تداعيات نوبية ( ريحة خبيز امى ) الغد المشرق

ما تفسروش حلمى ... دا انا كنت بتمنى
ريحة
خبيز امى ... جايينى من الجنة
هكذا كنت دائما اردد رائعة الفنان النوبى
( كرم مراد ) وانا اعانى ما اعانى فى بلاد الغربة بجزيرة العرب حيث
التعامل الدونى الذى يتجلى من خلال اشارات وايماءات( الكفيل )ونظراته
المريبة وحركاته العجيبة التى تجسد كلمة ( عبد ) فى كل اوامره وتعليماته لى

وانا بين نارين .. نار الغربة .. ونار الشوق الى ( ريحة خبيز أمى ) ،
ذلك ( القرقوش ) و ( الكعك المدور ) و( رغيف الطاجن ) بالفرن البلدى أو حتى
( الرغيف ) و( البسكويت ) و( المنين ) و ( الناعم) فى مناسبات الافراح
والاعياد
كنت استمتع ايما استمتاع بتشكيلات ( القرقوش ) المتنوعة ، امى
لم تدرس الفنون الجميلة ولكنها كانت فنانة تشكيلية بالفطرة ، تظهر
ابداعاتها فى صناعتها للقسيبة ( القوسا ) و القوقا ( بيت الدجاج ) والنملية
من ( طين البحر ) مع مزجه مع ( روث البهائم ) ، تلك اللمسات الفنية ربما
هى التى جعلتنى كل جدران بيوت الحى بالرسومات العفوية ، وربما هى التى
جعلتنى التحق بكلية الفنون الجميلة
كانت امى تتفنن كثيرا فى صناعة (
القرقوش ) او ( الحايش ) هذا الشكل مستلهم من شكل الانسان وذلك الشكل مأخوذ
من شكل الحيوان ،، كنت اساعدها بجلب حطب الوقود على ظهر ذلك ( الجمل )
الذى صنعته من ( ابج ) نخلتى التى نظفتها مؤخرا ، تلك النخلة التى زرعته
جدتى ( سيسة ) خصيصا لى ... ما زلت اذكر ذلك اليوم جيدا عندما ساقتنى الى
الجنينة وهى تقول لى بالنوبية :
in benty endin wooo maimed
(ان بنتى
اندن وووا ميمد )
هذه نخلتك يا ( محمد )
ومنذ ذلك اليوم كنت احرص
على حراسة نخلتى تلك ومن اجل تكريمها حملت الفأس واتجهت صوب غابة السنط
الكثسفة بالقرب من شاطئ النيل ،، قطعت بعض اغصان الشوك من اجل ان اجعل سورا
لنخلتى تلك ، حتى اقوم بحمايتها من غنم العرب ( الرايحات ) ... الم يقول
المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ( اكرموا عمتكم النخلة ) بل اننى يوميا كنت
احمل ( جوز الصفيح ) على كتفى واتجه به صوب النهر لكى اقوم بسقاية النخلة
،، بالرغم من مياه ( الحنفية ) قريبة الا اننى كنت اذهب حتى شاطئ النيل
البعيد وذلك تبركا بماء النيل
النخلة تكبر يوما بعد يوم ...اسبوعا عقب
اسبوع ....شهرا بعد شهر ....عاما اثر عام ، فى موسم اللقاح لم اكن اعتمد
على ( كرار أرب ) بل كنت اقوم بوضع حبوب اللقاح على ( القفيز ) لوحدى
...
... ....
عزائى الوحيد وانا اعانى من ويلات جهنم الغربة المريرة كان هو
( المنتدى النوبى ) بالانترنت ، من خلاله استمتع باغانى ( كرم مراد ) و(
محمد وردى ) و ( محمد منير ) و(عبد الرحيم شاهين ) و ( حسن هولندا ) و (
حسن عجاج ) و ( حسن جزولى ) و ( حمزة علاء الدين ) و ( منال عبد الرسول ) و
( عثمان حميدة ) وغيرهم وغيرهم
وبزاوية مواقع جديرة بالزيارة وبوقع (
قناة الجزيرة ) الاخبارية يأتينى ذلك النبأ الذى انتظرناه طويلا .. الا وهو
خبر الغاء (نظام الكفيل )بالدولة الخليجية التى اعمل بها ، ذلك النظام
المجحف الذى يعتبر تكريسا لمنظومة ( الرق ) فى صورة حديثة ، ولا ادرى من
اين اتى به هؤلاء... فالكفيل هنا يوازى ( السيد ) تماما و المكفول فى مقام (
الرقيق )
يا سلام منذ هذا اليوم سأكون حرا طليقا ... ولن يستفزنى (
الكفيل ) بأشاراته القمئة تلك ... ولن ينظر لى نظراته المريبة تلك ولن يحدث
لصديقى ( عبيد ) تلك المسرحية سيئة الاخراج وهو بصالة المطار من قبل موظف
الجمارك : ( -شو اسمك ؟؟؟
-اسمى ( عبيد نقد عبيد )
-ادرى انك عبيد
ولكن شو اسمك ؟؟؟)
نعم لن تقيدنى سوى القوانين المنظمة للعمل وكل
اللوائح التى تقنن العمالة الوافدة وفقا لموائيق حقوق الانسان ... قريبا
قريبا سأسافر الى مسقط رأسى بجزيرة ( تونجيلا ) لن يستطيع ( الكفيل ) ان
يمنعنى من اجازتى السنوية ... لن يستطيع ان يمارس معى ( السادية ) المتاصلة
فية وفقا لعقدة مركب النقص والاسقاط السايكولوجى لشخص امى لا يفك الحرف ..
هو ( امى ) بالرغم من قلم ( الباركرالذهبى ) الذى يحمله ورغم ( اللاب توب )
الذى يزين به سيارته ورغم ( جهاز الكمبيوتر ) الذى بمثابة ديكور بمكتبه
قريبا
سأسافر الى بلدتى وسأستمتع بريحة( خبيز أمى ) مرددا مع ( كرم مراد ) :
صوتك
فى حوش البيت
ملأ قلبى بالحواديت
سمعنى ناى بكاى
معرفش طعم
الشاى
غير من ايدين امى
ما تفسروش حلمى
دا انا كنت بتمنى
ريحة
خبيز امى
جايى من الجنة
..................................................
.........................................
محمد حسن ارباب
الخرطوم
..... 20-5-2009م

» شخصيات نوبية بارزه الغد المشرق
» قصيدة بحروف نوبية الغد المشرق
» رحلات طيوفه السياحية وهانروح النهارده الفيوم الغد المشرق الغد المشرق