كيف تحققي لنفسك السعادة الزوجية
بسم الله الرحمن الرحيم......الحمد لله، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
السعادة الزوجية حلم كل فتاة.. السعادة الزوجية أمل يراود خاطر كل زوجة..
السعادة الزوجية مخرج من كل فتن الحياة ومشكلاتها وضغوطاتها..
السعادة الزوجية نبتة تحتاج إلى حماية ورعاية لكي تكبر وتثمر، وتقف في وجه الرياح العاتية..
السعادة الزوجية بناء كبير يحتاج إلى بناء ماهر يضع كل حجر في موضعه بدقة وإتقان.
السعادة الزوجية تحقق الأمان للأسرة وتهيئ جو من الحب والوئام في المجتمع .
السعادة الزوجية تحقق الأمان تحقق للأولاد حياة ملؤها الحب والحنان ....
جهل الزوجين بقوانين السعادة الزوجية، وقواعد صناعتها، يؤدي إلى مشاكل كثيرة تنتهي بالفشل والطلاق، أو استمرار الحياة الزوجية تحت ضغوط اجتماعية , أو لوجود أبناء بينهما , لكن الحياة تتحول إلى جحيم, وقد يكون السبب راجع إلى انحراف أحد الزوجين أو إصابته بمرض نفسي مزمن. .
يحدد هذا الأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" رواه الترمذي
ولكي تحقق السعادة لا بد من مراعاة الأمور التالية:
أولاً : اختيار صاحب الدين والخلق :
قد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من منع تزويج صاحب الدين والخلق، فقال عليه الصلاة والسلام: "إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" رواه الترمذي.
إن أول الصفات التي يجب على المرأة أن تبحث عنها في شريك حياتها هو التدين والخلق الحسن، لأن المتدين وصاحب الخلق الحسن يخشى الله تعالى، ويطيع أوامره وينتهي عن نواهيه، وخشية الله تمنع من الظلم والتعدي والاستهانة بحقوق الزوجه.
ثانياً: ان يكون عاقلاً
لأن العاقل حكيم في تعامله ويتريث قبل الحكم على الأشياء، وصاحب بصر نافذ بشتى الأمور والتصرفات، وملم بالدوافع التي تقف وراء الأفعال السيئة.
ثالثاً : أن يكون حليماً
لأن الحليم الذي يرفض الاندفاع وراء باعث الغضب، ويكون منصفاً يأبى الظلم وينفر من الحيف، ولديه نظرة متوازنة لشتى الجوانب الإنسانية، إن رجلاً بهذه الصفات لجدير بأن يكون زوجاً لك.
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يفرك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها آخر" [رواه مسلم]،
رابعا ً: عالماً بالحياة وأمور الدين
إن الزوج الجاهل بطرق السعادة وقوانينها لا يمكن أن يقدم السعادة الزوجية لشريكة حياته.
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه لكميل بن زياد: ((احفظ عني ما أقول لك:
الناس ثلاثة: عالم رباني، ومتعلم على سبيل نجاة، وهمج رعاع، أتباع كل ناعق، يميلون مع كل ريح، لم يستضيؤوا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق ".
خامسا ً: أهلية الزوج وقدرتة على الجماع فهذا حق المرأة وكم من امرأة انحرفت بسبب عدم التوافق بين الزوجين في هذه الناحية.
سادساً : أن يكون الزوج حنونا طيب القلب : فالمرأة أحوج ما تكون إلى الحنان على زوج يحس بها ويقدر أنوثتها
ما ينبغي أن يتوفر في الزوجة
* قيل لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: أي النساء أفضل؟
فقالت: التي لا تعرف عيب المقال ولا تهتدي لمكر الرجال، فارغة القلب إلا من الزينة لبعلها، ولإبقاء الصيانة على أهلها.
وصايا أم لإبنتها!
أوصت أم الخنساء ابنتها قبيل زواجها فقالت:
* أي بنية! إنك فارقت الحواء الذي منه خرجت، وخلفت العش الذي فيه درجت إلى وكر لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فأصبح بملكه إياك رقيباً ومليكاً، فكوني له أمة يكن لك عبداً وشيكاً.
* أي بنية! احفظي له عشر خصال يكن لك ذخراً وذكراً.
* فأما الأولى والثانية: الصحبة له بالقناعة، والمعاشرة بحسن السمع والطاعة.
* وأما الثالثة والرابعة: التعهد لموقع عينيه، والتفقد لموضع أنفه، فلا تقع عيناه منك على قبيح، ولا يشم منك إلا أطيب الريح.
* وأما الخامسة والسادسة: فالتفقد لوقت طعامه، والهدوء عند منامه. فإن حرارة الجوع ملهبة، وتنغيص النوم مغضبة.
* أما السابعة والثامنة: فالاحتفاظ بماله، والإرعاء على حشمه وعياله، لأن الاحتفاظ بالمال من حسن الخلال، ومراعاة الحشم والعيال من الإعظام والإجلال.
* أما التاسعة والعاشرة: فلا تفشي له سراً، ولا تعصي له أمراً، فإنك إن أفشيت سره لم تأمني غدره، وإن عصيت أمره أوغرت صدره.
* ثم اتقي- مع ذلك- الفرح بين يديه إذا كان ترحاً، والاكتئاب عنده إن كان فرحاً، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والثانية من التذكير.
* وكوني أشد ما تكونين له إعظاماً يكن أشد ما يكون لك إكراماً.
* وكوني أكثر ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة.
* واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاك، وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم