"دهاديكايا" سمعت عنها ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

"دهاديكايا".. القرية الصامتة في كشمير
فاروق أجناي
[size=16]عندما تسير في أزقتها الضيقة والموحلة فإن أول ما يلفت انتباهك هو الصمت المطبق الذي يلف أرجاءها ولا يقطعه سوى أصوات الطبيعة.. إنها قرية "دهاديكايا" الكشميرية التي توصف بأنها "رفيق الصمت". هذا الصمت يوضحه مسعود أحمد، وهو مدرس من سكان القرية، بقوله لـ"إسلام أون لاين.نت"، إن "كثيرا من الأسر هنا اثنان أو ثلاثة من أفرادها صم وبكم.. وهناك أسر بكاملها من الصم والبكم".
ويعود ذلك، بحسب أحمد، إلى أن "الكثير من سكان القرية النائية الواقعة في منطقة دودا بالجزء الخاضع للسيطرة الهندية من إقليم كشمير، يعانون من أمراض وراثية تسبب الصمم والخرس".
وأردف أن اضطرابا جينيا ضرب القرية، التي يسكنها نحو ألفي شخص من القبائل، قبل عقود من الزمان، موضحا أن أحد شيوخ القرية، ويدعى محمد إسماعيل كان أصم وأبكم، هو المسئول، بحسب بعض التقارير، عن انتقال الجين المتسبب في هذا المرض إلى القرية عام 1916.
وبرغم وفاة الشيخ إسماعيل عام 2001 فإن المرض يستشري بين سكان القرية التي ينتشر فيها زواج الأقارب بشكل كبير، وهو ما يساعد على انتقال الأمراض الوراثية إلى المواليد.
ودفع واقع "دهاديكايا" الصحفي المحلي ذاكر مالك إلى تقديم مشروع إلى منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونسيف" لوضح نهاية لهذه المأساة.
وأوضح مالك أنه "يوجد نحو 95 أسرة من الصم والبكم في القرية، والعدد يتزايد يوميا مع تزايد المواليد الذين يعانون من هذا المرض".
ويقدر مسئولون في وزارة الصحة بولايتي جامو وكشمير أن "أزيد من 70% من سكان القرية يعانون من هذا المرض".

حيرة العلماء
حال القرية الفريد تسبب في حيرة العلماء العاجزين حتى الآن عن تحديد سبب دقيق وراء هذا المرض، وقال الدكتور شوكت علي، أستاذ أمراض الأنف والأذن والحنجرة بمعهد الهند للعلوم الطبية، إن "القرويين ربما يعانون من مرض خلقي".
وتابع د. علي في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت" أن "هناك العديد من العوامل التي ربما تؤدي إلى مثل هذه الحالة على رأسها اضطراب الجينات، وعوامل أخرى كثيرة".
وفي عام 2006 جمع معهد الهند للعلوم الطبية عينات دم من سكان القرية، لكن هذه الفحوصات لم تنجح حتى الآن في رسم خرائط جينات القرويين.
وقبل بضعة أشهر زار خبراء التكنولوجيا الحيوية في جامعة كشمير هذه القرية الصامتة، وأجروا دراسات على بعض الحالات.
وقال خورشيد أندرابي، رئيس إدارة الجامعة، إن "الخبراء جمعوا نحو 60 عينة من دماء القرويين في محاولة لفهم الشريط الوراثي لهذا المرض".
وبرغم أن هذه الدراسة أشرف عليها أحد أكبر اختصاصي علم الوراثة في الهند، وهو الدكتور أنيرنجان أناند، فإن العلماء أخفقوا في معرفة السبب الرئيسي وراء هذا المرض، بحسب أندرابي.
الأمر الوحيد الذي اتفق عليه هؤلاء العلماء هو أن زواج الأقارب بين سكان القرية يساعد على انتشار المرض.

بقرة لكل أسرة
ومع معاناتهم من هذا المرض، فإن بعض سكان القرية يشكون من أن السلطات المحلية تركتهم دون أدنى مساعدة.
غير أن موظف الرعاية الاجتماعية بالمنطقة قال لـ"إسلام أون لاين.نت": "حرصنا على تقديم المساعدة المالية لهم، بجانب توفير القروض الميسرة ليشرعوا في أعمال تمكنهم من كسب أقواتهم".
لكن الوضع في القرية النائية الفقيرة يروي قصة مختلفة، فغالبية سكانها يكسبون عيشهم من الزراعة، وعدد قليل جدا منهم يعمل في الوظائف الحكومية.
ويقترح محمد لطيف، وهو موظف اجتماعي، "أن توفر الحكومة بقرة لكل أسرة لتكسب قوتها من خلال تسويق منتجات الألبان".
كذلك يشكو سكان القرية من أن مركز المساعدة الطبية يفتقر إلى أي تجهيزات، ومستخدمة لغة الإشارة قالت إحدى السيدات إنها "إذا رغبت في قرص باراسيتامول واحد فعليك السير لمسافة ستة كيلومترات حتى تصل إلى مكان هذا الدواء".
ويلتقط محمد حنيف، وهو قروي آخر، طرف الحديث قائلا: "لطالما طالبنا الحكومة بمساعدة أطفال القرية عن طريق فتح مدارس للصم والبكم، لكن دون جدوى".

[/size]

شكرا علي الموضوع