mohammed عضو فضى
عدد المساهمات : 215 رصيد نقاط : 6126 رصيد حسابك فى بنك نور : 20 تاريخ التسجيل : 17/05/2009
| موضوع: القتل الرحيم بين الشرع وأراء الاطباء السبت ديسمبر 26, 2009 5:10 am | |
| تعريف قتل الرحمة أو الأوتانازيا: كلمة الـ (Euthanasia) كلمة إغريقية الأصل وتتألف من مقطعين: - السابقة EU وتعني الحَسَن أو الطيب أو الرحيم أو الميسر. - واللاحقة THANASIA وتعني الموت أو القتل. وعليه فإن كلمة الأوتانازيا تعني لغويًّا الموت أو القتل الرحيم أو الموت الحسَن أو الموت الميسر. أما في التعبير العلمي المعاصر فتعني كلمة الأوتانازيا: "تسهيل موت الشخص المريض الميئوس من شفائه بناء على طلب مُلِحٍّ منه مقدم للطبيب المعالج". ومع الزمن نشأت صور تطبيقية مختلفة للأوتانازيا نلخصها فيما يلي: 1- القتل الفعَّال Euthanasia Directe أو القتل المباشر أو المتعمد: ويتم بإعطاء المريض جرعة قاتلة من دواء كالمورفين أو الكورار Curare أو الباربيتوريات Barbiturates أو غيرها من مشتقات السيانيد Cyanide بنيّة القتل. وهو على ثلاثة أحوال: الحالة الأولى: الحالة الاختيارية أو الإرادية، حيث تتم العملية بناء على طلب ملحٍّ من المريض الراغب في الموت وهو في حالة الوعي أو بناء على وصية مكتوبة مسبقاً. الحالة الثانية: الحالة اللاإرادية وهي حالة المريض البالغ العاقل الذي فقد الوعي، حينئذ تتم العملية بتقدير الطبيب الذي يعتقد بأن القتل في صالح المريض، أو بناء على قرار من ولي أمر المريض أو أقربائه الذين يرون أن القتل في صالح المريض. الحالة الثالثة: وهي حالة لاإرادية يكون فيها المريض غير عاقل، صبيًّا كان أو معتوهاً، وتتم بناء على قرار من الطبيب المعالج. 2- المساعدة على الانتحار: Aide au suicide وفي هذه الحالة يقوم المريض بعملية القتل بنفسه بناء على توجيهات قُدمت له من شخص يوفر له المعلومات أو الوسائل التي تساعده على الموت. 3- القتل غير المباشر: Euthanasie Indirecte ويتم بإعطاء المريض جرعات من عقاقير مسكنة لتهدئة الآلام المبرحة، وبمرور الوقت يضطر الطبيب المعالج إلى مضاعفة الجرعات للسيطرة على الآلام، وهو عمل يستحسنه القائمون على العلاج الطبي، إلا أن الجرعات الكبيرة قد تؤدي إلى إحباط التنفس وتراجع عمل عضلة القلب فتفضي إلى الموت الذي لم يكن مقصوداً بذاته وإن كان متوقعا مسبقاً. 4- القتل غير الفعال أو المنفعل: Euthanasia Passive ويتم برفض أو إيقاف العلاج اللازم للمحافظة على الحياة، ويلحق به رفع أجهزة التنفس الاصطناعي عن المريض الموجود في غرفة الإنعاش والذي حُكِمَ بموت دماغه، ولا أمل في أن يستعيد وعيه. راي الشرع في القتل الرحيم القتل الرحيم بدعة اختلقها المجتمع الغربي للتخلص من مرضاهم وكبار السن الأمر الذي يشير غرق هذا المجتمع في المادية الصرفة نظراً لتخليهم خلافاً لما قام عليه الإسلام من القيم في توقير الكبير و رحمة الصغير و رعاية المريض وبر الوالدين المستمدة من ثابت النصوص في الشريعة الغراء ولله الحمد لهذا الأساس بقيت المجتمعات الإسلامية متمسكة بهذه القيم وندعو الله عز وجل ألا يفقدها ويتعين توعية المجتمع بمكانة المسنِّين وحقوقهم من خلال مناهج التعليم والوسائل الإعلامية . برغم ما أحرزته الحضارة الغربية من تقدم مادي وتكنولوجي في هذا العصر فإنها عجزت عن حفظ كرامة الإنسان عندما أعجزته خدمته لها أن يقوم بمصالحه إن الدين الإسلامي تظلُّ هو الأبقى والأصلح لكل زمان ومكان يقوم على احترام آدمية الإنسان أيًّا كانت ديانته. هذه البدعة"القتل الرحيم" أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن لها جذور تمتد لعشرات السنين ومن أسمائها "القتل بدافع الرحمة" و " القتل إشفاقا " فهناك من طالب السلطات بإباحة الإجهاز على المريض الميئوس من شفائه وما زالت هذه الدعوة تكسب أنصارًا في هذه البلاد فانتشرت انتشاراً كبيراً في دول الغرب بل أن بعض هذه الدول وضعت تشريعات قانونية تسمح بهذا الفعل ولا تجرم مرتكبيه من الأطباء وغيرهم مثل هولندا كما وصل الحدُّ ببعض الأطباء إلى اختراع الأجهزة التي تسهِّل الانتحار للراغبين فيه وأُعدَّت البرامج الإعلامية لترويجه . يستند المؤيدون أن الإنسان حرٌّ في تقرير مصيره وله حق التصرف في جسده كيفما يشاء فله حق الحياة وحق الموت وحقٌّ أن يُقتل إن رأى ذلك وأن القتل الرحيم من شأنه أن يريح المريض من معاناته وآلامه كما أن القتل الرحيم بمنزلة مساعدة على الانتحار كما أن حياة بعض كبار السن والمرضى لا تساوي عدمها وخير لهم أن يموتوا وإن قيمة الحياة تقاس بمقدار مساهمة الإنسان إبداعًا وإنتاجًا فما قيمة الحياة عندما يصبح الإنسان معتمداً على غيره في قضاء حوائجه؟!. كما للعامل الاقتصادي أثر يستند عليه فالتخلص من بعض المرضى وكبار السن فيه توفيرٌ مادي على المجتمع والدولة فمن الواجب تخليص المجتمع من الحشائش الضارة!! ويمثِّلون لذلك بمرضى الإيدز. ويرد على هذه الأسانيد مادية النزعة أنها تهدر قيمة الحياة البشرية وتقيس هذه الحياة بالنفع المادي للإنسان فإذا توقف هذا النفع أو تعطَّل لمرض أو عجز فلا ضرورة لبقاء الإنسان على قيد الحياة وفي ذلك خير دليل على عجز الفكر المادي وإهداره لحقوق الإنسان خاصةً في حالة العجز والمرض إن الإنسان في نظرهم مجرد آلة صماء إذا تعطلت وعجز المجتمع عن إصلاحها يجب التخلص منها وسعى ماديي الفكر لإقامة المجازر والمقاصل للمرضى وكبار السن تحت حماية أو على مرأى من القانون على الأقل قوبلت هذه الدعوى الخبيثة في العالم الإسلامي بالرفض فقتل الإنسان أيًّا كان سواء المريض الميئوس من شفائه أو المُسِن العاجز عن الحركة والعمل فيقول الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر :- " ليس قرارًا متاحًا من الناحية الشرعية للطبيب أو لأسرة المريض أو للمريض نفسه وحياة الإنسان أمانة يجب أن يحافظ عليها وأن يحفظ بدنه ولا يلقي بنفسه إلى التهلكة لقوله تعالى : {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ} (1) وقد حرَّم الإسلام قتل النفس لقوله تعالى : {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً}(2) ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أن يقتل - سورة البقرة آية 195 2- سورة النساء آية 29
الإنسان نفسه نهيًا شديدًا وتوعَّد من يفعلون ذلك بسوء المصير في الدنيا والآخرة فقد أكدت شريعة الإسلام على التداوي من أجل أن يحيا الإنسان حياة طيبة كما أمرت الشريعة الإسلامية الأطباء بأن يهتموا بالمريض وأن يبذلوا نهاية جهدهم للعناية به وعلى الطبيب والمريض أن يتركا النتيجة إلى الله سبحانه وتعالى كما أن على الطبيب ألا يستجيب لطلب المريض لإنهاء حياته وإذا استجاب يكون خائنًا للأمانة سواء بطلب المريض أو بغير طلبه وإلا أصبح قاتلاً وتعرض للعقاب".
أكدت لجنة الفتوى بجامعة الأزهر أن الإسلام يحرم قتل المريض بدعوى الرحمة وقالت اللجنة : "إن الآجال محددة بعلم الله سبحانه ولا يدري أحد ولا يستطيع تحديد متى يموت "وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" (1) والمرض وحده ليس كافياً في توقع الموت فكم من حالاتٍ أجمع الناس فيها على حتمية الموت العاجل ثم كانت إرادة الله عز وجل بالشفاء!! فنتائج الأسباب مظنونة وإرادة الله عز وجل غالبة". والإسلام يحرم القتل بدافع الرحمة مهما كان الغرض منه ولا يبيحه لمن يشرف على علاج المريض سواء أكان طبيباً أو غيره حتى وإن أَذِنَ المريض أو أولياؤه لأنه قتل حرَّمه الله سبحانه إلا بالحق والمريض إن أَذِنَ به يعد منتحراً هذا وقد تقدم نهيه سبحانه عن قتل النفس حيث قال تعالى: "وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً * وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَاناً وَظُلْماً فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَاراً وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيراً". كما أن للإسلام مع كبار السن تكريماً وإجلالاً خاصاً و بالإنسان في جميع أطوار حياته حيث يقول الله تعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً " (2) ومراحل حياة الإنسان هي قوة بين ضعفين شباب بين طفولة وشيخوخة وقد عبر القرآن الكريم عن ذلك في قوله تعالى: "اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ" (3) فالإنسان لا محالة أي إنسان تبدأ حياته بطفولة ضعيفة قد تنتهي بشيخوخة ضعيفة أيضاً إذا أمد الله في عمره فيصبح في حاجة إلي رعاية غيره من أفراد المجتمع . وأصدر مجمع الفقه الإسلامي بمكة المكرمة في إحدى دوراته السابقة قراراً بشأن حقوق المسنين انطلاقاً من حاجة المجتمع الإسلامي اليوم إلى من يذكِّره بهذه الحقوق المنسية ويقوده إليها بعد أن بدأت بعض قيم الغرب المادية تنتشر بيننا. أكد مجمع الفقه الإسلامي ما قرره الإسلام من رعاية الأبوين وكبار السن في المجتمع الإسلامي حيث يقول الله سبحانه - : "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً" (4) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: "ما أكرم شابٌّ شيخاً لسنّه؛ إلا قيَّض الله لهم من يكرمه عند سنِّه" أخرجه الترمذي وقال أيضاً: "ليس منَّا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا " (5). الإسلام عُني بحقوق كبار السن وفي ذلك يقول الدكتور يوسف القرضاوي : "عُني الإسلام بمرحلة الشيخوخة ومرحلة الشيخوخة مرحلة طبيعية من مراحل حياة الإنسان أشار القرآن إليها في قوله تعالى : "هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ " وقد روى البزَّار: "أن رجلاً كان يطوف بالبيت وهو حامل أمه فقال للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقد نظر إليه: يا رسول هل أديتُ حقَّها؟ قال: لا، ولا بزفرة واحدة" زفرة من زفرات الطَّلْق والوَضْع والآلام لم تؤدِّ بحملك هذا لها حقَّ زفرةٍ واحدة .
1- سورة لقمان الآية 34 2- سورة الإسراء الآية 70 3- سورة الروم الآية 54 4- سورة الإسراء الآية 23 5- رواه الترمذي وأحمد في مسنده الرغم من شبه الإجماع الذي عليه الفقهاء وعلماء الدين الإسلامي في حرمة جميع أنوع القتل الرحيم إلا أن المجمع الفقهي ومن بعده المجلس الفقهي الأوربي الإسلامي يفرقون باعتبار أن الموت الدماغي موت حقيقي متفقين بذلك مع الميثاق الطبي الإسلامي سالف البيان فيرى المجلس الأوروبي للإفتاء يجيز تيسير الموت بإيقاف أجهزة الإنعاش الصناعي عن المريض الميت دماغيا وقد ناقش المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث ضمن أعمال دورته الحادية عشرة التي عقدت في العاصمة السويدية استوكهولم في الفترة من 1- 7 /يوليو/2003 موضوع قتل المرحمة وقد جاءت مواقفها كما في البند الآتي :
تحريم قتل الرحمة الفعال المباشر وغير المباشر وتحريم الانتحار والمساعدة عليه ذلك أن قتل المريض الميئوس من شفائه ليس قرارا متاحا من الناحية الشرعية للطبيب و لأسرة المريض أو المريض نفسه وللمسألة تأصيل . 2 ـ يحرم على المريض قتل نفسه ويحرم على غيره أن يقتله حتى لو أذن له في قتله، فالأول انتحار والثاني عدوان على الغير بالقتل وإذنه لا يحل الحرام ولذلك تأصيل شرعي . 3 ـ لا يجوز قتل المريض الذي يخشى انتقال مرضه إلى غيره بالعدوى، حتى لو كان ميئوساً من شفائه (كمرض الايدز مثلا) كذلك لها تأصيل . 4 ـ وبالنسبة لتيسير الموت بإيقاف أجهزة الإنعاش الصناعي عن المريض الذي يعتبر في نظر الطبيب «ميتا» أو «في حكم الميت» وذلك لتلف جذع الدماغ أو المخ الذي به يحيا الإنسان ويحس ويشعر وإذا كان عمل الطبيب بمجرد إيقاف أجهزة العلاج فلا يخرج عن كونه تركا للتداوي فهو أمر مشروع ولا حرج فيه وبخاصة إن هذه الأجهزة تبقي عليه هذه الحياة الظاهرية ـ المتمثلة في التنفس والدورة الدموية ـ وان كان المريض ميتا بالفعل فهو لا يعي ولا يحس ولا يشعر نظرا لتلف مصدر ذلك كله وهو المخ. وبقاء المريض على هذه الحالة يتكلف نفقات كثيرة دون طائل ويحجز أجهزة قد يحتاج إليها غيره مما يجدي معه العلاج. والله أعلم . ولقد أوردنا البند الرابع كما جاء في مواقف المجلس المذكور و ما توصلنا إليه من آراء شرعية في هذه المسألة حيث يجيز ما يسمى بالقتل المنفعل وهو أحد أشكال القتل الرحيم من وجهة نظر الطب الذي سبق وان بيناها في المقدمة .
ومن هنا نخلص مما تقدم من نصوص قطعية الدلالة والثبوت إلى أن الحكم الشرعي للقتل بداعي الشفقة أو القتل الرحيم فلا شك أنه حرام في جميع أنواعه سواء ما كان بإرادة المريض أو بقرار غيره فالأول انتحار وحكمه معلوم بما تقدم من نصوص والآخر قتل مضافاً إليه إهانة ذو الشيبة أو العاجز والقتل جرم لا مراء في حرمته عدا ما تم الإصطلاح عليه بالقتل المنفعل أو غير الفعال الذي يرى بجوازه بعض أهل العلم على النحو السالف بيانه | |
|
شمس نجم نجوم المنتدى
عدد المساهمات : 6748 رصيد نقاط : 26709 رصيد حسابك فى بنك نور : 163 تاريخ التسجيل : 27/07/2009 البلد : مصر
| موضوع: رد: القتل الرحيم بين الشرع وأراء الاطباء السبت ديسمبر 26, 2009 5:21 am | |
| ماشاء الله عليك يا محمد الموضوع اكتر من رائع انا بحيك عليه بجد وتسلم ايدك
| |
|
رانا نجم نجوم المنتدى
عدد المساهمات : 8555 رصيد نقاط : 25675 رصيد حسابك فى بنك نور : 262 تاريخ التسجيل : 04/12/2009
| موضوع: رد: القتل الرحيم بين الشرع وأراء الاطباء السبت ديسمبر 26, 2009 5:40 am | |
| | |
|