نور الاسلام الافضل
المجموعة التانية الغد المشرق 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة نور الاسلام
سنتشرف بتسجيلك
شكرا المجموعة التانية الغد المشرق 829894
ادارة المنتدي المجموعة التانية الغد المشرق 103798
نور الاسلام الافضل
المجموعة التانية الغد المشرق 613623
عزيزي الزائر / عزيزتي الزائرة يرجي التكرم بتسجبل الدخول اذا كنت عضو معنا
او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة نور الاسلام
سنتشرف بتسجيلك
شكرا المجموعة التانية الغد المشرق 829894
ادارة المنتدي المجموعة التانية الغد المشرق 103798
نور الاسلام الافضل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


قد يقول الانسان كلمة يسعد بها عمره كله وقد يقول كلمة يشقى بها عمره كله فاتق الله فى كلماتك وجوارحك واجعل انفاسك كلها تخرج فى طاعة الله . فان خرجت بعضها فى معصيته ..فاجتهد على تزكية الباقى منها واجعلها فى طاعتة واجتهد فى الطاعة كما اجتهدت فى المعصية<
 
البوابةالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
» الفيلم العربى الجوهرة
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالإثنين أغسطس 25, 2014 10:10 pm من طرف أبو أحمد

» مراجعة دين ترم ثانى جامدة للصف الاول الاعدادى
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالأحد مايو 05, 2013 8:49 pm من طرف lara858

» فسر حلمك عندنا
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 12, 2012 12:35 am من طرف خلود جمال

» تحميل برنامج skype 4 مسنجر سكاى بى Skype 4.0.0.215 - Final 2009 - التحدى
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالأحد مايو 20, 2012 3:07 pm من طرف he_105

» قنبلة مراجعة لمادة الدراسات الصف الاول الاعدادى ترم ثانى
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالجمعة أبريل 27, 2012 12:24 am من طرف دينار سعيد

» الحلى النوبية الغد المشرق
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالسبت يناير 28, 2012 11:29 pm من طرف مصطفى بقوري

» (طريقة البحث عن الفايروس وحذفـــه
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالجمعة يناير 27, 2012 6:38 am من طرف sherzad2008

» صور قمصان نوم مثيرة - صور قمصان نوم فاتن(فريق التحدى
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2012 3:40 am من طرف totycat

» poem en Français كلمات حلوة "باللغة الفرنسية
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالخميس يناير 26, 2012 3:21 am من طرف totycat

» كلمات من القلب
المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالثلاثاء يناير 24, 2012 3:39 am من طرف نور الاسلام

تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية
تسجيل صفحاتك المفضلة في مواقع خارجية reddit      

قم بحفض و مشاطرة الرابط نــــــــــور الاســــــــــلام على موقع حفض الصفحات

قم بحفض و مشاطرة الرابط نور الاسلام الافضل على موقع حفض الصفحات
مايو 2024
الإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبتالأحد
  12345
6789101112
13141516171819
20212223242526
2728293031  
اليوميةاليومية

 

 المجموعة التانية الغد المشرق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الامل
مـــدير المنتدى الفنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
مـــدير المنتدى الفنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــى
الامل


عدد المساهمات : 19301
رصيد نقاط : 51767
رصيد حسابك فى بنك نور : 577
تاريخ التسجيل : 08/11/2009
البلد البلد : مصر

بطاقة الشخصية
عـــائلــة نــــــــــور: 50

المجموعة التانية الغد المشرق Empty
مُساهمةموضوع: المجموعة التانية الغد المشرق   المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالسبت يونيو 26, 2010 7:40 pm

النوبة الوسطى ثلاثة أقسام : يقسم الجغرافيون منطقة النوبة الى ثلاثة أقسام
هي : النوبة العليا والتي تبدأ من إلتقاء النيل الأبيض بالأزرق أو المقرن
الى دنقله.. والنوبة الوسطى من دنقلة الى وادى حلفا.. والنوبة السفلى من
وادي حلفا الي اسوان. وأطلق عليها إسم الواوات.. ونتحدث هنا عن النوبة
الوسطى، والتى تمتد من دنقلا الي حلفا، والتي تعد وطناَ أساسياَ للنوبة..
ويتصف هذا الإقليم بضيق واديه، وكثرة ما يعترض مجرى النيل من جداول
وإنحناءات ، ويقلل القيمة الإنتاجية للنوبة الوسطى ضيق الشريط الخصيب على
جانبى النيل ، وإرتفاعه كثيراَ عن مستوى النهر.. مما يجعل الرى صعبا لأن
الماء لا يطلع فى العالى كما يقولون ، ويتحدث بعض الناس عن أن المواطن
السودانى كسول لم يزرع أرضه والسبب هنا طبيعى وواضح حيث أن إرتفاع الشريط
عن ماء النيل يجعل "الكنتور" معكوساَ.. وكان هذا يشكل صعوبة في الماضى
ولكنه الأن لا يشكل نفس الصعوبة مع التقدم التكنولوجى ، وهذا أمر لا يمكن
أن يتحمل عبئه المواطن السودانى بل الدولة السودانية والمنوط بها توصيل
الماء الى الأراضى حتى يتم زراعتها والإستفادة بخيراتها الوفيرة.. ومما
يزيد الحياة صعوبة ، وقوع النوبة الوسطى في منطقة تكاد تكون عديمة
الأمطار.. كما أن حركة الهواء والأتربة كبيرة ، فتتراوح الأمطار بين الصفر
وخمسة مليمترات، وكما يقول كتاب الإسلام والنوبة: إن النوبة الوسطى لا
يصيبها إلا بعض الرذاذ الذى يتساقط فجأة ودون أن يكون لسقوطه قيمة
تذكر..وأنه بهذا يمكن تصوير مدى قسوة الأحوال الطبيعية فى النوبة الوسطى
ومدى إرتباط حياة السكان تماما بالنهر ونوع الفيضان والمستوى الذى يصل إليه
الماء.. ويمارس السكان زراعة "السلوكا " فى ألأجزاء الضيقه المحدوده التى
ينحسر عنها النهر فى مدة إنخفاض المناسيب، وتزرع في هذه الأجزاء المحاصيل
دون رى معتمده على ما تتشبع به من رطوبة في موسم فيضان النهر.. ويغلب عليها
ان تكون من المحاصيل سريعة النضج.. أما الزراعة الحقيقية فتعتمد على
الساقيه التي تروى مساحات محدوده لا تزيد على عشرة أفدنة، والأن إمتدت
المضخات إلى هذا الجزء ولكنها لم تجد أرضاَ فسيحة لخدمتها ، إلا في منطقة
الأحواض التى تعرف بإسم حوض دبيره وحوض حلفا..النوبة الوسطى: وتعد منطقة
النوبة الوسطى ، منطقة صعبة وتحتاج إلى تطوير في إمكانيات الدولة .. وهى لا
تتعدى شريط النيل فقط ، بينما باقى المنطقة على جانبى النيل صحراء جرداء
تنعدم فيها مظاهر الحياة .. إلا فى مناطق الواحات .. وأهم هذه الواحات ما
يمر به درب الأربعين، وهي واحة بير نطرون.. ونخيله.. وسليمه.. ولكن منطقة
النوبة الوسطى حظيت بالذهب كما حظيت ايضا بالجنود رماة الحدق، الذين كانوا
سدا منيعا أمام من يحاول أن يعتدى على السودان.. وقد وقف هؤلاء الجند
أمام حملات العرب التى كان يرجع أغلب المحاربين فيها وقد فقدوا إحدى عيونهم
أو كليهما.. وقد أطلق عليهم العرب "رماة الحدق " لأنهم كانوا يصيبون
بسهامهم حدقة العين ، ولم يكن سلاحهم سوى القوس والسهم والنظر الثاقب
وإمكانية تحقيق الهدف للسهام الضاربه.. وقد أطلق الفراعنه على هذه
المنطقه إسم " تاستى " أي أرض القسى جمع قوس.. وهي وسيلة النوبه الوسطى في
الحروب وسلاحهم الأوحد.. وفي نقوش الدولة المصرية القديمة أطلق على هذه
البلاد إسم " خنت " ومعناها الآراضى الجنوبيه ، ويرى الباحث " ريزنر " أن
المصريين القدماء أطلقوا إسم الآراضى الجنوبية على الأقاليم المتأخمة لمصر ،
من ناحية الجنوب وتمتد الى أواسط أفريقيا وشرقها ، وتضم شعب "بنت "
والزنوج في الجنوب.. والنوبيين بوادي النيل .. والليبيين في الصحراء
الغربية .. وبدو الصحراء الشرقية.. غير أنه من المعروف أن كلمة نوبه،
كلمة قبطية قديمة، تعنى "الذهب".. وقد أشار "إراتوسطينى"الجغرافى اليونانى
وأمين مكتبة الإسكندرية 276-196 قبل الميلاد الى أن هذه المنطقة أخذت إسمها
من أحد الشعوب.. التي كانت تعيش على الضفة الغربية للنيل.. وهم النوبيون..
ثم صار هذا الشعب فيما بعد سيداَ على المنطقة كلها ، طوال العصور الوسطى..
ولقد تعرضت هذه المنطقة إلى تهجير سكانها بدءاَ بمشروع خزان أسوان.. ثم
السد العالى .. ثم سد مروى .. ورغم قسوة هذا التهجير الإضطرارى إلا أنه كان
سبباَ فى بعثات التنقيب العالمية عن الأثار .. والتى إكتشفت تحت الرمال
حضارة قديمة ومجيدة .. وكنائس عديدة .. وأديرة رهبانية متعددة.. وصوراَ
ولوحات فنية، ذات طراز مسيحى راقى.. يعبر عن الأفاق الواسعة لدى الفنان
النوبى.. 17. النوبة السفلى ثلاثة أقسـام : يأتى
تقسيم جغرافيا السودان للنوبة بلاد الذهب والتى كانت تغذى مصر بالذهب
الوفير حتى قيل إن الذهب فى مصر مثل الرمال على شاطىء البحر.. يأتى
التقسيـم الـي ثلاثة أقسام: النوبة العليا وتبدأ من المقرن حتى دنقله..
والنوبة الوسطى من دنقله حتى وادى حلفا.. والنوبة السفلى من وادى حلفا الى
أسوان.. والنوبة السفلى هو موضوع مقالنا .. وقد أطلق عليها المصريون
القدماء إسم واوات. وتمثل هذه المنطقة المرحلة الأخيرة للوادى الضيق.. وهى
منطقة محدودة القيمة ، ففى مدة إرتفاع المناسيب ، يبدو النهر منحصراَ بين
حائطين جبلين ، شديدى الإنحدار ، ويبدو هذان الحائطان عمودين فى بعض
المواضع ويشرف على النهر مباشرة بعض الثغرات التى تمثل فتحات للأخوار
والوديان التى تنساب الى النهر من الجانبين الشرقى والغربى... ويتميز مجرى
النهر فى هذه المنطقه بأنه معتدل الجريان ، وهو بهذا صالح للملاحة ،
كوسيلة للتواصل حيث كان نهر النيل وسيلة تواصل وإتصال ومواصلات بين
الساكنين على ضفافه ، غير ان ملاحته النهرية كانت تتعرض كثيراَ لمعوقات ،
هى صخور وشلالات.. وعندما تنخفض مناسيب النيل فى النوبه السفلى ، ينحسر
النهر فى شريط ضيق يظهر هنا وهناك فى أحد الجانبين، وفى هذا الشريط يكثر
النخيل ويهبط السكان من حافتى الوادى ليمارسوا الزراعة .. والزراعة فى
مساحات محدودة فى الأوقات العادية ، ولكن رقعة الزراعة تتسع فى أيام
الفيضان ، ونظراَ لفهم السكان لطريق النهر متى يضيق ومتى يتسع ، كانوا
يبنون قراهم فيما وراء مستوى التخزين المائى ، بعيدا عن مجرى النهر، وهذه
صفة إتسم بها سكان النوبة ومصر عموما ، حتى وإن تم بناء مبانى على شاطىء
النهر، فإنها تبنى مرتفعة عن منسوب النيل مثلما حدث فى بناء كنيسة العذراء
فى شارع النيل ، فإنه لا يمسها بضرر.. ورغم صعوبة إرتفاع المياه الى فوق ،
كان أهل النوبة يعدون المساطب على المنحدرات ويرفعون إليها الماء بالسواقى
ويباشرون الزراعة في هذه المساحات الضيقة... وكانت منطقة النوبة السفلى
، إقليما فقيراَ حتى إنها صارت موطنا من موطن العزلة أى منطقة من مناطق
الطرد ، ولهذا كان يخرج أهل النوبه متتبعين مجرى النهر شمالا وجنوباَ،
يتمتعون بالعيش الرخى ، ولكن كان حب الوطن يعود بهم الى بلادهم لكى يعيشوا
على خيرهم القليل مع مساعدات تأتى إليهم من ذويهم خارج الوطن.. وعلى ارض
النوبه السفلى والنوبه الوسطى ، قامت مملك النوبه الشمالية، واطلق عليها
إسم " مقره" وإتخذت دنقله عاصمة لها، ونحن نرفض تسمية دنقله العجوز، إنما
نسميها دنقلا العتيقه أو القديمه، مثل مصر القديمه أو العتيقه.. وقد
إمتدت هذه المملكة من جنوبى أسوان إلى منطقة الآبواب.. ولا زال النهر ما
بين الشلال الأول والسادس ، يعرف بإسم النيل النوبى وهذا يعنى أن النوبيين
خلعوا إسمهم على النهر.. وكان إختيار دنقلا بسبب وقوعها فى منطقة يتسع فيها
الوادى مما يسمح بقيام حياة بشرية ، تتسم بالزراعة وما تجلبه من رخاء
وإستقرار.. حضارة النوبة السفلى : وكانت هذه المنطقة تمتاز بخشب
الأبنوس وخشب السنط.. وقد مهد متاخمة النوبة السفلى لمصر إلى المصاهرة وما
تبعها من تداخل فى العلاقات الإجتماعية ، ونقل حضارة المنطقتين ، من
المنطقه إلى الأخرى.. ويرى الدكتور شوقى الجمل وهو شيخ التاريخ فى جامعة
القاهرة ، وفى كتابه " تاريخ سودان وادى النيل " الجزء الأول أن مملكة
أثيوبيا السفلى أو النوبة السفلى، هى التى تأتى موضع الإهتمام لدى
المؤرخين.. لأن تاريخها هو فى الحقيقة تاريخ السودان القديم ، وقد عاصرت فى
مصر العصر الفرعونى وعصر الفرس وعصر البطالة أو البطالمة والرومان .. كما
يرتبط تاريخ السودان القديم إرتباطا وثيقا بالتاريخ الفرعونى ، بحيث يصعب
دراسة تاريخ السودان القديم دون إلمام بالتاريخ الفرعونى ، لأن الحضارة
الفرعونية القديمة قامت أساسا على ضفاف النيل وإزدهرت فى المناطق الخصبه
حول هذا النهر العظيم الذى يجرى فى مصر ، كما يجرى في السودان .. والذى جعل
التواصل قويا.. وجعل المنطقة كلها ذات حضارة واحدة ، فيها ملامح خاصة لكل
أقليم ، وهى حضارة وادى النيل... ورغم أن هناك مناطق فى النيل يصعب
فيها المرور، فقد كانت القوافل التجارية تعبر الطرق الصحراوية حتى تتخطى
عقبات الملاحة النيلية .. وكان يعنى إنتقال مظاهر الحضارة بين شطرى وادى
النيل.... وقد أطلق المؤرخون على هذه المنطقة إسم "أثيوبيا" وتعنى ذوى
الوجوه المحروقة والكلمة يونانية.. وأول من أطلقها هو "هيرودت" أبُ التاريخ
.. وقد أطلق العلامة "ويزنر " على دولة "نباتا" فى مملكة مروي، إسم
أثيوبيا، مؤثراَ طريقة الكُتاب القدماء الذين عاصروا دولة مروي .. وأطلقوا
على ملكها "ملك الأثيوبيين "... وهذا هو نفسه التعبير الذي إستخدمه نعوم
شقير في كتابه " تاريخ السودان "حيث أطلق على النوبة كلها إسم أثيوبيا ..
وفي هذه المنطقة قامت مملكة كوش، صاحبة التاريخ القديم .. والملوك الكوشيون
الأقوياء الذين حكموا مصر والسودان، مما يسمى "المملكـة المتحدة " والتى
فيها إتجاه واحد، نحو توحد الألهة والإلتفات الى الإله الواحد " آمون " ..
مع إحترام الألهة الخاصة لكل منطقة.. 21. جنود نوبيون في
الجيش الطولونى الجندي النوبي : عُرف أهل النوبة بالقوة وسرعة الحركة
أجسادهم خفيفة.. وعندما يسرعون الخطى كأنهم يطيرون.. ومنذ أيام الفراعنة
كانت هناك قناعة بقوة الجندى السودانى .. وعندما سمع الملك حزقيا بأن
ترهاقه ملك كوش قد خرج لمحاربته ، خاف جدا إقتناعا منه بقوة جنود كوش ..
ولبس الملك حزقيا مسوحا بعد أن مزق ثيابه ودخل إلى بيت الرب لكى يستدر
المراحم الإلهية( أشعياء 37).. وكان هذا فى عام 715 ق. م. بل أن جيش
أبناء يعقوب كان به عدد من جنود النوبة.. وكانوا يعملون فى القصر الملكى ..
وذلك بسبب قوتهم وأمانتهم.. ويذكر سفر أرميا أن الكوشى الذى كان فى قصر
الملك صدقيا ، هو الذى أسرع وبلغ عن النبى أرميا أنه وضعوه فى جب .. وكان
الكوشى سب نجاة أرميا .. ولهذا إهتم الملك بعد هذا بإنقاذ الكوشى والذى كان
حارساَ للملك أو من حرس الملك. ( أرميا 29،28).. بل هناك كان عتاب من الرب
للملك اليهودي لأنه إعتمد على قوة كوش ولم يعتمد على قوة الله.. وكانت
حدود كوش يحميها جنود كوش.. وتوجد نبوة ضد طغيان الفرعون الذى قال: النهر
لى وأنا عملته ولم يعطى مجدا لله.. وكما ذكر القرآن الكريم: الأنهار تجرى
من تحتى ( الزخرف 51).. وتقول النبوة التى لحزقيال النبى: هانذا عليك وعلى
أنهارك ، وجعل أرض مصر خربا ، مقفرة من مجدل إلى أسوان إلى تخم كوش (
حزقيال10:29 ) ويذكر كتاب جنود السودان فى المكسيك ، كيف كان هؤلاء
الجنود أقوياء، وصنعوا هم إنتصارات نابليون الذى كان يحترم مقدرات الجندى
السودانى.. وكان الجندى السودانى حاميا لبلاده ، ضد أي غزوات خارجية..
ولم يكن حكام كوش يرغبون في الإعتداء على أحد ، ولكن المعتدين عندما رأوا
قوة الجندى السودانى ، لم يرجعوا فقط الى بلادهم خائبين ، إنما إنتهزوا
الفرص لضم جنود من السودان ، وساعدهم على ذلك نظام الرق .. وذلك النظام
السخيف المدمر لقيمة الإنسان.. وكان حكام بلاد العالم يشترون الشباب من
السودان .. يأخذونهم عبيداَ من إفريقيا ويضمونهم أفراداَ في الجيش.. وهذا
يعنى أن لهم معاملة خاصة .. وعند الفراعنة عندما كانوا يأخذون سبياَ من
الشباب ، سرعان ما يضمونهم إلى الجيش المصري وإلى الحـرس الملكى لفرعون ...
الجيش الطولونى : يذكر المؤرخون أن صلاح الدين الأيوبي ، رغم مقدراته
القيادية، أخطأ عندما عزف عن إستخدام شباب النوبة فى الجيش الأيوبى..
وإستبدلهم بعناصر شمالية ، كردية، وتركية، ودبلمية.. ولهذا كان أهل النوبة
ضد صلاح الدين، ولأن الفاطميين أكرموا النوبة فلقد حاول النوبيون إستعادة
مجد الفاطميين.. ولكن إبن طولون، يعد أول من إستخدم الجنود السودانيين فى
الجيش الطولوني.. لقد بلغ عددهم فى الجيش ، أربعين ألف جندياَ. وهو عدد لا
يستهان به.. وقد أقطعهم إقطاعا، عُرف بإسمهم .. وبلغ من كثرة عددهم حداَ..
إستوجب معه تعيين حاجب خاص لصرف جراياتهم.. ويقول المقريزى: أن إبن طولون
حصل على هذا العدد الضخم بواسطة الشراء.. وهذا يعنى أن بلاد النوبة تعرضت
لحملات عنيفة من جانب تجار الرقيق وخاطفيهم.. وقد كان في جيش
مصر جنود كثر من السودان.. وتردد في بعض المراجع شكوى أهل مصر من ضيق
المسجد الجامع يوم الجمعة بالجند السودانيين.. وقد إستمر ولاة مصر فى ضم
السودانيين إلى الجيش .. وفي عهد المستنصر بالله قامت أمه وهى سودانية بجلب
ما يزيد على خمسين ألفاَ من أبناء جلدتها.. وكان للمرأة السودانية ..
زوجة الجندى السودانى أو الذي له عمل آخر.. لهن دور هام فى الحياة
المصرية.. وكان للسودانيين أسماء خاصة ، وحارات خاصة ، بهم في مصر..
29. الأزياء في عهد مروي صلاح الصادق: كتب
صلاح عمر الصادق عالم الأثار المعروف .. والذى يقود الأن حملة ثقافة التراث
.. ويكتب كثيرا ويوزع اغلب كتبه هدايا .. وذلك سعيا لتربية تراثية تعتز
بماضى السودان المجيد .. ومرجعنا فى هذا المقال.. مقال له جاء فى مجلة
الخرطوم التى كانت تصدرها الهيئة القومية للثقافة والفنون.. والتى يبدو
أنها إنحلت ولم تصبح مجلة الخرطوم، لا فى الخرطوم ولا فى غير الخرطوم.. لقد
صارت تراثا مثل تراث السودان.. كنزا من كنوز السودان المخفية عن العيون..
في العدد العشرين تحت عنوان " التطور التاريخى للآزياء في السودان "
والغريب إن الشهر غير مدون ولاحتى السنة.. وقد حاولت أن أتاكد من معلومة إن
مجلة الخرطوم توقفت ... وتأكدت من هذا .. وسوف نفتقد نحن أبحاث هذه
المجلة الممتازة..العصور التاريخية : ويرى صلاح الصادق أن العصور التاريخية
السودانية المختلفة تجد تمثيلاَ صادقاَ فى عصر مروى .. والذي يبدأ من
القرن السادس قبل الميلاد 592 وحتى القرن الرابع الميلادى 350.. وذلك لأن
حضارة مروى تبرز مرحلة وسيطه في تاريخ الحضارات السودانية القديمة.. وهى
حضارة سودانية متفردة ومتميزة.. تطورت العناصر المحلية فيها إلى درجة عظيمة
من الرقى.. وبلغ فيها السودان أوج مجده، في ألإزدهار الحضارى.. والرقى في
درجة التمدن.. وذلك لأن مروى مملكة متدينة ومتمدنة.. وفي عهد الملكة" أمانى
تيرى " بلغ الإزدهار قمة حضارية في العمران والبناء الإنسانى.. فلقد شيدت
الكثير من المعابد والقصور والإهرامات ، وكانت هذه الملكة مع زوجها الملك ،
قيادة ثتائية متقدمة.. وفى عهدها نشطت الحرف والفنون وتجلى في هذا موضوع
مقالنا وهو ألأزياء صناعة، والزينة جمالآَ وأناقةَ ، وكانت مملكة مروي ذات
إتصالات خارجية واسعة ودبلوماسية راقية فى فن التعامل مع الدول
الأخرى..أزياء الملوك : في يمين بوابة معبد ألأسد ، الإله " اباداماك"..
وبالنحت الغامر العميق وعلى الجدران الخارجية نرى صورة الملكة "أمانى تيرى"
في زي حربى أنيق ، يتناسب مع جمال الملكة ورقة أنوثتها ، لأنها وهى في
الزي الحربى تتزين زينة من ذهب عثر عليه فى هرمها بعد قرون من موتها..
وكانت فى النقش تمسك بيدها اليسرى سيفاَ مرفوعاَ ، فى أهبة الإستعداد
وبيدها اليمنى مجموعة من الأعداء.. هذا في الناحية اليمنى للهيكل.. أما
الناحية اليسرى لبوابة المعبد ، فيرسم نقش لزوجها الملك " نتكامى" ، وهو
يمسك بصولجان المُلك بيده اليمنى ويضرب به أعداء البلاد الذين يمسكهم بيده
اليسرى مع سيف ، وفى أسفل الصورة الأسد "أبادماك" APEDEAK يلتهم أحد
الاعداء.. ويرتدى الملك الزى الحربى الذى يتكون من رداء قصير مفتوح ، به
حزام مزخرف بورود.. أما النصف الأعلى ، فيرتدى غطاء حول كتفه الأيمن ،
وينتعل حذاء من الجلد كما إنه يقف بكامل زينته.. ويشرح صلاح الصادق ملابس
الملكة" أمانى تيرى" وتتمثل بقطعة واحدة تغطى أسفل الجسم ، من عند منتصف
الخنصر ، حتى تكاد تشبه الفوطه أو ما يعرف حاليا بإسم القرقاب وهو
يماثله أيضا فى كثرة زخرفته ، كما أن هناك حزاما يشده ويحمل جراب السيف
وتتدلى الفوطه حتى الكعب . وهنا تبرز قدم الملكة مرتدية حذاء من الجلد
مزخرف برسومات ، ويشابه حذاء الملك.. وعلى الخلفية الغربية لمعبد الأسد ،
صورة الملك والملكة والأمراء ، في موكب تعبدى وهم يرتدون أزياء ملكية
جميلة.. أما الملكة أمانى شختى ، فلدينا عنها نقش جميل على بوابة هرمها
العتيق وهى تمسك بيدها اليسرى حبلاً يلتف حول أعناق مجموعة من الأسرى ،
وتمسك الملكة بيدها قوس وهو سلاح مروى قوس وأسهم.. أما بيدها اليمنى فهى
تمسك بحربة ويتشابه زى أمانى تيرى مع أمانى شيختي.. وهناك أشرطة تشبه
الوشاح متدلية من أكتاف الملكتين وكل منهما تلبس عقداَ ذو حبات دائرية
ذهبية ، تنتهى من أسفل بتمثال صغير على شكل دلاية.. ويمثل أحد الألهة..
وهذا يعنى إن الأزياء فى العصر المروى ، لها خصائص وسمات معينة .. وكانت
ملابس تتجه نحو الحشمة والوقار.... 41.
المسيحية فى إفريقيـا مدخل للدراسة : أصدر الباحثان الشابان ، دكتور طارق
أحمد عثمان .. والأستاذ عبد الوهاب الطيب البشير ، كتاباً في 78 صفحة
عنوانه " مدخل لدراسة المسيحية فى أفريقيا " إصدار جامعة أفريقيا العالمية،
مركز البحوث والدراسات الأفريقية ، قسم الأديان والتاريخ.. وصدر الكتاب
2003.. وكتب مقدمة الكتاب الأستاذ الدكتور حسن مكى ، والذى يرى أن إسمه من
الأسماء القديمة في النوبة.. إسم مكى بالذات.. وهو من مشتقات إسم مكاريوس
ومقار.. ويعنى الطوباوى أو صاحب الحظ السعيد.. والحقيقة نحن أصحاب الحظ
السعيد بما يكتبه مكى وما يبحثه.. فهو باحث محترم لقارة أفريقيا المحترمة..
وله منا التمنيات الطيبات .. والمؤلف الأول من مواليد 1970.. والثانى من
مواليد 1971.. وهما شباب يبحثون فى مواضيع حية.. وقد تقابلت معهما فى مؤتمر
جامعة القاهرة مايو 2005.. وشجعتهما على مسيرة البحث الشيق .. ولم أخفِ
إعجابى بمقال فى الكتاب عن المسيحية كما يراها المسلمون .. وعند الحديث
عن التثليث والتوحيد ، بأنه ترى مصادر مسيحية أن التثليث لا يجافى
الوحدانية أو ينافيها أو بصراحة ، التثليث ليس ضد التوحيد.. والمسيحية تؤمن
بالآب والأبن والروح القدس.. إله واحد فى جوهره. فإله المسيحية، هو إله
واحد، متعدد الأقانيم وكلمة أقنوم تعنى صفة.. فالثلاثة أقانيم فى واحد..
الآب فى الإبن فى الروح القدس.. أي 1×1×1= 1 وليس 1+1+1=3.. وذكر المرجع
وطالب القارىء أن يرجع إليه.. والمرجع هو" المسيحية فى عيون المسلمين "
الصادر عن النادى القبطى 2001 صفحة 4.. وقد شكرت لهم هذا ، وطالبتهم أن
يكتبوا عن المسيحية كما يراها المسيحيون وعلم الأديان.. فى إحترامه لحساسية
العلاقة بين الأديان ، ينبغى أن يدرس الدين أولاً كما يراه أصحاب الدين ،
حتى يتعرف على أفكارهم ورؤياهم.. أما المقدمة التى قدم بها البروفسور حسن
مكى الكتاب .. فهي بمفردها بحث قيم علمي .. فهو يرى أن القضية كبيرة
ومتشعبة .. وفي إحترام ودود لدور الكنيسة القبطية وأثرها فى أفريقيا ،إنها
كنيسة راسخة الجذور فى مصر وأثيوبيا وأرتريا.. ولها إمتدادات فى شمال
إفريقيا.. وطبعا لم يذكر كيف أن الكنيسة القبطية قامت برعاية الكنيسة
الأفريقية .. وعلى الأخص سودان النوبة كوش، أثيوبيا الحبشة ، حيث إستمرت
الرعاية لمدة ألف سنة ، كان سوداننا من أسوان حتى دارفور حتى الصومال
مسيحياً ، ملوكاً وشعباً.. وذكر كيف أن الكنيسة القبطية ظلت كنيسة وطنية
عريقة.. لم تسجن نفسها فى إطار الدولة ، ولكنها عاشت بعيدة عنها مستقلة
روحياً ، ليس لها هدف سوى نشر رسالة المسيح له المجد..كنائس أفريقيـا :
وتحدث المؤلفان عن الفكرة السابقة ، وهى الإرتباط الباكر للكنيسة السودانية
القديمة .. بأمها الكنيسة القبطية الأورثوذكسية فى مصر ، فيما يسمى
اليعقوبية لدى المؤرخين.. أما تعريف الكنيسة ، فقد ذكره بروفسور مكى ، بأن
كلمة كنيسة فى المصطلح المسيحى كلمة جامعة ذات دلالات روحية ومجتمعية..
وكأن الكنيسة تعادل الأمة عند المسلمين، لأن الكنيسة ليست المبنى حال
المسجد، وإنما الإجتماع المسيحى الذى يأتى على قمتـه السيد المسيح.. كما
ذكر أن الكنيسة الكاثوليكية هى أكبر الكنائس عدداً فى أفريقيا. تليها
الكنائس البروتستانتية .. وعن تاريخ المسيحية في السودان ، ذكر
الكتاب أن أول مسيحى دخل أرض النوبة هو وزير من حاشية الملكة كنداكة ،
الملكة الأم فى المملكة المروية ، حوالى سنة 37 م.. وهى حادثة مدونة فى
الإصحاح الثامن ، من سفر أعمال الرسل ، الذى سجل الحركة الروحية للكنيسة
المسيحية فى الأيام الأولى.. بدءاً من حلول الروح القدس ، فى العام الرابع
والثلاثين للميلاد ، حيث بدأت كنيسة المسيح بثلاثة آلاف مؤمن من اليهود
القادمين من كل بلدان العالم.. مروراً بجهود بطرس وبولس .. إنتهاء بإقامة
بولس لمدة سنتين فى روما ، فى منزل إستأجره لنفسه .. وكان يكرز فيه، مبشراً
بالمسيح بمجاهرة وبلا مانع ، رغم أنه كان يعد فى سجن تحفظى.... وذكر
الكتاب البدايات الأولى للمسيحية عن طريق متى الرسول.. وهنا يؤيد الكتاب
رأى الأب فانتينى ، أنه لا يوجد ما يؤكد هذا ، ولكن السنكسار، وهو كتاب سير
القديسين ذكر هذا كما ذكر أيضاً كتاب الخريدة النفيسة فى تاريخ الكنيسة ،
حيث قال أن القديس متى أحد الأثنى عشر ، ذهب الى بلاد حبشة أسيا وربما
تكون اليمن . ثم ذهب الى حبشة أفريقيا وهى السودان ، حيث قابل خصى الملكة
كنداكة.. ويذكر كتاب سير القديسين أيضاً أن فيلبس الرسول ذهب الى الحبشة ..
ولكن الخريدة النفيسة تقول : إنه ذهب شمال قارة أسيا ، وكانت كلمة حبشة
تطلق على كل أصحاب البشرة السوداء.. وبعد هذا توارد المهاجرون الى
السودان من الرهبان والتجار والشباب الهاربين من بطش الرومان.. ونشروا
المسيحية ، كما أن أسوان هىّ مركز تأثير وتبشير على السودان وكان أساقفتها
يزورون السودان للتبشير.. شكراً للشابين الواعدين ، طارق والبشير، وفى
إنتظار أبحاث أخرى لهما.. 42.ملكات سودانيات الملكة
كنداكة : يذكر لنا سفر أعمال الرسل والذى كتب فى السنوات الأولى الميلادية
أن أول سودانى قبل المسيحية ، ديناً له ، هو الخصى الحبشى .. وزير الملكة
كنداكة ، ملكة الحبشة. كلاهما طبعا حبشى .. الملكة والوزير.. وحبشى هنا
تعنى .. سودانى ، فهو سودانى لملكة سودانية.. وتقول دائرة المعارف
الكتابية الجزء السادس صفحة 386.. أن إسم كنداكة ، هو لقب حملته عدة ملكات
من ملكات الحبشة خلال ستة قرون .. من القرن الثالث قبل الميلاد وحتى القرن
الثالث بعد الميلاد.. والمقصود بالحبشة هنا مملكة النوبة فى شمال السودان
.. وكانت عاصمتها مروى . والأرجح إن كنداكة المذكورة هنا ، كانت هى الملكة
"أمانى تيرى".. التى حكمت من25-41م.. وقد بنت هىّ وزوجها عدة معابد فى
النوبة.. وقد كشف الآثريون عن هرمها ومقبرتها فى مروى. وقد علمت أن كلمة
كنداكة تعنى المرأة العظيمة أو المرأة المحترمة ، القوية.. وتستعمل هذه
الكلمة حتى الأن فى غرب السودان، لتعبر عن المرأة المميزة القيادية...
وفى أيام السلطان خليل الأشرف بن قلاوون.. وكان الملك شمامون ، هو ملك
النوبة وهذا يأتى فى أواخر القرن الثالث عشر.. وكان السلطان قد أخذ أم
الملك وزوجاته رهائن عنده في الباب السلطانى. وحدث ان الملك النوبي كان
يخاف على امه وحريمه ، فأرسل رسالة مع وفد برئاسة شقيقه البرسى يقول فيها :
أنه يطلب عودة الأم وحريمه ، وذلك لأنه لا يدير ملوك النوبة سوى النساء..
وكانت عادة ملوك النوبة أن مكانة كبيرة للملكة الوالدة المروية .. وكانت
تشترك مع الملك فى إدارة شئون البلاد.. وهذا يعني أن هذه العادة إستمرت
أكثر من ألف وخمسمائة عام...ملكات سودانيات : كانت الملكة السودانية جزء من
شئون الدولة.. سواء كانت هىً الملكة أو هى أم الملك.. ووجدت فى اللوحات
القديمة التى ترجع الى العصر المسيحى ، لوحة تمثل الملكة "ثيودورا" نفسها
وهي زوجة الإمبراطور والتى أرسلت البعثة التبشيرية ، على معتقد كنيسة
الإسكندرية.. واللوحة ترسم الملكة الروحانية ، وهى فى حماية الملاك ميخائيل
، ووجدت فى كنيسة فرص.. كما عثر على صورة للقديسة مريم العذراء.. مع أميرة
نوبية .. هىً زوجة الأبرخص نائب الملك.. وترجع مكانة الملكة الأم إلى
بدايات فيها كانت تشارك فى مهرجان التجليس.. وتجهيز الإحتفالات والمشاركة
بإبداء الرأى والمشورة .. هذا منذ عهد بعانخى .. ثم تزايد نفوذ المرأة حتى
صارت ملكة .. ولم يكن هناك إعتراض من رجال السودان إذا تماكت إمرأة .. مما
إضطر الملكة " حتشبسوت " أن تلبس ملابس الرجال.. وتلقب نفسها ملكاً بالمذكر
.. وليس بالمؤنث.. بل إنها إدعت إنها إبنة الإله آمون.. الذى تزوج بأمها..
فالأم هنا هىّ زوجة الإله .. وهذا هو نفسه ما إدعته " كيلوباتره " وهو ما
يسمى أسطورة " المولد الإلهى " والتى لجأ إليها الملوك.. لكى يسكتوا
المعارضة وعلى الأخص أن المصرى القديم كان يكره أن يرى إمرأة على العرش..
ولكن الفراعنة حفاظاً على العرش تزوجوا بأخواتهم.. وكان نظام توريث
العرش في مملكة كوش ، هو نظام خليط أبوى أموى.. وترتب على ذلك أن الخال
الذى يورث إبن أخته العرش .. يكون هو والد لهذا الإبن.. وكان الخال أيضاً
قريب جداً للعرش السودانى ، إعتقاداً أن الخال والد كما يقولون.. وإعتبار
أن وجود الملكة الأم وشقيقها يخفف من بطش الحكام ، نظراً لِمَ تحمله
المرأة فى أعماقها من عطف وقلب حنون ...أول ملكـة : ويؤكد المؤرخون الأتى
:1* إن أول ملكة سودانية هىً الملكة " برتارى " التى جلست على العرش المروى
280 ق. م. ودفنت فى الهرم العاشر بالبجراوية الجنوبية ، وهىّ التى بادرت
ببنــاء هرمها ، وسط إهرامات الملوك فى الجبانة الجنوبية.. وبعدها سارت
الملكـات السودانيات على نفس النهج.. وهذا تغيير واضح لسنة الملك بعانخى
الذى كان يفرد مكانا خاصا للنساء. . ونقشت على هرم الملكة برتارى الألقاب
الملكية نفسها ولقب إبن رع وملك الجنوب والشمال..2* الملكة " شنك دخفو " هى
الملكة الثانية التى تولت السلطة من عام 170-160 ق.م ووجد لها صورة وهىّ
تقضى على الأسرى ، بما يعنى قوتها ، وعظمتها ، والصورة منقوشة فى بوابة
هرمها بالبجراوية..3* توالى بعد هذا ملكات متعددات.. نذكر منهن : الكنداكة "
أمانى شختو " والتى كانت عوراء مسترجلة .. وكانت تقيم خارج نبته.. وكان
إبنها يقود الجيش.. وهىّ واجهت الحملة الرومانية وإتخذت لقب كور أو حاكم..
ولها هرم عظيم يحمل إسمها وتصاويرها .. وهى تقضى على مجموعة من الأسرى ،
وهرمها رقم 6 بالبجراوية وقد نقلت مجوهراتها وأدواتها البرونزية والفخارية
إلى متاحف " ميونخ وبرلين ".4* الملكة " أمانى تيرى ".. والتي في عهدها
دخلت المسيحية إلى السودان.. على يد وزير ماليتها الخصى الحبشى ، وهى مع
زوجها " نتكامى " أعادا بناء مدينة نبتة. 43 .خريطة
التكامل فى وادى النيل قبيلة الأقباط : في بحث قيم للأستاذ رفعت حكيم
سكرتير الجمعية القبطية.. والمهتم بالثقافة القبطية وترابطها مع ثقافة
السودان ، كجزء من كل ، تحدث عن قبيلة الأقباط وقال : إن الأقباط يرتبطون
مع السودان بعلاقة التجاور المكاني .. وعلاقة الثقافة المشتركة .. وعلاقة
التأثير على الأقل فيما يخص الجزء الشمالى من السودان.. فالناظر الى خريطة
السودان يلاحظ أنه لا توجد حدود طبيعية تفصل بين جنوب مصر وشمال السودان..
فكل ما هنالك هو خط وهمى يسمى خط العرض 22 شمالاً.. وهو يمثل الحدود
السياسية ، ثم خط أخر يسير مع نفس الخط الوهمى.. ولكنه يعلو ويهبط بالقرب
من مجرى النيل ، وعند الركن الشمالى الشرقى ليستوعب حركة إنتشار القبائل
بين البلدين ، إذ أن السكان على ضفتى الحدود يعيشون فى بيئة طبيعية متماثلة
.. وتجمع بينهم ثقافة مشتركة. ومن يزور متحف السودان يلمح تطابقا فى
الإنتاج الفكرى من معتقدات .. وقيم.. وفى الأساليب الفنية للتعبير: من نحت
ورسم وفنون دقيقة .. بين السودان ومصر.. بل أن الدارس للآثار الفخارية
والأهرامات السودانية والمبانى النوبية القديمة والتماثيل والنقوش .. يلمح
هذا التماثل.. كما إن التاريخ يحدثنا أن الأخذ والعطاء ، كان متبادلاً بين
الفريقين.. فإذا قويت شكيمة ملوك مصر، مدوا نفوذهم جنوباً حتى وصل ذلك
النفوذ أيام الملك " أحمس" الى دنقلا.. وإذا ضعف هؤلاء الملوك ، إنحسر
نفوذهم عن شمال السودان ، وأسس النوبيون مملكتهم المستقلة التى أخذت تتقوى
شيئاً فشيئاً.. حتى إستطاع ملوكها أن يغيروا على مصر، وأن يحكموها بإسم
الأسرة الخامسة والعشرين الفرعونية .. وكان ذلك بين عامي 715-670.. قبل
الميلاد.. ثم لما غزا الأشوريون مصر ، عاد النوبيون ليتحصنوا ببلادهم.. وإن
بقوا على صلة بالحضارة المصرية التى يدينون بديانتها ويستخدمون أساليبها
الفنية .. ويكتبون بنفس خطها الهيروغليفى ، حتى طوروا شيئاً فشيئاً خطهم
الذى عُرف بالخط المروى.. بل هناك من يرى أن سكان مصر هم نوبيون أتوا من
النوبة وإستقروا في مصر.. وهناك من يرى العكس.. وكان ملوك كوش والنوبة ،
يتفاخرون بانهم لا يرغبون فـىإحتلال بلاد ليحكمونها، غير بلادهم .. وعلى
هذا يرى البعض أن غزو حكام السودان لمصر، إنما هو تحرك داخلى فى إطار وادى
النيل.. وعندما غزا بعانخى مصر حتى الدلتا ، كان فى كل إقليم يمر بمعبد إله
الإقليم .. ويأخذ بركته.. ويجرى البعض التعديلات على المكان لحسابه
الخاص..مسيرة التكامل : وفي العصر المسيحى إستمرت مسيرة التكامل ، حيث جاءت
المسيحية إلى مصر أولا ثم وفدت منها إلى السودان ، وقامت الكنيسة القبطية
بدور كبير فى تأصيل هذه الدعوة ونشرها ، حتى إستقرت تماماً فى وجدان الشعب
النوبى .. مسيحيةٍ يعقوبيةٍ خالصةٍ.. حيث رفضت الممالك النوبية مسيحية
الملوك أو المذهب الملكانى.. وبعد هذا أصبحت ممالك النوبة ملاذاً يستجير به
الأقباط الذين يقع عليهم إضطهاد فى بلدهم.. وكان ملك النوبة يعتبر نفسه
المدافع عنهم بطريقة الأقباط ، بإعتباره الاب الروحى للكنيسة النوبية
ويذكر لنا التاريخ أنه فى عام 745 م.. فى القرن الثالث الميلادى ، ضرب
القحط بلاد مصر وعجز الأقباط عن دفع الجزية المفروضة عليهم، فعمد والى مصر
إلى القبض على البطريق وسجنه حتى يكون ذلك دافعاً لأتباعه على بذل أقصى
الجهد لدفع الجزية.. ولما بلغ الخبرإلى قيرياقوص ملك النوبة ، أرسل نائبه
أولاً ويدعى " الأبرخص " وهذا لقبه ، ولكن حاكم مصر ألقى به فى السجن مع
البطريق ، وما كان من قيرياقوص بعد هذا إلا أن أعد جيشاً ضخماَ قوامه عشرة
الآف فارس ، وعشرة الآف فرس ، وعشرة الآف ناقة.. وبدأ من مقر مُلكهِ ماراً
بأسوان حتى الفسطاط ، ونزل هناك حتى سمى المكان " بركة الحبش".. ولما
علم والى مصر ، أطلق سراح البطريق ومن معه.. والنائب الأول الأبرخص لملك
النوبة.. وإنتهت الحملة ، ورجع الملك النوبى بأمر قداسة البابا إلى موقعه..
وإستمرت مسيرة التكامل هكذا بين مصر والسودان ، ولكنها تدهورت خلال إحتياج
العثمانيين والمماليك ، لبلاد النوبة ، وتعقب المسيحية فيها وهرب الأقباط
من السودان ليظل السودان بعد هذا خلال القرن السابع عشر والثامن عشر،
خالياً منهم، حتى عادوا مرةٍ ثانيةٍ مع حملة محمد على لفتح صفحة جديدة
ومشاركةٍ جديدةٍ ومجيدةٍ فى المجتمع السودانى.. 46.
النوبة أعظم من الذهب بلاد الذهب : إن النوبة هى بلاد الذهب لأن كلمة نوبة
كلمة قبطية ، تعنى ذهب ، ومن هنا جاء إسم القديس أبانوب أى صاحب الذهب..
وعندما سُميت النوبة الذهب ، كان الذهب المقصود هو الذهب حرفياً ، أما
أبانوب فهو الصبى الفاضل الذى كان يملك ذهباً هو أخلاقه الرفيعةُ وحياة
التقوى مع الله.. وهذه إحدى المعانى الرمزية للذهب.. وكان واحد من
رجال اللاهوت خطيباً ، بارعاً ، مقتدراً كلامه من الذهب، ولذا سُمىَ يوحنا
فم الذهب أو ذهبى الفم، أو الذهبى فمه ، ويقولون عنه أنه دعم فمه الذهبى
بحياته الذهبيةِ حيث كان له قلب نارى ، وروحاً لا يهدأ ، يحب خلاص النفس
فى غير حدود، مقدماً حياته من أجل كل أحد.. كان بليغاً يفسر كلمة الحق
بإستقامة.. وكانت حياتهِ الذهبية ذات روح تعبديةٍ فى خوف ورعدة أمام الله،
حتى لا يصدأ الذهب ، وفم الذهب من رجال اللاهوت فى القرن الرابع الميلادى ،
وقبل هذا بعدة قرون ، كانت نصيحة يوحنا اللاهوتى عندما كتب فى سفر الرؤيا
فى العام المائة لميلاد السيد المسيح إلى أسقف كنيسة لاودوكيا، والذى إعتقد
أنه غنى وأنه قد إستغنى ، وهذا كلام خطير فى عالم الروح ، لأن المؤمن
دوماً فقير إلى الله.. متواضع أمامهُ.. وكانت الرسائل إلى هذا الأُسقف
الغنى والمستغى: لأنك تقول إنى أنا غنى وقد إستغنيتُ ولا حاجة لى إلى شىء،
ولستَ تعلم إنك أنتَ الشقى والبائس وفقير وأعمى وعريان ، أُشير عليك أن
تشترى منى ذهباً مصفى بالنارِ لكى تستغنىَ.. وثياباً بيضاً لكى تلبس ، فلا
يظهر خزى عُريتك.. وكحل عينيك بكحل ، لكى تبصر.. إن كل من أحبه أوبخه
وأُؤدبه ، فكن غيوراً وتب(رؤيا 3).. وكل هذه الأشياء الذهب والثياب والكحل ،
ليست سوى رموزاً روحيةٍ لفضائل روحيةً.. ويظل الذهب رمزاً للنقاء فى عدم
قابليته للصدأ .. ورمزاً للخروج بإنتصار من التجربة كما يقول أيوب: البوطه
للفضة والكور للذهبِ، وممتحن القلوب الرب ( أمثال 3:17) .. والله ينقى من
الإنسان الزغل وينزع الأمور غير المقدسة ، وأرد يدى عليكَ وأنقى زغلك كأنه
بالبورق ، وأنزع كل قصديرك ( أشعياء 25:1).. حتى أن اليوم الأخير هو يوم
إمتحان، مثل إمتحان الذهب بالنارِ ، ومن يحتمل يوم مجيئه ومن يثبت عند
ظهوره ، لأنه مثل نار الممحص ومثل أشنان القصار، فيجلس ممحصاً ومنقياً
للفضةِ ، فينقى بنى لاوى ويصفيهم كالذهبِ والفضةِ ، ليكونوا مقربين للربِ
تقدمة بالبرِ ( ملاخى 3).. ونفس التشبيه ليوم الرب، أنه يأتى اليوم المتقد
كالتنورِ.. وهذه النار الممحصة سوف ينقىَ فيها الذهب. ( ملاخى 4)..مجازية
الذهب : ولا شك أن للذهب هنا رمزيةٍ معينةٍ ، وعندما تحدث القرآن الكريم عن
ثواب الآخرة قال عن المؤمنين L أولئك لهم جناتِ عدن تجرى من تحتهم
الأنهارِ ، يحلونَ فيها من أساور من ذهب ، ويلبسونَ ثياباً خضراً من سندس ،
وإستبرق متكئين فيها على الأرائكِ ، نعم الثواب وحسنت مرتفقاً ( الكهف
31).. أدخلوا الجنةِ أنتم وأزواجكم تجبرون، يطاف عليهم بصحاف من ذهبٍ وفيها
ما تشتهيه الأنفسِ ، وتُلذ الأعينِ ، وأنتم فيها خالدون (سورة الزخرف
71).. ولأن الذهب غالٍ ونفيس ، فإن سليمان الحكيم رفع من شأنها ولأنه
عرف قيمة الذهب فى بناء هيكل الرب ، وفى غشاء الذهب الذى وضعه على التابوت
والكروبيم الذى صنعه من ذهب ، ليقدم أغلى شىء لبيت الرب ، وقد ساوى بين
الحكمةِ والذهبِ.. طوبى للإنسان الذى يجد الحكمةِ ، وللرجل الذى ينال
الفهم ، لأن تجارتها خير من تجارةِ الفضةِ ، وربحها خير من الذهبِ الخالصِِ
( أمثال 14:3).. خذوا تأديبى لا الفضة ، والمعرفةِ أكثر من الذهبِ
المختار ( أمثال 10:Cool.. وتقول الحكمةُ : أنا الحكمةُ أسكن الذكاءِ ، عندى
الغِنى والكرامةِ ثمرى خير من الذهبِ ، وغلتى خير من الفضةِ المختارةِ (
أمثال 19:Cool.. قنية الحكمة كم هىَ خير من الذهب ، وقنية الفهم تختار
على الفضةِ (أمثال 16:16) .. والشخص الحكيم الذى يوبخك يضع ذهباً فى أُذنك
قرط من ذهبٍ وحُلى من إبريز، الموبخ الحكيم لأذن سامعه ( أمثال 12:25)..
ولذلك يقولون فى العاميةِ : ضع كلامى حلقاً فى أذنك.. هذا هو شغف الناس
بالذهب ، ولكن ما رأيكم فى بلاد النوبة التى لم تعبأ بالذهبِ ؟.. كان
ترابها هو تبر وذهب.. وكان أهلوها أعظم من الذهبِ، وحكماؤها أثمن من كل
ذهبٍ نفيسٍ.. ولهذا ينبغى أن نكتب عن النوبةِ كلاماً من ذهبٍ ، ونحن نُحيي
ذكراها العطرةُ ، مجداً قديماً لنا.. 47.
النوبة تيجان من الذهب الملك والذهب : لأن الذهب غالٍ وقيم ورفيع القيمةِ ،
فإن الملوكِ يرتبطون بالذهبِ ويلبسون تيجاناً من الذهبِ مرصعةً بجواهر
أخرى.. ويذكر لنا تاريخ ملوك روما أن الملك قسطنطين وضع مسامير صلب السيد
المسيح فى التاج الملكى ، وصار بعد هذا تقليداً متبعاً فى تيجان الملوك..
ويذكر لنا إنجيل متى البشير إنه بعد ميلاد السيد المسيح ، فى أيام هيرودس
الملك إذا مجوس من المشرقِ قد جاءوا إلى أورشليم قائلين أين هو المولود
ملك اليهود ، فإننا رأينا نجمه فى المشرقِ وأتينا لنسجدَ له ؟.. وكان هذا
النجم يتقدمهم ، وبعد رحلةٍ شاقةٍ ، قطعت مسيرة بركتها زيارة هيرودس الملك
الثعلب الماكر .. وعندما وصلوا قدموا للطفل المولود فى المذودِ هداياهم
هىّ: ذهباً ولباناً ومراً.. ويستوقفنا هنا تقديم الذهب للطفل المولود ،
للتأكيد أنه ملك عظيم ، فالذهب هدية للملوكِ ، ورمز للقيمة العليا للملك
القادم مولوداً فى بيتِ لحمٍ.. ولهذا وحتى الأن يعتز الملوك بالذهبِ
ويلبسونه تاجاً على رؤوسهم.. وعلى نفس المستوى وفى طقوس الكنيسة القبطيةِ ،
يلبس العروسان تاجان من لون الذهب رمزاً أن الرجل ملك على أسرته والزوجة
كرمةٍ فى البيت ، زوجة الملك.. وعندما كان يؤكد الإرتباط بين زوجين ،
يلبس الرجل والمرأة خاتماً من ذهبٍ ، تأكيداً للإرتباط ، وعندما إختار
لعازر الدمشقى عبد إبراهيم ، زوجةً لإسحق بن إبراهيم ، كان قد مضى إلى هناك
جاهزاً ، وعندما رأى رفقة وأعجب بها أخذ خزامةٍ من ذهبٍ وسوارين من ذهبٍ
وألبسها .. وكانت هذه أول شبكةٍ أو أول مهرٍٍ لخطب إمرأة.. الخزامة فى
الأنفِ والسوارين على يديها.. وهكذا ومنذ الأيام الأولى، وفى كل بلدان
العالم ، شق الذهب طريقهِ معدناً غالياً ، راقياً نفيساً.. وكانت النوبة هى
وطن الذهب، وبها مناجم الذهب.. كانت تقع بجوار مجرى نهر النيل.. وإن حوالى
مائة منجمٍ كانت مبعثرةٍ فى الصحراءِ الشرقيةِ على مسافاتٍ تبلغُ مائة
وخمسين ميلاً من ضفاف النيل.. وقد بينت سجلات تحتمس ، أغلى ممتلكات معدن
الذهب ، والذى كان من أكثر الأمور حيويةٍ لإمبراطورية الفراعنة.. وقد جاء
وقت وفرت مناجم الذهب الدعم الإقتصادى للإمبراطوريات النوبيةِ فى نبتة
ومروى.. بل كان الذهب ، هو مفتاح السياسة الرومانية فى كل من مصر
والنوبةِ...تيجان الملوك : كان الملوك يلبسون تيجاناً من ذهب .. والذهب
عندهم كثير كما يقول المؤرخين : حتى أن المسعودى وثق كتاباً بإسم " مروج
الذهب".. ليتحدث فيه عن النوبةِ ويقول: وأما النوبةِ فقد إفترقت فرقتين، فى
شرق النيل وغربه، وأناخت على شطيه ، فإتصلت ديارها بديار القبط فى صعيد
مصر، من بلاد أسوان وغيرها.. وإتسعت مساكن النوبة على شاطىء النيل مصعدةٍ،
ولحقوا بقريب من أعاليه وبنوا دار مملكة تدعىَ دنقلة .. والفريق الآخر من
النوبةِ يقال لها علوةٍ ، وبنوا مدينةً للملكِ ، سموها سوبا.. والبلد
المتصل من مملكتهِ بأسوان يدعىَ مريس.. وكان تاج الملك من ذهب ، يعلوه
صليب من ذهبٍ .. ومن بين الوظائف فى القصر الملكى وظيفة جواتا Cauata
ومعناها حامل التاج الملكى أو كبير الحرس الملكى.. وكان الملك الكبير
يسمىَ عظيم النوبة .. وكان حكام الولايات أيضاً يدعون ملوكاً يحملون اللقب
ويلبسون تاج المُلك.. وقيل عن الملك كيرياكوس750م الذى قاد حملتهِ على
مصر لإنقاذ بابا الأقباط من بطش الحاكم العربى إنه يسيطر على ثلاثة عشر
ملكاً ، ولهذا أطلق عليه لقب الملك الكبير، أو ملك الملوك ، وعُرف بإسم ملك
النوبةِ أو كابيل ملك مقره ونوبة ، وعُرف أيضاً بإسم كاسل.. وكان لملك
النوبة شارات وعلامات للملك منها: السرير وهو فى الغالب من خشب الأبنوس
والتاج وهو مرصع بالأحجار الكريمةُ يعلوه صليب من ذهبٍ ثم المظلة تُرفع على
رأس الملك فى المواكبِ.. ولقد كان ملك النوبةِ ملتزماً ، ليس بلبس
الذهبِ ، لأن الملك كان يرسم كاهناً ويشترك فى خدمة القداس الإلهى.. ويشترط
عليه أن يكون أخر المتناولين ولا يشترك فى الخدمةِ إلا إذا كان طاهراً ،
وفى حالةِ الحربِ لا يسمح له بخدمة القداس الإلهى.. وبهذا كانت النوبة كلها
ملوكا وشعباً بتيجان من الذهبِ ، هو قبل كل شىء سلوكاً راقياً متحضراً..
48. ذهب مروي وأين ذهب ؟ صلاح وبريشة : كتب
كارل هانز بريشة كتاباً عنوانه " ذهب مروى " وقام الدكتور صلاح عمر الصادق
بترجمة الكتاب مع إضافات وتعليقات مهمةٍ وتاريخية ورقيقةٍ فى متن الكتاب ،
وقدم المعرب الكتاب مشيراً إلى أنه لا يتحدث عن كل ذهب مروى، إنما عن جزء
من هذا الذهب.. هو ذهب الملكة" أمانى شيختو " والتى حكمت فى النصف الثانى
من القرن الأول قبل الميلاد .. وهى صاحبة الهرم رقم 6 حيث وجد الذهب
بالإهرامات الشماليةِ الملكية ، والتى تقع شرق المدينة الملكيةُ مروى...
على بعد مئتين وعشرة كيلومترات شمال الخرطوم.. والكتاب يتحدث عن الحُلى
الذهبية والأحجار الكريمةُ، لزينة الملكةُ... إضافة الى بعض القطع الفريدةُ
التى دُفنت معها ، وليس كل التحف الذهبية ، إنما جزء منها وهو موجود الأن
فى متحف برلين وميونخ.. وقد تم إكتشاف هذا الذهب بواسطة طبيب إيطالى إسمه
"جوزيف فرلينى " وهو من لصوص الآثار المحترفين ، حيث جمع كل سرقته وباعها
لمتحف برلين ومتحف ميونخ، ورغم وصف المترجم للطبيب الإيطالى بأنه لص ،
فأريد أن أضيفَ بأنه لص ظريف ولطيف لأنه باع الأثار للمتحف العالمى ، وهى
موجودة فيه حتى الأن، ومن يدرى ماذا كان سوف يحدث لو لم يقم هو بهذا العمل ،
ربما كنا فقدنا كل شىء وفقد التاريخ سجلاً من سجلاتهِ.. وفي كتاب ذهب
مروى مقدمة من متحفي ميونخ وبرلين تقول :إن إنشاء المتاحف في القرن التاسع
عشر ، كان يقوم على المنافسةِ الجادةِ بين البيوتات الملكيةِ وبلاطات
الأُمراءِ في أوربا .. وفي إعتقادى إن هذه منافسة ممتازة ، ولولا إمكانية
الملوك والأُمراءِ ، لِمَ كتب لأثارنا أن تكون موجودة.. الحمدلله هي موجودة
وإن كانت بعيدة عنا ، إنما هى تعبر عنا وعن تاريخنا.. لقد إهتم الملوك
والأُمراء بتزيين القصور بالأثار والتحف الفنية الرائدة ، وقد إشترك بلاط
بافارياBavaria وبروسيا Prussia في هذه المنافسة المعمارية.. وعندما
شُيدَ متحف كلينزس جليبوتك Klenzes Glyptohek فى ميونخ ، لم يكن مساوياً
لمتحف شنكل ألتس Shinkels Altes فى برلين ، ولتغطية هذا النقص إتجه المتحف
الجديد لشراء قطع متحفيةٍ نادرةٍ.. وكان أهم ما إشتراه المتحف هو كنز
كبير لملكةٍ من ملكات السودان القديم.. ووصف تقديم المتحفين : أن هذا الكنز
كأنه قصة خرافيةً فى الحصولِ عليهِ فى الفن الرفيع مما جعل الملك "
لودفيج" الأول ملك بافاريا يتحمس حماساً شديداً فى عام 1840..أين ذهب
الذهب ؟: لقد ذهب ذهب مروى إلى متحفين فى بادىء الأمر ولكن عندما تم توحيد
متاحف برلين تجمعت الأدوات كلها فى موقع واحدٍ فى قسمين بالمتحف المصرى
ببرلين ومجموعة الولاية للفن المصرى بميونخ.. ويرى أهل المتحفين إن هذا
الكشف الكبير جاء متأخراً لصرح أثرى راسخ ، وكان عالم البصريات ليبسوس
Richard Lepsus وهو بروسى ، قد حاول أن يؤمن حصةً لمتحف ميونخ ، وذهب إلى
مروى عام 1844 وواقعياً إقتنع بأن الكنز حقيقى ،وعاد ليقنع ويليام الرابع
لشراء باقى المتحف التى لم يشتريها الملك لودفيج الأول.. ويمكن أن يقارن
هذا الآثر بكنز مقبرة الملك نون عنخ آمون ، أو كنوز ملوك تانيس ، ويعلق
لإكتشاف كنز الذهب للملكة " أمانى شختو " ، الملكة المروية ، بأنه أعظم
إكتشاف خلال مائة وخمسين عاماً من البحثِ والتنقيبِ فى الآثارِ..
لقد كانت الإهرامات فى مروى تخفى كنوز الذهب، وكان إسم الإهرامات "
الطرابيل " ، وهو إسم محلى أطلقه السكان على الأهرامات ، وقد وصف كايو عن
الترابيل وقال : لا يمكن تصور الفرح الذى شعرت به عندما وقع نظرى على حشد
من الإهرامات، أطرافها تتلآلآ بجلالٍ بواسطة أشعة الشمس والتى إرتفعت فوق
الأُفقِ.. وبإتجاه الغرب لمحت مجموعة إهرامات ثانية وفضاءٍ واسعا كبيراً
على مقربةٍ من النيلِ ، تغطيه أطلال أكوام من حجارة المبانى ، تشير إلى
موقع مدينةٍ قديمةٍ.. وأقدم آثر لإستيطان المدينة، تعود إلى بداية القرن
السا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
جاسمين
مـــدير المنتدى السياحى
مـــدير المنتدى السياحى
جاسمين


عدد المساهمات : 1029
رصيد نقاط : 7732
رصيد حسابك فى بنك نور : 20
تاريخ التسجيل : 05/01/2010

المجموعة التانية الغد المشرق Empty
مُساهمةموضوع: رد: المجموعة التانية الغد المشرق   المجموعة التانية الغد المشرق Icon_minitimeالجمعة أكتوبر 08, 2010 10:33 pm

المجموعة التانية الغد المشرق Post14
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المجموعة التانية الغد المشرق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المجموعة 4 الغد المشرق
» المجموعة 3 الغد المشرق
» مختارات من كتاب النوبة أرض الذهب المجموعة الغد المشرق

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نور الاسلام الافضل :: 

@ المنتدى السيـــــاحى @ :: ***** منتدى اهــــــــل النــــــــــــوبة*****

-
انتقل الى: