حادثت أجنبيا في الماسنجر فسرق بريدها ويريد إيذاءها والتشهير بها
السؤال : أنا بنت عمري 18 سنة ، وللأسف الشديد أنني أصبحت ضحية الشبكة العنكبوتية ، فقد جاءتني إضافة من شخص ، وقبلت الإضافة ، في البداية توقعته شخصاً أعرفه ، وخلال 3 أيام اتضح لي أنه شخص لا أعرفه ، وأنه وقح جدّاً في كلامه ، وكان يتكلم في الحب والغرام ، ويرسل لي أجمل الكلام ، من أول محادثة لي معه عرفت أنه وحش ، وأنه مثل جميع الأشخاص الذين أسمع عنهم ، ولكن دائما أشعر أنه شخص أعرفه ، أو أنه أخي ويريد أن يختبرني ويرى كيف أتحدث مع الناس ، ولكن بعدها وضع صورته وهو في أمريكا ، ومعه كاسات الخمر ...كان شخصا غريبا بما تحمله الكلمة ، بعدها طلب مني الزواج ، وهذا كله خلال 3 أيام ، على الرغم أنني لا أتحدث معه كثيراً ، ولا أعرف لماذا لم أحذفه ، ربما لأنني شعرت أنه أخي ، بعدها قال لي : أريد أن أكلمك بالجوال ، طبعا رفضت ، وقلت : أنا بنت متربية أحسن تربية ، وسألته إذا كان يرضى أن أخته تكلم واحد أو لا ، طبعا ما جاوبني ؛ لأن الجواب الأكيـــــد أنه لا يرضى ، فعلا أيقنت أنه ليس أخي الذي كنت أعتقد أنه هو ، وقلت له : أنا أعتذر منك وسامحني وحللني وحذفته ، طبعا بعد ما قال لي كلاما غير لائق ، وبعد أن حذفته صرت كل شهر أدخل إيميلي وألقاه مضافا عندي بدون ما أرجعه ، وصار يرسل لي ملفات ، وكان يقول لي لا تحذفيني ، وإذا تذكرته أحذفه على طول ، ومن تقريبا أسبوعين صار جهازي يعلق ، وبعدها فجأة وأنا داخلة النت طلعت صورتي مرسوم فوق شفايفي شنب ببخاخ الرسام ، هذه الأحداث صارت من شهر تقريبا ، ودخل صديقاتي إلى بريدهم ووجدوا إيميلي المسروق متصل ووضع الصورة الشخصية صورتي.. قالوا له : لماذا ، ومن أنت ؟ ثم تبين أن هذا الشخص هو الذي أضفته في السابق نفسه وصار حاقداً عليَّ من ذاك اليوم الذي حذفته فيه ، حتى صديقتي قالت له : لماذا ، ما الذي فعلته ؟ فلم يجبها ، لأنه لا يدري ما يقول ، من بعد الذي حصل معي وأنا طول الوقت أبكي ونفسيتي تعبانة. يا شيخ من يحفظ لي حقوقي ؟ لا أدري من أبلغ ؟ وأخشى أن يهددني بالصور ؛ لأني سمعت قصصا كثيرة مثل قصتي ، وكم من بنت هددها ولد بصورها عشان تطلع معه وفعل فيها الفاحشة ، كم من بنت صارت ضحية لهؤلاء البشر . لماذا لا توضع أنظمه وقوانين لهذه الشرذمة من البشر الذين يتجسسون على أعراض الناس ؟
الجواب :
الحمد لله
في كل يوم تطل علينا حكاية جديدة ، فيها من العظة والعبرة ما ينبغي أن نتأمل فيها ونستفيد منها ، وأول من يجب عليه أن يعي الدرس من تلك الحكايات هم أصحابها ، لكننا نجد كثيراً منهم يرفضون الاعتراف بالخطأ ، وينصبون أنفسهم ضحايا اعتداءات المعتدين ، ليخلوا جانبهم من المسؤولية .
الأخت الكريمة :
" الإنترنت " أكبر تجمع بشري عرفه التاريخ ، تختلط فيه جميع النزعات والتوجهات البشرية ، ويشارك فيه الناس من جميع البلاد والأديان والأعراق والأجناس ، فإذا لم نتعامل معه بالطريقة المناسبة أصابنا من شرره المستطير الشيء الكثير .
ومن قواعد التعامل السليم : " الدخول بقدر الحاجة " فلا يتجاوز المرء ما يحتاج إليه من تصفح أو بريد أو محادثة ؛ لأن المفاجآت السيئة التي يصنعها " قراصنة الإنترنت " كثيرة ، فكم سرقت من أموال ، وزورت أوراق ، ودمرت جهود ، واستغلت نفوس بسبب الخطأ في التعامل مع هذه الشبكة ، فهي نصيحة نقدمها لك ولجميع المسلمين ، نجد مصداقها في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنَّ مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ ) رواه الترمذي ( 2318 ) وابن ماجه ( 3976 ) وحسنه النووي والألباني وشعيب الأرناؤط .
ومِن تَرْكِ ما لا يعينكِ : المبادرة في تجنب كلِّ غريب ، وتجاوزِ كل ما لا تعرفينه في هذا العالم ، وليس الاسترسال معه ليأخذ ما يريد ، ثم إلى حيث لا ينفع الندم .
ونحن نحمد الله تعالى أن خلَّصك من استدراج ذلك المعتدي الآثم ، ولكن يجب عليك أن تدركي الخطأ الذي وقعت فيه ، وهو السماح له بمحادثتك وإضافتك مدة لا بأس بها ، وقد كان الواجب عليك حذف الاسم الغريب أول وهلة ، وعدم التذرع باحتمال كونه من معارفك أو أقاربك .
نصدقك القول أختنا الكريمة :
لقد أخطأت خطأ فادحا حين سمحت لنفسك بمحادثة الغريب وسماع كلماته ، ولعل ما تواجهينه اليوم هو من شؤم المعصية التي وقعت فيها ، ونحن نسأل الله لنا ولك العفو والمغفرة والتوبة الصادقة .
يقول ابن الجوزي - رحمه الله - :
الدنيا فخ ، والجاهل بأول نظرة يقع ، فأما العاقل المتقي فهو يصابر المجاعة ، ويدور حول الحَبِّ .
والسلامة بعيدة ، فكم من صابر اجتهد سنين ثم في آخر الأمر وقع ، فالحذر ، الحذر .
" صيد الخاطر " ( ص 140 ) .
ولكننا نطمئنك بأن التخلص من هذا المعتدي الآثم أمر سهل ميسور بإذن الله ، فما عليك إلا إلغاء عنوانك القديم ، وتحذير صديقاتك من أي رسالة غريبة أو اسم مضاف جديد ، كي لا يكرر معهن ما حصل لك ، وبهذا تتخلصين من شره ، ولن يتمكن من الاتصال بك أو تكرار اعتدائه إن شاء الله .
وليس عليك في شأن " الصورة " حرج ولا بأس ؛ لأنه إن انقطع عن إمكان الإرسال إليك أو إلى صديقاتك فلن يتمكن من تهديدك بها ، وهي ليست وسيلة ضغط ولا تهديد أصلا ؛ لأنه لا يعرفك ولا يعرف مكانك ولا أهلك ، فكيف سيهددك بها ، وهو إن شوهها أو تلاعب بها فلن يضيرك شيئا بإذن الله .
وليكن فيما حصل لك في شأن الصورة عبرة لك ولغيرك من النساء اللاتي يتساهلن في أمر التصوير ، ويتناقلن صورهن عبر الإنترنت أو الجوال ، لتقع بين يدي من لا يخاف الله تعالى ، فيستغلها ويشوهها ويلحق الأذى بصاحبتها .
إذًا ، فالحل الوحيد لمشكلتك هو نسيانها ، وقطع كل وسيلة يمكن أن تذكرك بها ، واطلبي من صديقاتك عدم ذكر أي شيء عنه لك مهما كان ، بل يجب عليهن حذف هذا العنوان القديم ، وحذف كل رسالة تصل منه ، أو من شخص غريب ، ولو قمن بتغيير عناوين بريدهن لكان أولى وأفضل .
عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رضي الله عنه قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا النَّجَاةُ ؟ قَالَ : ( مْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِكَ ) .
رواه الترمذي ( 2406 ) وحسَّنه ، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي " .
وقد سبق في موقعنا بعض الإجابات التي تبين حكم المحادثة بين الجنسين ، ومنها : أجوبة الأسئلة : ( 7492 ) ، ( 13791 ) ، ( 26890 ) ، ( 45668 ) ، ( 66266 ) ، ( 82702 ) فانظريها .