الامل مـــدير المنتدى الفنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
عدد المساهمات : 19301 رصيد نقاط : 51938 رصيد حسابك فى بنك نور : 577 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 البلد : مصر
بطاقة الشخصية عـــائلــة نــــــــــور: 50
| موضوع: الانتماء التاريخى النوبى والشخصيه الحضاريه النوبيه الغد المشرق السبت يونيو 26, 2010 8:22 pm | |
| size=9]تمهيد: تحاول الدراسه تحديد طبيعه علاقه الانتماء النوبيه، وعلاقتها بعلاقات الانتماء الاخرى للشخصيه النوبيه، وبالتالى تحديد طبيعه الاخيره كشخصيه حضاريه خاصه تحدها ولا تلغيها شخصيات حضاريه عامه (وطنيه،قوميه،دينيه...)، تعبر عن القبائل ذات الاصول النوبيه ، والتى يمكن اعتبارها اكثر تمثيلا من غيرها لعلاقه الانتماء النوبيه دون ان تنفرد بتمثيلها.
ويمكن اجمال المذاهب التى حاولت تحديد طبيعه علاقه الانتماء النوبيه، وبالتالى تحديد الشخصيه الحضاريه النوبيه فى ثلاثه مذاهب سنتناولها هنا بشىء من التفصيل.
أولا: مذهب الالغاء( الوحده المطلقه) :
وهو المذهب الذى ينتهى الى الغاء علاقه الانتماء الحضاريه التاريخيه النوبيه وبالتالى الغاء الشخصيه النوبيه كشخصيه حضاريه خاصه ، وهو يستند فى ذلك الى فكره مضمونها-على المستوى الاجتماعى- أن الوجود العام يلغى الوجود الخاص، وبالتالي فان تقريره لوجود عام معين(وطنى، قومى، دينى، قارى...) يترتب عليه الغاء الوجود الخاص النوبى. كما ان مضمونها - على المستوى الفردى- أن تقريرعلاقة انتماء معينة خلاف علاقه الانتماء النوبيه يقتضى إلغاء علاقات الانتماء الأخرى بما فيها علاقه الانتماء الاخيره(الوحده المطلقه). ويتضمن هذا المذهب العديد من المذاهب التى سنتناولها هتا بالتفصيل.
ا/ مذهب مناهضه الانتماء النوبى بالانتماء الوطنى:
فهناك مذهب مناهضه الانتماء النوبى بالانتماء الوطنى،وهو يستند فى ذالك الى فكره مضمونها على المستوى الاجتماعى ان الوجود العام الوطنى يلغى الوجود الخاص القبلى والشعوبى ومنه الوجود الشعوبى النوبى ، كما ان مضمونها على المستوى الفردى ان تقرير علاقه الانتماء الوطنى السودانى للقبائل النوبيه الموجوده فى السودان او المصرى للقبائل النوبيه الموجوده فى مصر يترتب عليه الغاء علاقه الانتماء الشعوبى النوبى ، فهو يتجاهل حقيقة أن الوجود الاول هو اضافه إلى وليس انتقاص من الوجود الاخير ، وهذا المذهب يعتبر شكل من اشكال الشعوبيه على المستوى الوطنى.
ب/ مذهب مناهضه الانتماء النوبي بالانتماءالعربى:
وهناك مذهب مناهضه الانتماء النوبى بالانتماء العربى الذى يستند الى فكره مضمونها على المستوى الاجتماعى ان الوجود العام القومى يلغى الوجود الخاص الشعوبى النوبى. كما ان مضمونها على المستوى الفردى أن تقرير علاقة الانتماء القومى يقتضى إلغاء علاقه الانتماء الحضاري التاريخي الشعوبي النوبي، ومن ممثلى هذا المذهب مذهب العصبية القبلية العربية الذى يجعل العلاقه بين الانتماء النوبى والانتماء العربى علاقه تناقض والغاء استنادا الى ان النوبيين ليسوا سلاله عرقية لعرب الجاهلية، ووجه الخطأ في هذا المذهب يكمن في انه يفهم العروبة على أساس عرقي لا لغوي حضاري ، ومرجع ذلك انه يخلط بين العرب في الطور القبلي( ما يقابل الأعراب في القرآن)، وهي دلالة لا تزال تستخدم حتى الآن للدلالة على من لا يزال في طور البداوة، ولم ينتقل إلي التمدن ، والعروبة كطور تكوين اجتماعي قومى متقدم عن أطوار التكوين الاجتماعي القبلي والشعوبي يتضمنهم فيكملهم ويغنيهم ولكن لا يلغيهم. حيث ان مناط الانتماء فى الطور الاول النسب، بينما مناط الانتماء فى الطور الثانى اللسان.كما انه بخلط بين معيار الانتماء الاسرى والعشائرى و القبلي (العنصر) ومعيارالانتماء القومى(اللسان)، فهو يتجاهل التطور خلال الزمان. كما أن هذا المذهب يقوم يستند إلى مفهوم النقاء العرقي وهو مفهوم غير حقيقي إذ لا يوجد جنس لم يختلط بغيره ، فهو ينكر حقيقة اختلاط اغلب الجماعات القبلية ذات الأصول العربية(السامية) بالجماعات القبلية والشعوبية ذات الأصول السامية –الحامية( كالنوبة والبجه) او الاصول الحاميه، يساعده فى ذلك نظام النسب الى الاب ذى الاصل الاسلامى ، يقول الشيخ على عبد الرحمن الأمين(...أثناء ذلك تم امتزاج الدم العربي بدماء البجه والنوبة والفور والحاميين النيلين والزنوج الإفريقيين وبعض العناصر الشركسية والتركية في أقصى الشمال وذلك بالمصاهرة والاختلاط حتى لا يستطيع الإنسان الآن أن يجزم بان هناك عربي يخلو دمه من قطرات من تلك الدماء غير العربية)(الشيخ على عبد الرحمن،الديمقراطية والاشتراكية في السودان،منشورات المكتبة العصرية، صيدا بيروت،1970 ص22) ويقول د.محجوب الباشا (تشير اغلب الدراسات إلى أن القبائل المسماة بالعربية في شمال السودان(كذا) هم في الحقيقة مجموعه من العرب الذين اختلطوا بالقبائل النوبية المحلية فتولد عن ذلك العنصر الموجود الآن في اغلب شمال السودان(د.محجوب الباشا ،التنوع العرقي في السودان، سلسله أوراق استراتيجيه الخرطوم، طبعه أولى،1998،ص17) .
كما ان هذا المذهب يجعل العلاقه بين الانتماء النوبى والانتماء العربى علاقه تناقض والغاء احتجاجا باللهجات النوبيه المتبقية من الأطوار القبلية والشعوبية؛ فى حين أن استعمال اللهجات ، أو حتى اللغات القديمة - لا يلغي الاشتراك في استعمال اللغة القومية في كل الأمم.
ج/مذهب مناهضه الانتماءالنوبي بالانتماء الاسلامى:
يجب التمييز(لا الفصل) بين الإسلام كدين ، اى كوضع الهي مطلق يخاطب الناس في كل زمان ومكان،ممثلا في أصوله الثابتة التي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة التي لا تحتمل التأويل والتي لا يجوز مخالفتها ، وبين المذاهب الاسلاميه بما هي اجتهادات تنسب إلى أصحابها ولو أسموها مذاهب اسلاميه، وصحتها أنها مذاهب في الفكر الاسلامى، ويتحملون مسئوليه ما فيها من قصور ولهم فضل ما فيها من توفيق،وهى مذاهب لا شامله في المكان ولا عامه في الزمان ، ممثله في اجتهادات المسلمين في تفسير فروع الدين الظنية الورود والدلالة التي تحتمل التأويل ، وبناءا على هذا التمييز نقرر خطاْ المذهب الذي يرى أن الإسلام يلغى الوجود الحضاري القبلي والشعوبي السابق عليه (ومنه الوجود الحضارى الشعوبى النوبى) ،وأن تقرير علاقة الانتماء الإسلاميه التي هي في الأصل علاقة انتماء ديني حضاري يقتضى إلغاء علاقات الانتماء التاريخية الحضاريه (ومنها علاقه الانتماء النوبيه)، فالاسلام كدين وحضاره وكانتماء يحدد فيكمل ويغنى ولكن لا يلغى الوجود الحضارى السابق عليه وعلاقات الانتماء الاخرى، وايه هذا انه اعتبر العرف مصدرا من مصادر الشريعه التبعيه.
د/ مذهبى اذابه الانتماء النوبي فى الانتماء الافريقى او الزنجى
وهناك مذهبى تذويب الاتنماء النوبى فى الانتمائين الافريقى او الزنجى، والغاء خصوصيته كانتماء حضارى تاريخى . ومرجع الخطاْ فى هذين المذهبين انهما اولا يخلطان بين الانتماء النوبى الذى هو فى الاصل علاقه انتماء حضاري تاريخي، و الانتماء الزنجي الذى هو في الأصل علاقة انتماء عرقي ، و الاتنماء الافريقي الذى هو في الأصل علاقة انتماء جغرافي قارى. كما انهما ثانيا يعطيان علاقات الانتماء الافريقيه و الزنجيه مدلول حضاري اجتماعي، فيعتبران ان افريقيا كقاره او الزنوج كجنس يشكلان وحده اجتماعيه حضاريه، وهو ما يخالف الواقع.
ثانيا: مذهب الاطلاق( التعدد المطلق):
وهو المذهب الذى يتطرف فى تاكيد علاقه الانتماء النوبيه الى درجه الغاء علاقات الانتماء الاخرى للشخصيه النوبيه ، وهو يستند الى فكره مضمونها - على المستوى الاجتماعى- محاوله تحويل الجزء الى كل قائم بذاته ومستقل عن غيره ، كما ان مضمونها - على المستوى الفردى- ان تعدد علاقات الانتماء المتعددة للشخصية المعينه دليل على تعدد الشخصيات الحضارية تعددا مطلقا (اى القول بوجود شخصيات حضاريه قائمه بذاتها ومستقله عن غيرها) ونفى وجود شخصيه حضارية واحده عامه تحدد ولا تلغى الشخصيات الحضاريه الخاصه (التعدد المطلق). او ان تقرير علاقه الانتماء النوييه يترتب عليه الغاء علاقات الانتماء الاخرى للشخصيه النوبيه(الوحده المطلقه). فهذا المذهب هو شكل من اشكال الشعوبيه على المستوى ما دون الوطنى،
فهذا المذهب يرى ان تقرير علاقه الانتماء النوبيه يقتضى مثلا إلغاء علاقة الانتماء الوطنيه السودانيه التي تحدها فتكملها وتغنيها ولكن لا تلغيها. فهذا المذهب يلزم منه أن الأثر الحضاري الشعوبي النوبي يقتصر على القبائل المسماة بالنوبية( الحلفاويون، السكوت، المحس، الدناقلة...) لينفى بذلك انه ساهم في تشكيل الشخصية السودانبه ككل . كما يرى أن العنصر النوبي يقتصر على القبائل ذات الاصول النوبية،في حين انه في واقع الأمر يمتد فيشمل بالمصاهره اغلب القبائل ذات الأصول العربيه في الشمال والوسط ، فكلاهما محصله اختلاط القبائل ذات الأصول العربية( السامية) مع القبائل ذات الأصول النوبية( السامية- الحامية) مع احتفاظ قبائل المركزالنوبى باللغة النوبية الشعوبية القديمة بلهجاتها المختلفة كوسيلة تخاطب داخليه واللغة العربية كوسيلة تخاطب مشتركه، بينما أصبحت اللغة العربية بالنسبة لقبائل الأطراف النوبية وسيله تخاطب داخليه ومشتركه.يقول الطيب محمد الطيب عن احد القبائل ذات الأصول النوبية -على سبيل المثال-(والمحس من الأسر النوبية السودانية العريقة وهم اصل من أصول النوبة الاقدمين ثم توافد عليهم العرب بعد الفتح الاسلامى وتم بينهم الاختلاط والتصاهر وهم صادقون إن قالوا نحن نوبة فهم يعيشون في ارض النوبة ويتحدثون لغتهم ويتقلدون كثير من أعرافهم الخ ،وان قالوا نحن عرب فهم صادقون فقد عمهم الإسلام منذ عهد بعيد وتخلقوا بأخلاقه ودخلتهم الدماء العربية) (المسيد،دار عزه، الخرطوم،2005، ص158). كما ان العنصر النوبى يمتد فيشمل بالهجره بعض القبائل ذات الاصول غير العربيه فى دارفور وكردفان (الميدوب وبعض قبائل جبال النوبه)
كما أن هذا المذهب يرى ان تقرير علاقه الانتماء النوبيه بقتضى الغاءعلاقات الانتماء القوميه والدينيه،لان هذا المذهب ينكر تحويل الإسلام للوجود الحضاري الشعوبي النوبي إلى جزء من الوجود الحضاري العربي الاسلامى يحده فيكمله ويغنيه ولكن لا يلغيه. وبدل على هذا:
• دخول النوبين فى الاسلام.
• اتخاذهم للغه العربيه كلغه مشتركه مع احتفاطهم باللغه النوبيه الشعوبيه القديمه بلهجاتها القبليه المتعدده كلغه خاصه.
• دور النوبة في نشر الإسلام والثقافة الاسلاميه حيث نلاحظ أن انتشار الإسلام في السودان قد اقترن بمرحلتين:المرحلة الأولي تتمثل في دور العرب الوافدين الذي سبق السلطنات الإسلامية، وكان الإسلام فيها اسميا، إذ أن جل القبائل التي دخلت السودان (في تلك الفترة) كانت تسود فيها عادات وطباع البداوةإذ كان معظم العرب الوافدين في هذه المرحلة ممن قل حظهم المعرفي بالدين وأصوله.المرحلة الثانية:مرحله العنصر الوطني من النوبة المستعربين الذين اهتدوا إلى الإسلام وهذه المرحلة هي مرحله أساسيه من مراحل نشر الثقافة الاسلاميه، ويدل على هذا أن عدد كبير من العلماء فى هذه المرحله ترجع اصولهم إلى هذا العنصر(حسن مكي، الثقافة السناريه المغزى والمضمون، مركز البحوث والترجمة، جامعه إفريقيا العالمية، اصداره15،ص20) (فضل الله احمد عبد الله، دولة سنار ودورها في تشكيل الثقافة السودانية،مجلة أفكار جديدة، عدد ابريل 2004.ص135-136).
• تسمى النوبيبن بالاسماء العربيه مع احتفاظهم بالقاب نوبيه ، وهذه الظاهره لم تظهر فى العصور الحديثه بل ترجع الى العصور القديمه ، حيث تتحدث المصادر عن أن حاكم إقليم الجبل النوبي اسمه قمر الدولة كشى، وعن بعض علماء المسلمين من النوبة، مثل: يزيد بن أبي حبيب، وذو النون المصري النوبي الأصل، وتحي النوبية الزاهدة، وغيرهم ممن تسموا بالأسماء العربية بدلاً من اتخاذهم الأسماء النوبية.كما عثر في منطقة مينارتي ـ شمال دنقلة ـ على كتابات عربية على شواهد بعض القبور تحمل أسماء عربية في القرنين الثاني والثالث الهجريين، وفي منطقة كلابشة ترجع إلى سنة 317هـ/ 927م.
فهذا المذهب يتجاوز الدعوة (المشروعة)إلى محاربه مذهب العصبية القبلية العربية الذي يقصى الجماعات ذات الأصول العرقيه غير العربية،أو المذهب التقليدي (والذي يناقض الإسلام كدين) والذي يلغى الوجود الحضارى السابق على الاسلام ،إلى الدعوة(الفاشلة) إلى إلغاء علاقات الانتماء العربية الاسلاميه للشخصية النوبيه ، وهنا وجه الالتقاء بين هذا المذهب والتغريب، وسنعرض هنا لمذهبين من مذاهب التغريب ونعرض لموقفها من علاقات انتماء الشخصيه النوبيه:
اولا:مذهب إلغاء الانتماء الطبقي لكل علاقات الانتماء (المذهب الماركسي التقليدي):
فهناك المذهب الماركسي التقليدي الذي يلغى كل علاقات انتماء الشخصية الأخرى بحجه أن انتماء كل إنسان إنما يكون إلى طبقته، وان شخصيه كل إنسان هي شخصيه طبقته استنادا إلى المقولة المنهجية المادية القديمة أن أسلوب إنتاج الحياة المادية هو الذي يحدد الانتماء الاجتماعي حتما.
فهو يلغى علاقة الانتماء الدينية للشخصية النوبيه كمحصبله للموقف الماركسي المادي المعادى للأديان كلها والذي كان أقصى ما وصل إليه هو الدعوة إلى تجاهلها بدلا من الدعوة إلى إلغائها.
كما يلغى علاقة الانتماء القومية للشخصية النوبيه استنادا إلى التحليل الماركسي الستالينى الذي يربط بين القومية والراسماليه ذات الجوهر العدواني(نتيجة لتعاصر النمو الراسمالى والنمو القومي في أوربا) وبالتالى يربط بين القومية والعدوان ويدعو إلى استبدال علاقة الانتماء القومي إلى أمه إلى علاقة انتماء اممى إلى الطبقة العاملة.
وهنا نلاحظ التباين (الذي يصل إلى درجه التناقض) بين التيارات الماركسية في تحليلها لأطوار(وحدات)التكوين الاجتماعي السودانى والنوبى بين القول بالوحدة المطلقة (أن السودان أمه مكتملة التكوين أو في طور التكوين) أو التعدد المطلق(السودان يتضمن عده أمم مكتملة التكوين أو في طور التكوين ومنها القوميه اوالامه النوبيه). فضلا عن محاولات استبدال الصراع الاممي بين الطبقة البرجوازية السائدة والطبقة العاملة المسودة في ظل النظام الراسمالى بالصراع القبلي بين الجماعات القبلية السائدة والجماعات القبلية المسودة لتهبط هذه المحاولات بالماركسية من الامميه إلى القبلية ومن الانسانيه إلى العنصرية.
ورغم هذا التباين في التحليل بين التيارات الماركسية إلا أنها تشترك في الخلط بين القومية كعلاقة انتماء إلى أمه والامه كوجود اجتماعي موضوعي ،وبين الامه وأطوار التكوين الاجتماعي الأدنى كالشعب و القبيلة ، و بين القومية والوطنية كعلاقة انتماء إلى ارض مشتركه .
ووجه الخطأ في هذا المذهب أن الانتماء الطبقي مرتبط بعنصر التفرد في الشخصية اى ما يميز شخصا عن آخر ،أما علاقات الانتماء الأخرى فمرتبطة بعنصر الوحدة (الاشتراك) في الشخصية اى مكونات وحده الشخصية المتجانسة بين الأفراد الذين ينتمون إلى مصدر حضاري واحد. ولقد اثبت واقع الدول الماركسية أن التجانس الاقتصادي و الفكري والسياسي (الايديولوجى) في المجتمع الاشتراكي لم يلغى عدم التجانس الحضاري حتى بين أعضاء وقيادات الحزب الشيوعي.فضلا عن أن المحاولات الفكرية الماركسية الجديدة قد تجاوزت مقوله أن أسلوب إنتاج الحياة المادية هو الذي يحدد الانتماء الاجتماعي حتما(انظر على سبيل المثال د.مراد وهبه،محاورات فلسفيه في موسكو، القاهرة،1974).
ثانبا: مذهب الفردية المطلقة (الليبرالية التقليدية): وهناك الليبراليه التي هي في الأصل فلسفه فرديه ترى (استنادا إلى فكره القانون الطبيعي الذي مضمونه أن مصلحه المجتمع ككل ستتحقق حتما من خلال سعى كل فرد لتحقيق مصلحته الفردية ) أن الفرد ذو حقوق طبيعية سابقة على وجود المجتمع ذاته. وهى بهذا تتطرف في تأكيد وجود الفرد إلي درجه تلغى فيها وجود الجماعة،فالفلسفة الليبرالية تقوم على التعدد المطلق على مستوى السياسي الاجتماعي وعلى مستوى الهوية بتأكيدها على حرية الأفراد والجماعات القبلية والشعوبية المكونين للمجتمع على حساب وحده المجتمع والدولة كممثل لهذه الوحدة ،مما يؤدى إلى إلغاء أو إضعاف علاقات الانتماء المتعددة للشخصية المعينة(بما فيها علاقة الانتماء الأسرى) فيصبح انتماء الفرد إلى ذاته وولائه إلى مصلحته.كما يؤدى إلي إلغاء المساواة كما هو ماثل في تجربه المجتمعات الغربية،وقد يؤدى إلى الفوضى (تفكك الدولة،الانهيار الاقتصادي) كما هو ماثل في تجربه مجتمعات العالم الثالث.
ورغم أن الليبرالية تقر بالامه كوحدة تكوين اجتماعي وان كانت تنظر إليها كوجود طبيعي(خالد) وليس كطور تكوين اجتماعي هناك أطوار سابقه عليه وستكون في المستقبل أطوار لاحقه عليه (وهنا نلاحظ تأثر بعض التيارات القومية العربية بهذه النظرة إلى الامه)،إلا أنها في المنطقة العربية ككل تكرس لاستبدال الوجود القومي بالوجود الوطني(الاقليمى) لتصبح ذات مضمون شعوبي مرتد إلى مرحله الطور الاجتماعي السابق. (د.عصمت سيف الدولة،عن العروبة والإسلام، ص422). ومرجع ذلك أن الاستعمار(القديم والجديد) الذي هو احد افرازات الراسماليه كنظام ليبرالي في الاقتصاد هو الذي خلق التجزئة ويحرسها.
كما أن الليبرالية في المنطقة الاسلاميه ككل تكرس للتغريب الذي هو قدر من الشعور المستقر بالانتماء إلى الحضارة الغربية كقاعدة نفسيه لازمه لنمو الولاء للنظام الليبرالي الفردي الراسمالى العلماني...على حساب الولاء للنظام الاسلامى.ومرجع ذلك أن الحل الليبرالي لمشكله العلاقة بين الدين والدولة هو العلمانية(فصل الدين عن الدولة). ان ما سبق من حديث يفسر لنا محاوله بعض التيارات الليبراليه الغاء علاقات الانتماء القوميه(العربيه) والدينيه(الاسلاميه) للشخصيه النوبيه.
ثالثا:مذهب التحديد و التكامل( الوحده والتعدد):
وهو المذهب الذى يؤكد علاقه الانتماء النوبيه بدون الغاء علاقات الانتماء الاخرى للشخصيه النوبيه، كشخصيه حضاريه خاصه تحدها ولا تلغيها شخصيات حضاريه عامه (وطنيه،قوميه،دينيه...)، تعبر عن القبائل ذات الاصول النوبيه ، والتى يمكن اعتبارها اكثر تمثيلا من غيرها لعلاقه الانتماء النوبيه دون ان تنفرد بتمثيلها. وهذا المذهب يستند الى فكره مضمونها- على المستوى الاجتماعى- أن الوجود الحضارى العام لا يلغى الوجود الحضارى الخاص بل يحده فيكمله و يغنيه. كما ان مضمونها -على المستوى الفردى - أن العلاقة بين علاقات الانتماء المتعددة للشخصيه المعينه هي علاقة تكامل، وبالتالي فان تقرير علاقة الانتماء النوبيه لا يقتضى إلغاء علاقات الانتماء الأخرى .
وبناءا على هذا المذهب سنحاول هنا تحديد طبيعه الحضاره النوبيه:
طبيعه الحضاره النوبيه:
يمكن تعريف الحضاره بانها نسق معرفى مركب يضم العادات والتقاليد والاخلاق والقيم الجماليه والاخلاقيه والدين...، يشكل ضوابط تحدد للإنسان ما ينبغي أن يكون عليه سلوكاً تجاه الآخرين (من طبيعة ومجتمع)، يكتسبه الإنسان من انتماءه إلى مجتمع معين زمان ومكان معين، وهى محصله تفاعل الانسان مع الطبيعه والمجتمع خلال الزمان. وطبقا لهذا التعريف فان الاشياء الماديه اثار داله على الحضاره وليست جزءا من تعريف الحضاره.ولكل مجتمع حضارته الخاصه التى تصاحبه، وبالتالى تعبر عن درجه التطور الاجتماعى التى بلغها فهى لا تتاخر عنه ولا تتقدم عليه، ولما كانت المجتمعات تتطور من خلال وحدات تكوين اجتماعى متعدده (هى الاسره.فالعشيره فالقبيله فالشعب فالامة..) فان هناك انماط للحضاره تقابل هذه الوحدات الاجتماعيه، فهناك حضارات اسريه و حضارات عشائريه وحضارات قبليه وحضارات شعوبيه وحضارات قوميه...(عصمت سيف الدوله، عن العروبه والاسلام،مركز دراسات الوحده العربيه،بيروت،،1986،ص345 وما يليها.)
استنادا الى هذا التعريف للحضاره نقرر ان الحضاره النوبيه القديمه كانت عباره عن حضاره شعوبيه وليست حضاره قبليه او قوميه ، اى ان النوبيون القدماء كانوا عبارة عن شعب تجاوز الطور القبلي، واستقر على ضفاف النيل، ولكنهم لم يدخلوا الطور القومى ويشكلوا امه خاصه. ففى مراحل تاليه كان الطور الشعوبي قد استنفذ الإمكانيات التي يمكن أن يقدمها للتطور الاجتماعي النوبى، وآية هذا أن الدولة النوبية أخذت في الضعف والانقسام، فضلاً عن أن السيطرة الخارجية (الفرعونية مثلا) في فترات سابقه كانت قد عرقلت هذا التطور. ولكن هذا لا يعنى ان الوجود الحضاري الشعوبي النوبي قد انتهى -كما يرى البعض-، بل تحول من وجود حضارى كلى عام الى وجود حضارى جزئى خاص يحده فيكمله ويغنيه ولكن لا يلغيه وجود حضاري عام قومى(عربى) او دينى(اسلامى) او وطنى(سودانى او مصرى )...
غير ان الوجود الاجتماعى - الحضارى النوبى الخاصه (شانه شان الوجود الاجتماعى الحضارى العام الوطنى والقومى ...) قد عانى لاحقا من تخلف النمو الحضارى نتيجه لعوامل ذاتيه(الجمود، التقليد...) وموضوعيه(الاستعمارالاوربى. ..) متفاعله.
علاقات انتماء الشخصية النوبيه:
وبناءا على هذا المذهب سنتناول العلاقه بين علاقه الانتماء النوبيه بغيرها من علاقات انتماء الشخصية النوبيه الاخرى.
ا/ الاسلام:
فهناك الاسلام كعلاقه انتماء دينى حضارى للشخصيه النوبيه ، وقد كان اعتناق النوبيين للإسلام دون إكراه، ويدل على هذا اتفاقيه البقط وهى هدنة أمان وعدم اعتداء بين العرب والنوبة ،عقدها ملك النوبة فى تلك البلاد،مع عبد الله بن سعد بن ابى السرح، قائد الجيش المسلم الذي حاول غزو بلاد النوبة ولم ينجح عسكريا عام651م.وهو إقرار لتوازن القوى بينهم،ومعاهدة سياسية قبل بموجبها المسلمون أن يعيشوا ،إما مسافرين أو متاجرين،وقد استمر ذلك الوضع لما يقرب من 8 قرون(د. محمد سعيد القدال، الاسلام والسياسة فى السودان).
وقد اعترفت المعاهدة بسيادة الدولة النوبية،وسمحت بالانتقال والتجارة وتبادل المنافع بين بلاد النوبة والبلاد التي يحكمها المسلمون، كما لم تصادر حرية السكان المحليين فى تعلم معارف وثقافات جديدة،دينية أو لغوية أو حضارية،ولم تمنعهم من التزاوج مع الشعوب الوافدة-العربية أو غيرها-إذا رغبوا فى ذلك.كما لم تجبرهم على الأخذ بالثقافة الوافدة،ولم تمنعهم من نشر ثقافتهم ولغتهم المحلية وتعليمها للوافدين الجدد إذا رغبوا فى ذلك.وذلك يعنى كامل الحرية للسكان المحليين فى التبادل الثقافى والتجاري والمصاهرة ،وبهذا انفتح النوبيون بحرية على الثقافات والحضارات والشعوب الأخرى ،وحدث التمازج الثقافى والعرقي بينهم والعرب ،واعتنقوا للدين الاسلامي عن قناعة وبمحص إرادتهم، وقد حدث هذا التمازج والانصهار السلمي ببطء خلال 8 قرون.
كما نصت الاتفاقية بأن على النوبة تقديم عددا من الرقيق سنويا للحاكم المسلم فى مصر، ومثل هذا الشرط كان سائدا فى التعامل بين الدول فى تلك الأزمان ، وقد مارسته الدوله النوبيه ذاتها فى تعاملها مع الجماعات والدول المهزومه، واذا كانت الاتفاقيه لم تاتى نتيجه لهزيمه النوبيين بل بعد تعادل القوى بين الطرفين الا ان الدوله العربيه الاسلاميه كانت بمعايير ذلك الزمان تعتبر قوه دوليه صاعده . فضلا عن شيوع ظاهره الرقيق فى تلك الازمان، وقد مارسه النوبيون انفسهم، وايه هذا ان الاتفاقيه حددت هذا الرقيق الذى يقدم للحاكم المسلم بانه من الرقيق المستخدم فى بلاد النوبه(من اواسط رقيق بلدكم).
كما ان الإسلام لم يلغى الوجود الحضاري الشعوبي النوبى السابق عليه، بل حدده كما يحد الكل الجزء (بالإلغاء ما يناقضه من معتقدات ومفاهيم وعادات وتقاليد ، والإبقاء على ما لا يناقضه منها). فكان بمثابة إضافة أغنت تركيبه الداخلي، وأمدته بإمكانيات جديدة للتطور. وهذا ما يفسر لنا ان العديد من العادات والتقاليد السودانيه ترجع جذورها إلى التراث الحضاري الشعوبي النوبي السابق على الاسلام كطقوس الأعراس والجنائز و الشلوخ والراكوبه وتزيين المنازل وطلائها...(عبد الهادي تميم ، اللغة العربية في المجتمع ، ص 93)(هدى كمبارك المرجع السابق ص77).
ب/العربية : العربية هى علاقة انتماء قومي إلى أمه، وهى ذات مضمون لساني حضاري لا عرقي (ليست العربية فيكم من أب وأم؛ إنما العربية اللسان، فمن تكلم العربية فهو عربي)، وهي تعنى أن اللغة العربية هي اللغة المشتركة بين جماعات قبلية وشعوبية بصرف النظر عن أصولها العرقية أو لهجاتها القبلية، والحديث هنا عن ليس عن اللغه العربيه فى ذاتها بل كلغه مشتركه متمثله فى اللهجات الوطنيه كنمط خاص لاستخدام ذات اللغه العربيه، ومصدر الخصوصيه انها محصله تفاعل اللغه العربيه مع اللهجات القبليه واللغات الشعوبيه القديمه. فاللهجه السودانيه مثلا هى محصله تفاعل اللغه العربيه مع اللهجات القبليه واللغات الشعوبيه السايقه علىدخول العرب ةالاسلام للسودات ومنها اللغه النوبيه. (فاللغة العربية_في السودان_ دائنة للغة النوبية بنحو الثلاثين في المائة من معجمها )( د. عبد الهادي تميم ، اللغة العربية في المجتمع ،ص91) وفى هذه اللهجة تجد أن (أسماء عدد كبير من أسماء النشاطات الزراعية، وتربة النيل، وأدوات الحراثة، والزارعة، والرعي، والمنتجات، وأسماء الطيور، والمصطلحات المنزلية والعائلية، ... ذات جذور نوبية) (عبد الهادي تميم، المرجع السابق، ص 93) .
وبناء على ماسبق فانه لا توجد جماعات قبليه معينه تنفرد بتمثيل علاقات الانتماء العربية، وان تفاوتت هذه الجماعات فى درجه تمثيلها لعلاقه الانتماء العربيه يقول الشيخ على عبد الرحمن(...فالسودان يدخل كله في نطاق القومية العربية سواء في ذلك النوبة والبجه والفور والعرب والحاميين والزنوج سواء في ذلك المسلمون والمسيحيون والوثنيون)(على عبد الرحمن، الديمقراطية والاشتراكية في السودان، المكتبة العصرية،بيروت،ص23).
ولا يمكن نفى ما سبق بالاحتجاج باللهجات واللغات المتبقية من الأطوار القبلية والشعوبية؛ لأن استعمال اللهجات ، أو حتى اللغات القديمة - لا يلغي الاشتراك في استعمال اللغة القومية في كل الأمم .
طبيعه اللغه النوبيه: وهناك ثلاثه مذاهب فى تفسير طبيعه اللغة النوبية (هل هي لهجة أم لغة).
المذهب الاول: يرى انها لهجه وليست لغه، وهو مذهب خاطىء لان للهجه معنيين: المعنى الاول انها نمط خاص لاستعمال ذات اللغه المعينه (كاللهحه السودانيه،المصريه،السوريه ... فى استعمال ذات اللغه العربيه)،وهذا المعنى لا ينطبق على اللغه النوبيه لانها ليست نمط خاص لاستعمال لغه اخرى مشتركه. المعنى الثانى للهجه انها لغه قبليه خاصه ، وهذا المعنى غير صحيح لان المجتمع النوبى تجاوز الاطوار القبليه منذ الاف السنبن .
المذهب الثانى: يرى انها لغه وليست لهجه ،لكن هذا المذهب لا يميز بين اللغه القوميه المشتركه واللغه الشعوبيه الخاصه.
المذهب الثالث: الذى نرجحه انها لغة شعوبية قديمة خاصه تتفرع إلى العديد من اللهجات القبلية، ولكنها ليست لغة قوميه مشتركه. يدل على صحه هذا المذهب ما قرره الباحثين عن اللغه النوبيه ، حيث يرى كثير منهم ان اللغة النوبية هى إحدى اللغات الحامية - الساميه القديمه، وان تاريخ ظهورها في وادي النيل يرجع إلى القرن الثالث قبل الميلاد . و قد تم العثور على وثائق مكتوبة باللغة النوبية القديمة يرجع تاريخها للفترة ما بين القرنين الثامن والرابع عشر الميلادي ، ومعظمها عبارة عن ترجمات لنصوص مسيحية نقلا عن اليونانية .
ولم تكن اللغة النوبية هي أول اللغات التي استخدمت في المنطقة ، إذ كانت اللغة الفرعونية هي اللغة الرسمية ما قبل عهد مروي . و مع انقطاع الصلة بمصر تلاشت معرفة الناس باللغة المصرية وحلت محلها تدريجيا اللغة المروية . وقد كانت اللغة المروية تكتب بطريقتين : طريقة الصور ( الهيروغليفية ) ، والحروف ( الديموطيقية ) و كان عدد حروفها ثلاث وعشرين حرفا منها أربعة معتلة و وتسعة عشر ساكنة .
ويرجع بعض الباحثين تاريخ ظهوراللغه النوبيه إلى الفترة ما بين القرنين الثاني قبل الميلاد و الثاني الميلادي عندما ضعفت مملكة مروي. ويعتقد بعضهم بأنها جلبت للمنطقة بواسطة القبائل التي وفدت إليها من شمال غرب افر يفيا عندما استوطنت بالمنطقة إبان سقوط مملكة مروي . وقد صارت اللغة النوبية في تلك الفترة اللغة الشعبية في مروي بينما كانت اللغة المروية اللغة الرسمية للبلاد ، ولكن بعد سقوط مروي حلت اللغة النوبية محل المروية وأصبحت اللغة الرسمية كانت اللغة النوبية في بدايتها لغة تحدث فقط ، ولكن مع دخول المسيحية في القرن السادس الميلادي وبروز الحاجة لترجمة نصوص الإنجيل قام النوبيون باستخدام الحروف القبطية ( ذات الأصل اليوناني ) لتدوين اللغة النوبية بعد أن أضافوا إليها ثلاثة أحرف لتوافق النطق النوبي ، فصار عدد أحرفها أربعة وثلاثون حرفا ، فصارت لغة تحدث وكتابة .وقد عايشت اللغة النوبية عدة لغات محلية وعالمية مختلفة منذ ظهورها ، كلغات البجا في شرق السودان واللغة الهيروغليفية ( المصرية القديمة ) والرومانية والإغريقية وحتى العربية ، فتأثرت بها وأثرت فيها. و تنطق اللغة النوبية اليوم بعدة لهجات أهمها :الكنزية الحلفاوية السكوتية المحسية الدنقلاوية
وهناك من يقسمها إلى لهجتين فقط هما الكنزية وهي لهجة الكنوز والدناقلة ، والفديجا وهي لهجة الحلفاويين والسكوت والمحس .
ج/السودانية: أما فيما يتعلق بالسودانية كعلاقة انتماء وطني فهي علاقة إلى انتماء إلى وطن (إقليم أو ارض)، وهى لا تلغى علاقات الانتماء القبليه والشعوبيه(ومنها علاقه الانتماء النوبيه) بل تحدها كما يحد الكل الجزء فتكملها وتغنيها. مع ملاحظه ان ما سبق من حديث بتعلق بالقبائل النوبيه الموجوده فى السودان، لان هناك قبائل نوبيه موجوده بمصر تحدها علاقه الانتماء الوطنى المصرى ولكن لا تلغيها.
د/ الافريقيه: ان تقرير افريقيه الحضاره النوبيه والجماعات الشعوبيه النوبيه يجب ان يلازمه تقرير ان علاقة الانتماء الافريقيه هي علاقة انتماء جغرافي قاري، وليس لها مدلول حضاري أو اجتماعي ايجابى او سلبى، بمعنى ان افريقيا ليست وحده اجتماعيه حضاريه ، إذ أنها تضم العديد من الأمم والشعوب والقبائل التي لم يرقى ما هو مشترك بينها (تفاعل مجتمعاتها مع ذات الطبيعة الجغرافية) إلى أن تكون أمه واحده.. كما انها ليست علاقه انتماء عرقى اذ يوجد فى قاره افريقيا الحاميين (كسكان افريقيا جنوب خط الاستواء) والحاميين الساميين (كالسودانيين ككل والنوبيين على وجه الخصوص، والارتريين، والصوماليين ،والاثيوبيين...) والسامين (كالعرب شمال القاره) والاريين (كالاوربيين الذين استوطنوا فى جنوب افريقيا وغيرها...).
ه/الزنوجة : ان تقرير زنوجه او حاميه الجماعات الشعوبيه النوبيه يجب ان يلازمه تقرير انها زنوجه اوحاميه مختلطه او نسبيه وليست زنوجه خالصه او مطلقه، فقد تعددت الاراء حول اصل النوبيين، احد هذه اراء يقول بان اصلهم زنجى-حامى، بينما هناك اراء اخرى تقول بان اصلهم غير زنجى- سامى (مصرى، اسيوى(قوقازى)، شمال- افريقى(نوبادى)...) ، والراى الذى نرجحه هو ان للنوبين اصول متعدده متفاعله بعضها زنجى (حامى) وبعضها غير زنجى (سامى) ، بالاضافه إلى تقرير أن الزنوجه هى استجابه فسيولوجيه لمعطيات مناخ المنطقه الاستوائيه ، تنتقل بالوراثه عبر حقب زمنيه طويله ، وليس لها دلاله حضاريه أو اجتماعيه سلبيه (كما يدعى انصار مذاهب التمييز العنصرى) او ايجابيه(كما يدعى انصار مذهب الزنوجه كرد فعل على مذاهب التمييز العنصرى)، فهى لا تشكل وحده اجتماعيه حضاريه، اى ان الزنوج ليسوا أمة واحدة بل يتوزعون على أمم وشعوب وقبائل عدة في جميع أنحاء العالم. فضلا عن ان لفظ حاميين مصدره تقسيم علماء الأجناس البشر إلى ثلاثة أقسام بين ساميين وحاميين وآريين؛ ولكن هذا التقسيم هو تقسيم لغوي وليس تقسيماً عرقياً فقط، فقد ثبت ان هناك الكثير من الجماعات القبليه والشعوبيه والقوميه التى تندرج تحت اطار احد فروع هذا التقسيم من ناحيه لغوبه بينما لاعلاقه عرقيه فضلا عن علاقه اجتماعيه او حضاريه بينها كانتماء الاكراد والسيخ فى الهند والايرانيين والالمان الى ذات الجنس الارى.
المراجع:
*الاراء حول اصل كلمه نوبه، ارجح هذه الاراء انَّ الكلمة مشتقة من لفظة "نوب" (Nub) التي تعني الذهب في اللُّغة الفرعونيَّة القديمة، وهناك اراء اخرى منها انَّ الكلمة انحدرت إلينا عن طريق الكلمة القبطية (Anouba or Anobades) بمعنى يُضفر، وفي هذه الحالة يكون معنى (نوبة) ذو الشَّعر المضفَّر أو المجعد.ومنها رأي يقول إنَّ كلمة "نوباتا" مشتقة من العاصمة نبتة (Napata). ومهما يكن من أمر، فقد جاء العرب وأطلقوا اسم "النُّوبة" عليهم، كما أطلقوا اسم "المريس" (Nobatia) على إقليم النُّوبة بين أسوان إلى دنقلا.
1. الطيب محمد الطيب ،المسيد،،دار عزه، الخرطوم،2005.
2. حسن مكي، الثقافة السناريه المغزى والمضمون، مركز البحوث والترجمة، جامعه إفريقيا العالمية، الخرطوم،اصداره15.
3. على عبد الرحمن،الديمقراطية والاشتراكية في السودان،منشورات المكتبة العصرية، صيدا _ بيروت،1970.
4. عصمت سيف الدوله، عن العروبه والاسلام،مركز دراسات الوحده العربيه،بيروت،1986.
5. محجوب الباشا ،التنوع العرقي في السودان، سلسله أوراق استراتيجيه الخرطوم، طبعه أولى،1998.
6. فضل الله احمد عبد الله، دولة سنار ودورها في تشكيل الثقافة السودانية،مجلة أفكار جديدة، عدد ابريل 2004.
7. محمد بشر عمر، التنوع والاقليميه والوحدة القومية،ترجمه سلوى مكاوي المركز الطباعى، بدون تاريخ .
8. الهادي تميم ، اللغة العربية في المجتمع، دار جامعه امدرمان الاسلاميه ، الخرطوم،1997.
9. هدى مبارك ميرغني، مدخل لدراسة الثقافة السودانية، مركز محمد عمر بشير ،جامعه امدرمان الاهليه ،الخرطوم، ط1 ، 1999 . مقال منقول للدكتور : صبرى محمد خليل استاذ : الفلسفه بجامعه الخرطوم . سفير ابوراس | |
|
جاسمين مـــدير المنتدى السياحى
عدد المساهمات : 1029 رصيد نقاط : 7903 رصيد حسابك فى بنك نور : 20 تاريخ التسجيل : 05/01/2010
| موضوع: رد: الانتماء التاريخى النوبى والشخصيه الحضاريه النوبيه الغد المشرق الجمعة أكتوبر 08, 2010 10:15 pm | |
| | |
|