|
عظات كنائس ركزت على الدعوة للوحدة ونبذ الانفصال |
الخرطوم- فيما تتعالى وتيرة الخلاف بين شريكي الحكم في السودان حول إجراءات الانتخابات وقانون الاستفتاء على استقلال الجنوب، الذي قد يؤدي لانقسام البلاد، جاءت عظات قساوسة السودان خلال احتفالاتهم بأعياد الميلاد الجمعة 25-12-2009 ملئية بالدعوات للسلام والوحدة والأخوة والاتحاد ونبذ الفرقة والانقسام. فخلال كلمته اليوم لأتباع كنيسته والكنائس السودانية الأخرى دعا القس يوسف، شماس كنيسة "الأب دانيال كمبوني" بالعاصمة الخرطوم، المسيحيين السودانيين أن يحافظوا على السلام بين الشمال والجنوب، وأن يجعلوا السلام إيمانا في نفوسهم وحقيقة في حياتهم، قائلا: "السلام منحة الله لنا، ولابد أن نقبل منحته حتى يبارك بلادنا". ومؤيدا لدعوة القس يوسف قال القس جون الذي يعمل موظفا في جامعة الخرطوم إن: "الدين يوحد الناس ولا يفرقهم؛ لأن الفرقة ضعف والوحدة قوة، ونحن في الكنيسة نحض الناس على الأخوة والاتحاد والتسامح بين الناس"، وتوقع في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن تعمل الكنائس عند موعد الاستفتاء في يناير 2011 على إقناع الجنوبيين بالتصويت لصالح الوحدة ورفض الانقسام.
وتشتعل حاليا الخلافات بين شريكي الحكم في السودان (الحركة الشعبية لتحرير السودان "المتمردة سابقا" وحزب المؤتمر الوطني) حول الانتخابات وقانون الاستفتاء على استقلال الجنوب الذي أقره البرلمان السوداني الثلاثاء 22-12-2009 رغم مقاطعة الأحزاب الجنوبية لجلساته احتجاجا على إلغاء مادة من القانون، قالت الحركة الشعبية إنه "سبق الاتفاق مع الحكومة عليها". وتنص المادة على إلزام السودانيين الجنوبيين الذين غادروا منطقتهم قبل الاستقلال 1956 بالتصويت في منطقة سكنهم، سواء أكان الشمال أو الجنوب، الأمر الذي ترفضه الحركة الشعبية وتشترط إجراء عملية التسجيل والاقتراع للناخبين الجنوبيين في الجنوب فقط، الأمر الذي دفع السلطات للإعلان عن أن البرلمان سيراجع القانون. "مساعدات للانفصال" بالمقابل دعا رئيس حكومة الجنوب سلفاكير، رئيس الحركة الشعبية، الجنوبيين خلال حضوره قداس الكريسماس في كنيسة بجوبا إلى التصويت لصالح الانفصال حتى لا يظلوا مواطنين من الدرجة الثانية في السودان، على حد قوله، وقال خلال كلمته إن: "السياسة والقداسة وجهان لعملة واحدة في السودان". وفي نفس السياق نقلت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية اليوم عن ممثل جنوب السودان في واشنطن "حزقيال لول" قوله إن: "الولايات المتحدة تضخ مئات الملايين من الدولارات في جيوب حكومة جنوب السودان لمساعدتها على الإعداد لصالح الانفصال عن الشمال"، مشيرا إلى أن واشنطن ستمنح حكومة الجنوب مليار دولار سنويا في حال انفصاله. وأوضح لول أن "غالبية هذه الأموال التي تضخها واشنطن ستستخدم في استكمال مشاريع البنية التحتية للجنوب، وتدريب الشرطة وتكوين جيش محترف". ويدين 5% من سكان السودان بالمسيحية التي تحتل المرتبة الثالثة بعد الإسلام والأديان الإفريقية، وأغلب من يدينون بها من الجنوب الذي ظل طيلة 22 عاما مسرحا لحرب أهلية انتهت عام 2005 بتوقيع اتفاق شامل للسلام أصبح بموجبه الجنوب يتمتع بحكم شبه ذاتي، على أن تنتهي الفترة الانتقالية لاتفاقية السلام بتنظيم استفتاءين في 2011، الأول سيطلب رأي سكان منطقة أبيي مثار الخلاف التي تقع بين الشمال والجنوب إن كانوا يريدون المحافظة على وضعها الخاص في الشمال أو انضمامها إلى الجنوب، والثاني سيحدد إذا كان الجنوب يريد الاستقلال أم لا. وبحسب تعداد سكاني أجراه الجهاز المركزي السوداني للإحصاء في العام 2008، فإن إجمالي عدد سكان السودان يبلغ 39.15 مليون نسمة يعيش منهم 30.89 مليون (أي 79%) في الشمال، بينما يعيش 8.26 ملايين نسمة، أي ما نسبته 21% في الجنوب، وقال التعداد، وهو الخامس في تاريخ السودان والأول منذ 16 عاما، إن تعداد الجنوبيين المقيمين في الشمال نصف مليون، يعيش 250 ألفا منهم في ولاية الخر |