عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة نور الاسلام سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
نور الاسلام الافضل
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة نور الاسلام سنتشرف بتسجيلك شكرا ادارة المنتدي
نور الاسلام الافضل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
قد يقول الانسان كلمة يسعد بها عمره كله وقد يقول كلمة يشقى بها عمره كله فاتق الله فى كلماتك وجوارحك واجعل انفاسك كلها تخرج فى طاعة الله . فان خرجت بعضها فى معصيته ..فاجتهد على تزكية الباقى منها واجعلها فى طاعتة واجتهد فى الطاعة كما اجتهدت فى المعصية<
موضوع: مسابقة وعد نور (هجرة الرسول صلى الله علية وسلم) الخاص بالامل الأحد ديسمبر 27, 2009 6:14 am
الحمد لله الصلاة والسلام على [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اشرف المرسلين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ،،،،،
الهجرة النبوية المباركة
إن الحمد لله نحمده ونستغفره ونستهديه ونسترشده ونشكره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أنْ لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا مثيل له ولا ضد ولا ند له وأشهد أنَّ سيدنا وحبيبنا وعظيمنا وقائدنا وقرة أعيننا محمدًا عبده ورسوله وصفيه وحبيبه من بعثه الله رحمة للعالمين هاديًا ومبشرًا ونذيرا بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة فجزاه الله عنا خير ما جزى نبيًا من أنبيائه، الصلاة والسلام عليك سيدي يا علم الهدى الصلاة والسلام عليك سيدي يا رسول الله سيدي يا حبيب الله ضاقت حيلتنا وأنت وسيلتنا أدركنا يا محمد أدركنا يا أبا القاسم يا رسول الله أدركنا بإذن الله .
أما بعـد فيا عباد الله أوصي نفسي وإياكم بتقوى الله العلي العظيم واستفتح بالذي هو خير، يقول الله تعالى في كتابه العظيم : ﴿إِلا تنصُروهُ فقدْ نصرَهُ اللهُ إِذْ أَخرجَهُ الذينَ كَفَروا ثانيَ اثنينِ إِذْ هُمَا في الغَارِ إِذْ يقولُ لصاحبِهِ لا تحزَنْ إِنَّ اللهَ معَنا فأنزلَ اللهُ سكينتَهُ عليهِ وأيَّدَهُ بجنودٍ لمْ تَرَوْهَا وجَعَلَ كلمةَ الذينَ كفَروا السُّفلى وكلمةَ اللهِ هيَ العُليَا واللهُ عزيزٌ حكيمٌ﴾ سورة التوبة/40
الهجرة النبوية أيها الإخوة لم تكن هروبًا من قتال ولا جبنًا عن مواجهة ولا تخاذلاً عن إحقاق حق أو إبطال باطل ولكن هجرة بأمر الله تعالى أعد فيها النبي القائد صلوات ربي وسلامه عليها العدة وهيأ الجند وعاد بهم إلى مكة فاتحًا، أوذي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوذي أصحابه الكرام في مكة وصبر ءال ياسر في سبيل الله، ورسول الله هاجر بالدعوة إلى الله فلم يكن يخفي شيئًا منها بل كان يدور في المواسم التي يجتمع فيها الناس ويقول لهم:" أيهـا النـاس قولـوا لا إلـه إلا الله تفلحوا " وصبر صلى الله عليه وسلم على إيذاء المشركين من أهل مكة، وانصب العذاب على المستضعفين صبًا جلد وضرب وحبس وتحريق وقتل، ولكن أدركهم المدد الرباني والتثبيت الإلـهي فكأنهم صخرة لا تخدش وصارت نبضات قلوبهم الخاشعة وهمسات أدعيتهم الضارعة تهز الأفئدة والعروش، أليس ردد بلال الحبشي أحد أحد، أحد أحد؟لم يتراجع ولم ينفتن.
فكم نحن بحاجة اليوم إلى أن نتطلع إلى مواقف هؤلاء الرجال الرجال، وهذا عمر رضي الله عنه يقف في وضح النهار ممتشقًا سيفه قائلاً لصناديد قريش بصوت جهير:" يا معشر قريش من أراد منكم أن تفصل رأسه أو تثكله أمه أو تترمل امرأته أو ييتم ولده أو تذهب نفسه فليتبعني وراء هذا الوادي فإني مهاجر إلى يثرب " فما تجرأ أحد منهم أن يحول دونه ودون الهجرة، وانظروا إلى موقف القائد العظيم محمد بعدما جاءوا إلى عمه أبي طالب يقولون له يا أبا طالب ماذا يريد ابن أخيك إن كان يريد جاها أعطيناه فلن نمض أمرا إلا بعد مشورته، وإن كان يريد مالاً جمعنا له حتى يصير أغنانا وإن كان يريد الملك توجناه علينا ولكن النبي صلى الله عليه وسلم الذي يوحى إليه أجاب عمه بقوله :" لو وضعوا الشمس بيميني والقمر بشمالي ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك دونه " ليس في الأنبياء من يترك الدعوة إلى الله، ليس في الأنبياء من يتخلى عن الدعوة إلى الله مهما اشتد عليه البلاء ليس في أنبياء الله من يعرض عن دين الله لشدة الإيذاء، أجمع المشركون على قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجمعوا من كل قبيلة رجلا جلدا ليضربوه ضربة رجل واحد حتى يتفرق دمه بين القبائل، فأتى جبريل عليه السلام وأخبره بكيد المشركين وأمره بأن لا يبيت في مضجعه الذي كان يبيت فيه.
فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل، ثم خرج صلى الله عليه وسلم وهم على بابه ومعه حفنة تراب فجعل يذرها على رؤوسهم وهو يقرأ : ﴿يـس والقرءانِ الحكيمِ إنّكَ لمنَ المرسلينَ على صِراطٍ مستقيمٍ تنـزيلَ العزيزِ الرحيمِ لِتُنْذِرَ قومًا ما أُنذِرَ ءاباؤهُمْ فهُمْ غافلونَ لقدْ حَقَّ القولُ على أكثرِهِمْ فهُمْ لا يؤمنونَ إنَّا جعَلْنَا في أعناقهم أَغْلالاً فهيَ إِلى الأَذْقانِ فهُمْ مُقمَحونَ وجعَلْنَا مِنْ بينِ أَيدِيهِمْ سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فأَغْشَيْناهُمْ فهُمْ لا يُبْصِرونَ﴾ سورة يـس 1ـ9وفي الطريق حصلت لرسول الله معجزات ببركة الهجرة حيث إن امرأة ممن سبقت رسول الله صلى الله عليه وسلم مات ولدها معها في الطريق إلى المدينة أصابه مرض فمات فتملكها الجزع فقالت اللهم إنك تعلم أني ما هاجرت إلا ابتغاء مرضاتك ومحبة في نبيك فلا تشمت بي الأعداء فقام ولدها في الحال أحياه الله تعالى، قالت فطعم وطعمنا ثم بقي حيا إلى خلافة سيدنا عمر رضي الله عنه، وقصة الطفيل بن عمرو الدوسي الذي كان معه صاحبه مرض على الطريق فلم يصبر على المرض فأخذ حديدة فقطع بها براجمه فنـزف الدم منه فمات، فرءاه صاحبه في المنام مغطيا يديه قيل له مالي أراك مغطيًا يديك،قال: " قيل لي لن نصلح لك ما أفسدت قد غفر الله لي بهجرتي إلى نبيه " فلما وصل إلى رسول الله أخبره ما رأى وما حصل لصاحبه فقال صلى الله عليه وسلم :" اللهم وليديه فاغفر " أيها الإخوة يقول الله تعالى في القرءان الكريم ﴿إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا﴾ الآيةَ، سورة التوبة/40، فهذا الصاحب هو الصدّيق رضي الله عنه وليس معناه أن الله موجود معهما في الغار، بل المعية هنا معية النصرة أي الله تعالى هو الذي ينصرنا ويحمينا، حمى الله تعالى حبيبه محمدا بأوهن البيوت وأوهن البيوت بيت العنكبوت وأرسل حمامة باضت على فم الغار فأعمى الله تعالى أبصار المشركين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أما المؤمنون فينتظرون في المدينة المنورة حبًّا وشوقًا وصولَ الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويتوافدون إلى مشارف المدينة من ناحية طريق مكة وبعضهم يتسلق الأشجار وينظر إلى بعد عله يرى أثرًا لقدم رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وذات يوم والناس في انتظار بلهف وشوق وقد انتصف النهار واشتد الحر توافدوا جماعة بعد جماعة وإذا برجل ينادي بأعلى صوته ها قد جاء من تنتظرون يا أهل المدينة وتكر الجموع عائدة لاستقبال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم والحب يسبقها ولسان حالها يقول :
لقد بني التاريخ الإسلامي المجيد على حادثة الهجرة النبوية العظيمة والتي تمثل انتقال المصطفى صلى الله عليه وسلم بدعوته من مكة المكرمة إلى يثرب (المدينة النبوية) في 16 يوليو من سنة 622 للميلاد.والذي اتخذه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه منطلقاً للتاريخ الهجري المبارك أثناء خلافته.
هجرة المسلمين الى المدينة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [size=18]بعد بيعة العقبة الثانية بدأت هجرة عامة المسلمين إالى المدينة بينما كان بعض الصحابة قد هاجر قبلها وقد أرى رسول الله - صلى اله علية وسلم - دار هجرة المسلمين وأخبرهم بها قال (رأيت أنى أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل ) فذهب وهلى- أى ظنى -إلى اليمامة أو هجر فإذا هى المدينة يثرب وفى رواية (أريت دار هجرتكم سبخة بين ظهرانى حرتين) فإما أن يكون هجر أو يثرب واول من هاجر أبو سلمة المخزومى زوج أم سلمة خرج مع زوجتة فمنعهما قومها منه وانتزع آل أبى سلمة ولده فغضب لذلك قوم أبي سلمة وقالوا: " لا والله، لا نترك ابننا عندها "، فتجاذب الفريقان الولد حتى خلعوا يده، ثم أخذه أهل أبيه، فأنطلق أبو سلمة وحده الى المدينة وهكذا استقبل أبو سلمة هذه المحنة بصبر وثبات، وزوجته تتجرّع مرارة الألم على فراقه وفراق ابنها، وذلك قبل بيعة العقبة بنحو سنة ثم أطلقوا زوجتة بعد نحو سنة فلحقت به وهاجر بعد أبى سلمة عامر بن ربيعة وزوجتة ليلى بنت أبى حثمه وعبدالله بن أم مكتوم فلما تمت البيعة تتابع المسلمون ى الهجرة وكانوا يتسللون خفية خشية قريش حتى هاجر عمر بن الخطاب فخرج علنا وتحدى قريشا فلم يجترى أحد على الوقوف فى وجه وقدم المدينة فى عشرين من الصحابة وهاجر المسلمون كلهم الى المدينة ورجع إليها عامة من كان بأرض يب الحبشة ولم يبق بمكة منهم إلا أبو بكر وعلى وصهيب وزيد بن حارثة وقليل من المستضعين الذين لم يقدروا على الهجرة وتجهز أبو بكر للهجرة فقال رسول الله صلى الله علية وسلم (على رسلك فإنى أرجو أن يؤذن لى ) فقال أبو بكر وهل ترجو ذلك بأبى أنت قال نعم فحسبن أبو بكر نفسة علية ليصحبة وعلف راحلتين كانتا عندة ورق السمر استعدادا لذلك
عدل سابقا من قبل الامل في الثلاثاء ديسمبر 29, 2009 11:02 pm عدل 1 مرات
جن جنون قريش لما رأوا أنا المسلمين وجدوا دار حفظ ومنعة ورأوا هجرتهم واجتماعهم بالمدينة خطرا على دينهم وكيانهم وتجارتهم فأجتمعوا ى دار الندوة صباح يوم الخميس 26 من شهر صفر سنة 14 من النبوة ليدرسوا خطة تفيد التخلص من هذا الخطر خاصة وأن لا صاحب الدعوة رسول الله صلى الله علية وسلم لا يزال فى مكة ويخشى أن يخرج منها فى عيشة أو ضحاها وقد حضر الاجتماع وجوه بارزة من سادات قريش وحضر أيضا إبليس فى صورة شيخ جليل من أهل نجد بعد أن استأذنهم وطرحت القضية على المجتمعين فقال أبو الأسود نخرجة من ارضنا ونصلح أمرنا ولا نبالى أين ذهب قال الشيخ النجدى : إنكم ترون حسن حديثة وحلاوة منطقة وغلبته على قلوب الرجال فإذا خرج فلا غرو أن يحل على حى من العرب تجتمع حولة الجموع فيطأكم بهم ى بلادكم ثم يفعل بكم ما أراد رؤا فية رأيا غير هذا قال أبو البخترى : احبسوة وأغلقوا علية الباب حتى يدركة ما أدركه ما أدركه الشعراء قبله من الموت قال الشيخ النجدي:والله لئن حبستموه ليخرجن أمره الى أصحابه وهم يضلونه على اآباء والابناء فأشكوا أن يثبوا عليكم وينزعوة منكم ثم يكاثروكم به حتى يغلبوا على أمركم انظروا فى غير هذا الرأى قال الطاغية أبو جهل: إن لى رأيا ما أراكم وقعتم علية بعد نأخذ من كل قبيلة فتى شابا جليدا نسيبا وسيطا فينا ونعطى كلا منهم سيفا صارما ثم يعمدوا إلية ويضربوة ضربة رجل واحد فيقتلوة فيفترق دمة فى القبائل فلا يقدر ينو عبد مناف على حرب قريش كلهم فيرضون بالدية فنعطيها لهم قال الشيخ النجدى : القول ما قال الرجل : هذا الرأى الذى لا رأى غيرة وأقر المجتمعون هذا الرأى وانفضوا وأخذوا يستعدون ويرتبون أنفسهم لتنفيذ هذا القرار0
ولم تكن قريشٌ لتسمح للمؤمنين بالخروج من مكّة بهذه السهولة ، فاستخدمت أبشع وسائل القمع والتعذيب ، ظنّاً منها أنها قادرة على إفشال هذه الهجرة الجماعيّة ، ولكنّ المؤمنين كانوا قد وطّنوا أنفسهم على التضحية والفداء ، ومواجهة جميع المؤامرات بالصبر والثبات مهما كانت النتائج والتبعات ، مما نتج عنه أروع الأمثلة الجديرة بالوقوف عندها وقفة اعتبار وتأمّل .
فهذا أبو سلمة رضي الله عنه ، انطلق مهاجراً إلى الله ورسوله ، مصطحباً معه زوجته وولده ، إلا أنّ أهل زوجته منعوه من أخذها ، وأمسكوا ولدها ، فغضب لذلك قوم أبي سلمة وقالوا: " لا والله ، لا نترك ابننا عندها " ، فتجاذب الفريقان الولد حتى خلعوا يده ، ثم أخذه أهل أبيه ، وواصل أبو سلمة طريقه وحده حتى بلغ المدينة .
وهكذا استقبل أبو سلمة هذه المحنة بصبر وثبات ، وزوجته تتجرّع مرارة الألم على فراقه وفراق ابنها ، وبقيت نحو عامٍ تخرج كل يومٍ تبكي على فراق زوجها حتى المساء ، إلى أن رآها رجلٌ من قومها ، فأدركته الشفقة عليها ، وشفع لها عند قومها حتى سمحوا لها بالهجرة ، فلما سمع أهل زوجها بذلك ردّوا عليها ولدها ، وانطلقت مهاجرة تحمل وليدها وليس معهما أحد ، وفي الطريق رآها عثمان بن طلحة وهي على هذه الحال ، فأركبها راحلته ومشى بها حتى وصل إلى مشارف قريةٍ قرب المدينة ، وقال لها : " زوجك في هذه القرية ، فادخليها على بركة الله " ، ثم انصرف راجعاً إلى مكة .
وكانت هجرة صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه صورةٌ أخرى من صور الهجرة ، تجلّت فيها معاني التضحية بالمال وبذله رخيصاً في سبيل الله ، فبعد أن عقد العزم على الهجرة ، حاول كفّار قريشٌ أن يلحقوا به ويمنعوه ، فلما رآهم أخرج سهامه ، وهدّدهم أن يقاتلهم حتى آخر رمق ، فقالوا له : " أتيتنا صعلوكا فكثُر مالك عندنا ، ثم تريد أن تخرج بنفسك ومالك ؟ ، والله لا يكون ذلك " ، فرد عليهم : " أرأيتم إن تركت مالي لكم هل تخلون سبيلي ؟ " ، قالوا : " نعم " ، فدلّهم على الموضع الذي خبّأ فيه ماله بمكّة ، فسمحوا له بإتمام رحلته إلى المدينة ، بعد أن ضحّى بكل ما يملك في سبيل عقيدته ودعوته ، ولما بلغ خبره النبي - صلى الله عليه وسلم -قال : ( ربح البيع أبا يحي ) ، وتلا قوله تعالى: { ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة الله ، والله رءوف بالعباد } ( البقرة : 207 ) رواه الحاكم .
ومن أبرز مشاهد الهجرة ، ما حدث لعمر بن الخطاب و عياش بن أبي ربيعة و هشام بن العاص بن وائل السهمي ، حين اتّفقوا على اللقاء سرّاً خارج مكّة للرحيل ، وفي الموعد المحدّد حضر عمر بن الخطّاب و عياش بن أبي ربيعة ولم يحضر هشام ، فقد استطاعت قريشٌ القبض عليه وتعذيبه ، حتى فتنوه عن دينه .
وعندما وصل عمر و عياش إلى المدينة أرادت قريشٌ أن تقوم بحيلة لاختطاف عياش ، فبعثوا أبا جهل ، والحارث بن هشام ، وذلك لقرابتهما منه ، ولما قدما المدينة بحثا عن عياش حتى وجداه في ( قباء ) فقالا له : " إن أمك قد نذرت أن لا يمس رأسها مشط ، ولا تستظل من شمس حتى تراك " ، فشقّ عليه أن يكون سبباً في إيذاء والدته ، لكنّ عمر بن الخطّاب أدرك منذ اللحظة الأولى أنها مكيدة ، فقال له : " والله إن يريدك القوم إلا ليفتنوك عن دينك ، فاحذرهم ، فوالله لو آذى أمك القمل لامتشطت ، ولو اشتدّ عليها حرّ مكة لاستظلت " ، فردّ عليه عيّاش قائلاً : " أبرّ قسم أمي ، ولي هناك مال فآخذه " ، فقال له عمر : " والله إنك لتعلم أني لمن أكثر قريش مالاً، فلك نصف مالي ولا تذهب معهما " ، لكنّه أصرّ على الخروج ، فلم يجد عمر ما يفعله سوى أن يعطيه ناقته كي يفرّ بها عند الحاجة .
وفي طريق العودة طلب أبو جهل من عياش أن يركبه على ناقته ، وما أن نزل عياش عن ظهر الناقة حتى هجما عليه وأحكما وثاقه ، ثم دخلا به مكّة وعذّباه حتى فُتن عن دينه .
ولما وصل الخبر إلى المسلمين أحزنهم ذلك ، وكانوا يظنّون أن الله تعالى لن يقبل منه ومن أمثاله توبةً ؛ وذلك لكفرهم بعد أن عرفوا الله وآمنوا برسوله ، حتى أنزل الله تعالى قوله : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ، وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون ، واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون } ( الزمر : 53 : 55 ) .
فأسرع عمر بن الخطّاب رضي الله عنه يبشّر هشام بن العاص بقبول التوبة ، وأرسل إليه تلك الآيات على صحيفة ، ولما قرأها هشام لم يفهمها ، فدعا الله أن يلهمه معناها ، فألقى الله في قلبه أنها نزلت فيه وفي أمثاله ، فعاد إلى المدينة تائباً مسلما ، وتبعه عياش بعد أن استطاع الفرار من قريش .
إنها نماذج حيّة ، وصور صادقة للمواقف الصعبة التي واجهها المهاجرون في سبيل الحصول على حرّيتهم الدينية ، والتخلّص من أذى قريشٍ واضطهادها ، لتكون تلك التضحيات الخطوة الأخيرة لتأسيس الدولة الإسلامية ، وإقامة مجتمعها الآمن .
موضوع: رد: مسابقة وعد نور (هجرة الرسول صلى الله علية وسلم) الخاص بالامل الأحد ديسمبر 27, 2009 10:40 pm
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] بين تدبير قريش وتدبير الله سبحانة وتعالى ومن طبيعة مثل هذا الاجتماع السرية للغاية وأن لا يبدوا على السطح الظاهر أى تخالف اليوميات وتغاير العادات المستمرة حتى لا يشم أحد رائحة التآمر فى خلد أحد أن هناك غموضا ينبئ عن الشر وكان هذا المكر من قريش ولكنهم ماكروا بذلك الله سبحانه وتعالى فخيبهم من حيث لا يشعرون فقد نزل جبريل و أخبر النبى - صلى الله علية وسلم - بمؤامرة قريش وأذن له فى الهجرة وحدد له وقت الخروج وبين له خطة الرد على مكر قريش فقال
(
لاتبت هذة الليلة على فراشك الذى كنت تبيت علية)
وخرج رسول الله -صلى الله علية وسلم- فى نحر الظهيرة حين يستريح الناس فى بيوتهم إلى بيت أبى بكر الصديق رضى الله عنه وأبرم معه أمور الهجرة فجهزوا الراحلتين أحث الجهاز واستأجروا عبدالله بن أريقط الليثى وكان على دين قريش ليكون دليلا لهما فى الطريق وكان هاديا ماهرا بالطرق وواعداة جبل ثور بعد ثلاث ليال ثم استمر رسول الله -صلى الله علية وسلم- فى أعمالة اليومية حسب المعتاد حتى لم يشعر أحد بأنة يستعد للهجرة أو لأى أمر آخر اتقاء مما قررته قريش
وكان من عادة رسول الله صلى الله علية وسلم أن ينام فى أوائل الليل بعد صلاة العشاء ويخرج فى النصف الآخير من الليل ألى المسجد الحرام يصلى فية صلاة التهجد -قيام الليل- فأضجع عليا - رضى الله عنه- على فراشة تلك الليلة وأخبره بأنة لا يصيبة مكروة فلما نام عامه الناس وهدأ الليل جاء المتأمرون سرا إلى بيت الرسول صلى الله علية وسلم وطوقوة ورأوا على بن ابى طال رضى الله عنه نائما على فراشة -صلى الله علية وسلم- متسجيا ببردة الحضرمى الاخضر فظنوة محمد -صلى الله علية وسلم- فأخذوة يختالون زهوا ويرصدونه حتى إذا قام وخرج يثبوا علية
وكان هذا جواب مكرهم من الله سبحانة وتعالى يقول تعالى
(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين)0
وخرج رسول الله -صلى الله علية وسلم- من بيته وهم مطوقون به فذر تراب البطحاء على رؤوسهم وهو يتلو قوله سبحانه وتعالى (وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا أخذ فأغشيناهم فهم لا يبصرون)0 فأخذ الله بأبصارهم فلم يشعروا به
ومضى رسول الله صلى الله علية وسلم إلى بيت أبو بكر ومن خوخة فى دارة خرجا حتى لحقا بغار ثور قبل بروغ الفجر وعلى بعد نحو خمسة أميال فى أتجاة اليمن
لما انتهيا الى الغاردخله أبو بكر أولا حتى إذا كان فيه شئ يصيبة محمد رسول الله صلى الله علية وسلم فكسحة ووجد فيه ثقوبا فسدها بشق إزارخ وبقى حجر أو حجران ألقهما رجلية ثم دخل رسول الله صلى الله علية وسلم فنام فى حجره ولدغ ابو بكر فى رجلية ولكنه لم يتحرك لمكان رسول الله صل الله علية وسلم فسقطت دموعه على وجه صلى الله علية وسلم فاستيقظ وسأل فقال لدغت فداك أبى وأمى فتفل رسول الله صلى الله علية وسلم فذهب الألم
وكمنا فى الغار ثلاث ليال وكان عبدالله بن أبى بكر يبيت عندهما وكان شابا فظنا ذكيا فيخرج من عندهما حتى يصبح فى قريش كأنه بات بمكة وكان يسمع مكائد قريش وأخبارهم فكان يأتيهما بها حين يختلط الظلام
وكان عامر بن فهيرة مولى ابى بكر يرعى الغنم فكان يأتيهما بها حين تذهب ساعة من الليل ثفى لبنها ثم ينعق بها فى غلس ويتبع بها أثر عبدلله بن أبى بكر ليعفى علية
أما قريش فبقيت فتيانها منتظرين قيام رسول الله صلى الله علية وسلم وخروجة حتى أصبحوا قام على من فراش رسول الله صلى الله علية وسلم فسقط فى أيديهم وسألوة عن رسول الله فقال لا علم لى به فضربوة وسحبوة إلى الكعبة وحبسوة ساعة ولكن بدون جدوى ثم جاءوا إلى بيت أبى بكر وسألوا ابنته اسماء عنه فقالت لا أدرى فلطمها الخبيث أبو جهل لطمة طرح منها قرطها ثم ارسلوا الطلب فى كل جه وجعلوا مائة ناقة عن كل واحد منهما لمن يأتى بهما حيين أو مييتين
وقد وصلوا فى الطلب إلى باب الغار بحيث لو طأطأ أحدهم ونظر إلى قدمية لرأهما حتى اشتد حزن أبى بكر على رسول الله صلى الله علية وسلم فقال
ما أظنك ياأبا بكر باثنين الله ثالثهما لاتحزن إن الله معنا
هي امرأة ذات مكانة عظيمة في الإسلام وذات شجاعة نادرة وبطولة، وليس عجبا أن تكون كذلك، فهي ابنة الصديق وأخت الصديقة وزوجها صحابي جليل وابنها صحابي جليل، كان أول مولود في الإسلام بعد الهجرة.
وعن إسلامها وموقفها في الهجرة وسيرتها العطرة أوضح الكاتب الإسلامي منصور عبد الحكيم قائلا: أسلمت أسماء قديما بمكة وكانت أكبر من أختها عائشة ببضع عشرة سنة، وكانت السابعة عشرة ممن أسلموا في مكة، فقد كان أبوها أول من أسلم من الرجال. وفي يوم الهجرة، يوم أن أراد المشركون قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم-، وجاء الأمر الإلهي إليه بالهجرة جاء النبي صلى الله عليه وسلم لصديقه أبي بكر الصديق كي يصحبه في رحلة الهجرة، وسار الاثنان إلى غار ثور، حتى تهدأ قريش من حملتها في البحث عنه، كان يلزم لهما الزاد في أيام الاختفاء في الغار.
حيث كان دور أسماء البارز في الهجرة، فكانت تأتي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) وصاحبه أبي بكر الصديق أبيها بالزاد والماء كل ليلة، تمشي ثلاثة أميال تقريبا حتى تصل إلى الغار ومعها الزاد والماء وأيضا الأخبار.
وحين أرادت أن تعلق الزاد والماء لم تجد ما تعلقه فقطعت نطاقها نصفين وأخذت نصفه كي تعلق به الزاد وبالآخر الماء، وحين رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شقت نطاقها نصفين قال لها: قد أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة. وسميت من يومها بذات النطاقين.
وأشار منصور عبد الحكيم الى أن أسماء رضي الله عنها تحملت أذى المشركين حين جاءوا إلى منزل أبيها يبحثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعن أبيها، فقال لها أبو جهل لعنه الله: أين أبوك يابنت أبي بكر؟
فردت بشجاعة وثبات: لا أدري. فلطمها أبو جهل لطمة حتى وقع قرطها من شدة اللطمة، ولكنها لم تهتز ولم تفض بسر أبيها وصاحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويضيف الباحث الإسلامي منصور عبد الحكيم: إن أسماء تعتبر مثالا للزوجة المؤمنة الصابرة: حيث تزوجت رضي الله عنها بالصحابي الجليل الزبير بن العوام ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك بمكة المكرمة قبل الهجرة النبوية، وهاجرت وهي حامل في ابنها عبد الله فولدته بالمدينة المنورة فكان أول مولود في الإسلام للمهاجرين بعد الهجرة وبعد أن أشاع اليهود أن نسل المسلمين قد انقطع.
وعاشت أسماء رضي الله عنها في بيت زوجها صابرة تحملت شظف العيش وعبء الحياة الزوجية، وعن حياتها في بيت زوجها قالت: كنت أخدم الزبير خدمة البيت كله، وكان له فرس، وكنت أسوسه، وكنت أحتشي له وأقوم عليه.
وكانت تنقل النوي على رأسها لأرض زوجها وتسقي الماء وسائر الأعباء الأخرى خارج المنزل وداخله، وحين شكت ذلك لأبيها الصديق رضي الله عنه قال لها: يابنية اصبري، فإن المرأة إذا كان لها زوج صالح ثم مات عنها فلم تتزوج بعده جمع بينهما في الجنة.
وكانت أسماء رضي الله عنها مثال الكرم والجود في العطاء فقد أوصاها النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد مر عليها وهي تحصي أي تعد شيئا وتكيله فقال لها: يا أسماء لا تحصي فيحصي الله عليك.
فما أحصت شيئا بعد ذلك ولم ينفد رزقها أبدا. وكانت تحث بناتها على العطاء بسخاء فتقول لهن: بناتي تصدقن ولا تنتظرن الفضل فإنكن إن انتظرتن الفضل لن تجدنه، وإن تصدقتن تجدن فقده.
وعن عملها وفقهها رضي الله عنها يقول:كانت مثل أختها السيدة عائشة رضي الله عنها ذات علم في الدنيا وفقه، روت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وكانت من فقيهات نساء الصحابة، وحدث عنها عدد من الصحابة والتابعين منهم حفيدها عبد الله بن عروة بن الزبير فقال: قلت لجدتي أسماء: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سمعوا القرآن؟ قالت: تدمع أعينهم وتقشعر جلودهم، كما نعتهم الله. قال: فإن ناسا ها هنا إذا سمع أحدهم القرآن خر مغشيا عليه. قالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
وكانت إذا صلت أطالت القيام والقراءة والتدبر حتى تظل تكرر الآية مرارا وتكرارا من الخوف والوجل من الله عز وجل.
ومما يروى عن ورعها وتقواها أيضا ما ذكره الباحث بقوله: لما كانت أسماء ذات فقه في الدين وورع شديد فإنها حين جاءت أمها، وكانت مشركة، بهدايا، أبت أن تقبلها حتى تسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاء رد الرسول صلى الله عليه وسلم أن تقبل الهدايا وأن تبر أمها لقوله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين). وهذا الحديث أخرجه البخاري في مواضع من صحيحه وغيره من أصحاب السنن.
وقد أنجبت أسماء رضي الله عنها أولادها: عبدالله والمنذر وعروة، وعاصم، والمهاجر، وخديجة وأم الحسن وعائشة.
ويضيف الباحث منصور عبد الحكيم أن السيدة أسماء رضي الله عنها روت الكثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت أكثر بنات الصحابة في ذلك بعد أختها عائشة رضي الله عنها فقد روت قرابة ثمانية وخمسين حديثا، بينما روى زوجها الزبير بن العوام رضي الله عنه ثمانية وثلاثين حديثا.
وروى عنها ابناها عبد الله، وعروة وحفيدها عبد الله بن عروة ومولاها: عبد الله بن كيسان، وابن عباس ومحمد بن المنكدر ووهب بن كيسان. وكذلك فاطمة بنت المنذر بن الزبير وصفية بنت شيبة وأم كلثوم مولاة الحجبة وغيرهم. واتفق البخاري ومسلم على أربعة عشر حديثا لها وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بأربعة. توفيت رضي الله عنها بعد مقتل ابنها عبد الله بن الزبير رضي الله عنهم أجمعين بأيام قليلة، فما أتت عليها جمعة حتى ماتت بعدها عام 73 ه. وكانت رضي الله عنها قد ذكرت في وصيتها لأهلها: اجمروا ثيابي إذا مت، ثم حنطوني، ولا تذروا على كفني حنوطا، ولا تتبعوني بنار ولا تدفنوني ليلا. ودفنت بجوار ابنها عبد الله بن الزبير بمكة على الأرجح وقيل إنها ماتت بالمدينة ودفنت بها والله أعلم رضي الله عنها وأرضاها.
وفى ليلة الاثنين غرة ربيع الآول سنه 1 هـ جاء الدليل عبدالله بن أريقط الليثى بالرحلتين إلى جبل ثور حسب الموعد فارتحل رسول الله صلى الله علية وسلم وأبو بكر الصديق وصاحبهما عامر بن قهيرة وسلك بهما الدليل فى اتجاة الجنوب نحو اليمن حتى أبعد ثم اتجه إلى الغرب نحو ساحل البحر الاحمر ثم اتجه نحو الشمال على مقربة من الساحل وسلك طريقا لايسلكة الناس إلا نادرا
وواصلوا السير تلك الليلة ثم النهار إلى نصفه حتى خلا الطريق فاستراح النبى صلى الله علية وسلم تحت ظل صخرة واستكشف أبو بكر ماحولة وجاء راع فاستحلب منه أبو بكر فلما استيقظ النبى صلى الله علية وسلم سقاة حتى رضى ثم ارتحلوا
وفى اليوم الثانى مرا بخيمتي أم معبد وكانت بالمشلل فى ناحية قديد على بعد نحو 130 كيلوا من الكعبة
يسألاها : هل عندها شيء يشترونه ؟ فقالت والله لو عندنا شيء ما أعوزكم القرى . والشاء عازب - وكانت سنة شهباء - فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى شاة في كسر الخيمة فقال " ما هذه الشاة ؟ " قالت خلفها الجهد عن الغنم . فقال " هل بها من لبن ؟ " قالت هي أجهد من ذلك . قال " أتأذنين لي أن أحلبها ؟ " قالت نعم - بأبي أنت وأمي - إن رأيت بها حليبا فاحلبها .
فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده ضرعها ، وسمى الله ودعا ، فتفاجت عليه ودرت . فدعا بإناء لها يربض الرهط فحلب فيه حتى علته الرغوة فسقاها فشربت حتى رويت وسقى أصحابه حتى رووا . ثم شرب هو . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فيه ثانيا فملأ الإناء . ثم غادره عندها وارتحلوا .
فقل ما لبثت أن جاء زوجها يسوق أعنزا عجافا يتساوكن هزالا . فلما رأى اللبن قال من أين هذا ؟ والشاء عازب . ولا حلوبة في البيت .
قالت لا والله إلا أنه مر بنا رجل مبارك ومن حديثه كيت وكيت قال والله إني لأراه صاحب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الذي تطلبه . صفيه لي يا أم معبد .
قالت ظاهر الوضاءة أبلج الوجه حسن الخلق لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة وسيم قسيم في عينيه دعج وفي أشفاره وطف وفي صورته صحل وفي عنقه سطع . وفي لحيته كثاثة أحور أكحل أزج أقرن شديد سواد الشعر إذا صمت علاه الوقار وإذا تكلم علاه البهاء أجمل الناس وأبهاه من بعيد وأحسنه وأحلاه من قريب . حلو المنطق . لا نذر ولا هذر كأن منطقه خرزات نظم يتحدون ربعة لا تقتحمه عين من قصر ولا تشنؤه من طول . غصن بين غصنين فهو أنضر الثلاثة منظرا ، وأحسنهم قدرا . له رفقاء يحفون به . إذا قال استمعوا لقوله . واذا أمر تبادروا إلى أمره محفود محشود . لا عابس ولا مفند .
قال أبو معبد هذا - والله صاحب - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]الذي تطلبه . ولقد هممت أن أصحبه ولأفعلن ، إن وجدت إلى ذلك سبيلا . وأصبح صوت عال بمكة يسمعونه ولا يرون القائل يقول
قالت [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. مكثنا ثلاث ليال لا ندري : أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ إذ أقبل رجل من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من أسفل مكة يتغنى بأبيات غناء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، والناس يتبعونه ويسمعون منه ولا يرونه حتى خرج من أعلى مكة فعرفنا أين توجه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قالت ولما خرج أبو بكر احتمل معه ماله . فدخل علينا جدي أبو قحافة - وقد ذهب بصره - فقال إني والله لأراه قد فجعكم بماله مع نفسه . قلت : كلا والله قد ترك لنا خيرا . وأخذت حجارة فوضعتها في كوة البيت . وقلت : ضع يدك على المال . فوضعها ، وقال لا بأس . إن كان قد ترك لكم هذا فقد أحسن قالت والله ما ترك لنا شيئا وإنما أردت أن أسكت الشيخ .
فلما مروا بحي من مدلج مصعدين من قديد . بصر بهم رجل فوقف على الحي . فقال لقد رأيت آنفا بالساحل أسودة ما أراها إلا محمدا وأصحابه .
ففطن بالأمر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فأراد أن يكون الظفر له . وشد سبق له من الظفر ما لم يكن في حسابه . فقال بل هما فلان وفلان خرجا في طلب حاجة لهما . ثم مكث قليلا . ثم قام فدخل خباءه وقال لجاريته اخرجي بالفرس من وراء الخباء وموعدك وراء الأكمة . ثم أخذ رمحه وخفض عاليه يخط به الأرض حتى ركب فرسه . فلما قرب منهم وسمع قراءة النبي صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر يكثر الالتفات ورسول الله صلى الله عليه وسلم لا يلتفت - قال أبو بكر يا رسول الله هذا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قد رهقنا . فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فساخت يدا فرسه في الأرض فقال قد علمت أن الذي أصابني بدعائكما . فادعوا الله لي ، ولكما أن أرد الناس عنكما ، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم فخلصت يدا فرسه . فانطلق . وسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكتب له كتابا ، فكتب له أبو بكر بأمره في أديم . وكان الكتاب معه إلى يوم فتح مكة . فجاء به فوفى له رسول الله صلى الله عليه وسلم . فرجع . فوجد الناس في الطلب فجعل يقول قد استبرأت لكم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وقد كفيتم ما ههنا . فكان أول النهار جاهدا عليهما . وكان آخره حارسا لهما
وفى الطريق لقية بريدة بن الحصيب الآسلمى رضى الله عنه فى سبعين راكبا فأسلم هو ومن معه وصلوا خلفة صلاة العشاء الآخرة
ولقيهما فى بطن ريم اسم واد- الزبير بن العوام فى ركب من المسملين وكانوا قافلتين من الشام فكساهما الزبير ثيابا بياضا
قصة نسج العنكبوت فقد رويت من ثلاثة طرق ، تفصيلها كالآتي :
- الطريق الأولى : حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا معمر ، قال : وأخبرني عثمان الجزري : أن مقسما مولى ابن عباس ، أخبره عن ابن عباس في قوله : " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك " [ الأنفال : 30 ] قال : " تشاورت قريش ليلة بمكة ، فقال بعضهم : إذا أصبح ، فأثبتوه بالوثاق . يريدون النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال بعضهم : بل اقتلوه . وقال بعضهم : بل أخرجوه . فأطلع الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم على ذلك ، فبات علي على فراش النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى الله عليه وسلم حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون عليا ، يحسبونه النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا إليه ، فلما رأوا عليا ، رد الله مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا ؟ قال : لا أدري . فاقتصوا أثره ، فلما بلغوا الجبل ، خلط عليهم ، فصعدوا في الجبل ، فمروا بالغار ، فرأوا على بابه نسج العنكبوت ، فقالوا : لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال . أخرجه عبد الرزاق في " المصنف " (9743) بأطول من هذا ، وأحمد (1/348) ، والطبري في " جامع البيان " عند تفسير الآية ، والطبراني في " الكبير " (12155) ، والخطيب في " تاريخ بغداد " (13/191) . والحديث ضعيف ، في إسناده عثمان الجزري . قال ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (6/174) : عثمان الجزري ، ويقال له : عثمان المشاهد . روى عن مقسم ، روى عنه معمر والنعمان ، سمعت أبي يقول ذلك . نا عبد الرحمن ، انا علي بن أبي طاهر القزويني فيما متب إلي ، قال : انا أبو بكر الأثرم ، قال : سمعت أبا عبد الله أحمد بن حنبل سئل عن عثمان الجزري فقال : روى أحاديث مناكير ، زعموا أنه ذهب كتابه . نا عبد الرحمن قال : سألت أبي عن عثمان الجزري فقال : لا أعلم روى عنه غير معمر والنعمان .ا.هـ. وأورده البخاري في " التاريخ الكبير " (6/258) . تحسين بعض العلماء لللقصة : وذهب بعض أهل العلم إلى تحسين القصة منهم : 1 - الحافظ ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/239) فقال : وهذا إسناد حسن ، وهو من أجود ما روي في قصة نسج العنكبوت على فم الغار ، وذلك من حماية الله لرسوله صلى الله عليه وسلم .ا.هـ. 2 - وقال الحافظ ابن حجر في " الفتح " (7/278) : وذكر أحمد من حديث ابن عباس بإسناد حسن ... وذكر القصة .ا.هـ. . تضعيف أهل العلم للقصة : حكم عدد من أهل العلم على القصة بالضعف ، مع الأخذ في الاعتبار أن بعض العلماء ضعفها على أن عثمان الجزري هو ابن عمرو بن ساج ،، ومنهم : 1 - الشيخ أحمد شاكر . قال في " تخريج المسند " (3251) : في إسناده نظر . 2 - الشيخ محمد ناصر الدين الألباني . قال في تعليقه على " فقه السيرة " ( ص 163) لمحمد الغزالي : في المسند من طريق عثمان الجزري أن مقسما مولى ابن عباس أخبره عن ابن عباس به . وحسن المؤلف إسناده ، وكأنه تبع فيه ابن كثير في " البداية " . وتبعه أيضا الحافظ في " الفتح " ، وفي تحسينه نظر فإن عثمان الجزري وهو ابن عمرو بن ساج .ا.هـ. وقال في " الضعيفة " (3/339) : واعلم أنه لا يصح حديث في العنكبوت والحمامتين على كثرة ما يذكر ذلك في بعض الكتب والمحاضرات التي تلقى بمناسبة هجرته صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ، فكن من ذلك على علم .ا.هـ. 3 - شعيب الأرنؤوط . قال في تخريجه لـ " مسند الإمام أحمد " (5/301) : إسناده ضعيف ، عثمان الجزري ، ويقال له : عثمان المشاهد ... " وذكر كلام الإمام أحمد وأبي حاتم في الرجل . 4 - بكر أبو زيد . قال في " التحديث بما قيل : لا يصح فيه حديث " ( ص 133) عن غار حراء : نسج العنكبوت عليه وقصة الحمامتين . ونقل كلام الشيخ الألباني الآنف في الضعيفة
. - الطريق الثانية : أخرج أبو بكر المروزي في " مسند أبي بكر " (72) عن بشار الخفاف ، عن جعفر بن سليمان ، حدثنا أبو عمران الجوني ، حدثنا المعلى بن زياد ، عن الحسن ، قال : انطلق النبي صلى الله وأبو بكر إلى الغار فدخلا فيه ، فجاء العنكبوت فنسجت على باب الغار ، وجاءت قريش يطلبون النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانوا إذا رأوا على باب الغار نسج العنكبوت ، قالوا لم يدخله أحد ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم قائما يصلي ، وأبو بكر يرتقب ، فقال أبو بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : فداك أبي وأمي ، هؤلاء قومك يطلبونك ، أما والله ما على نفسي أبكي ، ولكن مخافة أن أرى فيك ما أكره ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تحزن إن الله معنا " . وهذه الرواية معلولة : 1 - في سندها بشار بن موسى الشيباني الخفاف . قال البخاري : منكر الحديث . وقال يحيى بن معين والنسائي : ليس بثقة . وقال أبو زرعة : ضعيف . وقال الحافظ ابن حجر : ضعيف كثير الغلط كثير الحديث . 2 - أنها مرسلة عن الحسن . قال الذهبي في " الموقظة " ( ص 17) : " من أوهى المراسيل عندهم : مراسيل الحسن . وأوهى من ذلك : مراسيل الزهري ، وقتادة ، وحميد الطويل ، من صغار التابعين . وغالب المحققين يعدون مراسيل هؤلاء معضلات ومنقطعات ؛ فإن غالب روايات هؤلاء عن تابعي كبير ، عن صحابي ، فالظن بمرسله أنه أسقط من إسناده اثنين .ا.هـ. وذهب ابن كثير في " البداية والنهاية " (2/239) إلى تحسين هذه الرواية لأنها تشهد للرواية الأولى فقال : " وهذا مرسل عن الحسن ، وهو حسن بماله من الشاهد " . والحديث أورد العلامة الألباني في " الضعيفة " (1129)0
. - الطريق الثالثة : عن أبي مصعب المكي قال : أدركت أنس بن مالك ، وزيد بن أرقم ، والمغيرة بن شعبة فسمعتهم يتحدثون أن النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الغار أمر الله عز و جل شجرة ، فخرجت في وجه النبي صلى الله عليه وسلم تستره ، و إن الله عز و جل بعث العنكبوت فنسجت ما بينهما فسترت وجه النبي صلى الله عليه وسلم ، و أمر الله حمامتين وحشيتين فأقبلتا تدفان (و في نسخة: ترفان) حتى و قعا بين العنكبوت و بين الشجرة ، فأقبل فتيان قريش من كل بطن رجل معهم عصيهم و قسيهم و هراواتهم حتى إذا كانوا من النبي صلى الله عليه وسلم على قدر مائتي ذراع قال الدليل سراقة بن مالك المدلج : انظروا هذا الحجر ثم لا أدري أين وضع رجله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال الفتيان : إنك لم تخطر منذ الليلة أثره حتى إذا أصبحنا قال : انظروا في الغار ! فاستقدم القوم حتى إذا كانوا على خمسين ذراعا نظر أولهم فإذا الحمامات، فرجع، قالوا : ما ردك أن تنظر في الغار ؟ قال : رأيت حمامتين وحشيتين بفم الغار فعرفت أن ليس فيه أحد ، فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم فعرف أن الله عز و جل قد درأ عنهما بهما ، فسمت عليهما فأحرزهما الله تعالى بالحرم فأفرجا كل ما ترون . أخرجه ابن سعد في الطبقات (1/229) ، والبزار كما في " كشف الأستار " (1741) . وقد حكم العلامة الألباني في " الضعيفة " (1128) على هذه الرواية بالنكارة ، وسأكتفي بكلامه في تخريج الحديث فقال : وقال الهاشمي : " تفرد به أنس ومن ذكر معه ، لا نعرفه إلا من حديث مسلم بن إبراهيم عن عون بن عمرو القيسي عن أبي مصعب " . وقال العقيلي : " لا يتابع عليه عون وأبو مصعب رجل مجهول " . قلت : وأشار البزار إلى جهالته بقوله : " لا نعلم رواه إلا عون بن عمير ، وأبو مصعب فلا نعلم حدث عنه إلا عوين " . وقال ابن معين في عون : " لا شيء " . وقال البخاري : " منكر الحديث ، مجهول " . ذكره الذهبي في " الميزان " وساق له حديثين مما أنكر عليه هذا أحدهما . وقال الحافظ ابن كثير في تاريخه " البداية " (3/182) : " وهذا حديث غريب جدا " . وقال الهيثمي في " المجمع " (6/53) : " رواه البزار والطبراني ، وفيه جماعة لم أعرفهم " . ثانيا : فوائد ذات صلة بالبحث :
- الفائدة الأولى هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بصحبة الصديق رضي الله عنه جاءت من حديث عائشة رضي الله عنها في البخاري (3905) ، بوب البخاري لها : " باب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المدينة " ، ولم يذكر فيها نسج العنكبوت والحمامتين ، وأورد البخاري تحت الباب عدة روايات ولم يذكر فيها شيء من قصة نسج العنكبوت
. -- الفائدة الثالثة : قال الشيخ شعيب الأرنؤوط في " تخريج المسند " (5/302) : وقد فات الحسيني وابن حجر أن يذكراه في كتابيهما مع أنه من شرطهما .ا.هـ. ويقصد عثمان الجزري وليس عثمان بن ساج الجزري ، فهذا مترجم له في " التهذيب
" . - الفائدة الرابعة : قال ابن كثير في " البداية والنهاية " (3/199) : وقد ورد أن حمامتبن عششتا على بابه أيضا وقد نظم الصرصري في شعره حيث يقول : فعمى عليه العنكبوت بنسجه وظل على الباب الحمام يبيض وذكر العلامة الألباني أنه لا يصح في كلا الأمرين حديث في كلامه الآنف
وفى يوم الاثنين - الثامن من شهر ربيع الآول سنة 14 من النبوة - وهى السنة الاولى من الهجرة نزل رسول الله صلى الله علية وسلم بقباء
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: فحدثني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، عن عبد الرحمن بن عويمر بن ساعدة قال حدثني رجال من قومي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]صلى الله عليه وسلم من مكة ، وتوكفنا قدومه كنا نخرج إذا صلينا الصبح إلى ظاهر حرتنا ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم فوالله ما نبرح حتى تغلبنا الشمس على الظلال فإذا لم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]ظلا دخلنا ، وذلك في أيام حارة . حتى إذا كان اليوم الذي قدم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم جلسنا كما كنا نجلس حتى إذا لم يبق ظل دخلنا بيوتنا ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين دخلنا البيوت فكان أول من رآه رجل من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وقد رأى ما كنا نصنع وأنا ننتظر قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا ، فصرخ بأعلى صوته يا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، هذا جدكم قد جاء . قال فخرجنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ظل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، ومعه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رضي الله عنه في مثل سنه وأكثرنا لم يكن رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك وركبه الناس وما يعرفونه من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، حتى زال الظل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]فأظله بردائه فعرفناه عند ذلك
فكان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وإنما كانت إقامته بقباء ليلة أو ليلتين يقول كانت بقباء امرأة لا زوج لها ، مسلمة . قال فرأيت إنسانا يأتيها من جوف الليل فيضرب عليها بابها ، فتخرج إليه فيعطيها شيئا معه فتأخذه . قال فاستربت بشأنه فقلت لها : يا أمة الله من هذا الرجل الذي يضرب عليك بابك كل ليلة فتخرجين إليه فيعطيك شيئا لا أدري ما هو وأنت امرأة مسلمة لا زوج لك ؟ قالت هذا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن واهب قد عرف أني امرأة لا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لي ، فإذا أمسى عدا على أوثان قومه فكسرها ، ثم جاءني بها ، فقال احتطبي بهذا ، فكان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رضي الله عنه يأثر ذلك من أمر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]تى هلك عنده بالرضي الله عنه يأثر ذلك من أمر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، حتى هلك عنده بالعراق .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فلما بركت ورسول الله صلى الله عليه وسلم عليها لم ينزل وثبت فسارت غير بعيد ورسول الله صلى الله عليه وسلم واضع لها زمامها لا يثنيها به ثم التفتت إلى خلفها ، فرجعت إلى مبركها أول مرة فبركت فيه ثم تحلحلت وزمت ووضعت جرانها ، فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتمل أبو أيوب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رحله فوضعه في بيته ونزل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأل عن المربد لمن هو ؟ فقال له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عفراء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: هو يا رسول الله لسهل وسهيل ابني عمرو ، وهما يتيمان لي ، وسأرضيهما منه فاتخذه مسجدا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ثم اتجه الرسول صلى الله علية وسلم نحو المدينة وقد زحف الناس للاستقبال وارتجت البيوت والسكك بالتحميد والتقديس وخرج النساء والصبيان والولائد يقلن
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا من دعا لله داع
ايها المبعوث فينا جئت بلآمر المطاع
. قال البراء . : أول من قدم علينا : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فجعلا يقرآن الناس القرآن . ثم جاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وبلال وسعد ثم جاء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في عشرين راكبا . ثم جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم . فما رأيت الناس فرحوا بشيء فرحهم به حتى جعل النساء والصبيان والإماء يقلن قدم رسول الله جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وكان رسول الله صلى الله علية وسلم لا يمر بدار من دور الآنصار إلا أخذوا خطام ناقته يقولون هلم إلى العدد والعدة والسلاح والمنعه فكان يقول لهم: خلوا سبيلها فإنها مأمورة فلما وصلت الناقة إلى موضع المسجد النبوى بركت فلم ينزل عنها حتى نهضت وسارت قليلا ورجعت فبركت فى موضعها الآول فنزل عنها فجعل الناس يكلمونه فى النزول عليهم وبادر أبو أيوب الانصارى رضى الله عنه فأدخل رحلة فى بيته فجعل رسول الله صلى الله علية وسلم يقول المرء مع رحلة وأسعج بن زارارة بزمام راحلته فكانت عندة
وسابق سراه الانصار فى استضافة رسول الله صلى الله علية وسلم فكانت الجفان تأتية منهم كل ليلة فما من ليلة إلا وعلى باب الثلاث أو الاربع منها
مكث على بن ابى طالب رضى الله عنه بمكه بعد النبى صلى الله عليه وسلم ثلاثا وأدى ودائع كانت عند رسول الله صلى الله علية وسلم لآهل مكه ثم خرج ماشيا على قدمية حتى لحق رسول الله صلى الله علية وسلم بقباء ونزل على كلثوم بن الهدم
هجرة أهل البيت
ولما استقر رسول الله صلى الله علية وسلم بالمدينه أرسل زيد بن حارثة وأبا رافع إلى مكه فقدما بفاطمة وأم كلثوم بنتى النبى صلى الله علية وسلم وبأم المؤمنين سودة وأم أيمن وأسامة بن زيذ وخرج معهم عبدالله بن أبى بكر بعيال أبى بكر وهم : أم رومان وأسماء وعائشة - رضى الله عنهم وعنهن جميعا- وذلك بعد سته أشهر من هجرة الرسول صلى الله علية وسلم
هجرة صهيب الرومي مع ترك أمواله للمشركين
· عن صهيب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أريت دارهجرتكم سبخة بين ظهراني حرتين ، فإما أن تكون هجر أو تكون يثرب " قال " وخرج رسول الله إلى المدينة وخرج معه أبو بكر ، وكنت قد هممت معه بالخروج فصدني فتيان من قريش ، فجعلت ليلتي تلك أقوم لا أقعد ، فقالوا : قد شغله الله عنكم ببطنه ، ولم أكن شاكيا ، فناموا ، فخرجت ولحقني منهم ناس بعد ما سرت يريدون ليردوني ، فقلت لهم : إن أعطيتكم أواقي من ذهب وتخلون سبيلي وتوفون لي ؟ ففعلوا فتبعتهم إلى مكة ، فقلت : أحفروا تحت أسكفة الباب فإن بها أو أقي ، واذهبوا إلى فلانة فخذوا الحلتين .
· وخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينه قبل أن يتحول منها فلما رآني قال : " يا أبا يحيى ربح البيع " فقلت : يا رسول الله ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبرائيل عليه السلام " .
وحبس المشركون بعض المسلمين عن الهجرةوعذبوهم وفتنوهم عن دينهم منهم
الوليد بن الوليد
وعياش بن أبى ربيعة
وهشام بن العاص
فكان رسول الله صلى الله علية وسلم يدعو لهم فى الصلوات ويدعو على من حبسهم من كفار قريش وهذا أصل القنوت وبعد حين قام بعض المسلمين بعمل بطولى جرئ أخرجهم بذلك من قيد الكفار فهاجروا إلى المدينة
أيها الإخوة ، المهاجرون بعد قدومهم إلى المدينة أصيبوا بمرض شائع في المدينة اسمه حمى يثرب ، هذه المدينة يثرب اشتهرت بهذا المرض ، والمهاجرون حينما قدموا إلى المدينة هناك اختلاف مناخي وبيئي بين مكة والمدينة .
نحن في دمشق إذا سكن أحدنا في الساحل قد لا يستريح ، هناك رطوبة عالية جداً ، وأبناء الساحل إذا جاؤوا إلى مدينة داخلية لا يستريحون ، هناك جفاف في المناخ ، فالإنسان مخلوق بإتقان رائع ، حيث إنه يألف البيئة ، ويتوافق معها ، ويتكيف معها حتى تصبح البيئة جزءاً من كيانه ، فإذا انتقل إلى بيئة أخرى شعر بحرج .
فأهل مكة ، الأصحاب الكرام الذين هاجروا إلى المدينة اختلف عليهم المناخ ، واختلفت عليهم البيئة ، وفي الأصل في بالمدينة مرض اسمه حمى يثرب .
فصحة المهاجرين لم تتحمل هذا الوباء ، وكان له آثار جسيمة على المهاجرين ، حتى أوشك بعضهم أن يموت ، لماذا أذاق الله النبي الفقير فصبر ؟ أذاقه الغنى فأنفق ، أذاقه القهر في الطائف فراجع نفسه مع الله عز وجل ، أذاقه النصر في مكة فتواضع ، أذاقه موت الزوجة السيدة خديجة فتألم وصبر ، أذاقه موت الولد فصبر ، وقال :
(( إن العين لتدمع ، وإن القلب ليحزن ، ولا نقول إلا ما يرضي الرب ، وإن عليك يا إبراهيم لمحزونون )) . [ البخاري عن أنس ]
وأذاقه أن بنته طلقت ، وأذاقه الهجرة ، والهجرة اقتلاع من الجذور ، إنسان مستقر في بلد ، صحته متوافقة مع هذا المناخ والبيئة ، فينتقل فجأة إلى بلد يختلف في مناخه وفي بيئته عن بلده الأصلي .
لا لإهمال الصحة
]ويمكننا أن نتعرف إلى ما أصاب المهاجرين ، ومن ثم ما اتخذه النبي صلى الله عليه وسلم من مواقف وأعمال أدت إلى تحول المدينة من الوباء إلى الصحة ماذا نستنبط ؟ مؤمن يهمل صحته أمرٌ مرفوض ، صحتك رأس مالك ، بل إن من لوازم عبوديتك لله أن تحترم قوانين الله في جسمك ، تأكل ما تشتهي بلا ضابط ، وبلا توجيه طبيب ، ثم تفاجأ بمرض عضال ، وتقول : إن الله قدر علي هذا المرض ، هذا المرض نتيجة طبيعية لعدم الأخذ بالأسباب ، المؤمن شخصية فذة ، جسمه قوي ، تفكيره واضح ، معنوياته عالية ، نفسيته طاهرة ، بيته منظم ، عمله منظم ، مواعيده دقيقة ، حساباته دقيقة ، هذا الذي نتوهمه أنه مؤمن مهمل ، ثيابه غير أنيقة ، معاملته غير منضبطة ، مواعيده غير منضبطة ، هذه مشكلة كبيرة ، لذلك الآية الكريمة
[size=16]ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا
]( سورة الممتحنة الآية : 5 شكوى الصحابة من الحمى ودعاء النبي بإذهابها
]
فعن عائشة رضي الله عنها قالت :
(( لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة قدمها وهي أوبأ أرض الله من الحمى ـ فيها مجموع أمراض ، في مقدمة هذه الأمراض الحمى ـ فأصاب أصحابه منها بلاء وسقم ، فصرف الله تعالى ذلك عن نبيه ، قالت : فكان أبو بكر وعامر بن فهيرة ، وبلال مع أبي بكر في بيت واحد فأصابتهم الحمى ، فدخلت عليهم أعودهم ، وذلك قبل أن يضرب علينا الحجاب
قالت : وبهم لا يعلمه إلا الله من شدة الوعك ، أيْ ألم المرض ، فدنوت من أبي بكر فقلت له : كيف تجدك يا أبتِ ؟ فقال : كل امرئ مصبح في أهله والموت أدنى من شراك نعله ـ يعني على وشك الموت ، هذه الهجرة ، دُفع ثمن باهظ ـ قالت : فقلت : والله ما يدري أبي ما يقول ، ثم دنوت من عامر ، فقلت له : كيف تجدك يا عامر ؟ قال :
لقد وجدت الموت قبل ذوقه إن الغير لائق حتفه من فوقه كل امرئ مــجاهد بطوقه كالثور يحمي جلده بروقه
كان سيدنا الصديق ومولاه عامر وبلال في حالة يرثى لها ، قالت : فقلت : والله ما يدري عامر ما يقول ، قالت : وكان بلال إذا تركته الحمى اضطجع بفناء البيت ، ثم رفع صوته فقال :
ألا ليت شعري أبيتن لـيلة * بواد وحـولي إذخر وجـليل وهل أردن يوما مياه مجنة * و هل يبدون لي شامة وطفيل
ثلاثة رجال في حالة مرض شديد ، وهم على وشك الموت ، قالت عائشة رضي الله عنها : فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما سمعت منهم ، فقلت : إنهم ليهذون وما يعقلون من شدة الحمى ، قالت : فقال عليه الصلاة والسلام : اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة )) .
بالدعاء .
وعن عبد الله بن عمر بن العاص
(( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة هو وأصحابه أصابتهم حمى المدينة ، حتى جهدوا مرضاً ، وصرف الله ذلك عن نبيه صلى الله عليه وسلم ، حتى كانوا ما يصلون إلا وهم قعود من شدة الوعك ، قال : فخرج عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون كذلك ، فقال لهم : اعلموا أن صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم )) .
الآن في معظم المساجد عدد كبير من المصلين كلهم على كراسي ، المريض معذور ، وصلاة القاعد إذا كان يستطيع أن يقوم على النصف .
قال : (( فتجشم المسلمون القيام على ما بهم من الضعف والسقم التماس الفضل )) . السيدة عائشة تقول : (( وقدمنا المدينة ، وهي أوبأ أرض الله ، وكان بطحان يجري نجلاً ، أي بماء آسن ملوث ، ولم يمضِ وقت طويل حتى أصبح الماء يجري عذباً ، قالت السيدة عائشة : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم إن بطحان على ترعة من ترع الجنة )) .
[size=16]وصل النبيُّ عليه الصلاة و السلام إلى المدينة المنورة ، و يُعدُّ وصولُه إليها =إشعارا بظهور أول كيان للمسلمين ، سماها الفقهاءُ دار الإسلام ، ظهر أولُ كيان للمسلمين ، ماذا فعل النبيُّ عليه الصلاة و السلام في تنظيم هذا المجتمع ، دقِّقوا فيما فعله النبيُّ ، أو في العمل الذي بدأ به النبيُّ عليه الصلاة و السلام تنظيم هذا المجتمع
أول خطوة اتخذاها فى هذا السبيل هو بناء المسجد النبوى واشترى الآرض التى بركت بها ناقته وكانت لغلامين يتمين وكانت مائة ذراع فى مائة ذراع تقريبا وفيها قبور المشركين وخرب ونخل وشجرة من غرقد فنشبت القبور وسويت الخرب وقطعت الاشجار والنخل [size=12]المسجد الذي عمل بنائه النبي عليه الصلاة والسلام وعاونه في ذلك أهل المدينة من المسلمين، كان بناءً بسيطاً يترجم في بساطته عن يسر الإسلام، حيث اعتمد على بعض الصحابة ممن لهم خبرة في مجال البناء، وكان المسجد علي هيئة فناء مربع متساوي الأضلاع، وتحف به أربعة جدران، ارتفاعها 7 أذرع، ويتجه أحد جوانبه نحو المسجد الأقصى بالقدس الشريف، والجدار المقابل نحو الكعبة المشرفة في الجنوب، وكانت الجدران مبنية في بدايتها من الطوب اللبن، وسقف جزء منه بسعف النخيل والطين، وجعلت عمد المسجد من جذوع النخل وكان للمسجد ثلاثة أبواب هي باب جبريل، وباب النساء وباب الرحمة، وما زالت هذه الأبواب تعرف باسمها حتى الآن..
فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبنى مسجدا ، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي أيوب حتى بنى مسجده ومساكنه فعمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليرغب المسلمين في العمل فيه فعمل فيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، ودأبوا فيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فقال قائل من المسلمين
وبنى بجانب المسجد حجرتين بالحجارة واللبن وسقفهما بالجريد والجذوع إحداهما لسودة بنت زمعه والثانية لعائشة -رضى الله عنها- ولم يكن إذ ذاك متزوج غيرهما وقد بنى بعائشة - رضى الله عنها- بعد قدومها قريبا من شوال سنه 1 هـ
ثم أضيف إلي هذين المسكنين بيوت أخرى لباقي زوجات الرسول عليه السلام ولم تكن هذه البيوت ملتصقة بالمسجد بل كان يفصل بينها وبين المسجد طريق عرضه 10 أذرع ويبدوا أن المسجد لم يكن في أول الأمر، سوى ظلة واحدة وكانت ترتكز على سوار من جذوع النخل حفت على أبعاد متساوية وفي السنة الثانية من الهجرة أمر الله سبحانه وتعالي رسوله ـ عليه السلام ـ أن يولى وجهه شطر المسجد الحرام بمكة المكرمة بعد أن كانت القبلة أول الأمر تجاه بيت المقدس، فنقلت القبلة من الجدار الشمالي إلى الجدار الجنوبي من المسجد النبوي الشريف …
[size=18] ودخل المسجد في طور جديد حيث أضاف الرسول (صلى الله عليه وسلم) ظلة ثانية وجعل في وسطها علامة تعين موضع القبلة وهي تعتبر الأساس الأول لفكرة المحراب، وأصبح بوسط المسجد مكان مكشوف عرف باسم صحن المسجد وبقيت السقيفة القديمة علي حالها يستظل بها الناس من حرارة الشمس وعرفت بالصفة..
[b]وبدأ المسلمون يحضرون للصلوات الخمس فى جماعة ويتحينون أوقاتها فيتعجل بعضهم ويتأخر البعض فاستشار النبى صلى الله علية وسلم والمسلمون يعرفون بها حضور الصلاة فأشار بعضهم برفع النار وبعضهم بالنفخ فى البوقوبعضهم بضرب الناقوس
فقال عمر - رضى الله عنه
أولا تبعثون رجلا ينادى ب (الصلاة جماعة) فقبل رسول الله صلى الله علية وسلم هذا الرأى وعمل به ثم إن عبدالله بن زبد بن عبد ربه الآنصارى - رضى الله عنه- رأى الأذان فى المنام فجاء واخبر الرسول صلى الله علية وسلم فقال
إنها لرؤيا حق وأمرة أن يلقى على بلال حتى ينادى بها لأنه صوتا منه فأذن بلال وسمع صوته عمر بن الخطاب - رضى الله عنه- فجاء يجرر ردائة وقال
والله لقد رايت مثله فتأكد بذلك الرؤيا وصار الأذان أحد شعار الإسلام منذ ذلك اليوم
كان من سجايا الأنصار وكرمهم أنهم كانوا يتنافسون فى إنزال المهاجرين واستضتفتهم فى بيوتهم وكانوا كما قال تعالى عنهم
(والذين تبؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون فى صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)0
ثم زاد النبى صلى الله علية وسلم هذا الحب والإيثار قوة بعقد المؤاخاة بينهم وبين المهاجرين فجعل كل أنصارى ونزليله أخوين وكانوا تسعين رجلا نصفهم من المهاجرين ونصفهم من الأنصار فآخى بينهم على المؤاساة وأنهم يتوارثون فيما بيننهم بعد الموت دون ذوى الأرحام ثم ونسخ التوارت وبقيت المؤاخاة وكانت قد عقدت فى دار أنس بن مالك رضى الله عنه وعنهم اجمعين
وكان من حب الأنصارلإخوانهم المهاجرين أنهم عرضوا نخيلهم على النبى صلى الله علية وسلم
ليقسم بينهم وبين إخوانهم المهاجرين فأبى فقالوا إذن تكفونا المؤنة ونشرككم فى الثمرة فقبل ذلك
وكان سعد بن الربيع أكثر الناس مالا فقال لإخية المهاجر عبد الرحمن ين عوف ألى أقسم مالى نصفين ولى أمرأتين فانظر أعجبهما إليك فسمها لى أطلقها قإذا انقضت عدتها فتزوجها
قال عبد الرحمن : بارك الله في أهلك ومالك أين سوقكم
فدلوة على سوق بنى قينقاع فيما انقلب إلا ومعه فضل من أقط وسمن وماهى إلا أيام حتى اكتسب مالا وتزوج امرأة من الأنصار
كانت هذة المؤاخاة ربطا بين قرد من المهاجرين وبين فرد من الانصار وحيث إن المسلمين صاروا بعد اجتماعهم بالمدينه أمة مستقلة فقد كانوا فى حاجة الى تنظيم اجتماعى والى تعريف الوجبات والحقوق الاجتماعية وإلى إبراز النقاط التى تجعلهم أمة واحدة مستقلة عن الاخرينى
وكانت فى االمدينة طائفتان أخريان سوى المسلمين تختلفان عنهم فى العقيدة والدين والمصالح والحاجات والعواطف والميول وهم المشركون واليهود فعقد النبى صلى الله علية وسلم فيما بين المسلمين و اليهود ميثاقا اخر وكتب بذلك كتابا قرر فيه
1- أن المؤمنين والمسلمين من قريش ويثرب ومن تبعهم وفلحق بهم وجاهد معهم أنهم أمه واحدة من دون الناس
2- وأن أداء ديتهم وفداء أسيرهم بين المؤمنين يكون حسب العرف السابق وأنهم ينصرون المؤمنين فى الفداء والدية
3 وأنهم يقمون ضدد المفسد والباغى والظالم كيد واحدة ولو كان ولد أحدهم
4- وأنه لا يقتل مؤمن مؤمنا بكافر ولا ينصر كافر على مؤمن
5-وان ذمة الله واحدة فيجير عليهم أدناهم
وأن من تبع المسلمين من اليهود فله نصر والاسوة-6-
7-وأن سلم المسلمين واحدة
8-وان من قتل مؤمنا قصدا يقتص منه والا أن يرضى ولى المقتول ويجب على المؤمنين أن يقوموا ضد القاتل
9-وانه لا يحل لمؤمن أن ينصر محدثا أو يؤوية
10-وانهم إذا اختلفوا فى شئ فإن مرده إلى الله ورسولة
زيادة على هذا الميثاق بين النبى (ص) للمسلمين حق الأخوة الإسلامية فى اوقات ومناسبات شتى وحضهم على التعاون والتناصر والتعاضد والتكاتف والمؤساء واسداء الخير حتى سمت هذة الاخوة الى اعلى قمة عرفها التاريخ
واما المشركون فكانوا على وشك الانهيار حيث اسلمت أغلبيتهم مع سادتهم وكبرائهم فلم يكن فى استطاعتهم الوقوف فى وجه المسلمين فأخذ النبى (ص) عليهم (أنه لا يجبر مشرك مالا لقريش ولا نفسا ولا يحول دونه على مؤمن)0 وبذلك انتهى ماكان يخشى منهم
واما اليهود فقد تم الاتفاق بينهم وبين النبى (ص) على الامور الاتية
1- انهم امه مع المؤمنين ولهم دينهم ولمسلمين دينهم وعليهم نفقتهم وعلى المسلمين نفقتهم
2 وان بينهم النصر على من حارب اهل هذة الصحيفة وعلى من دهم يثرب كل يدافع عن جهته
3- وان بينهم النصح والنصيحة والبر دون الاثم
4 وان المرء لا يؤخذ بإثم حليفه
5-وان النصر للمظلوم
6-وان اليهود ينفقون مع المؤمنين ماداموا محاربين
7-وان يثرب حرام لأهل هذة الصحيفة
8-وان مايكون بينهم من حدث او اشتجار فان مردة الى الله ورسولة
9-وانه لاتجار قريش لولا من نصرها
10-وانه لا يحول هذا الكتاب دون ظالم أو أثم
وبهذا الميثاق انتظم المسلمون والمشلاكون واليهود من سكان يثرب فى كيان واحد وأصبحت المدينة وضواحيها دولة ذات استقلال وسيادة والكلمة النافذة فيها للمسلمين ورئيسها رسول الله صلى الله علية وسلم
ونشط رسول الله صلى الله علية وسلم وتبعه المسلمون فى الدعوة الى الله فكان يحضر مجالس المسلمين وغير المسلمين يتلو عليهم آيات الله ويدعوهم الى الله ويزكى من آمن بالله ويعلمهم الكتاب والحكمة
وكانت أول خطبة خطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بلغني عن أبي سلمة بن عبد الرحمن - نعوذ بالله أن نقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل - أنه قام فيهم فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع ثم ليقولن له ربه وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه ألم يأتك رسولي فبلغك ، وآتيتك مالا وأفضلت عليك ؟ فما قدمت لنفسك ؟ فلينظرن يمينا وشمالا فلا يرى شيئا ، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم . فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل ومن لم يجد فبكلمة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فإن بها تجزى الحسنة عشر أمثالها ، إلى سبع مئة ضعف والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: ثم خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس مرة أخرى ، فقال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، نعوذ بالله من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]لا شريك له . إن أحسن الحديث كتاب الله تبارك وتعالى ، قد أفلح من زينه الله في قلبه وأدخله في الإسلام بعد الكفر واختاره على ما سواه من أحاديث الناس إنه أحسن الحديث وأبلغه أحبوا ما أحب الله أحبوا الله من كل قلوبكم ولا تملوا كلام الله وذكره ولا تقس عنه قلوبكم فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي ، قد سماه الله خيرته من الأعمال ومصطفاه من العباد والصالح من الحديث ومن كل ما أوتي الناس الحلال والحرام فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا ، واتقوه حق تقاته واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم وتحابوا بروح الله بينكم إن الله يغضب أن ينكث عهده والسلام عليكم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال فقالت أي ابن أخي ، أهو النبي الذي كنا نخبر أنه يبعث مع نفس الساعة ؟ قال فقلت لها : نعم . قال فقالت فذاك إذا . قال ثم خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأسلمت ثم رجعت إلى أهل بيتي ، فأمرتهم فأسلموا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
قال وكتمت إسلامي من يهود ثم جئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت له يا رسول الله إن يهود قوم بهت وإني أحب أن تدخلني في بعض بيوتك ، وتغيبني عنهم ثم تسألهم عني ، حتى يخبروك كيف أنا فيهم قبل أن يعلموا بإسلامي ، فإنهم إن علموا به بهتوني وعابوني . قال فأدخلني رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض بيوته ودخلوا عليه فكلموه وساءلوه ثم قال لهم أي رجل الحصين بن سلام فيكم ؟ قالوا : سيدنا وابن سيدنا ، وحبرنا وعالمنا . قال فلما فرغوا من قولهم خرجت عليهم فقلت لهم يا معشر يهود اتقوا الله واقبلوا ما جاءكم به فوالله إنكم لتعلمون إنه لرسول الله تجدونه مكتوبا عندكم في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]باسمه وصفته فإني أشهد أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأومن به وأصدقه وأعرفه فقالوا : كذبت ثم وقعوا بي ، قال فقلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ألم أخبرك يا رسول الله أنهم قوم بهت أهل غدر وكذب وفجور قال فأظهرت إسلامي وإسلام أهل بيتي ، وأسلمت عمتي خالدة بنت الحارث فحسن إسلامها
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: وكان من حديث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وكان حبرا عالما ، وكان رجلا غنيا كثير الأموال من النخل وكان يعرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بصفته وما يجد في علمه وغلب عليه إلف دينه فلم يزل على ذلك حتى إذا كان يوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أحد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، قال يا معشر يهود والله إنكم لتعلمون أن نصر محمد عليكم لحق . قالوا : إن اليوم يوم السبت قال لا سبت لكم . ثم أخذ سلاحه فخرج حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد وعهد إلى من وراءه من قومه إن قتلت هذا اليوم فأموالي لمحمد ( صلى الله عليه وسلم ) يصنع فيها ما أراه الله . فلما اقتتل الناس قاتل حتى قتل . فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - يقول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]خير [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم أمواله فعامة صدقات رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة منها .
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: وحدثني [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قال حدثت عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أنها قالت كنت أحب ولد أبي إليه وإلى عمي أبي ياسر لم ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه . قالت فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ، ونزل قباء ، في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، غدا عليه أبي ، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وعمي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، مغلسين . قالت فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس . قالت فأتيا كالين كسلانين ساقطين يمشيان الهوينى . قالت فهششت إليهما كما كنت أصنع فوالله ما التفت إلي واحد منهما ، مع ما بهما من الغم . قالت وسمعت عمي أبا ياسر وهو يقول لأبي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: أهو هو ؟ قال نعم والله قال أتعرفه وتثبته ؟ قال نعم قال فما في نفسك منه ؟ قال عداوته والله ما بقيت .
وجلاس الذي قال - وكان ممن تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- لئن كان هذا الرجل صادقا لنحن شر من الحمر . فرفع ذلك من قوله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، أحدهم وكان في حجر جلاس خلف جلاس على أمه بعد أبيه فقال له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: والله يا جلاس إنك لأحب الناس إلي وأحسنهم عندي يدا ، وأعزهم علي أن يصيبه شيء يكرهه ولقد قلت مقالة لئن رفعتها عليك لأفضحنك ، ولئن صمت عليها ليهلكن ديني ، ولإحداهما أيسر علي من الأخرى . ثم مشى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر له ما قال جلاس فحلف جلاس بالله لرسول الله صلى الله عليه وسلم لقد كذب علي عمير وما قلت ما قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]. فأنزل الله عز وجل فيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصيرl]
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما يذكرون - قد أمر [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بقتله إن هو ظفر به ففاته فكان بمكة ، ثم بعث إلى أخيه جلاس يطلب التوبة ليرجع إلى قومه . فأنزل الله تبارك وتعالى فيه - فيما بلغني عن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][كيف يهدي الله قوما كفروا بعد إيمانهم وشهدوا أن الرسول حق وجاءهم البينات والله لا يهدي القوم الظالمين ] إلى آخر القصة .
ومن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: نبتل بن الحارث وهو الذي قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم - فيما بلغني - : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]نبتل بن الحارث [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وكان رجلا جسيما أذلم ثائر شعر الرأس أحمر العينين أسفع الخدين وكان يأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث إليه فيسمع منه ثم ينقل حديثه إلى المنافقين وهو الذي قال إنما محمد أذن من حدثه شيئا صدقه . فأنزل الله عز وجل فيه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن خير لكم يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين ورحمة للذين آمنوا منكم والذين يؤذون رسول الله لهم عذاب أليم ]
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: وحدثني بعض رجال بلعجلان أنه حدث أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له إنه يجلس إليك رجل أذلم ثائر شعر الرأس أسفع الخدين أحمر العينين كأنهما قدران من صفر كبده أغلظ من كبد الحمار ينقل حديثك إلى المنافقين فاحذره . وكانت تلك صفة نبتل بن الحارث فيما يذكرون .
ومن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: جارية بن عامر بن العطاف وابناه زيد ومجمع ابنا جارية وهم ممن اتخذ مسجد الضرار ]. وكان مجمع غلاما حدثا قد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]من القرآن أكثره وكان يصلي بهم فيه ثم إنه لما أخرب المسجد وذهب رجال من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]كانوا يصلون ببني عمرو بن عوف في مسجدهم وكان زمان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، كلم في مجمع ليصلي بهم فقال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في مسجد الضرار ؟ فقال لعمر يا أمير المؤمنين والله الذي لا إله إلا هو ما علمت بشيء من أمرهم ولكني كنت غلاما قارئا للقرآن وكانوا لا قرآن معهم فقدموني أصلي بهم وما أرى أمرهم إلا على أحسن ما ذكروا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فزعموا أن عمر تركه فصلى بقومه .
ومن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وهو ممن بنى -مسجد الضرار وهو الذي قال إنما كنا نخوض ونلعب . فأنزل الله تبارك وتعالى : [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون إلى آخر القصة .
فلما كان يوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]أحد [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]قاتل قتالا شديدا حتى قتل بضعة نفر من المشركين فأثبتته الجراحات فحمل إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فقال له رجال من المسلمين أبشر يا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فقد أبليت اليوم وقد أصابك ما ترى في الله . قال بماذا أبشر فوالله ما قاتلت إلا حمية عن قومي ، فلما اشتدت به جراحاته وآذته أخذ سهما من كنانته فقطع به رواهش يده فقتل نفسه .
وكان جلاس بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن صامت قبل توبته - فيما بلغني - [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وبشر وكانوا يدعون بالإسلام فدعاهم رجال من المسلمين في خصومة كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعوهم إلى الكهان حكام أهل الجاهلية فأنزل الله عز وجل فيهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وق
وكان هؤلاء المنافقون يحضرون المسجد فيستمعون أحاديث المسلمين ويسخرون ويستهزئون بدينهم فاجتمع يوما في المسجد منهم ناس فرآهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدثون بينهم خافضي أصواتهم قد لصق بعضهم ببعض فأمر بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخرجوا من المسجد إخراجا عنيفا ، فقام أبو أيوب [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن كليب إلى عمرو بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]- كان صاحب آلهتهم في الجاهلية فأخذ برجله فسحبه حتى أخرجه من المسجد وهو يقول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] ثم أقبل أبو أيوب أيضا إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بني النجار فلببه بردائه ثم نتره نترا شديدا ، ولطم وجهه ثم أخرجه من المسجد وأبو أيوب يقول له أف لك منافقا خبيثا : أدراجك يا منافق من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
وقام [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى زيد بن عمرو ، وكان رجلا طويل اللحية فأخذ بلحيته فقاده بها قودا عنيفا حتى أخرجه من المسجد ثم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]عمارة يديه فلدمه بهما في صدره لدمة خر منها .
قال يقول خدشتني يا عمارة قال أبعدك الله يا منافق فما أعد الله لك من العذاب أشد من ذلك فلا تقربن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط].
قال [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]: وقام أبو محمد رجل من بني النجار كان بدريا ، وأبو محمد مسعود بن أوس بن زيد بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بن زيد بن ثعلبة بن غنم بن مالك بن النجار إلى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وكان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]غلاما شابا ، وكان لا يعلم في المنافقين شاب غيره فجعل يدفع في قفاه حتى أخرجه من المسجد . وقام رجل من بلخدرة بن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، رهط أبي سعيد الخدري يقال له [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، حين أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراج المنافقين من المسجد إلى رجل يقال له الحارث بن عمرو ، وكان ذا جمة فأخذ بجمته فسحبه بها سحبا عنيفا ، على ما مر به من الأرض حتى أخرجه من المسجد . قال يقول المنافق لقد أغلظت يا ابن الحارث فقال له إنك أهل لذلك أي عدو الله لما أنزل الله فيك ، فلا تقربن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، فإنك نجس . وقام رجل من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]إلى أخيه زوي بن الحارث فأخرجه من المسجد إخراجا عنيفا ، وأفف منه وقال غلب عليك الشيطان وأمره . فهؤلاء من حضر المسجد يومئذ من المنافقين وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجهم .
(2,2)]هدى للمتقين[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] أي الذين يحذرون من الله عقوبته في ترك ما يعرفون من الهدى ، ويرجون رحمته بالتصديق بما جاءهم منه . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون أي يقيمون الصلاة بفرضها ، ويؤتون الزكاة احتسابا لها . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك أي يصدقونك بما جئت به من الله عز وجل وما جاء به من قبلك من المرسلين لا يفرقون بينهم ولا يجحدون ما جاءوهم به من ربهم . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] [وبالآخرة هم يوقنون أي بالبعث والقيامة والجنة والنار والحساب والميزان أي هؤلاء الذين يزعمون أنهم آمنوا بما كان من قبلك ، وبما جاءك من ربك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] (2,5]أولئك على هدى من ربهم أي على نور من ربهم واستقامة على ما جاءهم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] (2,5]وأولئك هم المفلحون أي الذين أدركوا ما طلبوا ونجوا من شر ما منه هربوا . إن الذين كفروا ، أي بما أنزل إليك ، وإن قالوا إنا قد آمنا بما جاءنا قبلك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] (2,6]سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون أي أنهم قد كفروا بما عندهم من ذكرك ، وجحدوا ما أخذ عليهم الميثاق لك ، فقد كفروا بما جاءك وبما عندهم مما جاءهم به غيرك ، فكيف يستمعون منك إنذارا أو تحذيرا ، وقد كفروا بما عندهم من علمك . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة أي عن الهدى أن يصيبوه أبدا ، يعني بما كذبوك به من الحق الذي جاءك من ربك حتى يؤمنوا به وإن آمنوا بكل ما كان قبلك ، ولهم بما هم عليه من خلافك عذاب عظيم . فهذا في الأحبار من يهود فيما كذبوا به من الحق بعد معرفته .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ] يعني المنافقين من [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، ومن كان على أمرهم . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض أي شك [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فزادهم الله مرضا] أي شكا [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون أي إنما نريد الإصلاح بين الفريقين من المؤمنين وأهل الكتاب . يقول الله تعالى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا ] وإذا خلوا إلى شياطينهم من يهود الذين يأمرونهم بالتكذيب بالحق وخلاف ما جاء به الرسول [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] قالوا إنا معكم أي إنا على مثل ما أنتم عليه . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]إنما نحن مستهزئون أي إنما نستهزئ بالقوم ونلعب بهم . يقول الله عز وجل [الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون
تقدم ما أدلى به كفار مكة من التنكيلات والويلات على المسلمين في مكة، ثم ما أتوا به من الجرائم التي استحقوا لأجلها المصادرة والقتال، عند الهجرة، ثم إنهم لم يفيقوا من غيهم ولا امتنعوا عن عدوانهم بعدها، بل زادهم غيظاً أن فاتهم المسلمون ووجدوا مأمناً ومقراً بالمدنية، فكتبوا إلى عبد الله بن أبي سلول- وكان إذ ذاك مشركاً - بصفته رئيس الأنصار قبل الهجرة - فمعلوا أنهم كانوا قد اتفقوا عليه، وكادوا يجعلونه ملكاً على أنفسهم لولا أن هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إليهم، وآمنوا به - كتبوا إليه وإلى أصحابه المشركين، يقولون لهم في كلمات باتة:
إنكم آويتم صاحبنا، وإنا نقسم بالله لتقاتلنه أو لتخرجنه، أو لنسيرن إليكم بأجمعنا حتى نقتل مقاتلتكم، ونستبيح نساءكم.
وبمجرد بلوغ هذا الكتاب قام عبد الله بن أبي ليمتثل أوامر إخوانه المشركين من أهل مكة - وقد كان يحقد على النبي صلى الله عليه وسلم: لما يراه أنه استبله ملكه- يقول عبد الرحمن بن كعب: فلما بلغ ذلك عبد الله بن أبي ومن كان معه من عبدة الأوثان اجتمعوا لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم لقيهم، فقال: (لقد بلغ وعيد قريش منكم المبالغ، ما كانت تكيدكم بأكثر ما تريدون أن تكيدوا به أنفسكم، تريدون أن تقالوا أبناءكم وإخوانكم)، فلما سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم تفرقوا.
امتنع عبد الله بن أبي بن سلول عن القتال إذ ذلك، لما رأي خوراً أو رشداً في أصحابه، ولكن يبدو من تصرفاته أنه كان متواطئاً مع قريش، فكان لا يجد فرصة إلا وينتهزها لإيقاع الشر بين المسلمين والمشركين، وكان يضم معه اليهود، ليعينوه على ذلك، ولكن تلك هي حكمة النبي صلى الله عليه وسلم التي كانت تطفئ نار شرهم حينا بعد حين.
إعلان عزيمة الصد عن المسجد الحرام
ثم أن سعد بن معاذ انطلق إلى مكة معتمراً، فنزل على أمية بن خلف بمكة، فقال لأمية: انظر لي ساعة خلوة لعلي أن أطوف البيت، فخرج به قريباً من نصف النهار، فلقيهما أبو جهل، فقال: يا أبا صفوان، من هذا معك؟ فقال: هذا سعد، فقال له أبو جهل: ألا أراك تطوف بمكة آمناً وقد آويتم الصباة، وزعمتم أنكم تنصرونهم، وتعينونهم، أما والله لولا أنك مع أبي صفوان ما رجعت إلى أهلك سالماً، فقال له سعد - ورفع صوته عليه: أما والله لئن منعتني هذا لأمنعك ما هو أشد عليكم منه: طريقك على أهل المدينة.
قريش تهدد المهاجرين
وكأن قريشاً كانت تعتزعلى شر أشد من هذا، وتفكر في القيام بنفهسا للقضاء على المسلمين، وخاصة على النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم يكن هذا مجرد وهم أو خيال، فقد تأكد لدى رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكائد قريش وإرادتها على الشر ما كان لأجله لا يبيت إلا ساهراً، أو في حرس من الصحابة. روى الشيخان في صحيحيهما عن عائشة رضى الله عنها قالت: سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة فقال: (ليت رجلاً صالحاً من أصحابي يحرسني الليلة)، قالت: فبينما نحن كذلك سمعنا خشخشة سلاح، فقال: (من هذا ؟) قال: سعد بن أبي وقاص، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما جاء بك؟) فقال: وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجئت أحرسه، فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم نام.
ولم تكن هذه الحراسة مختصة ببعض الليالي، بل كان ذلك أمراً مستمراً، فقد روى عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرس ليلاً حتى نزل: {وَاللهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67]، فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة، فقال: (يا أيها الناس، انصرفوا عني فقد عصمني الله عز وجل).
ولم يكن الخطر مقتصراً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل كان يحدق بالمسلمين كافة، فقد روى أبي بن كعب، قال: لما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة، وآوتهم الأنصار رمتهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح، ولا يصبحون إلا فيه.
الإذان بالقتال
في هذه الظروف الخطيرة التي كانت تهدد كيان المسلمين بالمدينة، وتنبئ عن قريش أنهم لا يفيقون عن غيهم ولا يمتنعون عن تمردهم بحال، أنزل الله تعالى الإذن بالقتال للمسلمين ولم يفرضه عليهم، قال تعالى: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} [الحج: 39].
وأنزل معه آيات بين لهم فيها أن هذا الإذن إنما هو لإزاحة الباطل وإقامة شعائر الله، قال تعالى: {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ } [الحج: 41].
وكان الإذن مقتصراً على قتال قريش، ثم تطور فيما بعد مع تغير الظروف حتى وصل إلى مرحلة الوجوب، وجاوز قريشاً إلى غيرهم، ولا بأس أن نذكر تلك المراحل بإيجاز قبل أن ندخل في ذكر الأحداث:
1- اعتبار مشركي قريش محاربين؛ لأنهم بدأوا بالعدوان، فحق للمسلمين أن يقاتلوهم ويصادروا أموالهم دون غيرهم من بقية مشركي العرب. 2- قتال كل من تمالأ من مشركي العرب مع قريش واتحد معهم، وكذلك كل من تفرد بالاعتداء على المسلمين من غير قريش. 3- قتال من خان أو تحيز للمشركين من اليهود الذين كان لهم عقد وميثاق مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونبذ ميثاقهم إليهم على سواء. 4- قتال من بادأ بعداوة المسلمين من أهل الكتاب، كالنصارى، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون. 5- الكف عمن دخل في الإسلام، مشركاً كان أو يهودياً أو نصرانياً أو غير ذلك، فلا يتعرض لنفسه وماله إلا بحق الإسلام، وحسابه على الله.
ولما نزل الإذن بالقتال رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبسط سيطرته على الطريق الرئيس الذي تسلكه قريش من مكة إلى الشام في تجاراتهم، واختار لذلك خطتين:
الأولى: عقد معاهدات الحلف أو عدم الاعتداء مع القبائل التي كانت مجاورة لهذا الطريق، أو كانت تقطن ما بين هذا الطريق وما بين المدينة، وقد عقد صلى الله عليه وسلم معاهدة مع جهينة قبل الأخذ في النشاط العسكري، وكانت مساكنهم على ثلاث مراحل من المدينة، كما عقد معاهدات أخرى أثناء دورياته العسكرية، وسيأتي ذكرها.
الثانية: إرسال البعوث واحدة تلو الأخرى إلى هذا الطريق
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
لقد بعث الله نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بدعوة تملأ القلوب نوراً، وتشرف بها العقول رشداً؛ فسابق إلى قبولها رجال عقلاء، ونساء فاضلات، وصبيان لا زالوا على فطرة الله. وبقيت تلك الدعوة على شيء من الخفاء، وكفار قريش لا يلقون لها بالاً؛ فلما صدع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أغاظ المشركين، وحفزهم على مناوأة الدعوة والصد عن سبيلها؛ فوجدوا في أيديهم وسيلة هي أن يفتنوا المؤمنين، ويسومونهم سوء العذاب، حتى يعودوا إلى ظلمات الشرك، وحتى يرهبوا غيرهم ممّن تحدثهم نفوسهم بالدخول في دين القيّمة.
أمّا المسلمون فمنهم من كانت له قوة من نحو عشيرة، أو حلفاء يكفون عنه كل يد تمتد إليه بأذى، ومنهم المستضعفون، وهؤلاء هم الذين وصلت إليهم أيدي المشركين، وبلغوا في تعذيبهم كل مبلغ.
ولما رأى الرسول صلى الله عليه وسلم ما يقاسيه أصحابه من البلاء، وليس في استطاعته حينئذ حمايتهم، أذن لهم في الهجرة إلى الحبشة، ثم إلى المدينة، ثم لحق بهم في المدينة.
والناظر في الهجرة النبوية يلحظ فيها حكماً باهرة، ويستفيد دروساً عظيمة، ويستخلص فوائد جمة يفيد منها الأفراد، وتفيد منها الأمة بعامة. فمن ذلك على سبيل الإجمال ما يلي:
1 - ضرورة الجمع بين الأخذ بالأسباب والتوكل على الله:
ويتجلى ذلك من خلال استبقاء النبي صلى الله عليه وسلم لعلي وأبي بكر رضي الله عنهما معه؛ حيث لم يهاجرا إلى المدينة مع المسلمين، فعليّ رضي الله عنه بات في فراش النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر رضي الله عنه صحبه في الرحلة.
ويتجلى كذلك في استعانته بعبد الله بن أريقط الليثي وكان خبيراً ماهراً بالطريق.
ويتجلى كذلك في كتم أسرار مسيره إلاّ من لهم صلة ماسّة، ومع ذلك فلم يتوسع في إطلاعهم إلاّ بقدر العمل المنوط بهم، ومع أخذه بتلك الأسباب وغيرها لم يكن ملتفتاً إليها بل كان قلبه مطوياً على التوكل على الله عز وجل.
فما كان عليه الصلاة والسلام خاملاً، فيطلب بهذه الدعوة نباهة شأن، وما كان مقلاً حريصاً على بسطة العيش؛ فيبغي بهذه الدعوة ثراء؛ فإنّ عيشه يوم كان الذهب يصبّ في مسجده ركاماً كعيشه يوم يلاقي في سبيل الدعوة أذىً كثيراً.
فيوم خرج عليه الصلاة والسلام من مكة مكرهاً لم يخنع، ولم يذل، ولم يفقد ثقته بربه، ولما فتح الله عليه ما فتح وأقر عينه بعز الإسلام وظهور المسلمين لم يطش زهواً، ولم يتعاظم تيهاً؛ فعيشته يوم أخرج من مكة كارهاً كعيشته يوم دخلها فاتحاً ظافراً، وعيشته يوم كان في مكة يلاقي الأذى من سفهاء الأحلام كعيشته يوم أطلت رايته البلاد العربية، وأطلت على ممالك قيصر ناحية تبوك.
فالذي ينظر في الهجرة بادئ الرأي يظن أنّ الدعوة إلى زوال واضمحلال.
ولكن الهجرة في حقيقتها تعطي درساً واضحاً في أن العاقبة للتقوى وللمتقين. فالنبي صلى الله عليه وسلم يعلّم بسيرته المجاهد في سبيل الله الحق أن يثبت في وجه أشياع الباطل، ولا يهن في دفاعهم وتقويم عوجهم، ولا يهوله أن تقبل الأيام عليهم، فيشتد بأسهم، ويجلبوا بخيلهم ورجالهم؛ فقد يكون للباطل جولة، ولأشياعه صولة، أمّا العاقبة فإنّما هي للذين صبروا والذين هم مصلحون.
ويؤخذ هذا المعنى من حال النبي صلى الله عليه وسلم لما ائتمر به زعماء قريش ليعتقلوه، أو يقتلوه، أو يخرجوه، فأنجاه الله منهم بعد أن حثا في وجوههم التراب، وخرج من بينهم سليماً معافى.
وهذه سنة ماضية، فمن حفظ الله حفظه الله، وأعظم ما يحفظ به أن يحفظ في دينه، وهذا الحفظ شامل لحفظ البدن، وليس بالضرورة أن يعصم الإنسان؛ فلا يخلص إليه البتة؛ فقد يصاب لترفع درجاته، وتقال عثراته، ولكن الشأن كل الشأن في حفظ الدين والدعوة.
فقد كان هيناً على الله عز وجل أن يصرف الأذى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة، ولكنها سنة الإبتلاء يؤخذ بها النبي صلى الله عليه وسلم الأكرم؛ ليستبين صبره، ويعظم عند الله أجره، وليعلم دعاة الإصلاح كيف يقتحمون الشدائد، ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيراً كان أم كبيراً.
فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقى في مكة قبل الهجرة من الطغاة والطغام أذىً كثيراً، فيضرب عنها صفحاً أو عفواً، ولما عاد إلى مكة فاتحاً ظافراً عفا وصفح عمن أذاه.
وهذه من فوائد الهجرة، فلقد كان الإسلام بمكة مغموراً بشخب الباطل، وكان أهل الحق في بلاء شديد؛ فجاءت الهجرة ورفعت صوت الحق على صخب الباطل، وخلصت أهل الحق من ذلك الجائر، وأورثتهم حياة عزيزة ومقاماً كريماً.
فالمدينة لم تكن معروفة قبل الإسلام بشيء من الفضل على غيرها من البلاد، وإنّما أحرزت فضلها بهجرة المصطفى عليه الصلاة والسلام أصحابه إليها، وبهجرة الوحي إلى ربوعها حتى أكمل الله الدين، وأتم النعمة، وبهذا ظهرت مزايا المدينة، وأفردت المصنفات لذكر فضائلها ومزاياها.
ويتجلى ذلك في أول عمل قام به النبي صلى الله عليه وسلم فور وصوله المدينة، حيث بنى المسجد؛ لتظهر فيه شعائر الإسلام التي طالما حوربت، ولتقام فيه الصلوات التي تربط المسلم برب العالمين، وليكون منطلقاً لجيوش العلم، والدعوة والجهاد.
ويتجلى ذلك من خلال الدور الذي قامت به عائشة وأختها أسماء رضي الله عنهما حيث كانتا نعم الناصر والمعين في أمر الهجرة؛ فلم يخذلا أباهما أبا بكر رضي الله عنه مع علمهما بخطر المغامرة، ولم يفشيا سرّ الرحلة لأحد، ولم يتوانيا في تجهيز الراحلة تجهيزاً كاملاً، إلى غير ذلك ممّا قامتا به.
المدينة المنورة تلقب "بطيبة الطيبة" أول عاصمة إسلامية، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة المكرمة، هي عاصمة منطقة المدينة المنورة الواقعة على أرض بالحجاز التاريخية غرب المملكة العربية السعودية، تبعد حوالي 400 كم عن مكة المكرمة في الاتجاه الشمالي الشرقي [1]، وعلى بعد حوالي 150 كم شرق البحر الأحمر، وأقرب الموانئ لها هو ميناء ينبع والذي يقع في الجهة الغربية الجنوبية منها ويبعد عنها 220 كم [1]، تبلغ مساحة المدينة المنورة حوالي 589 كم² [2] منها 29 كم² تشغلها المنطقة العمرانية، أما باقي المساحة فهي خارج المنطقة العمرانية، وتتكون من جبال ووديان ومنحدرات سيول وأراض صحراوية وأنشطة زراعية ومقابر وأجزاء من شبكة الطرق السريعة [2]. تأسست المدينة المنورة قبل [85)]الهجرة النبوية] بأكثر من 1500 عام [3]، وعرفت قبل ظهور الإسلام باسم يثرب، وقد ورد هذا الاسم في القرآن الكريم في قوله تعالى على لسان بعض المنافقين: {وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لَا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا} (سورة الأحزاب-13:) [4][5] وورد في الحديث الصحيح أن النبي محمد بن عبد الله غير اسمها من يثرب إلى المدينة، ونهى عن استخدام اسمها القديم فقال: "من قال للمدينة "يثرب" فليستفغر الله..."، والمدينة المنورة محرم دخولها على غير المسلمين، فقد قال النبي محمد: "اللهم إني أحرم ما بين لابتيها مثل ما حرم إبراهيم مكة، اللهم بارك في مدهم وصاعهم" [6][7]. يبلغ عدد سكان المدينة حوالي 1,300,000 [8]، وتضم المدينة بين أحضانها الكثير من المعالم والآثار، ولعل أبرزها المسجد النبوي والذي يعد ثاني أقدس المساجد بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام في مكة المكرمة، بالإضافة إلى مقبرة البقيع والتي تعد المقبرة الرئيسية لأهل المدينة ودفن فيها الكثير من الصحابة [9]، ومسجد قباء أول مسجد بني في الإسلام، ومسجد القبلتين، وجبل أحد، والكثير من الوديان والآبار والشوارع والحارات والأزقة القديمة. ]عدل
يرجع تاريخ تأسيس يثرب إلى حوالي 1600 سنة قبل [10]، اعتماداً على أن قبيلة عربية تسمى "عبيل" قد تكلمت بالعربية، وأن اللغة العربية وجدت في ذلك التاريخ [10]، ويقترب هذا التحديد من الزمن الذي وجدت فيه كلمة (يثرب) في الكتابات التاريخية عند الأغريق، فقد ورد اسم يثرب في الكتابات عند مملكة معين وذكرت بين المدن التي سكنتها جاليات معينية [10]، ومن المعروف أن المملكة المعينية قامت في جزء من اليمن في الفترة ما بين 1300 و600 ق.م، وامتد نفوذها في فترة ازدهارها إلى الحجاز وفلسطين، وعندما ضعف سلطانها كونت مجموعة مستوطنات لحماية طريق التجارة إلى الشمال وكان هذا الطريق يمر بيثرب [10]، ويتفق هذا التاريخ التقريبي أيضًا مع تاريخ وجود العماليق وحروبهم مع بني إسرائيل في شمال الجزيرة العربية وسيناء. [10] تعاقب السكان على يثرب منذ إنشائها، فقد سكنها العماليق، ومن بعدهم قبائل "المعينيون" [11]، واليهود، حتى سكنتها قبيلتا الأوس والخزرج وهما قبيلتان قحطانيتان، جاءتا من مملكة سبأ في اليمن على إثر انهيار سد مأرب [12]، وعندما وصلت القبيلتان إلى يثرب أعجبتا بما فيها من أرض خصبة وينابيع كثيرة فاستقروا فيها مع وجود قبيلتين من اليهود هما قبيلة بنو قريظة وقبيلة بنو قينقاع، وبعد ذلك عقد حلف ومعاهدة بين اليهود والقبيلتان تلتزمان فيها بالسلام والتعايش والدفاع عن يثرب ضد الغزاة [12]، فتحالفوا على ذلك والتزموا به مدة من الزمن ازداد خلالها عدد الأوس والخزرج ونمت ثرواتهم، وخاف اليهود من اتساع سلطة ونفوذ القبيلتين، فقام اليهود بالتفريق والإيقاع بينهم، ونجحوا في خططهم واشتعلت الحروب الطاحنة بين الأوس والخزرج، واستمرت قرابة مائة وعشرين عامًا ولم تنته هذه الحرب إلا عند هجرة النبي إلى يثرب. [12] في القرن السابع الميلادي ظهر الإسلام في مكة على يد النبي محمد بن عبد الله، وبدأ في دعوة الناس إلى الدين الجديد، وكانت تلك الدعوة سبباً في إغضاب سادة قريش الذين كانوا يسكنون مكة، فأعد المشركون كافة الأساليب لإحباط هذه الدعوة، فلم يجد النبي محمد وسيلة إلا بالهجرة إلى يثرب، وذلك بعدما اتفق مع وفد قبيلتي الأوس والخزرج على نصرته وحمايته [13]، وبالفعل هاجر النبي إلى يثرب ومعه صاحبه أبوبكر الصديق، وقبل دخوله ليثرب عرج على قباء لأداء الصلاة وبنى هناك مسجد قباء أول مسجد في الإسلام، قام النبي بعد ذلك ببناء المسجد النبوي نواة الدولة الإسلامية الجديدة [13]، وآخى بين المهاجرين والأنصار، وعقد معاهدة صلح مع يهود المدينة، وقام بتغيير اسمها من يثرب إلى المدينة، ونهى الناس عن استخدام اسمها القديم. وانطلقت من المدينة جميع غزوات الرسول وعاش فيها النبي حتى توفي في شهر ربيع الأول سنة 11 هـ. [14] بعد وفاة النبي محمد عاشت المدينة المنورة أزهى عصورها في عهد الخلفاء الراشدين، منذ تولي أبوبكر الصديق الذي قضى على المرتدين عن الإسلام في حروب الردة، ومروراً بعمر بن الخطاب حيث فتحت بلاد الشام ومصر وبلاد فارس [13]، وعهد عثمان بن عفان الذي شهد المزيد من الفتوحات ودخول سلاح البحرية إلى الجيش الإسلامي وحدوث الفتنة بين المسلمين، وصولاً إلى عهد علي بن أبي طالب وباستشهاده عام 661 ازدادت الفتنة بين المسلمين وبعضهم، حتى قامت الخلافة الأموية عام 661، بعد أن تنازل الحسن بن علي عن الخلافة، ونقلت عاصمة المسلمين من المدينة المنورة إلى دمشق. [13] ومنذ نهاية عصر الخلافة الأموية حتى بداية العهد السعودي مرت المدينة المنورة بعصور مختلفة بداية من الخلافة العباسية مروراً بالخلافة الفاطمية ثم الدولة الأيوبية ثم الدولة المملوكية ثم الإمبراطورية العثمانية وصولاً إلى العصر السعودي الحديث [13]. دخلت المدينة المنورة في ظل الدولة السعودية في يوم 19 جمادى الأولى عام 1344 للهجرة [15]، وذلك عندما سلمها القادة الهاشميون بناء على اتفاق خاص مع الملك عبد العزيز آل سعود، وقد شهدت المدينة المنورة في العصر السعودي الحديث أزهي عصورها من حيث أعمال التوسعة والعمران، وشهدت المدينة تقدماً في جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، حيث وفرت الدولة السعودية الأمان لسكان المدينة بعد أن كان مفقوداً بسبب غارات القبائل [15]، ولعل أبرز ما قامت به الحكومة السعودية للمدينة المنورة هي توسعة المسجد النبوي الشريف، حيث وضع الملك فهد بن عبد العزيز حجر الأساس للتوسعة الضخمة للمسجد النبوي، وذلك في 2 نوفمبر 1984 [16]، حيث تمت إضافة مساحة 82000 م² لحرم المسجد، وتم عمل ساحات واسعة تحيط بجهات المسجد الأربع يبلغ إجمالي مساحتها حوالي 235000م² [16]، وتم زيادة الطاقة الاستيعابية للمصلين بشكل كبير داخل المسجد، فبعد أن كان المسجد النبوي الشريف يستوعب حوالي 58000 مصلٍ (دون مساحة الساحات المحيطة بالمسجد)، فقد أصبح يستوعب حوالي 650000 مصلٍ. [16][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] المسجد النبوي حديثاً
عدل الجغرافيا ]عدل المناخ
تتميز المدينة المنورة بمناخ جاف، إذ يسود بها المناخ الصحراوي، والذي يتميز بالجفاف وعدم سقوط الأمطار، ودرجات حرارة عالية تتراوح بين (30° ـ 45°) في فصل الصيف [17]، أما في فصل الشتاء فيكون الجو ممطراً، ويكثر هطول المطر في شهر أبريل مع إمكانية هطوله في شهور ديسمبر، يناير ومارس، ويكون متوسط درجات الحرارة بين (10° ـ 25°). أما الرطوبة فهي منخفضة في معظم أوقات السنة، ومتوسط معدله (22%)، وترتفع في فترات سقوط الأمطار إلى (35%)، وتنخفض في فصل الصيف لتصل إلى حوالي (14%) فقط، وتهب على المدينة المنورة رياح جنوبية غربية وتكون في الغالب حارة وجافة، ويبلغ متوسط سرعتها ما بين (5 ـ عقدة في الساعة.
تقع معظم المدينة في تجويف رباعي يمتد نحو الجنوب، وتحده صخور البازلت من الشرق والغرب والجنوب، وتوجد عدة تكوينات جيولوجية أخرى حول التجويف الرباعي تعود إلى عصر ما قبل الكمبري [19]، وأحياناً تختلط هذه الصخور مع صخور بركانية وأحجار مسامية من الرماد البركاني وأحجار الشظايا الأفقية المتلاحمة. يتألف التكوين الرباعي من الرمل والطمي والغِرْين والصلصال [19]، والذي نشأ أساساً من تفتت الصخور المنقولة إلى الوديان من التكوينات البركانية القديمة وتكوينات ما قبل الكمبرى. توجد في غرب المدينة المنورة مجموعة من الصدوع على هيئة أنصاف دوائر، ويكون اتجاه وانحدار هذه الصدوع نحو الشرق والجنوب الشرقي، كما يوجد في شمال المدينة عدد من الأراضي ذات ملوحة عالية ليست ملائمة للزراعة مباشرة [19]. توجد في أقصى جنوب المدينة تكوينات ثلاثية ورباعية من صخور البازلت والأندسايت وتنتشر هذه التكوينات في المنطقة التي يطلق عليها اسم "حرة رهاط" مع امتدادات نحو الشمال على شكل أذرع تطوق التجويف الرباعي نحو الشرق والغرب، ويمكن الملاحظة أن الذراع الغربي "الحرة الغربية" أضيق من الذراع الشرقي "الحرة الشرقية" والذي يمتد بشكل أكبر نحو الشرق موازياً للسهل الشمالي [19]. ويعتقد بأن أحدث المسكوبات البركانية في المدينة المنورة حدثت في القرن السابع الهجري، وتوجد هذه المسكوبات على هيئة طبقات فقاعية من خبث البراكين المختلطة بالصلصال الأصفر والأبيض، وتوجد هناك أيضاً طبقات سميكة من البازلت يصل عمقها إلى 200 متر في بعض المناطق في جنوب المدينة، كما يوجد الغرين شبه البازلتي في مناطق كثيرة ما عدا القمم القاعدية [19].عدل التربة
تتشكل تربة المدينة المنورة من الغرين والطمي والرمل الحصوي [20] بالإضافة إلى الصخور الجرداء، وفي جنوب المدينة ينعدم الرمل بسبب تواجد الصخور القديمة والتي تتحول إلى طمي بفعل التعرية العادية، وهذا ما جعل منطقة جنوب المدينة أكثر المناطق فاعلية للزراعة من شمالها [20]. أما معظم المنطقة العمرانية في قلب المدينة فتقع على تربة ثقيلة النسيج، الجدول التالي يوضح أنواع التربة في المدينة المنورة:
نوع التربةالموقعالمساحة (بالهكتار)تفاصيل أخرى
تربة صلصالية ثقيلة
قباء
1192
تحتوي على بعض الأملاح، ولكن من السهل استصلاحها وتمثل نسبة 19.1% من مساحة الأراضي غير الصخرية في المدينة.
تربة صلصالية خفيفة صفراء
حي العيونسيد الشهداء
408
تحتوي على بعض الطفل، ولهذا فهي ملائمة للزراعة وتمثل 6.5% من مساحة الأراضي غير الصخرية في المدينة.
التربة الغرينية
وادي العقيق
55
توجد على جوانب الأودية وفي بطونها، وهي تربة تجدد خصوبتها مع كل فصل ممطر وغالباً ما تكون مهددة بالانجراف نتيجة للسيول، مما يجعل قطاعاتها الرأسية صغيرة وكثيراً ما يستغل مزارعو المنطقة هذه التربة لاستصلاح مزارعهم البعيدة عن مجاري الأودية وتمثل نسبة 0.9% من المساحة الكلية للأراضي غير الصخرية.
تربة رملية
أبيار علي [
8%لجرف
3786
يسود الرمل الحصوي في هذه التربة، حيث يزداد عمق التكوينات الرملية وهذه التربة غير قابلة للزراعة نظراً لعدم توافر الطمي والطفل وشدة مساميتها التي تساعد على تسرب الماء بعيداً عن جذور النباتات وتمثل نسبة 60.7% من المساحة الإجمالية للأراضي غير الصخرية للمدينة.
تربة ملحية
شمال جبل سلع جنوب العيون
800
تتميز هذه التربة بانخفاضها، ولهذا تتجمع فيها مياه الأمطار لتتبخر بعد الفصل الممطر تاركة الأملاح على سطحها مما يجعلها غير صالحة للزراعة وتمثل نسبة 12.8% من المساحة الكلية للأراضي غير الصخرية في المدينة.
تضم المدينة المنورة الكثير من الجبال، وفيما يلي أبرز جبال المدينة:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] جبل الرماة
جبل أحد من أهم معالم المدينة المنورة، يقع شمال المسجد النبوي على بعد 5 كم، ويمتد جبل أحد كسلسلة جبلية من الشرق إلى الغرب، وقد سمي بهذا الاسم نسبة لغزوة أحد.
جبل الراية هو أحد جبال المدينة، سمي بهذا الاسم لإنه كان يعرض فيه الجيش الإسلامي، ويعطي النبي قائد الجيش الراية.
جبل ورقـان هو أعلى جبل فى المدينة، يصل ارتفاعه إلى 2400م، يقع بين منطقتي المسيجيد والسدارة فى الطريق إلى محافظة بدر.
جبل الرماة هو جبل صغير يقع بجانب جبل أحد، وأشتهر بسبب حادثة عصيان بعض الرماة لأوامر النبي محمد في غزوة أحد.
جبال الفقرة من أهم المصايف في المدينة المنورة لما تتميز بها مرتفعاتها بأجواء باردة أثناء فصل الصيف وهطول الأمطار عليها وذلك بسبب ارتفاعها الشاهق.
جبل سلع هو جبل يقع غربي المسجد النبوي على بعد 500م، يبلغ طوله حوالي 1000م، وارتفاعه 80 متراً وعرضه مايقارب 500م ويمتد من الشمال إلى الجنوب.
جبل عير هو جبل أسود مستقيم القمة تقريباً، يقع جنوب المدينة وشرق وادي العقيق، ويبعد عن المسجد النبوي 8كم تقريباً.
جبل الأغوات أحد جبال المدينة، سمي بهذا الاسم لأن الأغوات اشتروه ليحتموا من أهل المدينة المنورة أثناء الفتنة التي وقعت بينهم وبين أهل المدينة المنورة عام 1117 للهجرة.
عدل الأودية
تضم المدينة المنورة الكثير من الأودية الشهيرة، فيما يلي أبرزها:
اسم الواديالتفاصيل
وادي العقيق
من أشهر أودية المدينة المنورة، تتجمع مياهه من منطقة النقيع التي تبعد عن المدينة أكثر من مائة ميل جنوباً ويسير إلى مشارف المدينة حتى يصل إلى جبل عير، ويسمى هذا الجزء منه العقيق الأقصى، ثم يسير غربي جبل عير ويمر بذي الحليفة، وينعطف بع ذلك في اتجاه الشرق حتى يلتقي بوادي بطحان قرب منطقة القبلتين ثم يسير باتجاه الشمال الشرقي قليلاً ثم شمالاً فيلتقي بوادي قناة القادم من شرقي المدينة عند منطقة زغابة.
وادي بطحان
أحد أبرز أودية المدينة يسير من جنوبها وحتى غربها، وقد ورد اسمه في حديث النبي فقال: "أن وادي بطحان على ترعة من ترع الجنة"، وقد روي أن النبي توضأ من هذا الوادي يوم غزوة الأحزاب.
وادي الروحاء
أحد أودية المدينة، يقع بين مكة والمدينة، فيها بئر معروفة قديماً باسم " بئر الروحاء" وكان النبي ينزل بها إذا أراد العمرة أوالحج أو عند رجوعه من بعض الغزوات
عدل السكان
عدل سكان المدينة المنورة قديمًا
بلغ عدد سكان المدينة المنورة في آخر فترة قبل الإسلام ما بين 12ـ15 ألف نسمة [21]، ولما هاجر المسلمون الأوائل من مكة إلى المدينة تغيرت المعادلة السكانية، ومرت بمراحل مد وجزر، إذ وفدت إليها مجموعات قبلية، وأفراد من مكة والبادية، وكان النبي محمد قد أجلى عنها من بقي من اليهود، وقد بلغ عدد سكانها أيام وفاة النبي حوالي ثلاثين ألف نسمة [21]. وخلال عهد الخلفاء الراشدين خرجت مجموعات كبيرة إلى حروب الردة والفتوحات الإسلامية، استشهد كثيرون منهم، وأقام آخرون في المجتمعات الإسلامية الجديدة في بلاد الشام والعراق ومصر، مما أنقص عدد
تضم المدينة المنورة الكثير من الحدائق العامة [23]، لعل من أبرزهم حديقة الملك فهد المركزية، حديقة الامير محمد بن عبد العزيز، حديقة الشهداء، حديقة الزهور، حديقة النخيل وغيرهم، كما تضم العديد من الأماكن الترفيهية من ملاهي مثل ملاهي الحكير أو (لونا بارك) [23]، ملاهي البعيجان، ملاهي درة المدينة، ملاهي كوكو ماجد بارك، ملاهي غنومه، وملاهي ألعاب المدينة [23]. تضم المدينة أيضاً العديد من الأسواق مثل أسواق سلطانه، أسواق قباء، أسواق قربان [24]، سوق المدينة الدولي، أسواق عالية المدينة، أسواق الحرم [24] بالإضافة إلى بعض المولات حديثة الإنشاء مثل الراشد مول، الحسن مول، ومجمع النور. كما تحتوي المدينة على الكثير من المنتزهات العامة من أبرزها منتزه أبو طربوش، منتزه النورس، منتزه الحمراء للأسماك وغيرهم [23].عدل المقاهي
تضم المدينة المنورة العديد من المقاهي، ولعل أبرز تلك المقاهي هي "مقاهي المناخة" وهي الأماكن التي يجتمع بها عمال الصناعات الحرفية[25]، وأهل سوق المناخة بعد صلاة المغرب، تبدأ هذه المقاهي من جهة مسجد الغمامة، وتنتهي عند قباء هي بالترتيب:
مقهى عبد الواحد المغربي.
مقهى المعلم.
مقهى صالح حريقة.
مقهى محمد نقاوي.
مقهى مبارك المولد.
مقهى مناع.
مقهى الحادي.
مقهى الفار.
مقهى الخضر.
مقهى العم أحمد طوال.
مقاهي قباء.
عدل الفنادق
تضم المدينة المنورة الكثير من الفنادق، وتتركز أغلبها في دائرة مغلقة حول المسجد النبوي داخل الطريق الدائري الأول[26] ومن أمثلتها:
تضم المدينة المنورة الكثير من المساجد المتنوعة، منها ما هو أثري وقديم، ومنها ما هو حديث وفيما يلي بعض أبرز مساجد المدينة:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إحدى بوابات المسجد النبوي
المسجد النبوي هو المسجد الرئيسي للمدينة، ويقع في مركزها، وهو مسجد النبي، يضم العديد من المعالم من أبرزها القبة الخضراء والروضة الشريفة.
مسجد قباء من أبرز مساجد المدينة، وهو أول مسجد بني في الإسلام، يقع جنوب غرب المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5 كم.
مسجد القبلتين من أهم معالم المدينة، وسمي بهذا الاسم لإنه المسجد الوحيد الذي صلى فيه المسلمون صلاة واحدة وإلى قبلتين مختلفتين هما (المسجد الأقصى، والكعبة).8%مسجد العنبريةهو مسجد أنشأه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني عام 1908 ليكون جزءاً من مشروع محطة المدينة المنورة التابع لسكة حديد الحجاز.
مسجد الفتح هو أكبر المساجد السبعة، مبني فوق رابية في السفح الغربي لجبل سلع، وسمي بهذا الاسم لأنه كان خلال غزوة الأحزاب مصلى للنبي وللصحابه.
مسجد علي بن أبي طالب أحد المساجد السبعة الشهيرة، سمي بهذا الاسم لأن علي بن أبي طالب قتل في هذا الموقع عمرو بن ود قائد فرسان قريش الذي اجتاز الخندق في غزوة الأحزاب.
مسجد ذو الحليفة يسمى أيضاً "مسجد آبار علي" هو ميقات الإحرام لأهل المدينة المنورة، وسمي بآبار علي لأن سلطان دارفور "علي ابن دينار" قام بحفر بعض الآبار في تلك المنطقة عندما قام بزيارة المدينة.
عدل معالم المدينة المنورة
المعالم الدينية والسياحية بالمدينة [27]
المسجد النبوي هو مسجد النبي محمد بن عبد الله، ثاني أقدس دور العبادة بالنسبة للمسلمين بعد المسجد الحرام بمكة المكرمة [28]، وهو أحد ثلاث مساجد تشد لها الرحال في الإسلام، يقع المسجد النبوي في قلب المدينة المنورة، وهو المكان الذي بركت فيه ناقة النبي محمد عندما جاء إلى المدينة مهاجراً [29]، الشكل العام للمسجد مستطيل الشكل، ويتكون من عشرة مآذن [29] يضم المسجد النبوي الشريف العديد من المعالم، من أبرزها منبر النبي، الروضة الشريفة، الحجرة الشريفة، والحائط المخمس، والقبة الخضراء والتي يوجد تحتها قبر النبي.
مسجد قباء هو أول مسجد بني في عهد النبي محمد [30]، يقع جنوب غرب المدينة المنورة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي 5 كم، فيه بئر تنسب لأبي أيوب الأنصاري، وكان فيه مبرك الناقة، وقد شارك النبي في بناء المسجد وذلك في طريقه إلى المدينة أثناء هجرته من مكة [30]، وقد أكمل المسلمون بناؤه بعد ذلك، وفي العصر السعودي الحديث تم توسعة المسجد حيث بلغت مساحة المصلى وحده حوالي 5035م² بعد أن كانت 1600م² فقط، وأصبحت المساحة الكلية للمسجد ومرافقه ما يقارب 13500م² [30]، ومن فضائل مسجد قباء رواية الصحابي "سهل بن حنيف" عن النبي محمد قوله: (من تطهر في بيته ثم أتى مسجد قباء فصلى فيه صلاة كان له كأجر عمرة).
مسجد القبلتين من أهم معالم المدينة، يقع في الاتجاه الجنوب الغربي من بئر رومة قرب وادي العقيق وفوق هضبة مرتفعة، ويبعد عن المسجد النبوي حوالي خمسة أميال في الاتجاه الشمالي الغربي [31]، وسمي بمسجد القبلتين لأن الصحابة صلوا فيه صلاة واحدة إلى قبلتين وذلك أن القبلة كانت إلى بيت المقدس، وفي العام الثاني للهجرة نزلت آية تحويل القبلة إلى المسجد الحرام، فأرسل النبي أحد الصحابة ليبلغ المسلمين في أطراف المدينة، وعندما جاء الصحابي والناس يصلون، أخبرهم الخبر فتحولوا وهم في صلاتهم إلى القبلة الجديدة [31]، وتبلغ المساحة الاجمالية الحالية للمسجد حوالي 3920م².
المساجد السبعة من أهم المعالم التي يزورها القادمون إلى المدينة المنورة، وهي مجموعة مساجد صغيرة عددها الحقيقي ستة وليس سبعة ولكنها اشتهرت بهذا الاسم، نظراً لإضافة البعض لمسجد القبلتين ضمن هذه المساجد، وذلك لأن من يزورها يزور ذلك المسجد أيضاً في نفس الرحلة فيصبح عددها سبعة [32]. تقع هذه المساجد الصغيرة في الجهة الغربية من جبل سلع عند جزء من الخندق الذي حفره المسلمون في عهد النبي للدفاع عن المدينة المنورة عندما زحفت إليها قريش والقبائل المتحالفة معها في السنة الخامسة للهجرة [32]، ويروى أنها كانت مواقع مرابطة ومراقبة في تلك الغزوة وقد سمي كل مسجد باسم من رابط فيه [32]، عدا مسجد الفتح الذي بني في موقع قبة ضربت للنبي.
البقيع هي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد النبي محمد [33]، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى المسجد النبوي، إذ يقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سور المسجد، تبلغ مساحة البقيع الحالية حوالي 180000م² [33]، وتضم البقيع رفات الآلاف من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين، وفي مقدمتهم الصحابة، حيث تضم ما يقارب عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه، منهم زوجات النبي عدا السيدة خديجة وميمونة.
مقبرة شهداء أحد هي أحد أهم معالم في المدينة المنورة، تقع شمال المسجد النبوي على بعد 5 كم [34]، عند سفح جبل أحد وبجوار جبل الرماة، سميت بهذا الاسم لأنها تضم رفات سبعين من الصحابة استشهدوا في غزوة أحد ومنهم عم النبي "حمزة بن عبد المطلب"، والصحابي حنظلة بن أبي عامر و وقام المسلمون بدفن شهداءهم السبعين بعد انتهاء المعركة[34]، وكان النبي يزورها باستمرار حتى وافته المنية في العام 11 للهجرة.
جبل أحد من أهم المعالم الطبيعية والدينية في المدينة المنورة، يقع شمال المسجد النبوي على بعد 5 كم [35]، ويمتد جبل أحد كسلسلة جبلية من الشرق إلى الغرب، مع ميل نحو الشمال ومعظم صخوره من الجرانيت الأحمر، وأجزاء منه تميل ألوانها إلى الخضرة الداكنة والسواد، يبلغ طول جبل أحد سبعة أميال، وعرضه ما بين 2-3 أميال [35]، وتنتشر على مقربة من جبل أحد عدة جبال صغيرة، أهمها: جبل ثور في الاتجاه الشمالي الغربي، وجبل الرماة في جنوبه الغربي، ويمر عند قاعدته وادي قناة ويتجاوزه غرباً ليصب في مجمع الأسيال [35]، ويرتبط اسم هذا الجبل بموقعة تاريخية وقعت في السنة الثالثة للهجرة وسميت باسمه وهي غزوة أحد وكان ميدانها الساحة الممتدة ما بين قاعدته الجنوبية الغربية وجبل الرماة الذي يبعد عنه ميلاً واحداً تقريباً.
مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف من أبرز معالم المدينة المنورة، هو أكبر مطبعة لطباعة المصحف في العالم [36]، وضع الملك فهد بن عبد العزيز حجر الأساس للمجمع في 23 أكتوبر 1982 وافتتحه رسمياً في 30 أكتوبر 1984 [36]، وينتج المجمع سنوياً ما متوسطه عشرة ملايين نسخة، ويوزع مثلها على المسلمين في جميع القارات، وقد أنتج أكثر من 160 إصدارًا و193 مليون نسخة من المصحف الشريف [36]، ويجري المجمع دراسات وأبحاثا مستمرة لخدمة الكتاب والسنة، كما يضم أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطباعة في العالم.
عدل النقل والمواصلات طائرات متوقفة في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز
عدل المطارات
مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي هو المطار الرئيسي الذي يخدم المدينة المنورة، ويبعد عن وسط المدينة حوالي 15 كم في الاتجاه الشمالي الشرقي [37]، ويعد المطار أحد منافذ وصول ومغادرة الحجاج والمعتمرين من الخارج، أفتتح عام 1971 وكان مطاراً داخلياً في بداية إنشائه [37]، واقتصرت الرحلات الدولية إليه في موسم الحج فقط، وأدت الزيادة الكبيرة في عدد الرحلات في مواسم ] والعمرة إلى تحويل المطار إلى مطار دولي عام 2006 [37].
عدل الطرق السريعة
تمتلك المدينة المنورة شبكة من الطريق السريعة التي تربطها بباقي مدن ومناطق المملكة [38] وهي:
قديماً تم ربط المدينة المنورة بخطوط سكك حديدية بمنطقة بلاد الشام عن طريق خط سكة حديد الحجاز وهو خط يربط ما بين مدينة دمشق والمدينة، وقد بدأ العمل في هذا الخط عام 1900 وافتتح رسمياً عام 1908، واستمر تشغيله حتى 1916 عندما قامت الحرب العالمية الأولى إذ تعرضت للتخريب بسبب الثورة العربية الكبرى وسقوط الدولة العثمانية بعد الحرب.
حديثاً سيتم ربط المدينة المنورة بمكة المكرمة من خلال مشروع قطار الحرمين السريع [39] وهو مشروع خط سكة حديدية كهربائي يربط بين منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة مروراً بمحافظتي جدة ورابغ بطول 450 كم، وسيتم في المرحلة الأولى من المشروع بناء خمس محطات ركاب، منها محطتان في مكة المكرمة، ومحطتان في مدينة جدة في كل من مطار الملك عبد العزيز الدولي ووسط المدينة [39]، والمحطة الخامسة ستكون في المدينة المنورة. ومن المنتظر أن تشهد المرحلة الثانية بناء محطة أخرى في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية برابغ.
تعقد في المدينة المنورة العديد من المهرجانات الترفيهية والثقافية والرياضية، ولعل من أبرز تلك المهرجانات هو مهرجان صيف طيبة [40]، وهو مهرجان تنظمه تنظمه مؤسسة دار التنظيم لتنظيم المعارض والمهرجانات السعودية، والمهرجان يعقد سنوياً في كل صيف وفي مواقع مختلفة داخل المدينة [41]، ويشمل هذا المهرجان الكثير من البرامج والفعاليات مثل مسابقات صيد الأسماك، مسابقات رالي الأطفال، قرية الألعاب المائية، قرية الألعاب الهوائية، كما تعقد العديد من الفعاليات الشعبية والتراثية مثل الخيمة الشعبية ومسابقات الإبل والخيول [41]، كما تعقد بالمدينة أيضاً العديد من النوادي الثقافية مثل نادي الإبداع الصيفي الذي تنظمة وزارة التربية والتعليم السعودية [42]، ويعقد في المدينة أيضاً بعض المهرجانات الخاصة غير الدائمة مثل مهرجان المدينة المنورة للتوائم [43]، ومهرجان المدينة المنورة الدولي للتمور [44] وغيرهم. عدل التعليم
في الماضي كان التعليم في المدينة المنورة يتم في الزوايا والكتاتيب المنتشرة في أنحائها، وبمرور الوقت اندثرت كل هذه الأشياء، وحلت محلها المدارس والجامعات والمراكز التعليمية [45]. المدارس: تضم المدينة المنورة ما يقارب 309 مدرسة، منها 112 مدرسة إبتدائية، و95 مدرسة متوسطة، و102 مدرسة ثانوية حكومية وخاصة[46]، وفيما يلي أبرز تلك المدارس:
الحسن بن علي بن أبي طالب، حفيد النبي محمد من ابنته فاطمة.
سعد بن معاذ، من كبار الصحابه، هو سيد الأوس وقد توفى في غزوة الأحزاب.
أبو سعيد الخدري، أحد أشهر الصحابة، ومن كبار رواة الحديث، وتوفى سنة 74هـ.
أنس بن مالك، أحد الصحابه، أسلم وهو صغيراً، وكان يعمل خادماً للنبي من سن العاشرة.
كعب بن مالك، شاعر مسلم أحد الصحابة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك.
عبد المجيد الثاني، آخر السلاطين العثمانيين، مدفون بالمدينة.
عدل مصادر
^ أب أمانة المدينة المنورة، موقع ومساحة المدينة المنورة تاريخ الوصول 12 يوليو 2009
^ أب موقع ومساحة المدينة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، تاريخ الوصول 12 يوليو 2009
^ بداية تأسيس المدينة، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، تاريخ الوصول 13 يوليو 2009
^ سورة الأحزاب - الآية رقم 13
^ المكتبة الإسلامية، كتاب الجامع لأحكام القرآن، سورة الأحزاب، قوله تعالى وإذ قالت طائفة منهم يا أهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا تاريخ الوصول 13 يوليو 2009
^ حرمة أرض المدينة، فضائل المدينة المنورة، تاريخ الوصول 13 يوليو 2009
^ صحيح البخاري، كتاب البيوع، باب بركة صاع النبي (صلى الله عليه وسلم) ومده، المكتبة الإسلامية تاريخ الوصول 13 يوليو 2009
^ عدد سكان المدينة، موقع المدينة المنورة بويز، تاريخ الوصول 13 يوليو 2009
^ أماكن تشرع زيارتها، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 13 يوليو 2009
^ أبتثج بداية تأسيس المدينة، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 14 يوليو 2009
^ تاريخ المدينة المنورة (يثرب والمعينيون)، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 14 يوليو 2009
^ أبت تاريخ المدينة المنورة (الأوس والخزرج)، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 14 يوليو 2009
^ أبتثج تاريخ المدينة المنورة، أمانة المدينة المنورة، تاريخ الوصول 14 يوليو 2009
^ كتاب محمد من الميلاد الأسنى...إلى الرفيق الأعلى. كمال محمد درويش، ص192
^ كتاب محمد من الميلاد الأسنى...إلى الرفيق الأعلى. كمال محمد درويش، ص192
^ أب المدينة المنورة في العهد السعودي الحالي، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة، تاريخ الوصول 16 يوليو 2009
^ أبت تاريخ المسجد النبوي الشريف في العهد السعودي، موقع التاريخ الإسلامي، تاريخ الوصول 16 يوليو 2009
^ متوسط درجات الحرارة في المدينة المنورة، موقع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، تاريخ الوصول 16 يوليو 2009
^ {{
if: 1
||خطأ في استخدام قالب قالب:cite web: Parameters url and title must be specified }}متوسط درجات الحرارة في المدينة المنورة(بالعربية).وُصِل لهذا المسار في 16 يوليو 2009.
^ أبتثج جيولوجيا المدينة المنورة، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 14 يوليو 2009
^ أب جيولوجيا المدينة المنورة (التربة)، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 20 يوليو 2009
^ أبتثجحخدذرز سكان المدينة المنورة قديماً وحديثاً، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 24 يوليو 2009
^ التقسيم الإداري للمدينة، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 24 يوليو 2009
^ أبتث الدليل الشامل عن السياحة في المدينة، منتديات المدينة المنورة، تاريخ الوصول 31 يوليو 2009
^ أب السياحة في المدينة المنورة، منتديات المدينة المنورة، تاريخ الوصول 31 يوليو 2009
^ مقاهي المدينة المنورة، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 3 أغسطس 2009
^ دليل فنادق المدينة المنورة، منتديات المدينة المنورة، تاريخ الوصول 31 يوليو 2009
^ معالم المدينة المنورة، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 21 يوليو 2009
^ نظرة عامة للمسجد النبوي، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 21 يوليو 2009
^ أب موقع المسجد النبوي، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 21 يوليو 2009
^ أبت معالم المدينة المنورة (مسجد قباء)، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 21 يوليو 2009
^ أب معالم المدينة المنورة (مسجد القبلتين)، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 22 يوليو 2009
^ أبت معالم المدينة المنورة (المساجد السبعة)، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 24 يوليو 2009
^ أب معالم المدينة المنورة (البقيع)، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 21 يوليو 2009
^ أب مقبرة شهداء أحد، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 21 يوليو 2009
^ أبت جبل أحد، مركز بحوث ودراسات المدينة، تاريخ الوصول 21 يوليو 2009
^ أبت معلومات عامة، مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، تاريخ الوصول 3 أغسطس 2009
^ أبت مطار المدينة المنورة، موقع الهيئة العامة للطيران المدني السعودية، تاريخ الوصول 1 أغسطس 2009
^ الطرق السريعة الدولية بالمملكة، موقع وزارة النقل السعودية، تاريخ الوصول 1 أغسطس 2009
^ أب مشروع قطار الحرمين، المؤسسة العامة للخطوط الحديدية السعودية، تاريخ الوصول 1 أغسطس 2009
^ الامير عبد العزيز بن ماجد يدشن فعاليات مهرجان صيف طيبة 29، المدينة اليوم، بتاريخ 2 أغسطس 2009
^ أب مهرجان صيف طيبة 30، الهيئة العامة للسياحة والآثار السعودية، تاريخ الوصول 2 أغسطس 2009
^ نادي الإبداع الصيفي بالمدينة المنورة، منتدى وزارة التربية والتعليم، تاريخ الوصول 2 أغسطس 2009
^ مهرجان المدينة المنورة للتوائم، منتديات سيدتي، تاريخ الوصول 2 أغسطس 2009
^ مهرجان التمور بالمدينه المنوره ينظم حفلات للمحاوره، موقع جهينة نت، تاريخ الوصول 2 أغسطس 2009
^ التعليم في المدينة المنورة، موسوعة المدينة المنورة، تاريخ الوصول 2 أغسطس 2009
^ إحصائيات المدارس والأبنية التعليمية، الإدارة العامة للتربية والتعليم بالمدينة المنورة، تاريخ الوصول 2 أغسطس 2009
موضوع: رد: مسابقة وعد نور (هجرة الرسول صلى الله علية وسلم) الخاص بالامل الأربعاء ديسمبر 30, 2009 1:13 am
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] الهجره وفضائل المدينه الهجره من اعظم المراحل التى مر بها هذا الدين بل هى فرق بين دولة الحق التى اسسها النبى عليه الصلاة والسلام بالمدينه ودولة الباطل التى خرج منها بقيادة المشركين فى مكه الهجره كانت ايذانا بتأسيس دولة الاسلام والمسلمين الهجره كانت بداية النصر والتمكين للمستضعفين والهجره سبقها اعداد من النبى عليه الصلاة والسلام للمسلمين بمكه وهذا الاعداد تمثل فى امرين 1_التربيه الايمانيه التى تربى عليها اصحاب النبى عليه الصلاة والسلام 2_الاضطهاد التى اصاب اصحاب النبى عليه الصلاة والسلام بمكه حتى وصل المهاجرون الى قناعة كامله بعدم امكانية المعايشه مع الكفر وبين ذلك ربنا عز وجل فى قوله تعالى قل يا عباد الذين امنوا اتقوا ربكم للذين احسنوا فى هذه الدنيا حسنه وارض الله واسعه انما يوفى الصابرون اجرهم بغير حساب 3_الهجره الى الحبشه وكانت لتدريب الصحابه على مفارقة الاهل والاوطان فرارا بدين الله والهجره مشروعه فى كل وقت وحين اذا ما خاف الانسان الفتنة فى الدين ومن اعظم القصص التى تروى فى الابتلاءات اثناء الهجره قصه ام سلمه وزوجها ابو سلمه وولدها عندما تقاتل قومها مع قوم زوجهاعلى ولدها حتى خلعوا ذراعيه وفرقوا بينهم ومنعوها من الهجره فظلت قرابة عام تبكى حتى تركوها تخرج اليه ومعها ولدها سلمه بن ابى سلمه رضى الله عنه وهذا صهيب يترك ماله ابتغاء مرضاة الله ويقول فيه النبى عليه الصلاة والسلام ربح البيع صهيب ربح البيع ابا يحيى ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف بالعباد الحكمه من اختيار المدينه دارا لهجرة المسلمين اختار ربنا عز وجل المدينه دارا للهجره لحكم جليه منها 1_ بيان فضلها وشرفها وانها من احب البلاد الى الله 2_ لزيادة فضل وشرف وعز اهلها ان كانوا انصار لدينه ورسوله وعباده 3_ كونها مدينه وبلده محصنه من كل الاتجاهات فلا يستطيع جيش ان يغزوها ولعل النبى عليه الصلاة والسلام قدا اشار الى فضلها والحكمه من اختيارها بقوله انى رايت دار هجرتكم ذات نخيل بين لابتين وهما الحرتان 4_اهل المدينه الاوس والخزرج كانوا من خيرة العرب واكثرهم نخوه واباء وقوه وفروسيه وشكيمه فلم يخضعوا لاحد ولم يدفعوا لاحد من قبل رسول الاسلام عليه الصلاة والسلام 5_كان فيها اخوال النبى عليه الصلاة والسلام بنو النجار ومنهم ابو ايوب الذى نزل رسول الله فى بيته وكان للانساب لدى العرب مكانة عريقه مرموقه فضائل المدينه لقد عظم شأن المدينه بهجرة رسول الله عليه الصلاة والسلام اليها حتى انها صارت اشرف بلاد الارض عدا مكه وصارت حرما لرسول الله عليه الصلاة والسلام ومن فضائلها 1_كثرة اسمائها ومن المعلوم ان كثرة الاسماء تدل على شرف المسمى ولا توجد بلده فى الدنيا لها ما للمدينه من اسماء ولا النصف او حتى الربع وقد نقل العلماء لها اسماء حوالى مائه نقلها الزركشى فى اعلام الساجد باحكام المساجد والفيروز ابادى صاحب كتاب المحيط ونور الدين السمهودى فى وفاء الوفاء باخبار دار المصطفى ومحمد بن يوسف الصالحى فى سبل الهدى والرشاد فى سيرة خير العباد ومن اسمائها المشهور ه يثرب وقد سماها الله يثرب فى كتابه بهذا الاسم فقال تعالى واذا قالت طائفة منهم يا اهل يثرب لا مقام لكم فارجعوا وقد ورد النهى عن تسميتها بهذا الاسم ولكن ذكرنا له هنا من مقام الحال ومن اسمائها طابه ومن اسمائها طيبه ومن اشهر اسمائها المدينه وسماها الله فى كتابه المدينه قال تعالى ما كان لاهل المدينة ومن حولهم من الاعراب ان يتخلفوا عن رسول الله وقد وصفها النبى عليه الصلاة والسلام بالمنوره والمشرفه 2_محبتة النبى عليه الصلاة والسلام لها قال عليه الصلاة والسلام اللهم حبب الينا المدينه كحبنا مكه او اشد وكان النبى عليه الصلاة والسلام اذا قدم من سفر نظر الى جدرانها او عجل راحلته بالدخول اليها من فرط محبته لها 3_ دعاء النبي عليه الصلاة والسلام لها بالبركه روى البخارى فى فضائل المدينه عن انس ان النبى عليه الصلاة والسلام قال اللهم اجعل فى المدينه ضعفى ما جعلت فى مكه من البركه وكان عليه الصلاة والسلام اذا جئ اليه بتمر المدينه رفع يديه قائلا اللهم بارك لنا فى مدينتنا وبارك لنا فى صاعنا وبارك لنا فى مدنا اللهم ان ابراهيم عبدك وخليلك ونبيك وانى عبدك ونبيك وانه دعاك لمكه وانى ادعوك للمدينه بمثل ما دعاك لمكه ومثله معه رواه مسلم 4_ عصمتها من الدجال والطاعون ان الله تعالى قيض لها ملائكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال ابدا وكان من لوازم دعاء النبى عليه الصلاة والسلام رفع الوباء والبلاء والطاعون 5_فضيلة الصبر على شدتها وعد النبى عليه الصلاة والسلام من صبر على شدة المدينه وضيق العيش فيها بالشفاعه يوم القيامه فعن سعد بن ابى وقاص قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام المدينه خير لهم لو كانوا يعلمون لا يدعها احد رغبة عنها الا ابدلها الله فيها من هو خير منه ولا يثبت احد على جهدها الا كنت له شفيعا او شهيدا يوم القيامه رواه مسلم 6_ فضيلة الموت فيها فعن بن عمر رضى الله عنهما قال قال رسول الله عليه الصلاة والسلام من استطاع ان يموت فى المدينه فليمت بها فانى اشفع لمن يموت بها رواه احمد وبن حبان واسناده صحيح وكان عمر رضى الله عنه يدعوا ويقول اللهم ارزقنى شهادة فى سبيلك واجعل موتى فى بلد رسولك رواه البخارى فى كتاب فضائل المدينه 7_هى كهف الايمان وتنفى الخبث عنها الايمان يلجأ اليها فى كل زمان ومكان كلما ضاقت به الاحوال والبلاد والاخباث والشرار لا مقام لهم فيها ولا استقرار ولا يخرج منها منهم احد الا ابدلها الله خيرا منه من المؤمنين الصادقين قال عليه الصلاة والسلام ان الايمان ليأرز الى المدينه كما تأرز الحيه الى جحرها رواه البخارى وقال عليه الصلاة والسلام والذى نفسى بيده لا تقوم الساعه حتى تنفى الدينه شرارها كما تنفى النار خبث الحديد رواه مسلم 8_ تنفى الذنوب والاوزار روى عن زيد بن ثابت عن النبى عليه الصلاة والسلام انه قال طيبه تنفى الذنوب كما تنفى النار خبث الفضه رواه البخارى 9_ حفظ الله لها ممن يريد اذاها قال عليه الصلاة والسلام لا يكيد اهل المدينه احد الا انماع كما ينماع الملح فى الماء وقال عليه الصلاة والسلام المدينه حرم فمن احدث فيها حدثا او اوى محدثا فعليه لعنة الله والملائكه والناس اجمعين لا يقبل منه يوم القيامة عدلا ولا صرف وقال العلماء كما يضاعف فيها ثواب العمل الصالح يشتد اثم العمل السئ المنكر والعياذ بالله 10_تحريمها حرمها النبى عليه الصلاة والسلام بوحى من الله فلا يراق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح ولا يقطع فيها شجر ولا تحل فيها اللقيطه الا لمنشد وغير ذلك مما يدخل فى التحريم قال عليه الصلاة والسلام ان ابراهيم حرم مكه ودعا لاهلها وانى حرمت المدينه كما حرم ابراهيم مكه وانى دعوت لها فى صاعها ومدها بمثلى ما دعا ابراهيم لاهل مكه رواه البخارى وقال عليه الصلاة والسلام وهو يشير لاحد هذا جبل يحبنا ونحبه وان حرمت ما بين لابتيها رواه البخارى وقال عليه الصلاة والسلام لا يختلى خلالها ولا ينفر صيدها ولا تحل لقطتها الا لمن انشدها ولا يصلح لرجل ان يحمل فيها السلاح لقتال ولا يصلح ان يقطع منها شجر الا ان يعلف رجل بعيره اخرجه احمد هذه الفضائل جعلت صحابة النبى عليه الصلاة والسلام يتعلقون بها ويحرصون على الهجره اليها والاقامه فيها التماسا لبركتها رزقنا الله واياكم بركتها وخرج اصحاب النبى عليه الصلاة والسلام الى المدينه تباعا واستقبلهم اخوانهم من الانصار وكانوا لهم على الخير اعوانا ثم خرج النبى عليه الصلاة والسلام برفقة الصديق ابو بكر وترك على ليؤدى عنه الامانات الى اهل مكه وحدثت معجزات عديده فى هجرة النبى عليه الصلاة والسلام منها حفظ الله سبحانه وتعالى له من مشركى قريش هذا هو الصديق يقول للنبى عليه الصلاة والسلام وهم فى الغار والله لو نظر احدهم اسفل قدميه لرأنا فقال له النبى عليه الصلاة والسلام يا ابا بكر ما ظنك باثنين ثالثهما الله والقصه المشهوره المتداوله على السنة الكثير من العوام بل والدعاه وهى قصة الحمامه والبيضه والعنكبوت قصه لا اصل لها ولم تثبت وليست صحيحه انما هى من ابتداعات المتصوفه لان حفظ الله سبحانه وتعالى لنبيه لم يكن فى حاجه الى حمامه او عنكبوت ومنها ايضا اخبار النبى عليه الصلاة والسلام لسراقه بن مالج الجعشمى ان الله سيلبسه سوار وازار وتاج كسرى والبسهما الله اياه فى عهد امير المؤمنين عمر وطاف المدينه وعمر والناس يكبرون الحمد لله الذى نزعهما من كسرى بعد ان قصمه والبسهما سراقه بن مالك من مدلج ومنها ايضا شاة ام معبد التى ما كانت تدر اللبن فحلبت ببركة يد النبى عليه الصلاة والسلام وفاض منها اللبن وتهيأت المدينه لاستقبال النبى عليه الصلاة والسلام ومعه صاحبه فدخلها النبى عليه الصلاة والسلام وكان اول ما تكلم به عليه الصلاة والسلام ما رواه اصحاب السنن عن عبدالله بن سلام قبل اسلامه وكان حبرا من احبار اليهود قال عندما قدم النبى عليه الصلاة والسلام الى المدينه انجفل اليه الناس وكنت فيهم فلما رأيته علمت ان هذا الوجه ليس بوجه كاذب فكان اول ما تكلم به ان قال ايها الناس افشوا السلام واطعموا الطعام وصلوا الارحام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلون الجنة بسلام رواى الحديث عبدالله بن سلام الله اكبر حديث شامل جامع لكل خير فيه اسس لو حافظنا عليها لانصلحت بها احوال مجتمعاتنا اسال الله ان نكون واياكم ممن يتمسكون بهديه وسنته وهو القائل تركت فيكم ما ان تمسكتم به فلن تضلوا بعدى ابدا كتاب الله وسنتى جعلنا الله واياكم من المتمسكين بهما اوصيكم ونفسى بتقوى الله جعلنا الله واياكم من المتقين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : هناك خطأ كبير منتشر بين الناس ، وهو أنهم يحسبون أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت هجرته في بداية السنة المعروفة بالسنة الهجرية ، وعند المحرم يحتفل الناس بالهجرة ويحتفلون ببداية السنة والصحيح أنه لا علاقة بين بداية السنة الهحرية وبين الهجرة والموضوع بالضبط كما يلي (باختصار) : ونبين فيه ثلاثة أشياء ـ الهجرة كانت في ربيع الأول ـ لماذا تم التأريخ بالمحرم ـ حكم الاحتفال بالسنة الهجرية
أولاً : هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في ربيع الأول ولم تكن في المحرم : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة يوم الاثنين حين اشتد الضحى لاثني عشرة خلت من ربيع الأول .
قال ابن هشام : حتى هبط بهما بطن رئم ثم قدم بهما قباء على بني عمرو بن عوف لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول يوم الاثنين حين اشتد الضحاء وكادت الشمس تعتدل .
وقال ابن سعد: أنا محمد بن عمر، عن أبي بكر أبي سبرة وغيره قالوا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأل ربّه أن يريه الجنّة والنّار، فلمّا كان ليلة السبت لسبع عشرة خلت من رمضان، قبل الهجرة بثمانية عشر شهراً . (يعني في شهر ربيع الأول) .
قال ابن كثير : وقال أحمد: حدثنا روح بن عبادة ثنا زكريا بن إسحاق عن عمرو بن دينار قال: إن أول من ورخ الكتب يعلى بن أمية باليمن، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة في ربيع الأول وأن الناس أرخوا لأول السنة.
قال ابن كثير : فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين قريبا من الزوال وقد اشتد الضحاء. قال الواقدي وغيره: وذلك لليلتين خلتا من شهر ربيع الأول. وحكاه ابن إسحاق إلا أنه لم يعرج عليه ورجح أنه لثنتي عشرة ليلة خلت منه، وهذا هو المشهور الذي عليه الجمهور.
ثانيًا : بداية التأريخ : وقال محمد بن سيرين: قام رجل إلى عمر فقال: أرّخوا، فقال عمر: ما أرّخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم في شهر كذا من سنة كذا، فقال عمر: حسن، فأرّخوا، فاتفقوا على الهجرة ثم قالوا: من أي الشهور؟ فقالوا: من رمضان، ثمّ قالوا: فالمحرم هو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام، فأجمعوا عليه. فالصحابة حين أرخوا اعتمدوا سنة الهجرة كبداية ، ولم يعتمدوا الشهر أو اليوم الذي هاجر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم كما يظن أكثر الناس اليوم . ثم اختار الصحابة بعد ذلك المحرم كبداية للسنة لأنه بعد انتهاء موسم الحج ، ولم يكن هناك علاقة بين شهر الهجرة وتحديد شهر المحرم كبداية .
وقال ابن كثير : وحكى السهيلي وغيره عن الإمام مالك أنه قال: أول السنة الإسلامية ربيع الأول لأنه الشهر الذي هاجر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد استدل السهيلي على ذلك في موضع آخر بقوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم) أي من أول يوم حلول النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وهو أول يوم من التاريخ كما اتفق الصحابة على أول سني التاريخ عام الهجرة. ولا شك أن هذا الذي قاله الإمام مالك رحمه الله مناسب، ولكن العمل على خلافه، وذلك لان أول شهور العرب المحرم فجعلوا السنة الأولى سنة الهجرة. وجعلوا أولها المحرم كما هو المعروف لئلا يختلط النظام والله أعلم.
ثالثًا : حكم الاحتفال بالسنة الهجرية : قال الشيخ ابن باز رحمه الله : بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه ، أما بعد : فقد اطلعت على ما كتبه الأخ : فريد بن عبد الحفيظ مياجان في صحيفة المدينة الصادرة في 15 \ 2 \ 1415 هـ يؤيد بذلك ما كتبه عبد الله أبو السمح من تحبيذ الاحتفال بالمناسبات الإسلامية . فرأيت أن من الواجب التنبيه على غلطهما في ذلك ; نصحا لله ولعباده ، وعملا بقوله عز وجل : وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)) وقوله صلى الله عليه وسلم ((الدين النصيحة ، الدين النصيحة ، الدين النصيحة . قيل : لمن يا رسول الله ؟ قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) رواه مسلم وغيره وقد حرم الله سبحانه القول عليه بغير علم وحذر منه عباده ، كما في قوله سبحانه (( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ )) وقوله عز وجل (( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)) ولا شك أن الدعوة إلى إقامة الاحتفالات الإسلامية التي لم يحتفل بها النبي صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه رضي الله عنهم من البدع المحدثة في الدين ، ومن أسباب الغلو في دين الله ، وشرع عبادات لم يشرعها الله ، وقد يكون بعضها مع كونه بدعة وسيلة للشرك الأكبر ; كالاحتفال بالمولد النبوي ، وموالد الصحابة والعلماء ، وقد قال الله عز وجل (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ )) وقال سبحانه (( أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )) وقال سبحانه : (( ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ )) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد )) متفق على صحته ، وقال صلى الله عليه وسلم : ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ))أخرجه مسلم في صحيحه وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه : (( أما بعد ، فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة ))، خرجه مسلم في صحيحه . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . فالواجب على علماء المسلمين ، وعلى طلبة العلم ، وعلى كل مسلم أن يتقي الله ، وأن يحذر الدعوة إلى غير ما شرعه من البدع والمحدثات ، وأن يرضى بما رضي الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم وأتباعهم بإحسان ، ففي ذلك السعادة والعاقبة الحميدة ، والنجاة في الدنيا والآخرة ، والبعد عن التشبه بأعداء الله من اليهود والنصارى الذين أحدثوا في دينهم ما لم يأذن به الله ، فضلوا وأضلوا ، ومن الواجب على المسلم -بدلا من إحداث البدع والدعوة إليها- التواصي بالحق والتناصح ، والعناية بتدبر القرآن الكريم والإكثار من تلاوته ، والعناية بالسنة الصحيحة والدعوة إلى ذلك قولا وعملا في المساجد والبيوت ، والعناية بحلقات العلم والإكثار منها ، حتى يتعلم الجاهل ، ويتذكر الناسي ، ويكثر الخير ، ويقل الشر ، كما كان السلف الصالح رحمة الله عليهم يقومون بذلك ويتواصون به . والله المسئول أن يوفقنا وجميع المسلمين للعلم النافع والعمل به ، وأن يصلح قلوبنا وأعمالنا جميعا ، وأن يجعلنا من المتواصين بالحق والداعين إليه على بصيرة ، وأن ينصر دينه ويعلي كلمته ، وأن يصلح أحوال المسلمين جميعا ، ويولي عليهم خيارهم ، ويصلح قادتهم ، إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم على نبينا محمد ، وآله وصحبه : فتاوى الشيخ ابن باز (5/328)
والفتاوى في هذا المعنى كثير ، فعلى هذا لا يجوز الاحتفال بعيد رأس السنة الهجري ولا بغير من الأعياد المخترعة ، وقد جعل الله تعالى عيد الفطر وعيد الأضحى أعياد أهل الإسلام .
هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم كانت في ربيع الأول ولم تكن في المحرم
أسأل الله أن موضوع ( هجرة الرسول ): صلى الله علية وسلم أن ينال أعجابكم فإن احسنت فمن عند الله وأن اخطأت فمن الشيطان ومن نفسى ويوفقنا الله لاتباع سبيل سيد المرسلين وإمام الآنبياء والمتقين محمد خير الخليفة اجمعين اللهم صلى وسلم وبارك علية وعلى آله وصحبه البررة المكرمين وأجعلنا تحت لوائه يوم الدين آمين يارب العالمين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]