الفقى: جمال مبارك المرشح المنتظر لرئاسة مصر بمباركة الجيش
قال د.مصطفى الفقى، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري "البرلمان"، إن الرئيس حسنى مبارك سوف يكون مرشح الحزب الوطني الحاكم في الانتخابات الرئاسية المقبلة والمقررة العام القادم، مشيرا إلى "أن الرئيس أكد أنه سيظل يعمل لصالح مصر حتى آخر نفس فى حياته، وبالتالي لن يتخلى عن أى فترة فى رئاسته، خاصة أن لياقته البدنية والذهنية حالياً فى أفضل أوضاعها".
كما استبعد الفقي في حوار له مع صحيفة "المصري اليوم" نشرته في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، قيام الرئيس مبارك بتعيين نائبا له نزولا على رغبة المعارضة، مشيرا إلى أن "الوقت متأخر للغاية ولا أعتقد أن هذا الأمر وارد وقد بقى على تجديد انتخاب الرئيس قرابة أقل من العامين".
وقال من الطبيعي ان يكون هناك قلق بين المصريين على منصب الرئاسة "لأن منصب الرئيس فى مصر خطير للغاية لأن منصبه هو الأساس الذى يحرك كل مناحى الحياة".
وحول ما يثار عن توريث الحكم لنجل الرئيس، جمال مبارك، قال الفقي: "جمال مبارك من الممكن أن يرشح نفسه فى حالة فراغ منصب الرئيس، ولكن فى حالة وجود الوالد فإن هذا الأمر ليس مطروحا على الإطلاق".
واستطرد الفقي: "أعلم أن جمال مبارك يريد لوالده طول العمر وطول البقاء فى موقعه، ويحدوه الأمل بعد ذلك.. هو لم يقل ذلك، ولكن من خلال سير الأحداث يتقدم كمرشح للحزب الوطنى فى حالة فراغ المنصب"، مستبعدا تقدم مرشح آخر من الحزب الحاكم لينافس جمال على كرسي الحكم.
وكان مبارك قد صرح أثناء زيارته للولايات المتحدة في شهر أغسطس / الماضي بأنه مازال من المبكر الحديث عن مسألة ترشحه للرئاسة لفترة أخرى، مشيرا إلى أن الحديث عن ترشيح جمال مبارك للرئاسة هو لمجرد البروباجندا لتوجيه النقد للنظام" وأن الموضوع خارج تفكيره تماما".
وقال الفقي لم أسمع جمال مرة واحدة يتحدث عن الترشيح للرئاسة، ولكن هناك الكثير من المتحمسين لترشيحه، يأتي في مقدمتهم المهندس أحمد عز، أمين التنظيم في الحزب الحاكم.
وحول موقف المؤسسة العسكرية في حال ترشح جمال لمنصب الرئاسة، قال الففقي: "أعتقد أن المؤسسة العسكرية ستبارك ذلك"، ليصبح جمال مبارك أول رئيس مدنى لمصر، ولكنه ، حسب الفقي، "هو رئيس مدنى لكن ابن رئيس عسكرى وتعيينه أو اختياره جزء من الولاء لابيه أولاً، وأن اختياره أكثر طرق الاستقرار فى ظل عدم وجود نائب للرئيس وفى ظل تعدد الأسماء المطروحة".
وحول رفض المعارضة لتوريث الحكم، قال الفقي: "سوف تتقدم المعارضة بمرشح واحد إن استطاعت، وذلك يعد أمراً جاداً ومحترماً، وإذا كان البرادعى أو محمود أباظة أو أى شخص، فهذا يعطى الانتخابات زخماً وقيمة تحتاجها".
وتثير مسألة الخلافة السياسية في مصر جدلا مستمرا خاصة وأن مبارك الموجود في الحكم منذ عام 1981 سيدخل عامه الثاني والثمانين في مايو/ أيار المقبل، حيث يعتقد على نطاق واسع باحتمال توريث الحكم لنجله جمال مبارك.
وحول التأثير الدولى على المرشح القادم لمصر، قال الفقي إن أمريكا وإسرائيل لن تشاركا فى اختيار الرئيس، ولكنهما سيفتحان الأبواب أو يغلقونها وأعتقد أن الترحيب بالسيد جمال مبارك لديهم أكثر من غيرهم لسبب بسيط أنهم يرون أن الذى تعرفه خير من الذى لا تعرفه.
مرشحون محتملون
وحول المرشحين المحتملين لمنافسة جمال مبارك على منصب الرئاسة، قال الفقي: البرادعى شخصية محترمة للغاية، وصاحب مكانة كبيرة جدا، ولكنه لا يستطيع أن يتقدم كمرشح إلا فى ظل المادة 76، وهى مادة ليست سهلة، ويعد من أحد المستحيلات السبعة أن يجمع النصاب المطلوب من التوقيعات اللازمة للترشيح.. هذا صعب جداً"، مضيفا "يجب أن نعترف أن المادة 76 وضعت إطارا معينا لاختيار رئيس الجمهورية، بحيث لا يمكن أن يتقدم له أى شخص عادى".
وكشف الفقي عن ان البرادعى عرضت عليه وزارة الخارجية بعد عمرو موسى مباشرة، وكان فى "القائمة الصغيرة" التى تضم 3 أسماء، وأبلغ أن الرئيس وضعه ضمن الـ3 أسماء التى سيختار منها الرئيس، وطلب معرفة رأيه لكنه اعتذر، وقال إنه يريد إكمال مسيرته فى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وكان ذلك عام 2000/2001.
وحول تفسيره للحملة التى تعرض لها البرادعي بمجرد إعلان ترشيح نفسه، قال الفقي: "أنا أعتقد أنها لم تكن حملة ذكية على الإطلاق وأساءت أكثر مما نفعت، ونفعته أكثر مما تصوروا أنها تسئ إليه. وبالعكس كان يجب الترحيب بالترشيح، وترك المسألة للضوابط الحاكمة.. إنت "زعلان وقلقان من إيه؟".
وقال الفقي: "أنا مع البرادعى الشخص بلا حدود وأطلب منه مراجعة ما يقوم به حتى لا يكون مجرد خطوة رومانسية غير محسوبة".
بالنسبة لترشيح عمرو موسى، قال الفقي: "عمرو موسى موقفه أصعب من البرادعى، وحساباته مختلفة، وأكثر حذراً، فهو يتكلم بتحفظ ولم يطرح اسمه بشكل مباشر مثلما فعل البرادعى.. البرادعى هو الشخصية الوحيدة التى طرحت نفسها بشكل علنى وحاد، أما عمرو موسى رشحه كثيرون وأجاب إجابات متحفظة ولا تخلو من غموض وترك الباب موارباً لكنه لم يبد تطلعا للمنصب".
اضاف، عمرو موسى لن يرشح نفسه منافساً لـ "حسنى مبارك" في انتخابات 2011 ، لأن "العين ما تعلاش على الحاجب"، وإذا كان المرشح شخصاً آخر أياً كان فقد يفكر عمرو موسى فى خوض المعركة الانتخابية.
وحول رأيه في المادة 76 المثيرة للجدل، قال الفقي: "مادة صعبة وطويلة وكتبها من كتبوها بعناية وعينهم على أهداف معينة".. "يريدون أن يضمنوا الرئيس القادم لمصر من الحزب الوطنى" .. "لا أستطيع أن أقول إن جمال مبارك أعطاهم هذه التعليمات ولا الرئيس لكن أنت تعلم أن فى كل نظام هناك من يريدون الخدمة ويقرأون العيون ولا يستمعون إلى الحديث فالمسائل سهلة".
وألمح الفقي إلى إمكانية تعديل المادة "77"، قائلا: "أعتقد أن هذا هو الكارت الأخير الذى يمكن تقديمه لتمرير أى موقف فيما بعد، إذا أعلنت أن المادة 77 للرئيس مدتان لا تزيدان فسوف تكون إمكانية وصول السيد جمال مبارك إلى الحكم 90%".