مشاركة شاعر نوبى طى النسيان الغد المشرق

الشاعر نوري السيد
علي شاعر نوبي مخضرم من منطقة حفير مشو بدنقلا يقرض الشعر منذ الخمسينات
يعاني من الجفوة وعدم الاهتمام رغم شهرته في الأوساط النوبية وفي أوساط
عموم أهل السودان وأنا عبر هذه النبذة المختصرة ألقي باللوم كل اللوم على
أبناء النوبة بصفة خاصة والسودانيين بصفة عامة من الذين يعيشون حالياً
بالمملكة العربية السعودية فهذا الشاعر الرائع من الشعراء المقربين للأستاذ
المبدع محمد وردي والأستاذ مكي على إدريس وغيرهم من المبدعين في مجال
الغناء والشعر النوبي، فمخزونه الشعري يتجاوز التسعين قصيدة، وتغني له
الأستاذ زكي عبدالكريم بلبل الشمال قصيدته الرائعة الرايقة ست الجيل التي
أجيزت وسجلت عام 1961م وتشرف بتسجيل أول أغنية دنقلاوية مكتملة سجلت
للإذاعة السودانية وهي (يا سلام) ..

(أن قلبي جوقبون) وكذلك تغني
بكلماته الفنان صاحب الصوت الشجي إدريس إبراهيم، فشاعرنا نوري عضو في اتحاد
الشعراء والفنانين وقد تم تكريمه في الستينات من ضمن 35 شاعراً تم إدراجهم
في قائمة الشرف التأسيسية لاتحاد شعراء الأغنية السودانية وساهموا في
تأسيس الشعر السوداني ، وتغنى بشعره كل فناني دنقلا ووصلت أغانيه لمنطقة
السكوت والمحلس وحلفا ومناطق النوبة المصرية ..فهل يُعقل أن يُنسى مثل هذا
الشاعر المبدع ..وهل يُعقل أن لا يذكر حتى إسمه عندما تغني أشعاره الرائعة
عبر الفضائيات هذه الأيام..فشاعرنا الملهم له علاقاته المتميزة مع كل الوسط
الفني من شعراء وفنانين. كما تتلمذ على يديه الشاعر محمد صالح طُبق
والشاعر جلال عمر وغيرهم من الشعراء الذين أثروا الساحة النوبية بأشعار
ستظل قيثارة تشنف أذان كل من يستمع إليها من حبي الشعر النوبي المموسق
البديع. ونحن بدورنا نتساءل أين هذا الشاعر والملحن والفنان من المنتديات
النوبية والمنتديات الشعرية التي نسمع عنها في مدينتي الرياض وجدة وبقية
مدن المملكة الأخرى..وهل يستحق مثل هذا الشاعر الرائع الموهوب أن يُقابل
بكل هذا الجفاء والتجاهل من أبناء منطقته بصفة خاصة وأبناء وطننا الغالي
بصفة عامة ... فالتحية والتجلة لهذا الشاعر المتمكن الذي أعتبره أميراً
لشعراء النوبة والذي أرى من الواجب أن نوفيه القليل من حقه علينا، وأن
نكرمه تكريماً لائقاً يليق بشعره وفنه وإبداعاته التي أثرى بها ساحاتنا
الفنية