعلت المراكز الأكاديمية تتخاطف هذا الكتاب القيم.. وبصدور الكتاب إحتل
بروفسور آدمز، مكانته العلمية المرموقة كأحد علماء علم الإنسان، والآثار،
وصار أكثرهم شهرة لعلمه الغزير، وعطائه الثـر.. ونال هذا الكتاب جائزة
أحسن كتاب صُدر فى أفريقيا للعام 1978.. وهو كتاب له منهجه الأكاديمى
ورؤياه الحضارية، حتى أن المؤلف قال عنه: إنه إنجاز عمره ومولوده الذى لا
يحب سواه بمقداره..تصدير المترجــم : ويرى المترجم محجوب في تصديره أن هذا
الكتاب يعد تاريخا للسودان أوسع منه تاريخا للنوبة.. فالنوبة بحق هي مدخل
البلاد وصدرها الوحيد المتفتح على العالم المعروف إلى عهد كان ولا يزال
قريباَ.. والرواق المؤدى بأفريقيا إلى مرافىء البحر المتوسط بحيرة الحضارات
المأثورة.. وفى إعتقادى أن النوبة ليست بوابة لأفريقيا ، إنما هي أفريقيا
ذاتها.. وهذا موضوع أناقشه فيما بعد.. ويستمر المترجم ليقول : إن المؤلف في
هذا المجلد الجامع أراد أن يحكى القصة القديمة للنوبة فى طريقة جديدة..
حكاية متواصلة للتطور الثقافى لشعب بمفرده.. ولأن النوبه أضحت مولجا لتاريخ
حضارى عريق أستن المؤلف منهجا فارق به علماء الآثار والتاريخ القديم
لمنطقة النوبة، إنه يقدم " رؤية متمركزة حول النوبة " إنه يريد أن يوفى أهل
النوبة حقهم.. فمن بعد كرمه " حضارة العصر الفضى " الى العصر الذهبي
للحضارة الأسرية في النوبة ، يستقرىء المؤلف أحداث التاريخ ليؤكد أن أجداد
الأمة السودانية وعلى ما كان بينهم وبين المصريين القدماء من تواؤم سكانى
وحضارى يصعب فصمه.. كانت لهم حضارتهم الخاصة بهم قطعا.. كان لهم إستقرارهم
الفكري والحضارى.. وكانت حضارتهم ذات قيمة ثقافية.. واهمية سياسية ، ويستدل
آدمز على رأيه من خلال ما جمع من مادة آثرية نصاَ وصرحا، ويرصد المعالم
الساحرة لتطور الحياة فى النوبة القديمة، والقوانين الإجتماعية التي خضع
لها تطورها لا سيما علاقة التحضر والتوسع الإقتصادى ، والنهوض البور جوازى
للطبقة الوسطى ثم البروز الساطع فى قصة الحضارة السودانية العريقة ، لتصاعد
حرية المعتقد والعبادة منذ آلآف السنين ، جنبا الى جنب ، مع نهوض الحرية
الإقتصادية.. وتداعى الهيمنة الإدارية والسياسية للصفوة الحاكمة
وكهنوتها الديني.. وبالتالى عمق التميز بين الدين والدولة في الحضارة
السودانية ، منذ أقدم العصور ، وإرتباطه الوثيق بالتقدم الحضارى والثقافى
للسودانيين..دائرية الثقافـة: ويرى المترجم أن مؤلف الرواق يقدم منهجا
تحليليا ، فكريا مبنى على أسس من دائرية الثقافة .. وإيمان يقوم على البيئة
والموضوعية ، فيرى من خلال ذلك تفرد الشعوب وعالمية الحضارات ، ويتحدث عن
النعمة المستحدثه التى تمرغت فى ديباجها ، حضارات قديمة وأخرى حديثة..
ويرى وليم آدمز أن مسلك المصريين من العنجهية المبالغة يعود إلى حد ما ،
إلى النعمة المستحدثه.. ويذكر آدمز أن نمو وإرتقاء مصر كانت وراءه مساندة
السودان .. ويقول بحسم إن الحروب الأوُربية لفليب الثانى كانت ممولة بفضة
المكسيك .. كما كانت قوة مصر فى آسيا ممولة بالذهب النوبى.. يشد فى عقدها
العنصر النوبى، حيث كانت مصر لا تتمتع بالذهب فقط ، إنما أيضا بالجنود
الأشاوس الأقوياء من أبناء النوبة.... لقد وقف المؤلف ضد الإستعلاء على
تاريخ السودان ، ويفند بعض العلماء أمثال " برج" الذى قال : إن آثار
السودان لم تكن فى الحقيقة سوى عمل يقوم به الأجانب ، ويرد عليه آدمز بقوله
: من السخرية إن العام الذى شهد وجهه ، نظرة برج المتشائمة ، شهد كذلك
إستهلال البحث الآثارى فى النوبة ، الذي أثبتت أن نظرية " برج " إنما هي
خطأ فادح.. فالحضارة الكوشية إستمرت ما يزيد على الألف عام.. وتعتبر بحساب
الزمن أطول فترة من أي حضارة أخرى.. لقد رفض إستعلاء علماء الأثار
الفرعونية، على حضارة النوبة القديمة، ولكنه لم يرفضه بقبوله إستعلاء أخر ،
هو العنصر الإفريقى وتفوقه .. وهو يرى تساوى الحضارات معا.. وحرية
الإختيار دون أي إكراه .. فلقد إهتم بأن يؤكد هوية النوبة الثقافية
وملامحها وحضارتها ورخائها .. وسودان اليوم يستمد تراثه وشواهق مآثره من
آثار النوبة وتاريخها، لأن صناع الحضارة من النوبة كانوا رجالا أقوياء،
عاشوا حضارة أصيلة وأمهات مباركات نوبيات ، يتمتعن بالجمال خلقة .. والجميل
أخلاقا .. ولم يذكر التاريخ سوى تعاطفهن حنانا ومساندة للرجل.. ملكا أو
فردا من أهل النوبة... 13. التجانى مترجم الرواق محجوب التجانى:
لم التقى بعد بالمفكر السودانى الراقى محجوب التجانى محمود ، غير أننى معجب
جدا بترجمته لكتاب" النوبة رواق أفريقيا ".. للكاتب الأمريكى " وليم آدمز
".. لقد وضع الكاتب الأمريكى كل إمكانياته الأدبية والتراثية والفكرية فى
مؤلفه الضخم ، الفخم.. وكان لابد أن تكون للمترجم نفس هذه القامة العظيمة
التى للمؤلف الذى كان يتمنى أن يجد أهل السودان من يترجم لهم كتابه ، عن
حضارة النوبة ، ولقد قال : لقد ظل حلمي الدائم أن يتاح للسودانيين يوما هذا
الكتاب ، يقرأونه بلغتهم ما من ذلك بد .. وجاءت كلماته هذه فى رسالة خاصة
الى المترجم، تاريخها 23 يونيو 1991 م.. ويرى المؤلف إن كتابه عن
النوبة ، هو إنجاز عمره ومولوده ، الذي لا يحب سواه بمقداره.. والكتاب
بالإنجليزية ، طبع مرتان ، الأولى عام 1972.. والثانية عام 1984 ..وهي
فريدة قد جمعت ما إستجد من معلومات من واقع الحفريات النوبية التى قام فى
النوبـة المؤلف بتغطية جزء منها بنفسه في "كلوبنارتى" Kulubnarti..
السودانية.. ثم في قصر "إبريم" في النوبة المصرية ، كما ضمت الطبعة الثانية
التي أخذ عنها المترجم المعلومات التاريخية الصادرة عن حفريات مماثلة في
مصر والسودان.. ولقد حقق محجوب حلم وليم آدمز أن يكون الكتاب مقروءاَ
باللغة العربية وتحققت بهذا أحلام أبناء وطن بأكمله ، وطن يحب القراءة
ومريض بها.. فالقراءة مرضته ورضاه منذ بدأت القرأة .. ويذكر التاريخ أن أول
مواطن سوداني آمن بالمسيحية ، كان وزيرا وكان جالسا فى عربته يقرأ وأرسل
اليه روح الرب فيلبس المبشر الذى عندما عاينه يقرأ ، سأله : هل تفهم ما
تقرأ ؟.. وكان هذا هو المدخل.. القراءة كانت مدخل التعارف وسوف يكون كتاب
النوبه رواق أفريقيا ، باللغة العربية هو الكتاب المقروء لعام الخرطوم
عاصمة ثقافية .. فلقد أطلا علينا كلاهما فى عام 2005 كما يردد نشيد الخرطوم
عاصمة الثقافة العربية والإفريقية.. وترجمة التجانى ، هي قطعة أدبية راقية
، كلمات رفيعة المستوى ، إنتقاها المترجم وتصاعد إلى أسلوب الكاتب الذي
يعتبر كتابه أعظم ما كتب .. والمترجم له هو أعظم ما ترجم ، هو أكبر وأعمق
تراجمه المنشوره..الـرواق : لقد إختار المترجم عنوانا للكتاب " النوبة رواق
أفريقيا " وعندما كنت أسأل عن المترجم الضيوف من أخوانى حضروا الى منزلى
لمشاركتى بهجة العيد المجيد ، قال العالم الأستاذ حسن طنون : أنه يعرف
محجوب وأنه كان يفضل أن يكون العنوان " النوبة بوابة أفريقيا ".. تحتمل
أكثر من معنى ، ولكن المترجم مشكوراَ فيما قدم، وفيما كتب " لأن كلمة
Corridor . تحمل أكثر من معنى.. فلقد قضى عدة أعوام مابين أمريكا والمملكة
العربية السعودية ، يترجم الكتاب العظيم الذى يشتمل على ثمانمائة صفحة
باللغة الإنجليزية .. وسأله ضابط مطار جده عن الصور التى يزدان بها غلاف
الرواق الخارجى.. وكان يود إستطلاع معانيها وما ترمز إليه زخارف البيت
النوبى ، وتعرض لهذا السؤال من كثيرين ، وهذا رمز الى الثروة الثقافية التى
يحملها الكتاب.. وفي مقدمة المترجم ، شكر لأساتذة وعلماء ، وهذا أمر
عادي ، ولكن هناك شكر خاص لعائلات سودانية في المملكة العربية السعودية ،
كانوا يؤازرونه بدعواتهم وإهتمامهم وكرم ضيافتهم .. وهذا أمر ليس بغريب على
أهل السودان ، فأذكر أننى كنت فى زيارة لمواطن من غرب السودان في سيدنى
بأستراليا وكانت أول مرة أتعرف عليه ، وصممت زوجته السودانية الأصيلة أن
نتناول معا وجبة الغداء ولم يكن موعد أكل ، ولكنها أصرت، وعندما إعتذرت
بأنى صائم وأن الصوم في المسيحية ليس إنقطاعا عن الطعام فقط ولكنه صوم في
الإفطار حيث يحدد نوع معين من المأكولات الخالية من الدسم الحيوانى..
وأجابت إنها تعرف هذا ، وأعدت مائدة محبة لا أنساها.. ومرة أخرى عندما كنت
فى الكويت إستضافنى على مأدبة في بيته البروفسور المهندس عبدالله خير ،
تكريما لصديقه القبطى رمسيس ، وأعدت زوجته مأدبة في صوم العذراء صيامى ،
على مستوى ما تعده المرأة القبطية فى بيتها.. إن المترجم سودانى أصيل..
أستاذ لعلم الإجتماع في أمريكا.. وتم إخت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جاسمين
مـــدير المنتدى السياحى
مـــدير المنتدى السياحى
جاسمين


عدد المساهمات : 1029
رصيد نقاط : 7903
رصيد حسابك فى بنك نور : 20
تاريخ التسجيل : 05/01/2010

مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Empty
مُساهمةموضوع: رد: مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة الغد المشرق   مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 08, 2010 10:37 pm

مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة   الغد المشرق Post14
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة الغد المشرق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجموعة 3 الغد المشرق
» المجموعة 5 الغد المشرق
» المجموعة الشمسية الغد المشرق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الاسلام الافضل :: 

@ المنتدى السيـــــاحى @ :: ***** منتدى اهــــــــل النــــــــــــوبة*****

-
انتقل الى: