الامل مـــدير المنتدى الفنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
عدد المساهمات : 19301 رصيد نقاط : 51953 رصيد حسابك فى بنك نور : 577 تاريخ التسجيل : 08/11/2009 البلد : مصر
بطاقة الشخصية عـــائلــة نــــــــــور: 50
| موضوع: دنقـــــــــلا --------- حاضرة النوبة الغد المشرق الإثنين يونيو 28, 2010 6:14 am | |
| على بعد خمسين كيلومترا على وجه التقريب من المنحنى على الضفة الشرقية للنيل في شمال السودان ترقد مدينة فوق تل عليه بناء من طابقين كان قصرا لملوك دنقلا العجوز حاضرة أرض النوبة لكنه استحال إلى كنيسة ثم من بعد إلى جامع ثم طمره الخراب.
ابن خلدون والنيل: جاء في مقدمة ابن خلدون أن نيل السودان كان يجري إلى الشرق من دنقلا العجوز، أي ان النيل كان هكذا حين كانت حضارة الشرق تنير الأرض، وتبدل الحال الآن فانقلب نحو الغرب، كأنه وهو كذلك، كائن حي يتعاطى مع الأحوال المتبدلة للأمم والشعوب يعبر بطريقته عن رأي في جحافل جيوش الغرب التي تحتشد الآن عند الحدود.
وتحت المدينة القديمة والتل الذي صار مقابر على مد البصر، انحسر النيل عن جزر صغيرة وامتدت مزارع المدينة التي لا يسكنها أحد الآن، وأينعت في جزر الخضراء ثمار الطماطم والبقول والبطيخ، فالأرض الجديدة هذه لا تحتاج لأسمدة، وعاد الأهالي يبحثون في أضابير تسجيلات الأراضي في مدن مروي والدبة عن "كروكي" السواقي القديمة التي خرجت للتو من جوف النيل.
مشروع الغابة: في مشروع الغابة الزراعي الذي أنشأه الإنجليز عام 1917 الذي كان ينتج القطن تسمق الآن مئات الآلاف من فدادين النخيل والبرسيم والبرتقال، لكن النيل غادر مضرب ماكينات الرفع وأخرج من رحمه جزيرة رملية في حجم جزيرة توتي، تهددت الزروع بالجفاف، واندفع الأهالي هذه الأيام يحملون معاولهم لحفر "الكوديق" الذي يعني بلغة النوبة شق قناة في الرمال يتغذى بها وضرب ماكينات الرفع لتعيد انسياب المياه في جداول المشروع.
ولكن كان للنيل موقف آخر في شمال المشروع عند قرية "جبرونا" الواقعة غرب دنقلا العجوز مباشرة في هذه الناحية جرف الهدام مئات السواقي وابتلعها النيل وأضحت في خبر كان بعد أن كانت حدائق غناء تشدو فوقها القماري وطيور مهاجرة تتعافى من هذا المناخ الصحراوي من الانفلونزا التي أرعبت العالم.
كشوف أثرية: شهدت مدينة دنقلا العجوز حضارة ما قبل التاريخ عبر أهلها "آباد ماك" وهو آلة الحرب والصحراء عند النوبة وتعتبر المدينة مركز الحضارة النوبية في السودان الشمالي، كانت تكتب فيما مضى شجونها بالهيروغليفية وإبان حضارة الروم تنصرت، وهي مدينة "رماة الحدق" حين غزتها جيوش الصحابي عبدالله بن أبي السرح، هذه المدينة أسلمت واستعربت على يد غلام الله الركابي الذي وفد إليها من اليمن في النصف الأول من القرن الرابع عشر، صارت دنقلا بعد أن استعربت خرابا، وكما جاء في نظرية ابن خلدون أن العرب إن حلوا ببداوتهم في ربع فلابد أن يحيلوها إلى خراب، ووفق المصادر التاريخية لم يكن سببه الرئيسي الهجرة وإنما الهدّام كذلك، وإلى الجنوب من المدينة اكتشفت بعثات الكشوف الأثرية حديثا مبنى تحت الرمال عبارة عن كنيسة تحوي رفات ملوك النوبة قبل الفتح العربي.
مقبرة جزيرة الجراد: نقب الأثريون فوق تلال الرمال من منطقة "بنقنارتي" وهي كلمة تعني بالنوبية "جزيرة الجراد" وأخرجوا مبنى من تحتها مبنى فخماً ثم سيجوا المكان تماما ولكنني دخلت المكان بعيدا عن عين الرقيب والحارس، ونزلت السلالم تحت الرياح التي تتصافر وتعيد زخات من الرمال كل حين لتغطي ما انكشف فرأيت في الجدران العتيقة لغة لا أفهمها ورسوم بديعة بألوان خضراء وحمراء وصفراء، ورموز لا تزال حية تظل من كل ناحية في الجدران تتميز منها بوضوح صورة العذراء تحمل طفلها.
البحث عن الكنز: يقول الأهالي إن ما تواتر إليهم من خبر هذا المكان أنه كان قبل زحف الرمال مرتعا للقطط والكلاب وأن المكان كان له حارس توارث المهنة من أجداده، ولكن كل شيء طمر ويقول الذين يعملون في الحفر وإقصاء الرمال لحساب بعثة التنقيب إن رجال الآثار ما إن يظهر شيء ما حتى يأمروا العمال بالانصراف، ترى هل وجدوا الكنز؟ هل وجدوا دلالاته التي لا يعرفها منا أحد؟
النيل والرمال والآثار: في هذه المنطقة تتوسع عمليات التنقيب لتبدو بيوت الأهالي كلها مشاريع حفر من أجل الإجابة عن سؤال واحد هو: كيف كانت أيام النهاية لبلاط المسيحية في دنقلا، وكيف كانت هذه الربوع التي شهدت أول الشعاع؟ مهما يكن فالأهالي مازالوا منشغلين بالسواقي التي خرجت للتو من رحم النيل وتلك التي ابتلعها وتلك التي تهددها الرمال الزاحفة، ولا يزال النيل يجري كشاهد صامت على تبدل الأحوال والسلطان يودع ويستقبل الوجوه المهاجرة والغزاة | |
|
احلام عضو ذهبى
عدد المساهمات : 836 رصيد نقاط : 7466 رصيد حسابك فى بنك نور : 60 تاريخ التسجيل : 24/01/2010 البلد : مصر
بطاقة الشخصية عـــائلــة نــــــــــور: 50
| موضوع: رد: دنقـــــــــلا --------- حاضرة النوبة الغد المشرق الجمعة أكتوبر 08, 2010 6:35 am | |
| | |
|