عصر الانتقال الاول : الاسرات 7- 10 من القرن 22- 21 ق. م
فى عهد بيبى الثانى بدء يزداد سلطان حكام الاقاليم وتتضخم ثرواتهم وبجانب هذا بدءت تظهر مظاهر الضعف فى الحكم المركزى فهذا السلطان وان ادى الى ابراز شخصياتهم وفردياتهم الى جانب شخصية ملكهم وادى الى استفادة بعض الاقاليم بمجهودات المصلحين منهم وذلك امر محمود الا انه لم يكن خيرا كله فقد كان من شأنه اذا زاد عن حده ان يجرىء بعضهم على ان يختطوا لانفسهم سياسة ضيقة الافق ينشغلون فيها بمصالحهم وتوسيع سلطانهم فى اقاليمهم ولو ادى ذلك الى الانصراف قليلا او كثيرا عن رعاية مصلحة الدولة فى مجموعها والصالح العام ككل وعن مراعاة حقوق الحكومة المركزية فى العاصمة وبدءت تتضخم العيوب بوجه خاص منذ اواخر بيبى الثانى حينطال حكمه واستبدت به شيخوخته وكثرت المشكلات حوله فدب الضعف فى حكومته وقلت هيبته وكان اغلب حكام الاقاليم وكبار الموظفين قد مضوا فى طريقهم فزاد استمساكهم بتوريث مناصبهم لابنائهم واعتبروه حقا مكتسبا ................الخ
ولم يتأت الخطر على مصر حينذاك من مشكلاتها الداخلية وحدها وانما دهمها الخطر كذلك من خارج حدودها فتجددت اخطار الهجرات الامورية على التخوم الشمالية الشرقية بعد ان كانت قد خفت حدتها وانكسرت شرتها مؤقتا على يد "ونى"وجيشه وتبعها ان تجرأ بعض بدو سيناء وبدو فلسطين على هيبة الدولة وامن سبل تجارتها مع بقية بلاد الشام وحرمت خزائنها بذلك كثيرا من دخول التجارة الخارجية وضرائبها كما تسرب هؤلاء وهؤلاء الى حواف الدلتا وقراها وحاولوا الاستقرار فيها وعجزت الحكومة القائمة حينذاك عن تأديبهم والزامهم حدود الطاعة لها
ونتيجة لسوء الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية قامت ثورة شعبية ونتيجة لهذه الثورة تم انهيار الدولة القديمة
عصر الدولة الوسطى : الاسرتان 11- 12 من القرن 21- 18 ق.م
ملوك الدولة الوسطى الذين اهتموا بالمشروعات التى تعود على جميع أفراد الشعب بالخير والرخاء، مثل مشروعات الرى، والاهتمام بالزراعة والتجارة، والنهوض بالبلاد نهضة شاملة فى جميع نواحيها
أشهر ملوك الدولة الوسطى وإنجازاتهم
1 - الملك منتوحتب الثانى
هو مؤسس الأسرة الحادية عشرة، اتخذ موطنه "طيبة" عاصمة لمملكته، وإليه يرجع الفضل فى نهضة البلاد، وإعادة الوحدة إليها، ونشر الأمن والقضاء على الفتن. لهذا قدره المصريون القدماء، وصوروه بجانب الملك "مينا" موحد القطرين، والملك "أحمس" قاهر الهكسوس ومؤسس الدولة الحديثة.
2 - الملك إمنمحات الأول
كان "إمنمحات الأول" وزيراً لآخر ملوك الأسرة الحادية عشرة، ولما مات الملك دون وريث، أعلن "إمنمحات" نفسه ملكاً على مصر. وبذل جهداً كبيراً لإخضاع حكام الأقاليم لسلطانه. كما اتخذ عاصمة جديدة فى موقع متوسط بين الوجهين القبلى والبحرى هى "إثيت تاوى" ومعناها القابضة على الأرضين، ومكانها حالياً قرية "اللشت" جنوب مدينة "العياط" بمحافظة الجيزة. قضى "إمنمحات الأول" على غارات الآسيويين والليبيين على أطراف الدلتا، ونجح فى تأديب العصاة فى بلاد النوبة.
3 - الملك سنوسرت الثالث
من أهم ملوك الأسرة الثانية عشرة، نظراً لقدرته الإدارية والعسكرية. قاد الحملات بنفسه إلى بلاد النوبة، وأقام بها سلسلة من الحصون أهمها قلعتا "سمنة وقمنة" فيما وراء الجندل الثانى على حدود مصر الجنوبية عند "وادى حلفا". ومدّ حدود مصر إلى ما وراء حدود آبائه، وزاد فيها، وناشد خلفاءه أن يحافظوا على تلك الحدود
أمر الملك "سنوسرت الثالث" بحفر قناة فى شرق الدلتا تصل بين أقصى فروع النيل شرقاً، وخليج السويس،وهى أقدم اتصال مائى بين البحرين الأحمر والمتوسط، وقد سماها الإغريق "قناة سيزوستريس" نسبة إلى الملك "سنوسرت الثالث". ومن الفوائد التى عادت على البلاد من حفر "قناة سيزوستريس" ازدياد النشاط التجارى وتوثيق الصلات التجارية بين مصر وبلاد "بونت" (الصومال الحالية)، وأيضاً ازدياد النشاط التجارى بين مصر وبلاد الشام، وجزر البحر المتوسط، مثل كريت وقبرص.
4 - الملك إمنمحات الثالث
وجه الملك "إمنمحات الثالث" (من ملوك الأسرة الثانية عشرة) جهده للتنمية واستثمار موارد البلاد الطبيعية. وارتبط اسمه بعمله العظيم فى منطقة الفيوم، إذ بنى سداً لحجز المياه عند "اللاهون" أنقذ به مساحة كبيرة من الأراضى كانت ضائعة فى مياه الفيضان، وأضافها إلى المساحة المزروعة فى مصر، وقد عرف هذا السد فيما بعد بـ"سد اللاهون". كما أقام الملك "إمنمحات الثالث" مقياساً فى الجنوب عند قلعة "سمنة" للتعرف على ارتفاع الفيضان، والذى كان يتم على أساسه تقدير الضرائب. وبنى هرمه الشهير عند بلدة "هوارة" بالفيوم، وأقام معبداً ضخماً أطلق عليه فيما بعد "قصر التيه" لتعدد حجراته، حيث كان من الصعب على الزائر الخروج منه بعد دخوله. كتب المؤرخ اليونانى "هيرودوت" يصف قصر التيه: "إنه يفوق الوصف، يتكون من 12 بهواً، ومن 3 آلاف غرفة، نصفها تحت الأرض، ونصفها الآخر فوقها، والغرف العليا تفوق ما أخرجه الإنسان من آثار، إذ أن سقوفها كلها قد شيدت من الأحجار، ويحيط بكل بهو أعمدة مصنوعة من الأحجار البيضاء …".
ودى واحترامى